الشيطنة الإعلامية والمصالحة الوطنية (1)
استطاعت الدولة المصرية عبر عقود طويلة السيطرة على وسائل الإعلام الحكومية ، وعبر تفاهمات التزاوج بين رأس المال والسلطة أن تروض الإعلام المملوك لرجال المال والتحكم فى رسالته قبيل ثورة يناير، وخلافًا لما تنادي به نظرية المسؤولية الاجتماعية للإعلام- قامت وسائل الإعلام المصرية بتجسيد وتكريس التحزُّب والتشرذم والاستقطاب السياسي الذى نشأ بعد الثورة ؛ مستخدمة كافَّة الأساليب والممارسات غير الأخلاقية، وانتهاك خصوصيات الأفراد وصعوبة الضبط الأخلاقي لها، فقد وجد الإعلام المصري نفسه جزءًا من هذا الاستقطاب والصراع ، وقد واكب ذلك ظهور العديد من العشرات من الفنوات الفضائية والصحف الإلكترونية المملوكة لرؤوس أموال مشاركة فى عملية الصراع والاستقطاب مما زاد المشهد فوضى.
ومع زيادة الصراع السياسي فى البلاد وصعود جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم تعمقت حالة الاستقطاب فى المجتمع وقد ساهم الإعلام فى ذلك بصورة كبيرة ، فقد تحول الإعلام بشقيه الحكومي والخاص لأداة من أدوات الصراع السياسي والمجتمعي التي عاشتها مصر ،بل وأصبحت فاعلًا سياسيًا بامتياز عندما تخلت عن الاعتبارات المهنية ووضعت لنفسها هدفا سياسيا وهو إسقاط حكم الإخوان، والعمل على حشد الجماهير ضده وصولا لنجاحها في تحقيق ذلك في 3 يوليو 2013 .
كيف يشيطن النظام أعداءه؟
لعب الإعلام دورا كبيرا ومهما في حياة الشعوب والأمم منذ نشأة التاريخ، والإعلام وسيلة اتصالية تناقل استخدامها عبر العصور، والإعلام بمفهومه الواسع هو عملية جمع المعلومات وتداولها ونشرها، واستخدام العلم الحديث في عملية الجمع والتصنيف والإخراج والتكنولوجيا المتقدمة في عملية الاتصال بالجمهور .
وقد أدركت الأنظمة السياسية أهمية الألة الإعلامية فى ترويج الأفكار والقناعات لدى الشعوب،
(( إن القوة العسكرية حيوية ولكنها إن لم تدعم ببرامج اقتصادية وسياسية ودعائية فإنها ليست كافية ابدا )) ريتشارد نيكسون
وعبر تلك الألة الدعائية، تقوم الأنظمة الديكتاتورية بالدعاية لنفسها ونشر وجهة نظرها وخططها والترويج لسياساتها ونشر أفكارها ومبادئها وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنها, والرد على الاشاعات التي يطلقها أعداؤها وتبيين وجهة نظرها في القضايا العامة والخاصة المطروحة على الساحة الدولية, ومهاجمة أعدائها وخصومها، ومن يغرد بعيدا عن ذلك النسق، فهو عنصر غير مرغوب به، وتكون عاقبته التهميش والاقصاء والقتل احيانا اذا تطلب الامر ذلك ،
“لن نبالغ إن قلنا إن نموذج الإعلام كسلاح لسيطرة الدولة في العالم العربي أسسه المصريون”. بهذه الكلمات وصف الصحفي الاسكتلندي أندرو هاموند إعلام الحقبة الناصرية في كتابه الثقافة الشعبية في العالم العربي.
حرص نظام يوليو 1952 وهو يثبت مقاليد سلطته وحكمه على استخدام الألة الإعلامية فى الترويج للنظام ولمشروعه القومي ، أسس عبد الناصر إذاعة باسم “صوت العرب” عام 1953 وعين لإدارتها المذيع أحمد سعيد أحد أصدقائه المقربين والذي لعب دورا هامًا في الترويج للقومية العربية التي تبناها عبد الناصر.
