عند التجهيز لاستقبال مولود جديد، فإن اختيار نوع حفاضات الطفل قد لا يتعدى المفاضلة بين الماركات المختلفة لنفس النوع وهو «حفاضات الاستعمال الواحد»، في هذا الموضوع سنعرض عليكِ نوعًا لم ينل انتشارًا واسعًا بين جيل الأمهات الجدد، بالرغم من اعتماده كنوع أساسي – مع اختلاف شكله- بين أمهاتنا وجداتنا قديمًا، وهو «الحفاضات القماشية»، ونتطرق للمقارنة بين النوعين لمساعدتك على اتخاذ القرار الأنسب لكِ ولطفلك. وللتيسير على القراء سأتناول الموضوع في نقاط محددة كالآتي:


كيف أختار حفاضة طفلي؟

1. التكلفة المادية

في ظل الغلاء المتسارع في الوقت الحالي قد تعد التكلفة المادية للحفاضات تحديًا كبيرًا للآباء، حين نضع في الاعتبار حاجة الطفل لتغيير الحفاض من 4-6 مرات يوميًا، ولمدة عامين تقريبًا، فإن ذلك سيكلف ثروة في حالة الحفاضات ذات الاستخدام الواحد، لذلك يمكن اعتبار الحفاضات القماشية هنا بديلًا جيدًا لحل تلك الأزمة، حيث يمكن إعادة استخدامها لأي عدد من المرات، بل وإعادة استخدامها مستقبلًا مع الأشقاء الأصغر.

2. الناحية الصحية

تحتوي حفاضات الاستخدام الواحد على مواد كيميائية لامتصاص البلل ولترطيب جلد الطفل، وهي ما يمكن أن تسبب تهيج بشرته الحساسة، وتضطرك لاستخدام مواد كيميائية أخرى لمعالجة آثارها كالمراهم والكريمات، في حين نجد أن الحفاضات القماشية القطنية تكون لطيفة على جلد الطفل بدون أي مواد ضارة، لكن في المقابل هي لا تمنع البلل والرطوبة عن جلده ما يمكن أن يهيج بشرته إذا لم يتم تغييرها على الفور، وظلت ملاصقة لجلده لمدة طويلة.

تلك النقطة يمكن اعتبارها ميزة من وجه آخر، إذ إن الشعور بالبلل وعدم الراحة بعد عملية الإخراج يساعد الطفل على إدراك العملية برمتها والتخلي عن الحفاض في وقت أبكر من الطفل الذي لا يتغير شعوره بالجفاف والراحة قبل عملية الإخراج وبعدها، لا يتناسب استخدام مراهم التسلخات الطبية مع الحفاضة القماشية لكن يمكنك استخدام بدائل طبيعية مثل زيت الزيتون.

3. الجهد والوقت

تعتبر حفاضات الاستخدام الواحد هي الخيار الأسهل من جهة توفير الوقت والجهد، حيث ما عليكِ إلا إلقاؤها في سلة المهملات لتنقطع علاقتك بها إلى الأبد، بينما الحفاضات القماشية تحتاج لتنظيفها بشكل دوري، وأن تكوني مجهزة للاحتفاظ بها وبمحتوياتها لحين عودتك للمنزل لتنظيفها، وجدير بالذكر هنا أنه قد تم تطوير الحفاضات القماشية بشكل كبير لتقارب حفاضات الاستخدام الواحد في سهولة التعامل معها، ولتقليل المجهود المبذول لتنظيفها إلا أنها تظل بحاجة روتين عناية خاصة بها.

4. المحافظة على البيئة

حفاضات الاستخدام الواحد يتم اعتبارها كأحد مصادر التلوث البيئي حيث تتراكم في التربة ولا تتحلل على مدار سنوات عديدة، حتى محتوياتها العضوية التي يتم حبسها بداخلها، سيكون جيدًا إذا اتبعتِ التوصيات التي تدعوكِ للتخلص من مواد الإخراج الصلبة في المصارف الصحية أولًا قبل التخلص من الحفاض في القمامة، على الجانب الآخر وبالرغم من أن الحفاضات القماشية لا تخلف مصادر تلوث البيئة إلا أنها تستهلك مواردها كالماء والكهرباء اللازمة لتنظيفها.


