المؤيدون: آخر خدمة «النظام» علقة
مثلت إقالة «أحمد الزند» وزير العدل آخر حلقة في سلسلة الأشخاص الذين ضحّى بهم نظام الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، أو تعرضوا إلى عقاب وتضييقات عليهم رغم تأييدهم للنظام وتحريضهم على معارضيه.
سليمان الحكيم
كان الكاتب الصحفي «سليمان الحكيم» من أوائل من تعرضوا لهذا الموقف، فقد تعرض لإهانات ومعاملة وصفها بـ«الفظة» من قبل أحد كمائن الجيش في يوم افتتاح مشروع تفريعة قناة السويس الجديدة يوم 6 أغسطس الماضي.
هدد سليمان الحكيم بالهجرة إلى إسرائيل بعد أن تم تهديده بالضرب بأحد الكمائن.
وأبدى الحكيم حينذاك في حسابه الشخصي على موقع «فيسبوك» ندمه على جميع مواقفه التي اتخذها قبل ذلك «في خدمة البلد» على حد قوله، بعد أن تعرض إلى تهديد بالضرب من أحد المسئولين عن الكمين. وهدد في تدوينة ثالثة بالهجرة إلى إسرائيل بسبب ما حدث.
ويعتبر الحكيم أحد الصحفيين المؤيدين للسيسي، ففي أكتوبر عام 2014، كتب الحكيم مقالا بعنوان «اغضب يا سيسي» دعا فيه الأخير إلى قتل من وصفهم بـ«الإرهابيين» وتعليق رؤوسهم فوق أسنة البنادق ونشر جثثهم على جذوع النخل.
بعد هذا الموقف كتب الحكيم مقالًا بعنوان «ليست قناة وليست جديدة» يهاجم فيها مشروع قناة السويس الجديدة، رغم أنه كان ذاهبًا إلى حفل افتتاحها.
عبد الحليم قنديل
منعت سلطات مطار القاهرة الدولي الكاتب الصحفي، عبد الحليم قنديل، رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، من السفر إلى الأردن في أغسطس الماضي، على خلفية اتهامه بإهانة القضاء.
وأبدى قنديل غضبه الشديد مما حدث، واصفًا ذلك في تصريحات صحفية بـ«المسخرة» التي لم تحدث معه في عهدي مبارك ومرسي، حسب قوله.
ويشتهر الكاتب الصحفي «عبد الحليم قنديل» بمواقفه المؤيدة للسيسي، والتي كان آخرها مقال في جريدة القدس العربي في مايو من العام الماضي، وصف فيه من يريدون الثورة على السيسي بـ«العبط»، متهمًا من يريدون ذلك بتلقي تمويل من الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد اغتيال السيسي حسب قوله، مؤكدًا أن السيسي لن تندلع ضده أي احتجاجات.
ناصر أمين
المعاملة غير اللائقة اشتكى منها أيضًا ناصر أمين، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، بعد توقيفه في مطار القاهرة في فبراير الماضي، متهمًا الشرطة بفعل ذلك بطريقة وصفها بـ«غير اللائقة»، مضيفًا أنه سيطلب توضيحًا من وزارة الداخلية فور عودته، إلا أنه لم يوضح ما إذا كانت الوزارة قد ردت على طلبه أم لا.
وكان أمين قد أعلن تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان حول فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، والذي اتهم المعتصمين بحمل السلاح والبدء بإطلاق النار على قوات الشرطة، مبرّرًا عملية الفض بأن الحكومة «اضطرت» للقيام بذلك.
ورغم اعتراف أمين بأن المجلس لم يستطع الحصول على خطة وزارة الداخلية لفض الاعتصام، نظرًا لعدم تعاون الوزارة معهم، إلا أنه قال إن المجلس «تخيل» تلك الخطة، وعملت لجنة تقصي الحقائق بناءً على ذلك.
