كيف أثّر الشعر في إقامة إسرائيل؟
لعبت اللغة العبرية والأدب دورًا كبيرًا في إقامة دولة إسرائيل، وللدلالة على ذلك فإن أغلب قادة إسرائيل الأوائل ارتبطوا بالأدب؛ مؤسس الحركة الصهيونية «تيودور هرتزل Theodor Herzl» كان صحفيًّا، وأديبًا، وسياسيًّا، و«زئيف جابوتنيسكي Ze’ev Jabotinsky»، القيادي البازر بالحركة الصهيونية، كان شاعرًا، ومترجمًا.
لذلك لم يكن من قبيل الصدفة أن تجعل الحركة الصهيونية اللغة على رأس أولوياتها، خاصة وأنَّ الشتات الذي عاشه اليهود لعقود لم يسمح لهم بِاستخدام اللغة العبرية في مناحي الحياة في المجتمعات الأوروبية التي يعيش فيها أبناء شعبٍ مُشتتٍ بلا هوية ولا وطن؛ اللهم إلا ديانةً تجمع بين أبناء هذا الشعب.
ولهذا لعب الشعر دورًا هامًا في تحفيز وتنشيط ذاكرة الشعب المشتت للالتفاف حول فكرة «القومية اليهودية» وإقامة دولة إسرائيل، فانتشرت القصائد التي تُكتب بالعبرية في ذلك الوقت، ونجحت في إحياء المزاعم الصهيونية وأرض الميعاد وشعب الله المختار وغيرها من الأدبيات التي قامت عليها الحركة الصهيونية.
أدب شعب الله المختار
مرَّ الشعر العبري بمراحل ثلاثة؛ مرحلة الشعر القديم، والتي تتمثل في كتاب العهد القديم والذي يحتوي على سفر المزامير ونشيد الأناشيد كانت هي اللبنة الأولى للشعر العبري، أمَّا المرحلة الثانية فهي مرحلة الشعر العبري الوسيط؛ حيث احتوى على الوزن والقافية، متأثرًا بالشعر العربي في ذلك الوقت، ولمع أسماء شعراء يهود كشموئيل هناجيد، ويهودا هاليفي، وابن عزرا، وابن جبيرول، وكانوا يطلقون عليه العصر الذهبي للشعر، واستطاعوا فيه تقليد 12 وزنًا من الأوزان العربية.
المرحلة الثالثة التي أنتجت الشعر العبري الحديث، يمكننا اعتبار أنها بدأت مع حركة التنوير اليهودية في أواخر القرن الثامن عشر، وهو الشعر الذي أثّر في عموم اليهود حول العالم، فاجتمعوا حول شاعرٍ أو قصيدةٍ جعلتهم يحلمون بمبتغاهم، ولعب دورًا بارزًا في تحويل إسرائيل إلى حُلم سعى اليهود لتحقيقه.
وللشتات اليهودي دورٌ لا يُستهان به في كتابة الشعر العبري الحديث؛ حيث كان دافعًا قويًّا لليهود المُبعثرين في الأرض، وخاصة الشعراء منهم، لتحويل هذه الأحلام إلى أدبٍ يدفع دفعًا نحو «أرض الميعاد». يقول دكتور إبراهيم البحراوي، أستاذ الدراسات العبرية الراحل بجامعة عين شمس، في مقدمة كتابه «الدين والدنيا في إسرائيل»: «سجّل الأدب العبري منذ القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا صراعات النفس اليهودية في مركزها الأوروبي وبعد انتقال هذا المركز إلى فلسطين مع الغزوة الصهيونية».
ويدين التطوُّر الكبير الذي شهده الشعر العبري الحديث بالفضل إلى «حركة الهسكالاه»، والتي يمكن وصفها بالحركة التنويرية للحركة الصهيونية، والتي نجحت في التمهيد لإقامة دولة إسرائيل، وتعتبر اللبنة الأولى لإحياء اللغة العبرية مجددًا بعدما اندثرت لعقود من الزمن، حتى أن أعظم شعرائها -حاييم نحمان بيالك (Hayim Nehman Bialik)- الذي سيأتي ذكره لاحقًا؛ لم يكن يتحدث العبرية في حياته اليومية؛ كما جاء في كتاب «الشعر العبري الحديث منذ البداية وحتى الآن».
