كيف انتقلت دراما رمضان إلى سوق الانتقالات الصيفية في أوروبا؟
انتهى شهر رمضان وحل العيد، ولكن الدراما الكروية والتي تشبه دراما المسلسلات الرمضانية لا يبدو أنها ستنتهي في عالم كرة القدم حتى وإن كان الموسم قد انتهى منذ فترة وما زال هناك وقت ليس بالقليل متبقٍ على بداية الموسم الجديد، بل إن الجزء الأكثر إثارة موجود بالفعل في تلك الآونة بين عامي هذه اللعبة وتحديدًا في سوق الانتقالات والذي لا يخلو أبدًا من بعض القصص المفاجئة أو ذات الفصول الكثيرة والذي يجعلها تُشبه المسلسلات التركية أو المكسيكية ولكن بعيدًا عن الأعمال غير العربية، يبدو أن دراما رمضان في مصر تتشابه مع ما يحدث في الميركاتو الحالي سواء من حيث المضمون أو الاسم فقط، فكيف ذلك؟!
ظل الرئيس
ويحكي قصة لاعب مشهور جدًا في فرنسا وبالرغم أنه يلعب لأحد أكبر الأندية هناك، ولكنه لا ينال الاهتمام الدولي المطلوب برغم أرقامه وإحصائياته المميزة، لأنه دائمًا ما تضيع منه فرصة الانتقال إلى نادٍ آخر أكبر وتحديدًا خارج البلاد، هذا اللاعب هو مهاجم ليون «لاكازيتي» الذي يعاني كثيرًا من عدم رغبة رئيس النادي في التفريط فيه وحتى بعد وجود اتفاق شفهي بينه وبين نادٍ آخر وهو أتلتيكو مدريد تم رفض استئناف قرار حرمان النادي الإسباني من سوق الانتقالات لتتعثر الصفقة ويعود أولاس ويصرح بأنهم في البداية سمحوا للاكازيتي بالرحيل، ولكنه ليس للبيع الآن ثم يقول إنه يُفضل بيع اللاعب إلى باريس سان جيرمان إذا ما قرر الخليفي أخيرًا استثمار أمواله في اللاعبين الفرنسيين وبرغم التوقعات برحيله هذا الصيف لحصوله على وعد بذلك، ولكن إن تم رفض العرض اللطيف من أرسنال كما وصفه أولاس سيكون عليه أن ينتظر بقاء عام في عقده مثل جانالون أو الرحيل مجانًا مثل رشيد غزال.
ولكنه ليس ليون فقط الذي يُحجم بعض طموحات لاعبيه، فورسبيرج يعاني الآن من الخروج من لايبزيج واحد من أغنى الأندية في ألمانيا والذي يحاول الحفاظ على قوامه من أجل المشاركة في دوري الأبطال، كلويفرت قال إنه يعلم برغبة فيراتي بالخروج من باريس سان جيرمان خاصة مع مراقبة برشلونة منذ عدة سنوات وحاجته إلى لاعب في مركزه ولكن حسبما قال فإن ناصر الخليفي مالك النادي الفرنسي يرفض نهائيًا التفريط فيه، لتكون هذه هي أكبر عيوب الانتقال إلى ناد يملك الكثير من المال والطموح، ولكن لا يبدو مشروعه ناجحًا مثل الأندية الكبيرة التي لا تعتمد على المال فحسب.
هربانة منه
في تلك الفقرة اضطررنا إلى تغيير اسم العمل الدرامي «هربانة منها» إلى «هربانة منه» لأن دييجو كوستا كثير المشاكل ولا نرغب في الدخول في أزمة معه ربما، يكفي أنه لم يتقبل وصول رسالة له من مدربه أنطونيو كونتي يخبره فيها فقط أنه خارج خططه للموسم المقبل، الأمر الذي أزعج المهاجم البرازيلي صاحب الجنسية الإسبانية وجعله ينتقم من ذلك بذكاء شديد ربما يؤذي ناديه، ولكن بشرط أن يُظهر نفسه ضحية، عندما تحدث في لقاء تلفزيوني في فترة التجمع الدولي الأخير «منذ أسابيع قليلة» مع المنتخب أثناء مباريات تصفيات كأس العالم كاشفًا عن فحوى هذه الرسالة على الملأ.
