كيف سقطت الدراما السياسية الأمريكية فريسة لجنون ترامب
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
إذن، فمن بين المسلسلات الثلاثة، يُعَد مسلسل «فيب» الكوميدي الذي يعرض على«هوم بوكس أوفس» (HBO) هو الأقرب إلى التقاط طبيعة هذه الانتخابات تحديدًا – وليس فقط لأن شخصياته يتحدثون مثلما قد يغرد ترامب إن قرأ الإنجليزية بجامعة أوكسفورد، مثلما فعل صانع المسلسل أرماندو لانوتشي. ففي عالم سلينا ماير (جوليا لويس دريفوس)، وهي نائبة رئيس ترقت لتصبح رئيسة بعد ثلاثة مواسم ومحاولة انتحار للسيدة الأولى، ليس المتلاعبون الماهرون هم من يشغلون المناصب العليا في الحكومة،، بل الأطفال الصغار والمهرجين غير الأكفاء. تخفق شخصيات المسلسل باستمرار، وعادة في العلن. ويضع المسلسل نفس القدر تحديدًا من الثقة في السلطة التنفيذية مثلما أوحى المؤتمر الوطني الجمهوري خلال هذه الدورة التمهيدية.خلال الحلقات الثلاث الأولى من موسمه الحالي، الخامس، أبرز مسلسل «فيب» نموذجاً محدداً لعدم كفاءة الحكومة: وهو الخطوة التي لا فائدة منها الخاصة بإعادة فرز أصوات ولاية نيفادا، مع كون فترة سيلينا الثانية على المحك. وفي تلك الأثناء، يخترق قراصنة صينيون خوادم البيت الأبيض، ما يسمح لسيلينا بلومهم على الأقل على تغريدة وضيعة نشرتها للعامة بالخطأ. هذه السيناريوهات لا يمكن أن تكون أكثر تعبيرًا عن انتخاباتٍ حيث أدت الأخطاء على تويتر بالفعل إلى الإذلال على المستوى الوطني. لكن تركيز المسلسل الضيِّق على الرئيسة ودائرتها المقربة لا يزال يمنعه من تسليط الضوء على اللاعبين السياسيين الذين عُرِفوا عام 2016: ليس فقط الدخلاء في السباق الرئاسي، بل والجمهور الذي تبنَّى رسائلهم.ربما مشكلة كل هذه المسلسلات هو أنها تتخيل وضعًا أكثر استقراراً من وضعنا. تسكن شخصياتها في عوالم حيث يثق معظم الناس بالحكومة، أو على الأقل بالإعلام – وحيث الخطابات المنمقة تعمل بالطريقة التي يفترض لها أن تعمل، حتى عندما تكون زائفة. إن كان العام الأخير قد علَّمنا أي شيء فهو أنَّ الخطابات الإعلامية لا تُحدث دائماً التأثير المقصود بها.