هشام سليم
في الخامس والعشرين من يناير الماضي، نشر «شادي أبو زيد» مراسل برنامج «أبلة فاهيتا» فيديو يتضمن قيامه مع الممثل الشاب أحمد مالك بتقديم واقيات ذكرية لأفراد الشرطة بميدان التحرير.
طالب هشام سليم أن يعاقب أحمد مالك بمسح دورات المياه بأقسام الشرطة، وبعد يومين وجه اتهامًا للشرطة بالتدليس والتزوير.
بعد نشر الفيديو هاجم فنانون الشابيْن بشدة، منهم الممثل هشام سليم، الذي طالب بأن يعاقب أحمد مالك بمسح دورات المياه بأقسام الشرطة لمدة شهر.
إلا أن سليم عاد بعد يومين فقط لتوجيه سيل من الاتهامات للشرطة بالتدليس والتزوير وتلقي رِشى لتنفيذ أمر إلقاء القبض على ابنته من مدرستها، على خلفية قضية سب وقذف أقامتها الممثلة ياسمين عبد العزيز ضدّها. كما اتهم سليم الممثلة وزوجها بـ«التحكم في الداخلية والقضاء»، ليقوم بعدها بحذف تعليقاته التي يهاجم فيها الشرطة.
غادة إبراهيم
على نفس النهج سارت الممثلة غادة إبراهيم، التي هاجمت شادي ومالك عقب نشرهما للفيديو، إذ عبرت عن غضبها منه قائلة «استهزاؤكم برجال الشرطة في عيدهم وعدم إحساسكم بدورهم ومعاناتهم لحماية وسلامة المواطنين جريمة وعدم انتماء وقلة رجولة (..)، يعيش شرطة وجيش بلدي».
إلا أن غادة ألقي القبض عليها أواخر فبراير الماضي بتهمة إدارة مسكنها لأعمال منافية للآداب، وتم حبسها على ذمة القضية، وتبين أنها سبق القبض عليها في قضية آداب عام 1992.
ونقل موقع «التحرير» عن غادة تهديدها لرجال المباحث أثناء القبض عليها بأن المحامي الخاص بها هو مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك.
لكن وخلال 18 يومًا فقط، برّأت المحكمة غادة من تهمة الدعارة، لتخرج رافعة علامة النصر، ومؤكدة أنها كانت «قرصة ودن» وأنها لن تتوقف عن الحديث في «السياسة» رغم أنها مؤيدة للنظام وليس لها أي آراء معارضة كي تتعرض لهذه «القرصة».
إسلام بحيري
برز اسمه بقوة عقب دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني، ليقدم برنامجًا على قناة «القاهرة والناس» ليهاجم التراث الإسلامي والأحكام الفقهية.
إلا أن السيسي عاد بعد ذلك وأكد ضرورة الحذر في مسألة تجديد الخطاب الديني، وأن التجديد لن يتم في يوم وليلة وليس بـ«هذه الطريقة»، مؤكدًا أن حديثه عن هذا الموضوع فهم بشكل خاطئ، ليواجه بحيري بعدها عدة قضايا أمام المحاكم، أسفرت إحداها عن الحكم عليه بالحبس لمدة عام بتهمة «ازدراء الدين الإسلامي» أواخر العام الماضي.
وقال بحيري عقب الحكم «أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي طالب بثورة دينية، ولكن عندما نفذت كلامه تم سجني». فيما أكد المخرج خالد يوسف نفس المعنى قائلًا «عن أي دعوة نتحدث لتجديد الخطاب الديني وفك جموده ليستجيب للمستجدات العصرية، وأول من استجاب لهذه الدعوة واجتهد ليجدد سواء أصاب أو أخطأ كان مصيره السجن؟».
وقال المفكر سيد القمني في حوار تلفزيوني إن بحيري «نفّذ ما طالب به السيسي في قضية تجديد الخطاب الديني». وكتب الدكتور خالد منتصر في مقال بصحيفة الوطن موجهًا حديثه للسيسي «لا أتصور أن تكون قد طالبت المثقفين بتجديد الخطاب الديني والقيام بثورة دينية بدون إعطائهم منديل الأمان وتركهم ظهورهم للحائط وصدورهم مغروس فيها الخناجر، ثم يقال للغرب نحن لدينا حرية تعبير غير مسبوقة».