هذا التصرف وبحسب الصحف الإنجليزية تسبب في استياء كبير بين مسئولي نادي تشيلسي لأنه أظهر نية النادي في بيع اللاعب مما جعل سعره ينخفض بطبيعة الحال كما ألقى باللوم بعض الشيء على أنطونيو كونتي وتصرفه، المدرب الإيطالي لديه شخصية قوية بالطبع، ولكن العبث مع دييجو كوستا خطأ كبير لأنه هو الآخر يملك شخصية قوية، ولكن يُضاف لها أيضًا لا مبالاة كبيرة في إحراج مدرب فريقه، مثلما سبق له وألقى بزي الإحماء على مورينهو لأنه قرر عدم الدفع به، ناهيك عن تهديده لكونتي بالرحيل إلى الصين في الشتاء الماضي بسبب خلاف معه، السؤال هنا كيف يتمكن سيميوني تحديدًا من التعامل معه؟ لدرجة تجعل رغبة اللاعب الأولى هي العودة إلى أتلتيكو مدريد ؟ هل سنرى موقفا مشابها منه مع الأرجنتيني؟ ربما لأن دييجو كوستا «هربانة منه».
عشم إبليس
هذا العمل بطولة المدافع الهولندي «فان دايك» والوجه الجديد ألا وهو المدير الرياضي الجديد لنادي ليفربول «مايكل إدواردز» والذي تتصدر مشاهداته سوق الانتقالات حتى الآن بسبب تقلب أحداثه بطريقة غير متوقعة إطلاقًا في واحدة من أكبر مفاجآت سوق الانتقالات حتى هذه اللحظة، برغم العلاقة الجيدة بين ساوثهامبتون وليفربول والتعامل بينهما في كل صيف تقريبًا، ولكن ودون سابق إنذار أصبحت العلاقة سيئة بينهما.
وتدور هذه القصة حول الخطأ الفادح الذي ارتكبه أحد المسئولين في النادي والذي تسبب بالقطع في تسريب أخبار مثل مقابلة يورجن كلوب مع فان دايك في مدينة بلاكبول وإقناعه برفض عروض مانشستر سيتي وتشيلسي من أجل القدوم إلى آنفيلد ليُهدد الساوث بتقديم شكوى في ليفربول إلى الاتحاد الإنجليزي، وعلى إثر ذلك وخوفًا من أن تكون العقوبة هي حرمانه من الانتقالات مثل أتلتيكو ولا تكون مجرد غرامة فقط، اعتذر النادي في بيان رسمي لساوثهامبتون وذكر أنه خرج من سباق التعاقد مع اللاعب نهائيًا.
ليمثل ذلك البيان ضربة كبيرة لآمال جمهور ليفربول في حل أزمة الدفاع وفي التعامل مع ساوثهامبتون مرة أخرى كلما احتاجوا إلى مركز ما لتدعيمه على غرار ما يفعله برشلونة مع فالنسيا مثلًا، المعضلة الأكبر أن ما فعله مفاوضو ليفربول ربما يجبر مسئولي ساوثهامبتون – عن حق – لرفضهم التام في التعامل مجددًا مع ليفربول، وحتى مع تعاقدهم مع «بيليغرينو» والذي لعب سابقًا لليفربول وكان مساعدًا لبينتيز، ولكن يبدو أن ضم لاعب آخر من ساوثهامبتون هو عشم إبليس في دخول الجنة مثل عشم إبليس في أن يدفع ليفربول مبلغا كبيرا جدًا كسعر لمسامحتهم له.
الحصان الأسود
إذا ما كنت تبحث عن رهان ناجح لا يعتمد على الموهبة فقط، ولكن على الشخصية أيضًا فاللاعب الفرنسي «مبابي» هو واحد من القلائل المميزين جدًا – إضافًة إلى أسينسيو بالطبع – والذي يجب الرهان عليهم، ولكن هل يستحق الرهان مبلغ يجعل صاحب الثامنة عشرة من عمره في قائمة أغلى الصفقات في تاريخ اللعبة؟ وهل تدرك الأندية المهتمة به أن هذا المبلغ سيكون قاسيًا على اللاعب لأن عدم تقديمه لنفس المستوى مع نادٍ أكبر في دوري أصعب وعدم نضوجه بالشكل الكافي سيُصنفه بأنه أغلى صفقة «غير مُستحقة» في التاريخ!