كذا صارت أداة لتوجيه الغضب الشعبي من سوء الأوضاع المعيشية في هذا الوقت نحو الغرب الإمبريالي الذي يسرق خيرات الأمة العربية ، وباتت تلك الإذاعة بوقا للنظام الناصري يهاجم منها أعداءه ويشنعهم ويصفهم بالعمالة والخيانة، وتفرغ أحمد سعيد لمهاجمة الملك فيصل لموقفه المعارض لموقف عبد الناصر في اليمن. كما اتخذت صوت العرب في عهد أحمد سعيد موقفا مساندا لأعضاء الحكومة الأردنية الموالين لعبد الناصر في معركتهم ضد الملك حسين، وعندما توترت العلاقات بين النظام الناصري وحكومة عبد الكريم قاسم، لم تتوقف إذاعة صوت العرب عن السخرية والاستهزاء بالرئيس العراقي ،وخيانته للعروبة وزجه بالمناضلين الأحرار في غياهب السجون وتعذيبهم.
وبالعودة إلى جماعة الإخوان الخصم الأول لعبد الناصر، لم يتوانى الإعلام الناصري عن توجيه التهم للإخوان بالخيانة والعمالة للإنجليز وإثارة الشغب وتكوين الخلايا السرية لتفكيك الجيش والبوليس ، وهى تلك التهم التي يعاد طرحها فى الفضاء الإعلامي حتى يومنا هذا بين كل فترة وأخرى.
استمرت تبعية الإعلام للدولة فى عهد السادات الذي قام بصناعة نخبة إعلامية وثقافية جديدة تغنت بالسيادة الأمريكية والتوجه نحوها وهاجمت الناصرية وشنعت على رموزها !!، وصار نائبه مبارك على نفس الدرب فى مصادرة المجال السياسي وهو ما يستلزم تأميم الرأي والإعلام الحكومي الذى وصل به الحال إلى اعتبار ميلاد مبارك هو ميلاد مصر بأكملها ولم تتوانى الصحف القومية عن استخدام فزاعة الإخوان وأفردت لهم الصفحات لمهاجمتهم واستدعاء التهم الجديدة القديمة بالعمالة للغرب والإرهاب.
كيف تعمل وسائل الإعلام ؟
1-الإعلام الحكومي: لا صوت يعلو فوق صوت النظام الحاكم ،ذلك هو الحال فى المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة وقد لاحظنا ذلك فى الفقرة السابقة وكيف أممت الدولة العسكرية وسائل الإعلام ، وبدا ذلك واضحا فى ثورة يناير عندما اتهم المتظاهرين بالعمالة والخيانة وتقاضيهم الأموال من الجهات الخارجية.
2-الإعلام الخاص: ظل هامش الحرية والاستقلالية لوسائل الإعلام الخاصة قبل ثورة يناير محكومًا بتفاهمات غير معلنة بين النظام الحاكم وبين مالكي هذه الفضائيات والصحف حول عدد من الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تخطيها مثل توريث الحكم أو توجيه النقد لشخص الرئيس وعائلته والدائرة المقربة منها، ولاسيما أن معظم مالكي هذه القنوات هم من رجال الأعمال الذين ارتبطت مصالح معظمهم بصورة مباشرة بالنظام، وهم الذين أسسوا تلك المؤسسات الإعلامية من أجل مصالحهم الاقتصادية التي كانت حاضرة وبقوة في الرسالة الإعلامية لتلك المؤسسات، فلم يكن مسموحا بمناقشة بعض القضايا التي تمس المصالح الاقتصادية لمالك الصحيفة مثل تجارة الأراضي، أو تراخيص المحمول، وكانت مصالح ملاك تلك الصحف والقنوات هي ما تحدد المحتوى التحريري، وهو ما يؤكده رجل الأعمال أحمد بهجت مالك قناة دريم حين يقول في حوار تلفزيوني “أنا لا اصدق أن هناك مالك لقناة ليس له علاقة بالسياسة التحريرية للقناة، وهكذا ظلت الحرية الممنوحة لوسائل الإعلام في توجيه نقدها لبعض السلبيات والفساد في المجتمع ومؤسسات الدولة حرية ذات سقف محدد ومشروطة بعدم الخوض في موضوعات بعينها. ولعل هذا ما يفسر حالة الارتباك والتخبط وفقدان التوزان التي وجد هذا الإعلام نفسه عليها خلال الأيام الأولى للثورة وحتى رحيل مبارك.
