كيف تعدين طفلك لاستقبال أخ جديد؟
ميلاد أخ جديد من التغيرات الكبرى في حياة الطفل. وطريقة تعامل الطفل مع هذا الحدث ستعتمد على سنه ودرجة نموه وتطوره. ماذا يمكنك أن تتوقعي من طفلك عند ميلاد أخ جديد له؟ وكيف تعدينه لهذا الحدث؟
اختاري التوقيت المناسب لإخبار طفلك
ربما يكون الثلث الثاني من الحمل هو التوقيت الأمثل، حيث تبدأ بطنك في النمو، مما يسهل شرح الأمر للطفل. يمكنك أن تخبريه قبل ذلك إن كان من المحتمل أن يعرف الخبر من أشخاص آخرين، حتى لا يظن أنك تخفين سرًا عنه. يمكنك إخباره في وقت مبكر كذلك إن كنتِ تعانين من بعض المتاعب بسبب الحمل، أفهميه أنكِ لستِ مريضة، ولكن تكون طفل في جسمك هو عمل عظيم ويتطلب مجهودًا.
أشركي طفلك في تجهيزات الولادة والإعداد للمولود الجديد
– ناقشي مع طفلك مسبقًا ما سيحدث عندما تذهبين إلى المستشفى للولادة: كم من الوقت ستمكثين هناك، من سيعتني به عندما تذهبين للولادة.- أشركي طفلك في التخطيط لقدوم المولود حسب رغبته وسنه (إعداد غرفته، اختيار هدية له، شراء مستلزماته وإعدادها إلخ). – اتبعي رغبة طفلك في الحديث عن المولود. أجيبي على تساؤلاته، وأتيحي له الفرصة ليعبر عن تصوراته بشأن ما يسأل قبل أن تقدمي له إجابة، وليس عليكِ دائمًا أن تصححي مفاهيمه الخاطئة أو تفكيره الإبداعي. – اسأليه إن كان يريد اختيار قليل من الألعاب ليشارك بها المولود، وساعديه على اختيار اللعب المناسبة. وإذا كنتِ ستستخدمين أغراضه وهو صغير، دعيه يلعب بها قليلًا قبل أن تصبح جاهزة للمولود. ويجب ملاحظة أن الطفل حتى الثانية أو ربما أكبر قليلًا لا يحب مشاركة أغراضه مع الآخرين، حتى اللعب التي لم يلعب بها منذ شهور قد تصبح قيمة عندما تطلبين مشاركتها مع أخيه. على الجانب الآخر، قد يعتقد أن كل أشياء المولود تخصه. لا حاجة لأن تقنعيه بعكس ذلك لأن المولود سيظل لفترة طويلة غير مهتم باستخدام أغراضه.
عرفي طفلك على طبيعة الصغار
– كوني صادقة مع طفلك وأفهميه أن المولود سيكون جميلًا، ولكنه لن يستطيع اللعب معه في البداية، لأنه سيقضي معظم الوقت في النوم والبكاء والرضاعة، وأن الصغار يبكون لأنها طريقتهم الوحيدة ليخبرونا عما هم بحاجة إليه. حدثيه عما يستطيع المولود فعله (يرى، يسمع، يشعر، يأكل، ينام، يبكي) وما لا يستطيع فعله (يعلم، يبتسم، يحبو، يمشي، يأكل بنفسه).- مهدي له أن أخاه الصغير قد يأخذ الكثير من وقتك وانتباهك في الأسابيع الأولى بعد الولادة، ولكن هذا لا يعني أن حبكِ له قد قل.- زيارة الأصدقاء والأقارب الذين لديهم أطفال حديثو ولادة مفيدة في التعرف على طبيعة الصغار، وفي اعتياده على رؤية والديه يحملان أطفالًا آخرين ولكنهما لا يزالان يحبانه ويعتنيان به.- الكتب كذلك أداة مفيدة جدًا يمكن استخدامها في شرح الحقائق الأساسية عن الحمل والولادة والأسر التي ينضم إليها طفل جديد. – دعيه يرى صورك وأنتِ حامل فيه، وصوره وهو صغير. وأخبريه كم كنتم كأسرة سعداء عند ولادته. – اشتري لطفلك (ولدًا كان أو بنتًا) دمية يعتني بها كمولود.
اصنعي علاقة بين طفلك وأخيه
– ابدئي في ذلك أثناء الحمل عن طريق اصطحابه معك قدر الإمكان في زيارات المتابعة عند الطبيب وجلسات السونار. أيضًا دعيه يشعر بحركة الجنين في رحمك، وشجعيه على التربيت عليه والغناء له. واجعلي كلامك عن المولود المنتظر خفيفًا وإيجابيًا، فلا داعي أن تخبريه دائمًا أنكِ متعبة بسبب الحمل.
