كيف دعمت إيران جهاديي مصر والسودان والجزائر وليبيا؟
في يونيو/ حزيران عام 1989، في الوقت الذي كانت تطوى فيه صفحة الجهاد الأفغاني، نفذ بعض الإسلاميين في الجيش السوداني انقلاباً عسكرياً في السودان تحت مسمى ثورة الإنقاذ بقيادة العميد عمر حسن أحمد البشير، وبمؤازرة الراحل حسن الترابي.[1]
السودان بوابة إيران لأفريقيا
لم تمر فترة قصيرة من الانقلاب العسكري في السودان، حتى بدأت حكومة الإنقاذ بالتودد إلى أسامة بن لادن بإرسال خطاب دعوة له عام 1990م، ثم تبعت ذلك بإرسال عدد من رجال المخابرات السودانية للقائه، حيث تم عرض فرص الاستثمار في السودان على الأخير، الذي تحمس بدوره، وبدأ بشراء مساحات كبيرة من الأراضي هناك.[2]
و لاستمالة بن لادن بشكل أكبر، منحت الحكومة السودانية مجموعة بن لادن للمقاولات عقد بناء مطار في مدينة بور سودان، الأمر الذي دعا بن لادن لزيارة السودان بصورة متكررة للإشراف على عمليات الإنشاء، ثم في عام 1992 انتقل الأخير هو وزوجاته وأبناؤه بالنهاية للإقامة بشكل دائم بالسودان.[3]
وفي السودان أتيحت الفرصة لبن لادن للاستثمار والعمل التجاري، وفي غضون وقت قصير تحول بن لادن إلى أكبر مالك للأراضي في السودان، فكان لديه مليون فدان في دلتا نهر جاش في شمال شرقي السودان، فضلاً عن قطع كبيرة أخري من الأراضي في أخصب المناطق من شرق البلاد، وكانت إحدى تلك الأراضي التي يملكها هناك، أكبر وحدها من دولة البحرين، كما ذكر بن لادن في إحدى المرات.[4]
وخلال إقامة بن لادن بالسودان دعا د.حسن الترابي زعيم الجبهة الإسلامية القومية الحاكمة الأخير إلى عقد لقاءات مع مسئولين إيرانيين، في إطار التقارب بين «السنة والشيعة» وللتنسيق والعمل كذلك ضد عدو مشترك هو الولايات المتحدة الأمريكية.[5]
وتُشير في هذا الإطار وثائق أبوت آباد التي عثرت عليها القوات الأمريكية في منزل بن لادن بعد مقتله في باكستان، بجانب الوثائق القضائية التي استندت عليها محكمة نيويورك الفيدرالية، في الحكم الذي صدر هذا العام ضد إيران وألزمها بدفع تعويضات لعوائل ضحايا عملية 11 سبتمبر وشركات التأمين الأمريكية المتضررة من الحادث، فضلاً عن مئات الوثائق الأخرى من قاعدة بيانات (هارموني) في وست بوينت، إلى المدى الذي وصل إليه التنسيق الأمنى والعلاقات العسكرية والاستخباراتية التاريخية بين إيران وأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة.
ويتفق هذا من جهة أخرى مع ما أشار إليه كل من أبو حفص الموريتاني المفتي السابق لتنظيم القاعدة، وأبو جندل الحارس الشخصي لأسامة بن لادن، فضلاً عن سيف العدل القائد العسكري لتنظيم القاعدة، الذي تحدث في مذكراته المعروفة باسم «الإنسياح في الأرض» عن دور إيران في دعم القاعدة، خاصة في السنوات السابقة على 2001.
وقد عُقد بالخرطوم في هذا السياق العديد من الاجتماعات واللقاءات السرية بين الطرفين خلال عامي 1992 و1993 بين «أبو هاجر العراقي»، ومسئولين إيرانيين تمهيداً للتعاون بين الجانبين للعمل معاً ضد الولايات المتحدة بهدف إجبارها على مغادرة الشرق الأوسط[6]، والأخير هو المدير المالي السابق لبن لادن ورئيس لجنة الفتوى في تنظيم القاعدة.