ومع بداية حالة الاستقطاب والانقسام بين القوى السياسية التي شاركت في الثورة والتي برزت مع أول استحقاق سياسي تمثل في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 19 مارس/آذار 2011، وجد الإعلام المصري نفسه جزءًا من هذا الاستقطاب والصراع ، وقد أدركت الأطراف السياسية المتصارعة أهمية ذلك، فعملت على تسخير وسائل الإعلام لتخدم أجندتها السياسية ، وانتشرت العديد من القنوات الفضائية الجديدة المملوكة لرجال الأعمال المرتبطين بمصالح اقتصادية مع النظام القديم وهم بالطبع خصوم لجماعة الإخوان التي تصدرت المشهد السياسي بعد ثورة يناير، وبالمثل أنشأت جماعة الإخوان قناتها الخاصة وقام العديد من القنوات الدينية بتخصيص ساعات يومية للمناقشات السياسية ودعم خطاب تيارات الإسلام السياسي فى تلك الفترة.
تصاعدت حالة الاستقطاب السياسي فى البلاد مع صعود جماعة الإخوان لمؤسسة الرئاسة، وانتهاء التحالف بين الجماعة والجيش، والذى قام بدوره بتشكيل الأذرع الإعلامية التابعة له للترويج له تمهيدا للانقلاب على نظام الإخوان، وهو ما بدا واضحا فى تلك الفترة حينما تصاعدت اللهجة الإعلامية بضرورة تدخل الجيش وعمل توكيلات لعبد الفتاح السيسي لإدارة البلاد، وبعد الانقلاب العسكري فى 3 يوليو أذاعت شبكة رصد تسريبا للسيسي بينما كان وزير للدفاع حينها يتحدث فيه عن ضرورة تكوين أذرع إعلامية للجيش للترويج له، وهو ما بات واضحا ومؤكدا فى تسريب لاحق يظهر فيه عباس كامل مدير مكتب السيسي وهو يعطي التوجيهات الإعلامية لتلك الأذرع .
ما هي الصورة الذهنية التي تبثها الوسائل الاعلامية عن الاخوان ؟ وكيف شكلتها
فى مشهد يومي متكرر، يتصدر الإخوان نشرات الأخبار والمانشيتات الرئيسية للصحف والبرامج الليلية ، حيث لا يكاد برنامج أو صحيفة تخلو من موضوعات تتعلق بالإخوان ، فقد أصبحت وسائل الإعلام أداة من أدوات الصراع ما بين السلطة الانتقالية التي جاءت بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وبين الإخوان، مما شهد تراجعا عاليا في القيم المهنية في الأداء الإعلامي ترافق مع تراجع أكبر في مساحة الحريات الصحفية ولاسيما الصحافة التي تقدم رأيًا مغايرًا لما تريده السلطة أو الإعلام الموالي لها، معتقدة فى ذلك أنها يمكن حشد الجماهير في مواجهة الجماعة واستئصالهم من المجتمع.