بين الحفاضات القماشية وحفاضات المرة الواحدة

عن الحفاضات القماشية

في حال قررتِ اعتماد الحفاضات القماشية مع طفلك فتأكدي من معرفتك بكافة الخيارات المتاحة لديك لاختيار الأنسب لك، ويمكنك البدء بعدد 12 حفاضة على الأقل، فمن ناحية سيحتاج المولود الجديد لتغيير الحفاضات كل 2-3 ساعات يوميًا، ومن ناحية أخرى فإن تشغيل الغسالة على دورة كاملة لغسل عدد قليل من الحفاضات سيعد هدرًا للماء والطاقة.


المستلزمات

1. غلاف الحفاضة الخارجي

هو غلاف مقاوم لتسريب البلل لا يلامس جلد الطفل، ويأتي بأحجام وأشكال مختلفة وملونة محببة للأطفال، ومنه نوعان:

أ. غلاف بمقاس ثابت: يماثل حفاضات الاستخدام الواحد التي تناسب وزنًا محددًا من الأطفال، ويتم التخلي عنه واقتناء غيره عند اكتساب الطفل لوزن زائد.

ب. غلاف يناسب أي مقاس: ويكون مزودًا بكباسات تتيح تعديل مقاسه بما يناسب وزن الطفل في أي عمر وبالتالي لا تحتاجين لاقتناء غيره، وبالتالي هو أوفر من الناحية المادية، إلا أن البعض قد يتضايق من الطيات الزائدة والتي تضيف حجمًا إضافيًا الطفل في غنى عنه.

2. الفوطة الداخلية

وهي الجزء المسؤول عن امتصاص البلل وحبس السائل داخلها، يمكنك تثبيت واحدة أو اثنتين منها داخل غلاف الحفاض وتغييرهما عند الحاجة، ومنها أنواع عديدة مختلفة الحجم والسمك والخامة أشهرها المصنوعة من القطن والبامبو.

3. بطانة لحجز البراز

وهي جزء إضافي غير أساسي لكنه يسهل عملية التنظيف كثيرًا، تأتي في شكل لفافة مماثلة للفافات المناشف الورقية، وتوضع قطعة منها فوق الفوطة الداخلية للحفاض لتستقبل مواد الإخراج الصلبة، وعند تغيير الحفاض ما عليكِ إلا إزالتها بما تحوي من مخرجات والتخلص منها في المصرف، حيث تكون مصنوعة من مواد قابلة للتحلل ولن تمثل أي مشكلة كانسداد المصارف وما شابه.

4. رشاش الماء

وهو جزء يشبه رأس الاستحمام لكنه بحجم أصغر وقوة دفع أكبر، يتم تثبيته بجانب المرحاض، قد نجده موجودًا تلقائيًا في بعض البلدان مثل الخليج العربي، لكن إن لم يكن موجودًا لديكِ فسيكون من الجيد تركيبه حيث يساعدك على الشطف السريع والتخلص من مواد الإخراج الموجودة بالحفاض مباشرة إلى المرحاض، لتتبقى لديك خطوة غسلها بالمنظف في الغسالة.


عن حفاضات المرة الواحدة

في حال قررتِ اعتماد حفاضات الاستخدام الواحد مع طفلك يمكنك مراعاة النقاط الآتية:

1. استخدمي حفاضات قطنية الملمس عالية الجودة وابتعدي عن الحفاضات مجهولة المصدر حفاظًا على بشرة طفلك وصحته.

2. يكفي الحصول على عبوة واحدة من حفاضات حديثي الولادة والتي تأتي بفتحة مخصصة لموضع الحبل السري، طفلك يكبر سريعًا وسينتقل بسرعة لاستخدام المقاس الأكبر.

3. تفحصي حفاض طفلك كل حين ليتم تغييره عقب الإخراج مباشرة، حيث تزيد فرصة تهيج الجلد وتحسسه مع زيادة تعرضه وتلامسه مع الحفاض المحمل بالبول والبراز.

4. عند تغيير الحفاض يتم شطف جلد الطفل بماء دافئ وتجفيفه بلطف قبل وضع الحفاض الجديد لتجنب التحسس الناتج من المواد الكيميائية المستخدمة في المناديل المبللة.

5. عند التخلص من الحفاض الذي يحتوي على مواد إخراج صلبة يرجى شطفه أولًا للتخلص منها داخل المرحاض، ثم لفه جيدًا وحفظه بداخل كيس محكم الغلق قبل التخلص منه في القمامة لتجنب التلوث البكتيري داخل المنزل وتجنب تلوث الماء والتربة بوجه عام.