كيف تحصل على منحة في ألمانيا؟ «إضاءات» حضرت هذا المؤتمر وتجيبك
في ساعات الصباح من يوم الأربعاء الثاني والعشرين من فبراير للعام 2017؛ انطلقت فعاليات مؤتمر التعاون المصري الألماني للإبداع والتنمية بالتعاون مع مؤسسة «ألكسندر فون هومبلدت» الألمانية، وتحت رئاسة الدكتور «إباء الحصري» مُنظم ورئيس المؤتمر، حيث عُقد المؤتمر في قاعة الهمبرا – فندق انتركونتننتال في القاهرة.
بدأ المؤتمر الدكتور «إباء الحصري» الذي رحّب بالحاضرين، وقدّم تعريفًا بسيطًا للمؤتمر، ثم دعا الحاضرين للوقوف دقيقة حداد على روح الفقيد العالم الجليل الدكتور «أحمد زويل»؛ نظرًا لأن العالم الفقيد كان أحد المشاركين في هذا المؤتمر قبل وفاته، وأحد العلماء الحاصلين على منحة ألكسندر فون هومبلدت في العام 1983.
احصل على منحة في ألمانيا أو ادعم بحثك في مصر
تكمن أهمية المؤتمر بشكلٍ عام وبالنسبة للفرد العادي؛ في التعريف بالمؤسسات النشطة في مجالات المنح الدراسية الخارجية خصوصًا في ألمانيا؛ حيث يلجأ إليها العديد من الشباب الطامح في مصر للحصول على أفضل الفرص التي تُمكنه من اكتساب مُستقبل علمي ووظيفي أفضل.
أما هدف المؤتمر بشكلٍ رئيسي؛ فوفقًا لما ذكره الدكتور «عصام خميس» نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي؛ فإنه يهدف إلى تنشيط وزيادة التعاون العلمي بين الجامعات والمؤسسات المصرية والألمانية في عدة مجالات بحثية مهمة؛ والتي يُمكن أن تساهم في تطوير البحث العلمي والتنمية في مصر.
كما يهدف المؤتمر إلى إيجاد الفرصة لجمع شباب العلماء المصريين المشاركين فيه الذين حصلوا على منح مختلفة من المؤسسة في تخصصات مختلفة؛ مع الممثلين لمختلف الجامعات والمراكز البحثية. بالإضافة إلى توطيد شبكة التعاون بين الباحثين والجامعات المصرية والألمانية في المجالات البحثية المختلفة، وتوفير أفضل الفرص للطلاب المصريين للسفر إلى ألمانيا.
أما المحاور الرئيسية للمؤتمر وفقًا لتصريحات د. خميس؛ فتدور حول بعض النقاط البارزة مثل: التطبيقات البحثية والصناعية لإشعاع السنكروترون، مستقبل الطاقة الشمسية وإمكانية استغلالها في شتى المجالات كأحد أهم الموارد الطبيعية في مصر.
أيضًا البحث في استراتيجيات لإيجاد طرق علاجية جديدة ومبتكرة للأمراض المعدية، بالإضافة إلى البحث وتسليط الضوء على تطبيقات العلوم الطبيعية والتكنولوجيا الحديثة في دراسة الأثآر المصرية.
من 1954: خريطة الباحثين المصريين في ألمانيا
صرّح الدكتور خميس بأن عدد المنح التي منحتها المؤسسة للطلاب المصريين بلغ نحو 403 منحة دراسية منذ عام 1954 وحتى العام 2016. وفي العام الماضي وحده؛ بلغ عدد المنح من الطلاب المصريين نحو 58 طلب منحة.
وفقًا لتصريحات د. خميس؛ فقدمت المؤسسة أبحاث كثيرة بلغت بالإجمال نحو 7 ألآف و280 ورقة بحثية علمية في مجالاتٍ مختلفة وفي مناطق مختلفة من العالم، أكثر من 800 ورقة بحثية علمية ضمن هذا العدد نُشرت فقط في العام الماضي في مجالات علمية مختلفة.
ووفقًا للدكتور «مايكا ديدرو»؛ فنشرت المؤسسة أبحاث تُصنف كـ origin of guest researchers بلغ عددها نحو 2769 بحث في الفترة بين عامي 2011 – 2015؛ حيث تنوعت نسبة تلك الأبحاث في مجالاتٍ مختلفة كالتالي:-
- 41% من الأبحاث في مجال العلوم الطبيعية.
- 13% من الأبحاث في مجال الهندسة.
- 26% في العلوم المجتمعية.
- 20% في علوم الحياة.
تعرف معنا على قائمة الحضور
ضم المؤتمر عددًا من العلماء الألمان أبرزهم الدكتور «مايكا ديدرو» ممثلة المؤسسة ومسئولة المنح الدراسية في دول أفريقيا والشرق الأوسط، والدكتور «رومان لوكشتاير» مدير الهيئة الألمانية للتبادل العلمي بالقاهرة، ونحو 40 شخصية مصرية بارزة في مجالات أكاديمية ومؤسسية مختلفة ممن سبق لهم الحصول على منح هذه المؤسسة؛ بهدف إنشاء مشاريع بحثية بالتعاون مع شباب باحثين مصريين من خلال المنح التي تقدمها المؤسسة.
