كيف تطورت أنظمة الدفاع الجوي؟ S-400 نموذجًا
تعد الأسلحة الجوية من طائرات وصواريخ بعيدة المدى أدوات سيطرة على أرض المعركة؛ فمن امتلك السيطرة الجوية حسمت له المعركة إلى حد كبير، وكان الفاعل الرئيسي فيها.
قصف برلين وما حدث في قصف العراق وما حدث في حرب أكتوبر/ تشرين الأول، عندما منع حائط الصواريخ سيطرة العدو الجوية، تمكنت قواتنا من التوغل فى سيناء. أمثلة عديدة على أن التفوق الجوي أحد العناصر الأساسية لحسم صراع عسكري.
ومن هذا المنطلق سعت كل الدول إلى امتلاك أسلحة سيادة جوية متطورة.
وكما هو الحال إذا ظهر سلاح جديد قادر على حسم المعركة، تسارع المطورون لإنتاج مضادات تمكن من تحييد هذا السلاح إلى أبعد حد ممكن. فظهرت مضادات الطائرات وهي مجموعة كبيرة من الأسلحة سواء الأسلحة الرشاشة أو الصواريخ بأنواعها وأمديتها المختلفة.
والرادارات التي تكشف الأهداف الجوية من مسافات تمكن القوات من الاستعداد لصد هجمات القوات المعادية، أو خليط من كل ما سبق في منظومات دفاعية حديثة تتمثل في الإنذار والرصد والتتبع والتدمير للأهداف الجوية المعادية.
تكمن قوة كل منظومة في قوة كل عنصر فاعل فيها، حتى تؤدي الهدف المنوط بها على أكمل وجه فيجب أن تكون الرادرات ذات قوى كشفية وتتبع جيد وصواريخ ذات مدى معقول ومقاومة للتشويش وعوامل التضليل.
ولفهم تلك المفاهيم سنأخذ بعين الاعتبار منظومة روسية دخلت الأراضي السورية حديثًا، وهي صواريخ S-400 ؛ إذ بدراسة سريعة لهذة المنظومة يمكننا فهم الأطر التي من خلالها يتم تطوير هذا النوع من الأسلحة الدفاعية.
S-400 Triumf سلاح الدفاع الجوي الروسي يدخل الصراع في الشرق الأوسط
المتابع للأحداث في الشأن السوري في الآونة الأخيرة، خاصة أنواع الأسلحة المستخدمة، يجد أن دخول هذه المنظومة قد حظي باهتمام كبير من المحللين العسكريين، ولفهم هذا الاهتمام يجب أولًا معرفة قدرات هذه المنظومة.
دخلت هذة المنظومة للخدمة في القوات الروسية عام 2007، وتكمن قوة هذه المنظومة في قدرتها على إسقاط الطائرات بدون طيار وكذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز بمدى 400 كم وبارتفاع يصل إلى 32 كم، ووجود رادار قادر على تتبع حتى 300 هدف في وقت واحد في مدى استكشاف يصل حتى 600 كم، وتستطيع باستخدام أربعة أنواع من الصواريخ تغطية وحماية هذا المدى الواسع، وهي:
للمدى البعيد جدًا مقذوف (40N6 (400 km والمدى البعيد (48N6 (250 km، والمدى المتوسط (9M96E2 (120 km، والمدى القصير (9M96E (40 km.
تتكون المنظومة من وحدة تحكم 30K6E، والتي تتحكم في ثماني وحدات تابعة.
ووحدة 55K6E للتحكم محمولة على العربة Ural-532301، ونظام الرادار المحمي من التشويش 91N6E المحمول على العربة MZKT-7930 والذي يبلغ مداه 600 كم، بالإضافة لـ 6 وحدات صواريخ أرض جو 98ZH6E، والتي يمكنها أن تشتبك وتسقط 6 أهداف منفردة، بالإضافة إلى مطلقات الصواريخ 5P85TE2 و 5P85SE2.
تمثل هذه المنظومة وغيرها من المنظومات وحدات متكاملة من رصد وتتبع وإسقاط الأهداف الجوية، والتي يمكنها أن تتكامل مع بقية وحدات الجيوش لتكوين مظلة دفاعية للأهداف المهمة.
ومن الناحية السياسية فدخول مثل هذه المنظومات إلى الأراضي السورية يمكنه أن يحد بشكل كبير من تحركات إسرائيل الجوية وتحركات القوات الأمريكية في الجوار، كما أن الروس المصنعين للمنظومة يزعمون أنها يمكنها إسقاط طائرات الجيل الخامس مما يحد من فاعلية طائرات إف 35 والتي دخلت الخدمة حديثًا في إسرائيل.
اقرأ أيضًا:«الطائرة الشبحية F35» آخر ما وصل إليه الطيران الحربي