الأمر الذى تكرر مرات ومرات عبر إعلاميين مواليين للسلطة فى دعوة الشعب لقتل الإخوان وحرق ممتلكاتهم والإبلاغ عنهم، فى شكل يعكس حالة الاستقطاب والكراهية الشديدة بين أطراف الأزمة السياسية فى مصر وأذرعهم الإعلامية، فأصبحت جماعة الإخوان هي العدو الداخلي الأخطر من اليهود إن لم يكونوا حلفاء لهم، وهم الخوارج القتلة المخربين الذين يريدون هدم الإسلام من داخله، وهم أيضا المسئولين عن كل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تحدث فى البلاد ، وهو الذى شكل صورة ذهنية لجماعة الإخوان، هذه الصورة الذهنية، تمثل البناء الاجتماعي للحقيقة، التي يعتقدها ويروجها الخطاب الإعلامي؛ وذلك عبر تشكيل مفاهيم، وأطر معرفية، ورموز ثقافية، جديدة في المجتمع عن جماعة الإخوان المسلمين، لتصبح مصدر معلومات الرأي العام عمومًا. ويهدف هذا البناء المفاهيمي، والنسق المعرفي الجديد، إلى خلق “اتجاه سائد” بين أفراد المجتمع إزاء جماعة الإخوان المسلمين ، مستغلة حالة الهستيريا الوطنية والجموح الجماهيري فى بث تلك الصورة التي فشلت الألة الإعلامية لنظام مبارك فى ترويجها وبثها.
فما هي أبعاد الصورة الذهنية التي شكلتها وسائل الإعلام عن جماعة الإخوان ؟ وكيف شكلتها ؟وما دلالة تلك الصورة سياسيا وإعلاميا واجتماعيا ؟
يعرف عميد كلية الإعلام السابق الدكتور علي عجوة الصورة الذهنية في كتابه الصورة الذهنية والعلاقات العامة بأنها : الناتج النهائي للانطباعات الذاتية التي تتكون عند الأفراد، أو الجماعات إزاء شخص معين، أو نظام ما، أو شعب أو جنس بعينه، أو منشأة، أو مؤسسة ما.
وفى دراسة علمية متميزة قام بها الباحث محمد الراجي بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات والأبحاث ، يقسم الراجي الصورة الذهنية إلى 3 مكونات
1-المكون المعرفي: المعلومات والأخبار التي يتم تداولها عن قضية أو مؤسسة أو جماعة ما
2-المكون الوجداني: الإشارات العاطفية التي يتلقاها الجمهور عن تلك القضية أو الجماعة أو الموضوع محل الدراسة
3-المكون السلوكي: سلوك الأفراد ومواقفهم الناتجة من الصورة الذهنية تجاه الموضوع محل الدراسة
مكونات الصورة الذهنية لجماعة الإخوان
1- اعتصام رابعة و مظاهرات الإخوان
تصدر اعتصام رابعة و مظاهرات الإخوان واحتجاجاتهم الصحف والمقالات والبرامج الليلية، وقد عالجت الألة الإعلامية تلك المظاهرات بعدة أطروحات وتوصيفات أبرزها:
أ- مظاهرات تستهدف انقسام الدولة والمجتمع من قبل الجماعة المخربة الخارجة عن المجتمع.
ب- تعطيل المرافق العامة وحرق ممتلكات البلاد من محطات الكهرباء والمدارس وأقسام الشرطة.
ج- مظاهرات إخوان C.I.A، لوصف تلك المظاهرات بأنها تعبيرا عن الرغبة الإخوانية فى استجداء أمريكا لإعادته للحكم مرة أخري.
تحمل الصورة السابقة لمظاهرات الإخوان إشارات سلبية تهدف لتكوين عقيدة ومكون سلوكي عن الجماعة بأنها تنظيم خارج عن القانون ويستهدف تدمير المجتمع مما يستدعى ضرورة دعم تأييد السلطة الحالية وشرعية وجودها فى محاربة تلك الجماعة الإرهابية، وهو ما تم تحقيقه عبر إدراج الإخوان كجماعة إرهابية بعد حادثة تفجير مديرية أمن الدقهلية وسط تأييد شعبي رغم إعلان جماعة أنصار بيت المقدس تبنيها للعملية، كما تكونت عقيدة لدي الجماهير بعمالة وخيانة الجماعة التي تستجدى أمريكا لإعادتها للحكم وهو ما يحمل معنى كامنا بعداوة أمريكا للسلطة الجديدة .
2- محاكمات الإخوان:
كانت الأطروحة الإعلامية المصاحبة لمشاهد محاكمات الإخوان أو القبض على أفراد التنظيم هي يقظة الدولة وسلطاتها الأمنية فى حماية المجتمع من تلك العناصر المتورطة فى أعمال عنف وإرهاب، أو لانتمائهم إلى جماعات إرهابية تكفيرية تستهدف الأمن القومي للبلاد.
