دليلك للتعامل مع الطفل «الزنان»

شكوى تتكرر كثيرًا من الوالدين بأشكال مختلفة، فبعض الأطفال لديهم المقدرة على الزن والإلحاح المتواصل للحصول على ما يريدون، أحدهم بعدوانية والآخر بالبكاء بصوت عالٍ، ومن يكرر طلبه مرارًا بلا توقف، وآخر يطرح نفسه أرضًا وقد يؤذي نفسه وبعضهم يستغل وجود الآخرين للتمادي.

لكل طفل أسلوبه في التعبير عن رغبته حسب شخصيته وحسب الدافع وراء سلوكه، مما يدفع الوالدين إلى تصرف من اثنين إما التعنيف ليهدأ أو الخضوع لطلباته ليهدأ، وكلا الأسلوبين مُسكن وقتي لا يحل المشكلة بشكل نهائي وإنما يزيدها سوءًا يومًا بعد يوم، فتعنيف الطفل يشعره بعدم الأهمية، والخضوع لرغباته يشعره أن الزن سبيل جيد للحصول على مراده فيستمر في سلوكه بلا نهاية.

لماذا يلجأ الطفل لذلك؟

المرحلة العمرية للطفل: الطفل قبل عمر السنتين لا يستطيع التعبير عن رغباته بشكل لغوي واضح ويشعر أن الآخرين لا يفهمون ما يريد ولا بما يدور داخل عقله مما يصيبه بالإحباط فيضطر للبكاء والزن.

التغييرات الفسيولوجية للطفل: من قلة نوم أو جوع أو عطش أو تغيرات في درجة الحرارة أو المرض قد تؤثر عليه بشكل لا يستطيع به التحكم في مزاجه.

التحديات النفسية: قد يواجه بعض الأطفال مواقف كثيرة وتغييرات طول اليوم مثل شعوره بعدم الأمان أو الملل أحيانا فلا يستطيع التعبير عن مشاعره فيلجأ للزن.

إذن الطفل الزنان طفل طبيعي والزن تصرف طبيعي ولكن هناك بعض الحالات قد يلجأ لها الطفل بذكاء منه ليحصل على ما يريد إما تقليدًا للآخرين أو نتيجة لخضوع الأهل لرغباته بعد الزن في موقف سابق.

كيف أتعامل مع طفلي اللحوح؟

لتقويم سلوك الزن لابد من أن تسير في اتجاهين أحدهما على المدى القريب في وقت الموقف والآخر على المدى البعيد كأسلوب حياة وطريقة تعامل بينكم. على المدى القريب ابتعد عن الضرب والعصبية نهائيًا حاول الحفاظ على هدوئك كن الفعل لا رد الفعل على ما تواجهه. بهدوء اجلس في مستوى قريب من الطفل حتى تلامسه وانظر في عينيه وكرر (أنا أتفهم رغبتك في أن تقول شيئًا ما ولكنني لا أستطيع سماعك بهذه الطريقة سأنتظرك بعد أن تهدأ لتخبرني عما تريد بالطريقة الصحيحة)

لا تنكر مشاعره نهائيًا فهي من حقة فقط ينقصه مهارة التعبير عنها بالشكل الصحيح، تحلي بالحزم والصبر وإياك والرجوع عن موقفك وقرارك نتيجة زنه المتواصل حتى لا تدعم بداخله أن الإلحاح طريقة لحل مشاكله معك.

لا تتوقع أن يتوقف فورًا عن الزن فهو يحتاج وقته ومواقف كثيرة ليفهم مدى حزمك وثبات موقفك وأعلم أنك لم تسر بعد في الاتجاه الآخر على المدى البعيد وهو الأهم فإليك هذه النصائح.

1. أشعر طفلك بالاهتمام

قد يشعر طفلك بعدم الاهتمام منك على الرغم من وجودك معه دومًا، ولكنه يحتاج إليك بصورة أخرى بجودة أكثر وأعمق فيضطر إلى لفت انتباهك، إما بشكل إيجابي أو سلبي مثل الزن فانتبه لسلوكياته الإيجابية وشجعه عليها لتعزيز تكرارها وتأكد من أن شخصيته تتحدد بحسب ما يسمع منك من أوصاف فإذا كنت تصفه دائمًا بالذكاء فإنك ستجده ذكياً، وإن كنت تصفه بالزنان فستجده زنانـًا دومًا وهكذا فكن واثقًا من نفسك واجعل ابنك واثقًا من نفسه.

2. تجنب التحكمات الزائدة

التحكمات الزائدة والأوامر قد تفيد في موقف كل فترة ولكن مع تكرارها قد تدفع الطفل إلى الانفجار في وجهك،الاختيارات مثل السحر دومًا اعطه خيارات محددة لتجنب الصدام ونوبات الغضب ليستشعر قوته وثقته بنفسه.

3. القواعد والروتين

اختر وقتًا مناسبًا واجتمع بطفلك واشرح له ما هو الزن وكيف يكون الطلب الصحيح بأسلوب جيد وضعا معًا قواعد للتعامل مع المواقف التي يضطر للزن وتأكد من تنفيذ هذه القواعد فلا يمكن خرقها منك كبالغ مهما حدث أو من الطفل مهما تصرف فيها.

مثلًا إذا كان يريد أن يتناول الحلوى بكثرة ضع قاعدة في مكان محدد تقول حلوى واحدة فاليوم واسأله تفضلها في أي وقت بعد الإفطار أم الغداء؟! وذكره دائمًا بالقاعدة وأنها اتفاق وعقد مشترك بينكما لا يمكن خرقه، ويمكن تغيير القواعد بالاتفاق بينكما بعد تجربتها فترة طويله وإثبات فشلها أو وجود قاعده بديلة أكثر انصافًا لكما.

4. كن قدوة ومثالًا يحتذى به

عندما تطلب من طفلك شيئًا من طفلك تحلى بالهدوء والصبر والرفق واطلب طلبك بشكل صحيح وصوت هادئ وكلمات مشجعه مثل لو سمحت، بعد إذنك، هل يمكنك مساعدتي في هذا الأمر. واحترامك لكرامته وشخصه وثبات تصرفك الإيجابي هو كالمرايا يرى الطفل فيها نفسه مع الوقت.

5. الوقت الخاص والاجتماعات الأسرية معًا

ابن صداقة وعلاقة خاصة مع طفلك وقتًا خاصًا دون هاتف أو تلفاز، وقتًا للعب أو التلوين أو حتى التمشي خارج المنزل معًا شيئًا يحب أن تفعلاه سويًا بلا مشاركه من أحد وتأكد من تكرار هذا الوقت الثمين مع طفلك – كل طفل على حده – فحوارك معه وتأكيدك على أنك صديق حقيقي موجود باستمرار يفيد على المدى القريب والبعيد في كل المواقف التي تواجهكما.

وعلى الجانب الآخر تأكد من تماسك الأسرة وتأكد من عمل اجتماع يومي صغير أو أسبوعي للتحدث عما دار، وإخراج المشاعر والتعبير عن حول ما يحدث من تصرفات جيدة وأخرى سلبية.

تغافل أحيانًا عن بعض التصرفات وتأكد من أن تكون الفعل لا رد الفعل فهي فترة صغيرة وصعبة في عمر الطفل الصغير ولكنها تمر بسلام وبساطة من ردود أفعالك وتصرفاتك.