– وبعد الولادة، حاولي بقدر الإمكان ألا يرى طفلك أو يسمع أي تفاصيل عن الميلاد تصف ألمك أو قلقك، حتى لا يلوم ذلك على المولود. كذلك يمكنك أن تطلبي من طفلك الأكبر -دون أن تضغطي عليه- أن يساعدك في العناية بأخيه الصغير من خلال تكليفه بمهام بسيطة تشعره أنكِ بحاجة إليه. يمكنك أيضًا أن تلتقطي الصور لهما معًا. واحرصي على وصف احتياجات المولود، للطفل الأكبر، وتحدثي عنه كشخص له أفكاره ومشاعره، لتساعديه على رؤية المولود كإنسان مستقل.
تعاملي مع مشاعره السلبية برفق
من الطبيعي أن يشعر الطفل بالغيرة من أخيه الجديد لما يستحوذ عليه من وقت وانتباه من الوالدين وكل المحيطين. وربما يدفعه ذلك إلى تقليد الصغار والنكوص إلى بعض السلوكيات التي كان قد تجاوزها كدخول الحمام، واستخدام اللهاية، والتحدث بطريقة الصغار، إلخ.
كذلك قد يصير أكثر اعتمادًا عليكِ أو يطور مخاوف جديدة. هذه السلوكيات قد تظهر منذ الأسابيع الأخيرة من الحمل كلما زاد حجمك وقلت طاقتك وأصبحتِ أكثر تركيزًا على الولادة. وكل هذا طبيعي كرد فعل للتوتر الذي يشعر به والتغيرات التي يمر بها. كما أن التصرف كوليد هو طريقته في استكشاف كيف يتصرف المواليد وما يبدو الأمر عندما يكون وليدك.
تجنبي معاقبته أو نقده وإشعاره بالخزي. وبدلًا من مطالبته بأن يتصرف كما يليق بسنه، دعيه يحظى بالاهتمام الذي يحتاجه، وأكدي له حبك بالكلمات والأحضان، وامنحيه وقتًا خاصًا. وأثني عليه عندما يتصرف كالأطفال الكبار. ولا تقلقي، فبالتفهم والحب سيتجاوز تلك المرحلة.
أجلي التغييرات الكبرى في حياة الطفل
حاولي تجنب أي تغيرات كبرى خلال هذا الوقت، كالانتقال إلى منزل جديد أو مدرسة جديدة، أو التدريب على استخدام الحمام إلخ. إن كان بإمكانك أن تنتهي من تلك الأمور قبل الولادة بفترة كافية تسمح باستقرار الأوضاع، فبها ونعمت، وإلا فأجلي تلك التغييرات حتى لا تشكل عبئًا إضافيًا على الطفل.
أكدي لطفلك على مكانته المميزة كفرد في الأسرة
– أثناء شراء مستلزمات المولود، اشتري له هدية تقدمينها إليه عند وصول المولود إلى المنزل.- إذا كان الطفل غير موجود بالمستشفى أثناء الولادة، فاحرصي على أن يحضر مبكرًا قبل توافد الزائرين. – أكدي حبك له، وعلى الصفات التي تميزه كخفة دمه أو حرصه على مشاعرك، وعلى إسهاماته في الأسرة كالمشاركة في إعداد الإفطار إلخ.- تجنبي صراع القوى، فطفلك سيسعى إلى اختبارك ليتأكد أنك مازلتِ تحبينه، وسيتحدى القواعد ليتأكد أنها ما زالت سارية. حافظي على روتين طفلك ثابتًا قدر الإمكان، وكوني صبورة لتوازني بين الحزم والرفق. – احرصي على قضاء وقت خاص مع طفلك الأكبر يوميًا، وحاولي أن تكوني حاضرة بقلبك وذهنك عندما تكونان معًا. وحتى تقدري على ذلك، اطلبي المساعدة من المحيطين بكِ. كذلك، يمكنك استغلال وقت الرضاعة في معانقته والقراءة له وممارسة بعض الألعاب الخفيفة معه. – اطلبي من العائلة والأصدقاء قضاء وقت مع طفلك الأكبر عندما يأتون لرؤية المولود، وعلى شراء بعض الهدايا له. فهذا سيساعده على الشعور بأنه مميز وأنه لم يهمل. وشجعي زوجك على قضاء وقت مع طفلك الأكبر، فقدوم مولود جديد فرصة رائعة لتوطيد العلاقة بين الأب والطفل الأكبر.
إن إعداد الطفل لاستقبال أخ جديد لن يمنع وقوع السلوكيات غير المرغوبة منه، ولكنه سيمنحك الفرصة للتعامل السليم معها. وهو ما يساعد على تجاوز تلك المرحلة بسلام دون أن تترك آثارًا سلبية على نفسية الطفل.