ترى دكتور نازك إبراهيم عبد الفتاح، أستاذ اللغة العبرية بقسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة عين شمس، في كتابها «الشعر العبري الحديث» إن «حركة الهسكالاه قائمة على الفكرة التي تشبّث بها اليهود طويلًا، وهي أنّهم بشرٌ من طراز خاص، وأنّهم شعب الله المختار؛ لذلك فقد حرص الأدباء على أن يكون الأدب العبري أدبًا دينيًا؛ رغم مظهره الدنيوي»؛ وتضيف: «المتأمل والباحث يستطيع أن يتبيّن بوضوحٍ أن الحركة لم تفشل بل إنها نجحت في دفع الحركة اليهودية خطوة نحو الأمام في سبيل تحقيق حلم اليهود القديم».
يُمكننا اعتبار الشعر العبري الحديث علمانيًّا أكثر منه ديني؛ لذلك تجد في أغلب القصائد المنشورة في ذلك الوقت التركيز على «وحدة الشعب اليهودي» والسعي إلى التخلُّصِ من «الجيتو» حيث انغلق اليهود على أنفسهم في المجتمعات الأوروبية.
يقول «الدكتور زين العابدين أبو خضرة» في كتابه «الأدب العبري الحديث- السمات والخواطر»: «في هذه المرحلة الحديثة صار الشعر الدنيوي الشاغل الأكبر والهم الأول للأديب العبري، فلا يتعامل مع الموضوعات الدينية إلا لِمامًا؛ وهكذا فإن الشعر العبري الحديث يشكل انقطاعًا لتيار طويل متصل بالغ الاتصال من الشعر الديني».
وهو ما يؤكده الناقد الإسرائيلي باروخ كورتسفايل، بحسب ما جاء في كتاب الدكتور رشاد الشامي- بدايات الأدب العبري الحديث (أدب حركة التنوير اليهودية، الهسكالاه)- فيقول:
أهم شعراء الهسكالاه
حرّكتْ حركة الهسكالاه المياه الراكدة في الشعر العبري، وكانت شرارة انطلاق للأدب العبري الحديث بكافة أنواعه: الشعر والقصة والرواية وغيرها من الآداب الأخرى.
بالرجوع إلى موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية نجده يتجاهل تمامًا فكرة وجود شعراء قبل فترة القومية اليهودية (1881-1947)، فلم تتم الإشارة إلا إلى حاييم نحمان بيالك –الذي اعتبر النقاد قصائده بأنها مطابقة للأنا الفردي مع الأنا القومي- باعتبار أنَّه شاعر القومية اليهودية دون الحديث عن شعراء قبله، على عكس كثير من المتخصصين، من بينهم الإسرائيليون أنفسهم، الذين قسّموا وصنّفوا الشعراء العبريين على فترات كل فترة لها طريقتها وأسلوبها.
تأثير «بيالك» على الشعر العبري كان أحد أهم الروافد التي فتحت المجال الأدبي لانتشار الشعر العبري، خاصّة وأنَّ اللغة العبرية كانت شبه مندثرة تمامًا، لا يستخدمها أحدٌ أغلب الظنِّ؛ فقد أرسى قواعد جديدة لكتابة الشعر العبري- حيث كان الشعر العبري الوسيط يُكتب على الأوزان العربية التي وضع أسسها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو النهج الذي تمرّد عليه بيالك ونحّاه جانبًا، وبحسب الدكتورة نازك إبراهيم عبد الفتاح، بدأ في اقتباس كثيرٍ من الأوزان التي سادت في أوروبا في العصر الحديث.
