مدخل حول «أنيميا الفول»: أسباب الإصابة والأعراض والعلاج
في كل منزل يوجد فرد من العائلة يعاني من حساسية تجاه مادة معينة؛ هناك من يعاني من الحساسية تجاه الأتربة والروائح النفّاذة، وهناك من يعاني من حساسية تجاه مأكولات أشهرها حساسية اللبن والفراولة، لكن هل يمكن أن يكون لدينا حساسية تجاه الفول، الذي يعتبر وجبة أساسية في كثير من البلدان؟
ذلك ما سوف نتطرق له في الأسطر المقبلة.
ماهية أنيميا الفول G6PD Deficiency
تسمي أنيميا الفول أيضاً بـ«التفوّل» أو «تكسر الدم الفولي»، وهو يعتبر مرضاً وراثياً ينتج عنه نقص في إنزيم جلوكوز6 – فوسفات ديهيدروجينيز (G6PD) في الدم. ووجود ذلك الإنزيم ضروري في تنظيم التفاعلات الكيميائية الحيوية داخل الجسم.
إنزيم G6PD مسئول عن بقاء خلايا الدم الحمراء صحية وتؤدي مهامها بشكل سليم، فأي خلل في ذلك الإنزيم يؤدي إلى تدمير خلايا الدم الحمراء في وقت مبكر، وينتج عن ذلك التدمير المبكر إلى ما يعرف بفقر الدم الانحلالي.
وفقر الدم الانحلالي ينتج عن تدمير خلايا الدم الحمراء بشكل أسرع من قدرة الجسم لاستبدالها، بالتأكيد يؤدي ذلك إلى نقص الأكسجين الواصل لأعضاء الجسم والأنسجة ويُسبِّب نقص الأكسجين شحوب وصفار الجلد والعينين وضيق التنفس.
أسباب الإصابة بأنيميا الفول
توجد أسباب متعددة للإصابة بنقص إنزيم G6PD (أنيميا الفول) منها:
1. مرض وراثي: نقص إنزيم G6PD ينتج عن توارث الجينات من الوالدين فذلك الجين المسبب في نقص إنزيم G6PD موجود في كروموسوم X، لكن نسب إصابة الرجال بنقص ذلك الإنزيم أعلى من النساء وذلك يعود إلى أن الرجال تحمل كروموسوم X واحد فقط فيسهل على الجين المسبب لذلك النقص أن يظهر بكثرة.
2. تناول الفول أو بقوليات مشابهة: سُمي مرض أنيميا الفول نسبة لارتباط حامل المرض بأكل البقوليات والفول خاصة، فبمجرد تناول الفول يتم تكسير كرات الدم الحمراء، لكن بالطبع ليس الجميع يعاني من حساسية الفول.
3. تناول العقاقير: هناك بعض العقاقير تسبب أنيميا الفول منها:
- مضادات الملاريا (وهي أدوية تستخدم لعلاج ومن ظهور الملاريا).
- السلفوناميد (وهي أدوية تستخدم في علاج أمراض كثيرة).
- الأسبرين (ويستخدم في تخفيف الألم والحمى والتورم).
- مضادات الالتهاب غير الاستيرودية.
4. الإصابة بالالتهابات البكتيرية أو الفيروسية: حيث تعد العدوى في كثير من الأحيان من مسببات فقر الدم الانحلالي.
أعراض الإصابة بأنيميا الفول
إذا كنت تعاني من الأعراض التالية فمن المرجح أنك مصاب بأنيميا الفول وهي:
- تسارع ضربات القلب.
- ضيق التنفس (تتدرج صعوبة التنفس حسب درجة الأنيميا المصاب بها، وقد تجد صعوبة في التنفس عند بذل أقل مجهود).
- الصفراء أو اليرقان (يصبح الجلد لونه أصفر بشكل واضح، ويمكن أن يكون إنذاراً لإصابة حديثي الولادة بأنيميا الفول نظراً لانتشار الصفراء لدي حديثي الولادة).
- قد تشعر ببعض الإعياء والدوخة المتكررة مصحوبة بالحمى.
- قد تلاحظ تغير في لون البول الذي يكون عادةً بلون أغمق من المعتاد.
عوامل الإصابة بأنيميا الفول
هناك بعض العوامل التي تزيد فرص الإصابة بأنيميا الفول وهي:
- حسب جنس المريض: فنسبة إصابة الرجال أكبر من النساء كما ذكرنا من قبل.
- إذا كنت من سكان دول أفريقيا خاصة الشرق الأوسط.
- إذا كان لدى عائلتك تاريخ وراثي مع أنيميا الفول.
تشخيص مرض أنيميا الفول
إذا شعرت ببعض من الأعراض السابق ذكرها يجب استشارة طبيب لكي يشخص حالتك ويجب أن تخبر طبيبك إذا كنت تتبع حمية معينة أو تتناول دواء معينًا.
ومن أدوات الفحص للتعرف على المعلومات اللازمة للتشخيص هي:
- عينة دم (لمعرفة نسب إنزيم G6PD).
- صورة دم كاملة CBC.
- اختبار الهيموجلوبين في الدم.
- فحص نشاط إنزيم G6PD.
علاج أنيميا الفول
يوجد أكثر من بروتوكول متبع لعلاج أنيميا الفول وبعض التعليمات وهي:
1. حظر تناول بعض الأطعمة
مريض أنيميا الفول يجب أن يتجنب تناول الأطعمة التالية:
- الفول والبقوليات المشابهة (العدس والفاصوليا واللوبيا… إلى آخره).
- المكسرات بأنواعها.
- الأطعمة التي يدخل في صنعها فول الصويا مثل اللحوم المصنعة في الأسواق.
- الأطعمة بالطبع التي يُضاف لها الفول السوداني.
2. إيقاف سبب العدوى
إذا كان سبب نقص إنزيم G6PD ناتجاً عن العدوى فتتم معالجة العدوي الأساسية في بداية الأمر، وبالتالي إيقاف أي عقار يستخدمه المريض يسبب تكسر خلايا الدم.
3. نقل الأكسجين
في بعض حالات أنيميا الفول يتفاقم نقص إنزيم G6PD ويؤدي إلى فقر الدم الانحلالي، فيلجأ الأطباء إلى استخدام طرق أكثر فاعلية، فيتم نقل الأكسجين والدم للمريض تجديد نسبة الأكسجين وخلايا الدم الحمراء، في تلك المرحلة تُوضع تحت المراقبة الطبية لفترة لمراقبة فقر الدم الانحلالي لضمان الشفاء التام وعدم حدوث مضاعفات أخري للمريض.
وختاماً: هل أنيميا الفول تشكل خطراً على المصابين؟
لا يعد مرض نقص إنزيم G6PD من الأمراض التي تسبب مضاعفات خطيرة على المريض إلا إذا تمت مخالفة التعليمات السابق ذكرها، كمنع بعض الأطعمة والأدوية والاستمرار دون إشراف طبيب.