كيف نواجه بؤس العالم بالقراءة؟ إليك 6 ترشيحات
يُقال إن القراءة مثل التجارة، شطارة؛ شطارة في معرفة ماذا تقرأ؟ ولمن؟ وفي أي وقت؟ والقارئ الشاطر هو من يستطيع أن يختار ما يقرؤه على حسب الظرف والوقت. ويمكن أن نضيف أيضًا أن القراءة موسمية مثل التجارة، هناك أوقات يرتفع فيها معدل القراءة بشكل ملحوظ، وأوقات تندر فيها القراءة بسبب الانشغال في أمور الحياة.
هل يمكننا أن نواجه بؤس العالم؟ هل نستطيع أن نُخرج أنفسنا من المستنقع ونحن فيه؟ هل نقدر على أن نسير مرة أخرى متجاهلين ما يحدث؟ هل نستطيع أصلًا أن نمضي قدمًا؟ أظن ذلك، ربما يمكننا في لحظة ما، بوسيلة ما، ولذا، تحاول هذه المادة ترشيح بعض الكتب والقراءات التي تبعدنا قليلًا عن بؤس العالم، وتصنع لنا عالمًا موازيًا خاصًا؛ نحن والكتب والأفكار فقط.
هذه 6 كتب أرشحها لك، اختيارها خضع لبعض المعايير التي تساعد على مواصلة القراءة، فعدد صفحات كل كتاب ليس كبيرًا؛ وذلك لسهولة الانتهاء منه سريعًا، أو في المواصلات. كما أن لغة هذه الكتب خفيفة سهلة؛ لعدم إجهاد عقل القارئ بلغة ثقيلة قد تصيبه بالملل.
أتمنى لكم قراءة ممتعة تخفف عنا سوء الواقع.
أرض المغول
ماذا لو انتصر المغول في معركة «عين جالوت»؟ هل كان سيتغير شكل العالم الآن؟
سؤال شكّل الفكرة التي حلّق بها الدكتور أحمد خالد توفيق في خياله؛ ليخرج لنا واحدة من أفضل كتاباته في سلسلة «ما وراء الطبيعة» والتي يتخيل فيها شكل حكم العالم تحت يد المغول، كيف كانوا سيعاملون الناس؟ وكيف يستبدون بالبشر من غير جنسهم؟ وهل هي إشارة إلى شكل أي بلد تحت حكم الديكتاتورية؟
يقول «توفيق»: «في أرض المغول لا توجد سوى لعبة واحدة هي محاولة البقاء حيًّا، ورياضة واحدة هي الهرب».
الغباء السياسي.. كيف يصل الغبي إلى كرسي الحكم؟
يعتبر هذا الكتاب، للصحفي محمد توفيق، واحدًا من أمتع وأسرع الوجبات التي يمكن أن ينالها قارئ. وهو في رأيي تحديث عصري لكتاب طبائع الاستبداد، ولكن بشكل مختلف، حيث يؤرِّخ «توفيق» في هذا الكتاب لأغبى الساسة في تاريخنا، وكيف يؤثر هذا الغباء على شعوبهم.
يكتب عن أغبى من حكم مصر من تاريخ الأقدمين وحتى قيام ثورة يناير، كيف وصلوا إلى كرسي الحكم؟ وكيف كانوا يحكمون بغبائهم؟ كيف حفظ التاريخ اسمهم بمواقفهم الغبية؟
ما بين قرارات متطرفة، وأخرى مهلكة من الضحك، اقرأ واستمتع.
خطب الديكتاتور الموزونة
سأمنحكم كل الحقوق،
سأمنحكم حق أن تخدموني،
وأن ترفعوا صوري فوق جدرانكم،
وأن تشكروني لأني رضيت بكم أمة لي
في ديوان صغير حوالي 70 صفحة، يحلل الشاعر الفلسطيني محمود درويش المنظومة القمعية للديكتاتور، ويعيدها إلى عناصرها الأولى؛ الغباء والاستعلاء.
بسخرية عميقة ومبدعة، يقدّم عملًا شعريًا حادًا، ومتوهجًا في هجاء التسلط والقمع، في محاولة منه لمقاومة التسلط بطريقته الخاصة. ورغم أن «درويش» قال عن هذه القصائد إنها دون المستوى الذي يحب ويفضل، إلا أن متعة قراءتها تمنعنا من الاتفاق معه في رأيه الظالم هذا.
أين نذهب يا بابا؟
في روايته الموجعة «أين نذهب يا بابا»، يحكي جون لوي فورنييه عن معاناة رجل أنجب طفلين غير طبيعيين، توماس وماثيو، اللذين تبلغ درجة إعاقتهما 80 بالمائة، فقرر الراوي أن يتحدث عن أطفاله للمرة الأولى بشكل مختلف، أن يحكي وهو مبتسم، عن معاناته معهما، عن أحلامه إن كانوا طبيعيين؛ سوف يتعلمان، يتزوجان، يفعلان أي شيء غير أن يظلا ساكنين، أو أن يردد دائمًا وأبدًا أحدهما: أين نذهب يا بابا؟
فتح بطن التاريخ
هذا الكتاب محاولة من بلال فضل لإجراء عملية «فتح بطن» للتاريخ؛ لغلق الطريق أمام تكراره مرة أخرى، ويتضمن سلسلة مقالات تظهر فيها اللمسة الممتعة للكاتب، وأسلوبه الساخر الرائع الذي يعيد من خلاله قراءة بعض الأحداث التاريخية بصورة جديدة، والأهم من ذلك هو ربط التاريخ بالأحداث المعاصرة، فتشعر حقًا وكأن التاريخ يُعيد نفسه دون أي تجديد أو تحديث، ذلك التكرار الذي يجعلك تشعر بكم كبير من غبائنا المحكم.
دم الحسين
من قتل الحسين؟ ماذا جرى تحت اسم دمائه الطاهرة؟ وكيف حاول القتلة أن يفعلوا لقتله أولًا، ثم التغطية على جريمتهم فيما بعد، هذا ما ستجده في كتاب إبراهيم عيسى «دم الحسين».
يمكنك أن تتفق وتختلف مع الكاتب، هذا أمر طبيعي. ورغم أن كتابه جاء على شكل رواية بديعة، مليئة بالألفاظ والصور البلاغية، يمكنك أن تعود لأي مصدر لتتأكد من المعلومات المذكورة فيه، ولكن المؤكد أنك ستحب سيدنا الحسين أكثر، وسترى هولًا لا تطيقه، ودماءً لم تعهدها، وأحداثًا أغرب من أن تتخيلها، وللأسف، كل هذا حقيقي.