كان أبرز تلك الشخصيات المصرية الدكتور «عصام خميس» نائب وزير التعليم العالي البحث العلمي، والدكتور «أيمن الشيبني» أستاذ مساعد في برنامج علوم الطب الحيوي في مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا وممثلها في المؤتمر، والدكتور «محمود صقر» رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وأيضًا المستشار العلمي للسفارة الألمانية «راوية طعمة».
كما شارك ممثلوا وزارات متعددة مثل وزارة التعاون الدولي، والطاقة المتجددة والأثآر، والجامعة الألمانية بالقاهرة، والهيئة الألمانية للتبادل العلمي DAAD.
أبحاث ومشاريع تم الإعلان عنها
أعلنت العديد من المؤسسات البحثية عن بعضًا من مشاريعها؛ مثل مؤسسة BESSY والتي تأسست عام 1979، حيث أعلن الدكتور«عماد عزيز» عن بحث أجرته المؤسسة في تطوير نوع جديد من مصادر الضوء، وهي المصادر ثلاثية الأبعاد وكيفية عملها.
كما قدم الدكتور «محمد الفولي» من المركز القومي للبحوث عرضًا تقدميًا شرح فيه طريقة كتابة الأبحاث العملية بشكلٍ صحيح يتناسب مع معايير مؤسسة هوملبدت، وأهم النقاط التي يجب أن تتوافر في طلبات الالتحاق للمؤسسة.
حاورت إضاءات عددًا من الشخصيات مثل المستشار العلمي للسفارة الألمانية «راوية طعامة»؛ وبسؤالها عن دور السفارة الألمانية في القاهرة في دعم المؤسسات التعليمية مثل مؤسسة ألسكندر فون هومبلدت؛ كانت أبرز تصريحاتها التالي:
تتعاون السفارة الألمانية في القاهرة مع المنظمات التي تقوم بتقديم الأنشطة والمنح الدراسية للطلاب أو الباحثين الراغبين في السفر لألمانيا، والعكس مثل DAAD ومؤسسة ألكسندر هومبلدت.
وفي كل عام يُسافر نحو 2000 طالب مصري للدراسة في ألمانيا، ويَقْدِم نحو 500 طالب ألماني للدراسة في مصر.
وهناك العديد من الجامعات الألمانية التي تفتتح مكاتب لها في مصر والشرق الأوسط مثل جامعة برلين، وميونخ وغيرها من الجامعات التي لديها مشاريعها الخاصة، والجامعات المصرية التي لديها تعاون مشترك مع الجامعات الألمانية عن طريق برامج تبادل الطلاب والأساتذة الجامعيين في مراحل الدراسات العليا بين تلك الجامعات، والتي يصل عددها إلى 19 برنامج في أكثر من مجال علمي مثل (الآثار، والكيمياء، وغيرها من المجالات).
كما أعلنت السيدة طعامة عن «satellite campus in El Gouna» وهي جامعة ألمانية في الجونة مختصة يمكن للطلاب الحصول على شهادات ألمانية دون الحاجة للسفر لألمانيا.
تتوفر في الجامعة 5 برامج مدفوعة ومنح متعددة للدراسات العليا للطلاب المتميزين دراسيًا؛ في مجالات الطاقة المتجددة.
وعن الأنشطة العلمية التي تقوم بها السفارة الألمانية في القاهرة؛ فتحدثت السيدة «طعامة» عن مؤتمر شهري يُنظم بالتعاون مع وزارة البيئة المصرية يُسمى «منتدى القاهرة حول المناخ» والذي يستضيف العديد من الخبراء في مجالات متعددة كل شهر، حيث يتناول مشكلةٍ ما للبحث عن حلول مناسبة لها؛ مثل مشاكل تتعلق بالطاقة المتجددة ومصادرها، والتغير المناخي وكيف يؤثر على حياة البشر، والبيئة.
ومن ضمن مواضيع المؤتمر أيضًا ما تم في العام الماضي؛ حيث تناول المنتدى قضية تعامل الدين مع البيئة من خلال استعراض طُرق وكيفية الحفاظ على البيئة من خلال الدين.
أيضًا حاورت إضاءات الدكتور «مايكا ديدرو» ممثلة المؤسسة في الشرق الأوسط؛ وبسؤالها عن تفاصيل المؤتمر في مصر كونها ممثلة المؤسسة في أفريقيا والشرق الأوسط؛ صرّحت بالآتي:
هذا المؤتمر يهدف لتعزيز الشراكة بين الباحثين المصريين والألمان في مؤسسات وجامعات مختلفة، وإيجاد فرصة لمناقشة تطوير الأبحاث، والتعاون المشترك بين البلدين.
كما يعمل المؤتمر على السماح للشباب الباحثين بتقديم أنفسهم للمؤسسات والمنظمات الراعية والمهتمة بالمجالات البحثية، للحصول على أفضل الفرص العلمية للعمل عليها، والعودة إلى مصر مجددًا لنشر العلوم في مجالهم، وتطبيق أبحاثهم في مجالات علمية مختلفة مثل العلوم الطبيعية والهندسة.
في الختام؛ تُعد هذه الفعاليات بابًا جديدًا يعمل على تمكين الشباب من معرفة منافذ جديدة وسهلة للدراسة، والحصول على أقرب وأفضل المنح للدراسة في ألمانيا.