كيف صور «House of Cards» تنظيم الدولة وتوقع مصيره؟
في الحلقة الثالثة عشرة والأخيرة من الجزء الرابع من المسلسل الأمريكي الشهير «House of Cards»، أو «بيت من ورق» الذي عُرض في مارس/آذار 2016، دار حديث شيّق بين كلير أندروود، زوجة الرئيس الأمريكي فرانسيس آندروود، ونائبته، مع «يوسف الأحمدي» الذي يفترض أنه زعيم «تنظيم الخلافة»، في إشارة واضحة إلى «أبو بكر البغدادي» زعيم تنظيم الدولة، الذي قبض عليه –بحسب أحداث المسلسل– ووضع في معتقل جوانتانامو.
الحوار جاء ضمن مفاوضات بين البيت الأبيض وتنظيم الدولة للإفراج عن أسرة أمريكية اختطفها أعضاء في التنظيم قبيل انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة. وجاء الحوار كالتالي:
لا يحتاج الحوار السابق إلى تعليق أو مزيد من الشرح، حيث قدّم من خلاله كاتب المسلسل رؤية البيت الأبيض لتنظيم الدولة، سواء من حيث وصف طبيعة التنظيم أو توقع مستقبله، لكنني هنا أود أن أشير إلى جانب من مقال كتبته في فبراير/شباط من العام 2015، بعنوان: «داعش.. ودولة بادية الشام الغائبة»، حاولت أن أوصّف فيه ماهية التنظيم، وقد جاء التوصيف مشابهًا إلى حد ما لذلك الذي عرضه المسلسل، وأقتبس هنا عددًا من فقرات المقال كما هي:
«مع التواجد الملحوظ لضباط الجيش العراقي السابقين في الهياكل التنظيمية العليا لتنظيم الدولة (وهو ما يفسر جانبًا من تطوره العسكري الواضح)، وسيطرة العراقيين على مفاصله، يمكننا أن نضيف أدلة أخرى على وجود خلطة ديمغرافية – دينية في تكوين التنظيم وطبيعته التي تلعب فيها العشائر دورًا بارزًا.
وكما قيل، فإن وفاء البعثيين العراقيين من نموذج الرئيس الراحل صدام حسين للإسلام ينصرف إلى الإمبراطورية وليس إلى العقيدة، وإلى المجد والسيطرة وليس إلى الإيمان، فيمكن القول إن القاعدة تنطبق على قطاعات لا يستهان بها من القيادات في تنظيم الدولة، على أن تنتقل تدريجيا إلى المقاتلين والأتباع في وقت لاحق.
وفي حالة الوصول إلى مرحلة الدولة التي يسعى التنظيم لإنشائها في غرب العراق وشرق سوريا (بادية الشام) تحت راية الخلافة، من المتوقع أن تظهر أصوات (لاسيما بين المقاتلين الأجانب) من المخلصين لفكرة التنظيم الأصلية، لتطالب بعدم التقيد بالحدود الجديدة والسعي لإنشاء خلافة موسعة، وهنا غالبًا سيتم إقصاء هذه الأصوات وربما إخراسها بالقوة كما حدث عندما تمرد الإخوان (وهم مجموعات قبلية قاتلت لأسباب دينية بحتة، ويختلفون عن تنظيم الإخوان الحالي الذي أسسه حسن البنا) على عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة.
ويعتقد من يتبنون وجهة النظر هذه أن الولايات المتحدة لا تمنع بشكل جدي تنظيم الدولة من السيطرة على بادية الشام، وأن تحركاتها العسكرية لا تهدف للقضاء عليه بقدر ما تستهدف تحجيمه ومنعه من التوسع خارج الحدود التي رسمتها مسبقا فيما يعرف بـ «خارطة حدود الدم»، على أن تستهدف في وقت لاحق أية عناصر في التنظيم تعمل خارج الإطار المسموح به، ليكون الناتج النهائي دولة تشبه المملكة العربية السعودية، تلبث ثوبا دينيا وتلعب في الوقت ذاته الدور المرسوم لها في ظل النظام العالمي الذي يُدار من واشنطن».