مع اقتراب شهر رمضان الفضيل تمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي بأنشطة مسلية للأطفال لتعريفهم عليه وتشجيعهم على أعمال الخير، حيث يتم التركيز على أهمية هذا الشهر من الناحية الدينية، في هذا المقال سأقدم لكم أنشطة خاصة بشهر رمضان لكن من منظور مختلف، فهو فرصة رائعة للتعرف على بعض المهن والثقافات المختلفة المرتبطة بحلوله، وربطه بدروس مواد مختلفة كالعلوم والجغرافيا والتاريخ، بل واللغة والحساب أيضًا، وفيما يلي عرض لبعض الأنشطة.


1. مهن رمضانية

المسحراتي

«تسحروا فإن في السحور بركة» هي سنة نبوية يساعدنا المسحراتي على تطبيقها منذ زمن قديم، ورغم استحداث المنبهات والهواتف لإيقاظنا وتنبيهنا لوقت السحور، فإن تلك المهنة لم تندثر وظلت تراثًا أصيلًا لبعض البلدان العربية يستمتع الناس بوجودها، يمكن لطفلك أن يتعرف على البلدان التي تشتهر بوجود المسحراتي، الزي المميز له وأدواته، ويمكنه ارتداء الزي وتمثيل الدور، بل يمكنك توكيل المهمة له لإيقاظ أسرته في يوم ما، تخيل مدى حماسته لهذا الأمر! والفيلم الوثائقي التالي يعرفك على مهنة المسحراتي بالتفصيل.

بائع العرقسوس

يمكنك الحصول على العرقسوس من العطار ليتعرف طفلك على شكله ويلمسه ويشم رائحته، ويمكنه أن يتعلم إعداد مشروب العرقسوس بسهولة في المنزل، والتعرف على فوائده الطبية. يمكنك ربط هذا النشاط بدروس علم النبات حيث التعرف على أجزاء شجرة العرقسوس المستخدمة في إعداد المشروب، أو ربطه بدروس الجغرافيا حيث التعرف على البلدان التي تنمو بها أشجار العرقسوس وأكبر المصانع المنتجة للمسحوق الذي يباع في الأسواق، تنتشر مهنة بائع العرقسوس في شهر رمضان على وجه الخصوص لأنه يساعد على احتباس السوائل داخل الجسم فيقلل من الإحساس بالعطش أثناء الصيام، في هذا الرابط فيلم وثائقي صغير يمكنكم مشاهدته معًا عن بائع العرقسوس، ثم يمكن للطفل أن يرتدي الزي المميز الخاص به وتمثيل دوره.

بائع الكنافة

تعد الكنافة من الحلوى التقليدية في شهر رمضان، المشاركة في إعدادها يمثل متعة كبيرة بالنسبة للطفل بملمسها المميز، كما أن التعلم عن كيفية تصنيعها عند البائع يكون أكثر متعة، خاصة تصنيعها بالطريقة التقليدية اليدوية، ما رأيك باصطحاب طفلك لأحد الأماكن ليشهد مراحل بناء الفرن الحجري الخاص بنثر العجين فوقه، ومشاهدة بائع الكنافة أثناء إعدادها، إنها إحدى ذكرياتي التي لا تنسى عن رمضان، كما يمكنكم أيضًا التعلم عن الطرق الآلية المستخدمة في المخابز، وإليكم هذا الفيلم الوثائقي القصير عن بائع الكنافة لتستمتعوا بمشاهدته مع أطفالكم.

الحكواتي

مهنة الحكواتي أو الراوي هي من العادات الشعبية التقليدية في الشام، وبرغم أنها مهنة موجودة على مدار العام فإنها تمتلك طابعًا خاصًا في شهر رمضان، حيث يفضلها الصائمون للترويح عن النفس بعد إتمام عباداتهم، يمتلك الحكواتي زيًا خاصًا، يجلس في مكان مرتفع ليقص على المستمعين الحكايات التي تبث الفضائل والأخلاق الحميدة معتمدًا على نبرة صوته ولغة جسده لجذب انتباههم، بعد أن يتعرف الطفل على هذه المهنة والبلاد التي تشتهر بها يمكنه أن يرتدي زيًا مشابهًا للحكواتي وتمثيل دوره مع باقي أفراد أسرته أو أصدقائه، وفيما يلي مقطع عن مهنة الحكواتي في سوريا.


2. رمضان حول العالم

بالرغم من اشتراك المسلمين حول العالم في العديد من المظاهر الرمضانية، فإن هناك بعض الصور التي تميز بعض الدول عن غيرها بمجرد رؤيتها، يمكنك انتقاء بعض الصور لعرضها على طفلك ومناقشته عنها، مثل:

موائد الإفطار في الحرمين – السعودية

موائد الرحمن، السعودية، رمضان
موائد الرحمن في السعودية.