أغلب قصائد «بيالك» كانت تثير الشجن والحنين إلى «أرض الميعاد» ولعل قصيدته «إلى العصفور» -التي سنتعرض لها بالتفصيل لاحقًا- هي الأبرز في هذا الإطار؛ وهي التي أكسبته الشهرة التي نالها بعد «إقامة الدولة»؛ حيث بشّرت بفصلٍ جديدٍ من فصول إحياء اللغة العبرية، خاصة بعد فترة من اليأس وفقدان الأمل لليهود في روسيا، وضياع أحلام التنوير، وانهيار المجتمع التقليدي، والأفكار الثورية لمجتمع جديد وأفضل، ما جعله يتوق إلى «أرض الميعاد».
من الشعراء البارزين أيضًا في الشعر العبري الحديث، هو شاؤول تشيرنحوفيسكي (Shaul Tchernichovsky)، الشاعر العبري الذي يمشي جنبًا إلى جنب مع «بيالك» في فضل إحياء اللغة العبرية، ولعلّ المشترك بينه وبين «بيالك» أن كليهما تركَ إرثًا ثقافيًّا تفتخر به إسرائيل الآن، برغم أنهما عاشا وماتا دون أن يتحقق حلمهما بـ«الدولة القومية لليهود»؛ فبيالك مات في سنة 1934، وتشيرنحوفيسكي مات في سنة 1943.
حياة «تشرنحوفسكي» تعتبر حياة «شتات» من الدرجة الأولى، ولعلّ هذا الشتات كان له أثرٌ عظيمٌ في نفسه كي يكتب شعر الحنين والشجن لـ«أرض الميعاد» خاصة بعد إصدار مجلّده الأول من كتابه «القصائد» الذي صدر على عدة أجزاء، إذ أصدر الجزء الأول منه في سويسرا عام 1911.
وبحسب دراسة لـ«عيدو باسوق»، المترجم والشاعر الإسرائيلي، بعنوان «سأؤمن بالمستقبل: رفض وقبول تشيرنحوفيسكي على خلفية الخطاب الصهيوني حول المنفى والوطن»، فإن الكثيرين رأوا أن شِعر تشرنحوفسكي تجسيدًا للصهيونية وخير معُبِّرٍ عن أرض إسرائيل بالنسبة لهم، وموجّه لهم من خلال أعماله بالهجرة إلى إسرائيل. موضحًا:
أيضًا، يُشكِّل يهودا عميحاي (1924- 2000) أحد أهم الشعراء الذين ساهموا في تطوُّر الشعر العبري أيضًا؛ خاصة وأنّه حضر إقامة دولة إسرائيل وساهم بشكل كبير في إحداث ثورة، بحسب دراسات إسرائيلية، في الشعر العبري الحديث، حيث وصفه الشاعر الإسرائيلي، أورتسيون بارتنا، بأنّه «الثوري المتعاطف».
أمّا البروفيسور بوعاز عربالي (1936-2010) أستاذ الآداب العبرية بجامعة تل أبيب، فقد وصف شعره السياسي، في دراسة له بعنوان «الدلالة السياسية لشعر يهودا عميحاي» بأنّه «منذ إقامة دولة إسرائيل لا يمكن مقارنة شعر عميحاي من الناحية والتأثير السياسيين بأي شعر آخر»، مضيفًا: «إن المغزى السياسي لشعر عميحاي لا يمكن استنتاجه بشكل مباشر، ولكن من المصطلحات والرسائل الورادة فيه».
غنوا لنا من قصائد صهيون
يُعتبر الكتاب المقدّس المصدر الإلهامي للشعر العبري الحديث وشعرائه، فقد جعل الشعراء العبريين من الشخصيات الواردة فيه أبطالًا في أشعارهم؛ واستقت القصائد الحديثة معظم أفكارها منه لتثبيث وجهة نظرهم في «أرض الميعاد»، وكثيرًا ما رمَزَ الشعراء إلى مكان ما ورد في العهد القديم للدلالة على أنَّ أرض فلسطين هي بعينها الأرض الموعودة لـ«بني إسرائيل».