واسم الرجل الحقيقي هو ممدوح محمود سالم، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي، قبل أن ينشق عنه ويهرب إلي إيران، وهو أحد رجال الدائرة الضيقة المحيطة ببن لادن وصديق شخصي لصيق للأخير، وقد كان أن أبو هاجر هو أول من دعا أعضاء «القاعدة» إلى وضع خلافاتهم المذهبية جانبا مع المنظمات الشيعية الإيرانية واللبنانية والتعاون ضد هدف واحد معلن، هو الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها.[7]
وقد أثمرت اللقاءات المشار إليها بين أبو هاجر العراقي والإيرانيين عن اتفاق تم إنفاذ بنده الأول خريف 1993 بسفر وفد من أعضاء القاعدة إلى وادي البقاع في لبنان لتلقي التدريب على المتفجرات والاستخبارات والأمن على أيدي كوادر حزب الله اللبناني.[8]
وتدرّب الكثير من عناصر القاعدة أيضاً في تلك الفترة على أيدي الحرس الثوري بإشراف الجنرال محمد باقر ذو القادر في معسكرات تدريب تابعة للحرس الثوري في السودان، بعد أن توسط الظواهري في تأسيس العلاقة بين الأخير وبن لادن.[9]
وعُقد في عام 1993 كذلك اجتماع آخر في السودان بين أسامة بن لادن والقائد العسكري لحزب الله عماد مُغنيِّة طلب فيه بن لادن من مُغنيِّة تقديم بعض الخبرات لأعضاء تنظيمه كالتدريب على استخدام الشاحنات المفخخة على غرار عملية تفجيرات بيروت 1983[10]، التي أودت بحياة 299 جنديا أمريكيا وفرنسيا كانوا يعملون في قوة متعددة الجنسيات في إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي نفذتها حركة «الجهاد الإسلامي»، الاسم الذي استخدمه قادة حزب الله في ذلك الوقت، قبل الإعلان رسمياً عن نشأة الحزب الذي كان يهدف آنذاك لملء الفراغ الذي تركه خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من جنوب لبنان بفعل الغزو الإسرائيلي.
وبعد هذا اللقاء المشار إليه بين بن لادن ومغنية سافر عدد من رجال القاعدة إلى إيران للتدرب في مجال الأمن وصُنع المتفجرات على أيدي فيلق القدس.[11]
وفي نوفمبر 1995 بدأت القاعدة تنفيذ الأساليب القتالية لحزب الله التي تدربت عليها على يد عناصر ذلك الأخير، وقامت بتفجير مكاتب البعثة الأمريكية لتدريب الحرس الوطني السعودي في الرياض، الذي أسفر آنذاك عن مقتل خمسة أمريكيين وهنديين وجرح 60 آخرين.[12]
وتدعم الصلات المشار إليها بين القاعدة وحزب الله، كما يقول الباحث النرويجي توماس هيغهامر فرضية تتبناها بعض الدوائر الاستخبارية الأمريكية، مفادها أن القاعدة تعاونت سرا مع حزب الله الحجاز في تنفيذ العملية التي استهدفت مجمع الخبر[13]
حيث أشار من قبل في هذا السياق المحلل في وكالة استخبارات الدفاع بالولايات المتحدة كي فاليس. والذي شارك في تحقيق مكتب التحقيقات حول الهجوم الذي وقع في أبراج الخبر عام 1996. إلى الروابط والعلاقات التي تجمع بين تنظيم القاعدة والإيرانيين.[14]
يُذكر هنا أن يوسف العييري المؤسس والقائد الأول لما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد الحرمين، كان يُشار إليه بالأساس على أنه هو المسئول عن الارتباط بين تنظيم القاعدة وحزب الله، وربما هذا يوضح حقيقة التشابك والتعقيد في العلاقات بين مختلف تلك الأطراف.[15]
ويشير لاري جونسون، المسئول السابق في وزارة الخارجية الأميركية والذي عمل لفترة قصيرة في وكالة «سي آي إيه» في هذا السياق، إلى أن وجهة النظر السائدة بأن الحركات السنية والمنظمات الشيعية لن يتعاونوا كانت فكرة غالبة في السابق.