مائدة إفطار الصائمين من المظاهر المنتشرة في العديد من الدول حول العالم، إلا أننا نجد أكبرها في الحرمين المكي والمدني في السعودية، ملايين الوجبات يتم توزيعها يوميًا في الحرم، يسمح داخل الحرم فقط بالتمر والمشروبات بينما في الساحات الخارجية يتم توفير أطعمة مختلفة، وهناك الآلاف من عمال النظافة يعملون بسرعة ودقة لتنظيف كافة المخلفات قبل الصلاة في دقائق معدودة مع توفر أساليب وماكينات حديثة. في الفيديو التالي نرى لمحات عن كيفية المحافظة على نظافة الحرمين.

صلاة التراويح – إندونيسيا

هي صلاة قيام الليل التي يصليها المسلمون في رمضان، ويكون وقتها بعد صلاة العشاء وحتى قبيل الفجر، وهي سنّة مؤكّدة عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – حيث صلى الرسول صلاة التراويح في جماعة ثمّ ترك الجماعة فيها، كما روت عائشة حتى لا تفرض على أمته، سبب تسميتها بهذا الاسم لأنّ المسلمين يستريحون بعد كلّ أربع ركعات فيها، تتميز صلاة التراويح في إندونيسيا بالألوان المبهجة التي ترتديها النساء لتشكل لوحة جمالية تميزها عن أي بلد آخر.

زينة رمضان – مصر

زينة رمضان، مصر
زينة رمضان، مصر

بحلول شهر رمضان يعمد المسلمون في عدة دول لتزيين شوارعهم ومنازلهم بالمصابيح والأوراق الملونة، وفي مصر يستمتع أطفال وشباب الحي بصنع الزينة يدويًا وتعليقها مع المصابيح التي تضيء شارعهم فيتمكنون من اللعب حتى وقت متأخر من الليل، لاسيما دوري كرة القدم الرمضاني.


3. قصص تاريخية

يمكنك انتقاء صور لبعض مظاهر استقبال رمضان في دول مختلفة وعرضها على طفلك لمناقشتها مع التعلم عن الخلفية الثقافية لكل صورة، أمثلة على ذلك فيما يلي:

المَحْيا – تركيا

المحيا، رمضان
المحيا، رمضان

والمحيا هي لافتات ضوئية تعلق في شهر رمضان بين مآذن العديد من المساجد الكبيرة في تركيا، وتحمل عبارات دينية تتغير على مدار الشهر، كانت لافتات «المحيا» تصنع في العهد العثماني، من المصابيح الزيتية، وتعلق بشكل متناسق ليكون جملًا معينة، وكان يتطلب المحافظة عليها موقدة طوال الشهر الكريم مهارة خاصة، لكن في الوقت الحالي يتم استخدام المصابيح الكهربائية وهو ما جعل مهمة تعليقها، وإيقادها أسهل.

مدفع الإفطار – مصر

ظهور مدفع الإفطار جاء بمحض الصدفة في أول يوم رمضان عام 859 هـجرية 1455 ميلادية كان والي مصر في هذه الفترة الوالي المملوكي «خوشقدم» قد تلقى مدفعًا هدية من صاحب مصنع ألماني فأمر بتجربته، وتصادف ذلك الوقت مع غروب الشمس، فظن سكان القاهرة أن ذلك إيذان لهم بالإفطار، وفي اليوم التالي توجه شيوخ الحارات والطوائف إلى بيت الوالي لشكره على هديته لسكان القاهرة، فلما عرف الوالي الحكاية أعجب بذلك، وأمر بإطلاق المدفع عند غروب الشمس في كل يوم من أيام رمضان، وانتقلت الفكرة إلى الشام والخليج في وقت لاحق.

فانوس رمضان

مدفع الإفطار، رمضان
مدفع الإفطار، رمضان
فانوس رمضان، مصر
فانوس رمضان، مصر

ظهر فانوس رمضان لأول مرة في مصر، يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليتخذها عاصمة لدولته، وكان ذلك في رمضان عام 358 هجرية، وخرج المصريون في موكب كبير على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلًا وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه وهكذا بقيت الفوانيس تضيء الشوارع حتى آخر شهر رمضان لتصبح عادة يلتزم بها كل سنة ويتحول الفانوس رمزًا للفرحة وتقليدًا محببًا في شهر رمضان انتشر منها إلى باقي البلدان.


ما ذكر على سبيل المثال لا الحصر، فالباب أمامكم واسع، وشاركونا المزيد من الأفكار في التعليقات..