فعلى سبيل المثال؛ قصيدة «إلى العصفور» لـ«بيالك» أشارت بصورة واضحة إلى توق الشاعر إلى الحياة على «أرض الميعاد»، عن طريق المقارنة بين الماضي التوراتي والحاضر الأوروبي، مصوِّرًا الحياة الأوروبية بالقاسية عليه، أمَّا الماضي بالنسبة له فهو جنّة الله على أرضه.
واستخدام العصفور في القصيدة يرمز لشوق الإنسان للآفاق الرحبة، وباعتبار أنها في تجوالها بحثًا عن الحرية تمثل اليهودي التائه؛ فهذه القصيدة في مضمونها تحمل أوجه عدة من بينها أحلام العودة والرغبة في الخلاص من المنفى وقهر الشتات فيقول فيها:
أغلب قصائد «بيالك» تصف صهيون بالبلاد الدافئة، أمّا حين يُذكر بلاد الغرب أو «الشتات» فتجد معاني القسوة والجمود والقهر من الحالة التي وصل إليها اليهود في الجيتو، ففي القصيدة ذاتها يصف «بيالك» الأشخاص المحيطين به بالشياطين؛ والرمز هنا إلى الأنظمة السياسية في البلدان الأوروبية في ذلك الوقت، حتى أنّه يطلب من العصفور أن يحكي له عن البلاد التي ربيعها أبدي ولا ينتهي، والمقصود بتلك البلاد هي «صهيون»، بحسب المعتقد اليهودي، يقول:
قصيدة أخرى لـ«بيالك» وهي قصيدة «موتى الصحراء»، والتي تمثل تحفيزًا صريحًا وجادًّا تجاه إقامة الدولة اليهودية التي يحلم بها المُشتتون اليهود في أنحاء العالم، إذ يتضح فيها أنانية «بيالك» بعدم النظر إلى الوراء، وعدم النظر إلى الأشخاص الذين قد يسقطون جراء خوض معركة إقامة الدولة، أو حتى النظر إلى الضعفاء منهم وتركهم يموتون جراء السير في الصحراء، فيقول:
وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، استعان ببعض الأبيات الشعرية من هذه القصيدة في عام 2008 في كلمته خلال حفل تكريم للطائفة الإثيوبية ضمن احتفالات الدولة الإسرائيلية بالذكرى الـ60 على إقامتها.
وبحسب الدكتور رشاد عبد الله الشامي، في كتابه «تفكيك الصهيونية في الأدب الإسرائيلي» فإن هذه القصيدة يرى فيها «الشاعر أن المنفَى اليهودي الحالي مثل الصحراء التي تاه فيها اليهود وماتوا؛ لذا فهو يدعو الجيل اليهودي إلى الاستيقاظ وإلى رفض حياته ويطلب منه أن يمتثل إلى صوت (يشوع بن نون) ويسير إلى أرض الآباء لإعادة مملكة داوود كسابق عهدها».
أمَّا تشيرنحوفسكي فقد كتب قصيدة «انظري أيتها الأرض» وهي تُعّد من القصائد التي كتبها في فلسطين بعد هجرته إليها عام 1931، وكانت بسبب الانتفاضة الفلسطينية التي حدثت آنذاك بسبب الهجرات اليهودية وحكم الانتداب البريطاني وكُتبت تحديدًا في عام 1939 في مدينة تل الربيع الفلسطينية.