ولكنه أضاف: «عندما تجد أن شخصا مثل عماد مغنية يجتمع مع بن لادن، وأن مغنية يتنقل بحرية خروجا ودخولا ما بين إيران وسهل البقاع، والأخير هو المكان الذي خرجت منه المتفجرات التي استخدمت لتفجير المجمع السكني الأميركي في السعودية (تفجير أبراج الخبر عام 1996)، وأن الأفراد المتورطين في تلك العملية التفجيرية لهم صلات وروابط مع بن لادن، ستحتاج إلى التوقف فجأة لتقول حسنا ربما لا يكون الأمر مثلما تصورناه».[16]
وقد كان تنظيم الجهاد المصري في تلك الأثناء، قبل الاندماج بشكل كامل مع تنظيم القاعدة، واتساقاً مع الموقف الإيراني الإقليمي المناوئ للقاهرة، ما يزال يحاول جاهداً للإطاحة بالنظام المصري عن طريق التخطيط لاغتيال رموزه، كمحاولة اغتيال وزير الداخلية زكي بدر عام 1990، محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء حسن الألفي عبر تفجير موكبه عام 1993، ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء عاطف صدقي بتفجير موكبه بسيارة مفخخة عام 1993، ومحاولة اغتيال حسني مبارك في مطار سيدي براني العسكري عام 1993 التي تم التعتيم عليها إعلامياً، بسبب انتماء منفذيها للقوات المسلحة المصرية، ومحاولة اغتياله مرة أخرى في أديس أبابا أثناء توجهه لحضور اجتماع القمة الإفريقية عام 1995. وتفجير السفارة المصرية في إسلام آباد في العام نفسه.[17]
وبحسب ما أخبر به محمد علي أبو السعود، الرقيب السابق بالجيش الأمريكي، والعضو في تنظيم القاعدة، وأحد المتهمين في الهجمات على سفارتي الولايات المتحدة لدى كينيا وتنزانيا، مكتب التحقيقات الفيدرالية، خطط تنظيم الجهاد المصري في هذا السياق لعملية انقلاب عسكري في عام 1990.
و سعى الظواهري وقتها لأن يكون التدريب على يد إيرانيين، وأمد الظواهري الإيرانيين آنذاك في المقابل بمعلومات عن خطة تدبرها الحكومة المصرية بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة لاحتلال جزر متنازع عليها في الخليج العربي بين الأخيرة وإيران، ووفقاً لما ذكره محمد علي، فقد منحت الحكومة الإيرانية الظواهري مليوني دولار مقابل تلك المعلومات، وساعدت في تدريب عناصر من تنظيم الجهاد على محاولة الانقلاب التي لم تنفذ قط.[18]
محاولة فاشلة لاستنساخ الثورة الإسلامية في الجزائر؟
ومن الجدير ذكره هنا أن إيران كان لها في تلك الفترة أيضاً، أدوار أخرى لا تخفى في عدد من الساحات العربية المشتعلة الأخرى، كالجزائر على سبيل المثال، حيث تعود علاقات إيران بالجماعات الإسلامية المسلحة بحسب ما جاء في كتاب أنور مالك «أسرار الشيعة و الإرهاب في الجزائر» إلى بدايات صعود الحركة الإسلامية في الجزائر مع الانفتاح السياسي الذي عرفته البلاد بعد أحداث أكتوبر 1988، وبروز الجبهة الإسلامية للإنقاذ، واكتساحها المشهد السياسي والحزبي.
حيث أعلنت طهران حينها تأييدها السياسي واستعدادها لدعمها ماليا، وشجعت عباسي مدني على إعادة استنساخ الثورة الإيرانية في الجزائر، من خلال وصوله إلى الحكم وإعلان دولة إسلامية، في لقاء جمع عباسي مدني مع قيادات إيرانية بارزة أيام حرب الخليج.
وظهر ذلك التحالف بوضوح كما يذكر مالك، عندما أقدمت جبهة الإنقاذ في الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر 1991 على ترشيح وجوه معروفة بالتشيع في بعض الولايات مثل تلمسان وتبسة وباتنة.[19]
وقد تدرجت العلاقات بعد ذلك حينما قامت إيران باتصالات ببعض الجماعات المسلحة، حيث يذكر أنور مالك أن جماعة «الجزأرة»، وهي مجموعة منشقة عن الإخوان المسلمين في الجزائر، قد دخلت في مفاوضات سرية مع رفسنجاني، الذي أكد استعداده المطلق لتقديم الدّعم لها من أجل سيطرتهم على قيادة الجماعات المسلحة.
وأكثر من ذلك تذهب بعض المصادر الموثوق فيها بحسب مالك أيضاً إلى أن رفسنجاني أعطاهم وعوده وضماناته بتدعيمهم سياسيا ودبلوماسيا وماليا في حال تمكنهم من الوصول إلى السلطة، مقابل تعميق العلاقات سياسيا ودينيا وثقافيا[20].