فاطمة ناعوت
السيناريو نفسه تكرر تقريبًا مع الكاتبة فاطمة ناعوت، المؤيدة للسيسي، التي صدر حكم بحبسها لمدة 3 سنوات وغرامة 20 ألف جنيه، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي.
فاطمة ناعوت
وكانت فاطمة ناعوت قد التقت بالسيسي مع مثقفين مصريين أواخر عام 2014، طالبهم فيها السيسي بتصحيح صورة الإسلام لدى المواطنين، ودعم «تيار التنوير» داخل المجتمع المصري. وقالت فاطمة للسيسي إنها «تراهن عليه بشدة»، فيما سمّته «استعادة العقل المصري من التغييب الذي تعرض له وأدى إلى حكم جماعة الإخوان».
قبل يومين من صدور الحكم بحبسها كتبت فاطمة قصيدة في صحيفة المصري اليوم، بعنوان «محراب ومذبح»، أهدتها للسيسي، لتكتب واحدة أخرى بعد صدور الحكم بعنوان «سجن».
سيد حجاب
«فارس أحلام المصريين» هكذا وصف الشاعر سيد حجاب السيسي في لقاء تلفزيوني معه في يناير الماضي، كان يتحدث فيه عن دوره في لجنة الخمسين لتعديل الدستور بعد الثالث من يوليو 2013.
لكن في الرابع من مارس الجاري، كشف النقاب عن منع صحيفة الأخبار مقالًا للشاعر بعنوان «مصر تكذب على نفسها». وقال موقع «التحرير» إن حجاب أرسل المقال منذ أسبوعين، لكنه لم ينشر في موعد نشره كما هو معتاد، وعندما سأل عن سبب تأخر النشر لم يجد ردًّا، ومنع نشر المقال في الأسبوع التالي.
هاجم سيد حجاب مشروع العاصمة الإدارية الجديدة بعدما تم منع مقاله من النشر.
من جانبه، رفض الشاعر التعليق على الخبر أو نشر المقال الممنوع، قائلًا إن المنع «مناسبة للاستراحة من الكتابة»، ليظهر بعدها بنحو أسبوع في حوار مع صحيفة المصري اليوم، مهاجمًا مشروع العاصمة الإدارية الجديدة وواصفًا إياه بأنه «كوميدي»، كما وصف مشروع تفريعة قناة السويس بأنه «من المشروعات الدعائية الاستعراضية».
ورغم أنه أبدى عدم رغبته في اندلاع ما سماها «ثورة ثالثة» إلا أن حجاب أكد أنه «طالما يسلك النظام نفس المسار الخاطئ بدون وجود رؤية للمستقبل، وباستمرار الاعتداء على الدستور والشباب، وإقرار الأمن مقابل الحقوق والحريات، سيؤدي هذا كله إلى اضطراب اجتماعي وثورة».
أشرف زكي
«يا برادعي ارفع إيدك حسني مبارك هو سيدك»، كان هذا واحدًا من الهتافات التي رددها نقيب الممثلين «أشرف زكي» أثناء مظاهرة لمؤيدي الرئيس المخلوع حسني مبارك أثناء ثورة يناير. وبعد عزل مرسي أيد زكي ترشح السيسي للرئاسة.
وبعد واقعة فيديو «شادي ومالك»، عقد زكي اجتماعًا طارئًا لنقابة المهن التمثيلية، قرر على إثره تحويل أحمد مالك للتحقيق ووقف تصاريح عمله، مؤكدًا أنه «وجه لأحمد مالك خطابًا شديد اللهجة موبّخًا فعلته»، مضيفًا «ما فعله مالك يعدّ إهانة للبلد، وكان لا بد من معاقبته».