الجنون ليس في السعر الذي يطلبه موناكو أبدًا، ولكن في أن أندية مثل أرسنال وليفربول وبحسب مصادر موثوق بها للغاية لديها الاستعداد التام لدفع المطلوب إذا ما قرر اللاعب فقط خوص تجربة جديدة خارج الليغ وان حتى وإن أجبرهم ذلك على مناطحة أندية مثل ريال مدريد، وباريس سان جيرمان ، ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد بالرغم من الفارق الشاسع في القدرة المالية لهما، لهذه الدرجة تثق كل الأندية الكبيرة في مستقبل «مبابي»، هذا الصراع لم نجده على نيمار حتى، والذي اقتصر على برشلونة وريال مدريد فقط، وكذلك على خسيوس الذي ضمه مانشستر سيتي في الصيف الماضي، هل يتعدى الأمر كون مبابي هو هنري الجديد ويكون الظاهرة الجديدة ؟ المؤكد حاليًا أنه «حصان أسود» في سوق الانتقالات حتى الآن.
لا تطفئ الشمس
في هذا العمل يُحكى عن فريق إيطالي عريق عانى كثيرًا في الفترة الأخيرة وكان يتسول في سوق الانتقالات بصيغتي أما بالإعارة مع أحقية الشراء بأقل سعر ممكن أو بالصفقات المجانية لدرجة جعلت بؤسه يصل إلى أن يكون التفاحة الفاسدة هو إحدى الصفقات التي كلفته مبلغا ليس بالقليل على قدرته الشرائية آنذاك، وبرغم استطاعته بيعت تلك التفاحة بسعر أعلى، ولكن لم يستغل ذلك ليكون مميزًا داخل الملعب، بل إن كل المدح كان موجهًا فقط لمن يُسمى بثعلب الصفقات وهو «جالياني» الذي كانت له مقدرة غريبة في إقناع الطرف الآخر في أن البيع بأقل سعر أفضل له من أن يقتنصه جالياني بالمجان!
وبرغم الشكوك الكبيرة حول جدية أهداف المُلاك الصينيين الجُدد بسبب ما يحدث لجاره الأزرق وعدم الثقة أساسًا من قبلها في بيع أسهم النادي ولكن الميركاتو الحالي شهد تحركات ممتازة برغم غياب الفريق عن الشامبيونزليج واعتبار أن التأهل إلى اليوروبا ليج هو دلالة على تقدم الفريق مع مونتيلا، فتفوق على روما وخطف منه كيسي، كان هو الأسبق في إنهاء صفقة ريكاردو رودريجز، حسم صفقة المهاجم الواعد جدًا وهو البرتغالي سيلفا ويقترب من بيليا، أندريه كونتي، يكفي موقف النادي من تصرفات دوناروما ووكيل أعماله رايولا؛ ليؤكد أنه قادم ليكون قويًا مرة أُخرى، وأن الشمس حقًا لن تنطفئ.
كفر دلهاب
في إحدى القرى في مدينة مانشستر بإنجلترا، هناك ساحر تتميز قوته في صلعته، تعاقد معه مانشستر سيتي منذ عام ويثق فيه بطريقة عمياء ولديهم الحق في ذلك بسبب نجاحاته العظيمة، ولكن ذلك بالرغم أنه لم ينفق المال بالشكل الصحيح في موسمه الأول والتي جعلت فريقه لا يقل إهدارًا للمال العام عن جاره الأحمر بل يزيد عنه بفارق ثلاثين مليونا، على الرغم من أن صفقة واحدة للأخير كانت قد كلفته مائة مليون – بحسب موقع ترانسفير ماركت – ويا ليت كان ذلك كافيًا لتغطية كل النواقص في تشكيلة الفريق بل إن بيب ترك الأهم أو الأكثر توقعًا بدعمه وهم أظهرة الفريق.
في الصيف الحالي تعاقد بيب مع حارس جديد برغم ضم برافو في الصيف الماضي! المهم أن بيب قد تحرك أخيرًا من أجل دعم هذا المركز المتخم بلاعبين أعمارهم كبيرة، البداية كانت بالاستغناء عن زباليتا، نافاس «لعب كظهير أيمن في فترة من الفترات»، بالإضافة إلى كليتشي وسانيا، وعلى قائمة المطلوبين لتعويضهم ميندي ظهير موناكو ولكن يبدو أن السيتي يرفض دفع المبلغ الكبير المطلوب من قبل إدارة نادي الإمارة «حتى الآن» ، هذا لا يمنع أن النادي اقترب أخيرًا من صفقة ظهير «ليست مجانية» للمرة الأولى منذ عام 2011 ولكنها للاعب ليس أقل في العمر من سانيا وأكبر من كليتشي وهو «دييجو ألفيش» ، هذا بالطبع يدفعنا دفعًا إلى أن نقول « شابوه بيب جوارديولا ».