قصيدةٌ أخرى لـ«تشيرنحوفسكي» وهي قصيدة «سأؤمن» والتي كتبها عام 1894م في مدينة أوديسا اليونانية، حيث تحمل كثيرًا من معاني الأحلام؛ ويؤكد فيها على إيمانه بروح الإنسان، ويخاطب فيها النفس التي تطمح للعودة، وبلغت من الجودة أن ظهرت مطالبات بجعلها النشيد الوطني لـ«إسرائيل»، وجزءٌ من هذه القصيدة مطبوع على عملة إسرائيل فئة الـ«50 شيكل» وتحديدًا جزء «لأنني أؤمن بروح الإنسان، روحه القويّة» فيقول:
قصيدةٌ ثالثة لـ«تشيرنحوفسكي» تُسمى بـ«في نوبة الحراسة» وتدور بين أبٍ وابنه، والذي يسأله عن شخصٍ يعمل في نوبة الحراسة ومن هو؟ فيرد بأن هذا الشخص هو «خصمه» وهذه القصيدة كُتبت عام 1934م في قرية كفر سابا الفلسطينية، في محاولة من كاتبها للتأكيد على المزاعم الصهيونية بأن «أرض صهيون» هي فلسطين، فيقول:
أمّا يهودا عميحاي فله قصيدة بعنوان «هجرة والديَّ» والتي كتبها بعد إقامة إسرائيل تأثرًا بهجرته من ألمانيا إلى فلسطين قبل الحرب العالمية الثانية، ويتشارك فيها الآلام مع والديه، وعلى الرغم من أنَّ الرحيل إلى أرض فلسطين كان يظنه الشاعر منجاة من ويلات الحروب إلا أنَّه يقول «هجرة والديّ لم تهدئني».
كما يستعين يهودا بتعبير آخر يقول فيه «وعينايَّ تحدق في صحراء شاسعة» في إشارة إلى أرض فلسطين، ويجدر الإشارة هنا إلى أنَّ القصيدة تحمل مقارنة بين الماضي والحاضر وبين هجرته إلى فلسطين، وبين حياته في بلاد المنفى أو «الشتات» ويقول في قصيدة أخرى بعنوان «إلى يوم مولدي» والتي يقول فيها: «أقف أمام أعين العدو / وفي يدي خرائط قديمة».
شاعرةٌ أخرى تُدعى «ليئا جولدبرج Leah Goldberg»، وُلدت في مدينة «كونسبرج» الدنماركية عام 1911م، وهاجرت لفلسطين عام 1935م، لها قصيدة بعنوان «ليلة» والتي تقول فيها:
هذه القصيدة وردت في ديوان «من قصائد صهيون» الذي كتبته الشاعرة ويضمُّ عددًا من القصائد التي تظهر الحنين إلى «صهيون» والرغبة في العودة إليها مرة أخرى، وفي القصيدة تناص أدبي مع التوراة، وتحديدًا آية سفر المزامير: «عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا، بَكَيْنَا أَيْضًا عِنْدَمَا تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ» (مز 137: 1).
هذه مجرد أمثلة صغيرة من واقع كبير، لعب فيه الأدب والشعر خصوصًا، دورًا كبيرًا في بناء دولة الحلم في العقلية اليهودية، ولعل المثال الأبرز على الاستغلال السياسي للأدب، بشكلٍ عام والشعر بشكل خاصٍ، في إقامة دولة إسرائيل، هو قصيدة «نفتالي هيرتس أمبير Naftali Herz Imber»- المولود في مدينة زولوتشيف الأوكرانية (1845-1909)- والتي كتبها في عام 1878م لتكون شعارًا للحركة الصهيونية، ثم تحوّلت بعد ذلك للنشيد الوطني الإسرائيلي والتي كانت بعنوان «الأمل» (باللغة العبرية هَاتيكْفَاه)- والتي يقول فيها.
لم يكن النشيد الوطني هو التجلّي الأكبر للشعر في البنية التأسيسية لإسرائيل، وإنما في عام 2009م، وفقًا للمخطط الدراسي الذي أعدته وزارة التعليم الإسرائيلية، نُظِّمتْ مسابقة في مستوطنة «كريات بيالك» عن أعمال الشاعر «حاييم نحمان بياليك»، استهدفت طلاب الخامس والسادس في المدارس الحكومية والدينية في حيفا.
كما أطلقتْ أسماء شعراء إسرائيليين على العديد من الشوارع الإسرائيلية؛ اعترافًا غير مباشر بأنهم أصحاب فضل في حمْلِ هذه الشوارع الصفة العبرية من الأساس، وتحقق حلم «دولة الشتات» الذي بقي حبيس أبيات الشعر لمئات الأعوام.