لكن في أوائل الشهر الجاري ألقت قوات الأمن القبض على الممثلة ميرهان حسن بحجة تعاطيها للمخدرات والخمر، وأثناء مقابلة زكي مع ميرهان داخل القسم، حاول أحد الضباط الاعتداء عليهما وقام بسبهما والاعتداء على الممثلة في وجوده ووجود المأمور.
وحاول زكي تذكير الداخلية بما سمّاها «دور الممثلين في إشعار ثورة 30 يونيو» مستنكرًا أن يتعرض لهذا الموقف، لكنه أكد في نفس الوقت ثقته في جهاز الشرطة وكفاءته.
وكانت ميرهان قد نشرت صورة لها وهي تحمل ورقة مكتوبًا عليها «مصر بتفرح» قبل افتتاح مشروع تفريعة قناة السويس، وهو الشعار الذي تم إطلاقه قبل الحفل، معربة عن تأييدها له وللسيسي.
خالد الصاوي
الصاوي ردًا على منتقديه، واصفًا الهجوم على المسلسل بـ«المنحط».
عرف الممثل خالد الصاوي بتوجهاته السياسية المعارضة لحكم مبارك، إلا أنه قام ببطولة مسلسل بعنوان «تفاحة آدم» عام 2014، احتوى على العديد من النقاط التي اعتبرها كثيرون تراجعًا عن أفكاره الثورية، إذ احتوى على تصوير أفراد الشرطة كضحايا للهجوم على أقسام الشرطة أثناء الثورة، بالإضافة إلى ترديد شائعة «جهاد النكاح» التي رددها الإعلام المصري بحق معارضي عزل مرسي، واتهام التيارات الثورية بالانتماء إلى جماعة الإخوان. وهو نفس الخطاب المناهض لثورة يناير.
الصاوي وصف منتقديه في ذلك الوقت بأنهم «سماسرة الثورة ودلاديل الإخوان»، واصفًا الهجوم على المسلسل بـ«المنحط».
كان الصاوي أحد المشاركين في أزمة الممثلة ميرهان حسن، بعد أن حاول الاتصال بالضابط الذي أوقفها، إلا أن الأخير أغلق الهاتف في وجهه، ليهاجم الصاوي وزارة الداخلية وضباط الشرطة ويصفهم بالبلطجية، كما أعلن أنه يقف “على الحياد” في حرب الداخلية ضد الجماعات المسلحة.
أعقب هجوم الصاوي حملات على مواقع التواصل الاجتماعي من مؤيدي النظام تدعو لمقاطعة أعماله، بعد أن كتبوا على هاشتاج بعنوان «خالد الصاوي بلطجي».
عاطف عامر
نشر موقع «التحرير» مقطع فيديو للحظة اعتداء أحد ضباط الشرطة على أستاذ جامعي بكلية العلوم جامعة الزقازيق، أثناء خروجه من مديرية أمن الشرقية، بعد تقدمه ببلاغ ضده لاستغلاله نفوذه ضد المواطنين.
هناك الكثير من رجال الشرطة المحترمين ولكن القلة القليلة الفاسدة تسيء إلى أهم جهاز بالدولة.
اتضح أن الأستاذ الضحية هو الدكتور عاطف عامر، الذي اتهم مرسي بأنه مريض بالصرع وأنه لا يصلح لحكم مصر، وذهب إلى النائب العام قبل انتخابات الرئاسة وقدم بلاغًا ضد مرسي لمنعه من الترشح للرئاسة. وبعد عزل مرسي ساهم عامر في الإبلاغ عن أساتذة آخرين بزعم أنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين ولابد من «تطهير» الجامعة منهم.
اشتكى عامر بعد الاعتداء عليه قائلًا «حسبي الله ونعم الوكيل في ضابط الشرطة المستبد الظالم المستغل لوظيفته في تلفيق التهم للأبرياء، إلى متى يستمر الفساد وظلم العباد وتجنيد البلطجية في جهاز الشرطة؟»، مضيفًا «هناك الكثير من رجال الشرطة المحترمين ولكن القلة القليلة الفاسدة تسيء إلى أهم جهاز بالدولة».