ومن دلالات أطروحة محاكمة الإخوان بتهمة الإرهاب والعنف، توجه الأفراد للتفكير دائما فى هذا الأمر واستشعار الخطر وهو ما تحقق عبر ربط الجماهير دائما لأى أحداث عنف وتخريب بالإخوان دون الحاجة لتوجيه من الآلة الإعلامية، كما تخلق هذه الصورة الذهنية لقيادات الإخوان توقعا لدى الأفراد بسلامة إجراءات المحاكمة، كما تبرر أية خطوة قد تتخذها “السلطة القضائية” ضد جماعة (وتنظيم) الإخوان بعد تورط قياداتها في الأعمال الإرهابية والعمالة للخارج.
3- فترة حكم الإخوان:
لا تتوانى وسائل الإعلام بين كل فترة وأخرى على إعادة تذكير متابعيها بفترة حكم الإخوان ومن الأطروحات الإعلامية لوصف تلك الفترة:
أ- جماعة فاشية مستبدة: أرادت الاستبداد بحكم البلاد لمدة 500 سنة تحت شعار الدين لإقامة دولة المرشد.
ب- العمالة للخارج وبيع البلاد: وبيع ممتلكاتها لقطر وتركيا وتمكين أهل غزة من سيناء وإفشاء أسرار الدولة لحماس ج_ أخونة الدولة : عبر الاستحواذ على جميع مؤسساتها وتعيين كل أعضائها فى مفاصل الدولة وأجهزتها السيادية.
د- تمكين الإرهاب: عبر الإفراج عن الإرهابيين فى السجون وتسهيل دخول الإرهابيين القادمين من أفغانستان وسوريا.
تعطى الأطروحات السابقة صورةٍ ذهنية عن حكم الإخوان بكونه حكما فاقدا للشرعية في خطاب مناوئ لخطاب الإخوان المتعلق باسترداد الشرعية، هو ما يثير القلق والخوف على مصير البلاد في حال استمرار وجود هذه الجماعة .وفي المقابل تكرس هذه الصورة هيمنة السلطة الجديدة على المشهد السياسي باعتبارها منقذة للمجتمع من حكم الإخوان الكارثي
4- أذرع الجماعة:
أ-القوى المدنية المختلفة مع النظام: (خلايا إخوانية نائمة ) هكذا وصف وسائل الإعلام القوى الثورية والطلابية المحسوبة على التيارات المدنية والمناهضة للنظام بأنها تنفذ أجندة إخوانية في هدم الدولة.
ب-مجموعات الألتراس: مجموعات إرهابية تنفذ تعليمات خيرت الشاطر الذي قام باختراقها وتوظيفها لهدم الدولة.
تهدف تلك الأطروحات إلى رسم صورة ذهنية مفادها توسع نفوذ الجماعة وكثرة أدواتها للتآمر على الوطن وإسقاط الجيش، وتهدف تلك الأطروحات أيضا إلى بث الخوف والرعب في نفوس المعارضين للنظام السياسي ووصف كل من يخرج عن تأييد النظام بأنه إخواني.
5- المنظومة الفكرية الإخوانية:
تقدم وسائل الإعلام المنظومة العقدية والفكرية لجماعة الإخوان بأنها منبت كل الشرور التي نشأت منها التيارات الجهادية والإرهابية ولا تفرق وسائل الإعلام بين الإخوان وداعش أو القاعدة .. فالكل أوجه لعملة واحدة ، كما يتحدث الإعلام عن فكرة التقية عند الإخوان ونكثهم بالأيمان والعقود ، مما يعطى صورة ذهنية بخداع الجماعة وعدم تصديق ادعاءاتها عن التعذيب والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل النظام.
في الجزء الثاني نحاول التطرق إلي تأثير هذه الصورة الذهنية علي إمكانية المصالحة بين النظام والاخوان.