وقد ذكر «سيف الدين» – وهو أحد المنظمين للمجموعات التي تدربت في إيران – أنهم خلال تواجدهم في إيران التقوا بالرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد عندما كان عمدة طهران في ذلك الوقت، حيث أكد الأخير دعمه لهم، وأن بلدية طهران ستكون تحت تصرف كل البعثات التي ستقصد بلاده خلال فترة تكوينهم العسكري[21].
وقد أكد القعقاع – أحد أمراء الجماعة الإسلامية المسلحة المعروفة اختصارا بـ«الجيا»- أيضا أن جهات في الثورة الإيرانية كانت تدعم الجيا من خلال أحد رجال المخابرات الذي يعمل في سفارتها بالجزائر، ولكن بعد قطع العلاقات بين البلدين ظل تواصل الجماعة عن طريق بعض السفارات الإيرانية في أوروبا، وخاصة بريطانيا وفرنسا، حيث يتواجد ناشطون يعملون لصالح التنظيم ويتمتعون باللجوء السياسي، وأيضا في دول عربية مثل سوريا ولبنان والمغرب وتونس، وذلك بواسطة عناصر الجماعة الذين يعيشون بالخارج[22].
لكن يبدو أن إيران كانت كما يذكر أنور مالك تميل أكثر لتيار الجزأرة حيث نقلت مجلة «الجماعة» تصريحا عن أحد الوزراء الإيرانيين يقول فيه إنه لا يثق في الجماعة الإسلامية المسلحة ما عدا ثلاث شخصيات وهم أبو خليل، ومحمد السّعيد، وعبد الرزاق رجام من (قيادات الجزأرة) مما يدلل على وجود اتصال وثيق بين الإيرانيين والجزأرة[23].
وإلى جانب التأييد السياسي، دعمت إيران الجماعات الإسلامية المسلحة ماليا لتسلحها أيضاً، حيث أكد المدعو القعقاع أن السفارة الإيرانية في لندن وبالتعاون مع مراكز ثقافية محسوبة عليها، ساعدت في جمع أموال ضخمة بالعملة الصعبة، منها ما وصل إلى الجزائر ومنها ما وجه إلى الهيئة التنفيذية للجبهة الإسلامية في الخارج، وقد اختفى الكثير منها ولم يستفيدوا إلا من القليل في صفقات تسلح مختلفة[24].
وكان أهم دعم عسكري تلقته الجماعات الإسلامية المسلحة من إيران تمثل في الدورات التدريبية لبعض عناصرها في ثكنات للحرس الثوري بطهران، ومعاقل حزب الله في جنوب لبنان، وقد ألقت السلطات الأمنية الجزائرية القبض في هذا الإطار على مجموعة من الإسلاميين المسلحين المنتمين لتنظيم «الفيدا» (الجبهة الإسلامية للجهاد في الجزائر)، واعترف عناصرها بأنهم تلقوا تدريبات موسّعة على حرب العصابات في إحدى ثكنات الحرس الثوري الإيراني في طهران.[25]
ويشير أنور مالك في هذا السياق إلى اسم «محفوظ طاجين» الذي كان النائب الأول لأمير الجماعة الإسلامية المسلحة شريف قوسمي، الذي خلفه بعد مقتله في 1994، حيث كان طاجين متهما بالانتماء لتيار الجزأرة والتشيع، وهو من كان يقف وراء إرسال مقاتلين للتدرب في لبنان، وهذا أحد الأسباب التي أثارت الشكوك حوله[26].
وترجع بداية علاقة طاجين بإيران كما يذكر مالك إلى 1991 عندما ذهب طاجين إلى سوريا مع مجموعة كبيرة من الجزائريين للجهاد في العراق ضد القوات الأمريكية خلال حرب الخليج الثانية، والتقى حينها فتحي الشقاقي زعيم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية الذين سهل لهم المرور إلى لبنان، حيث نسج هناك علاقات مع قيادات شيعية أضحت تتواصل معه بشكل مباشر دون المرور على قيادات الجماعة[27].
كما أن المجموعة التي تدربت في إيران وألقي القبض عليها لاحقا ليست الوحيدة، فحسب اعترافات أحد المنسوبين لها أن هناك عددا كبيرا ممّن تدربوا والتحقوا بتنظيمات شيعية بأفغانستان وعادوا بعدها إلى الجزائر، وقد سعت السلطات الإيرانية الرسمية ومرشدها الأعلى من أجل صناعة ما يسمى بـ«حزب الله» في الجزائر أو حتى كتائب لأنصار المهدي، وتوالت الاتصالات خاصة في الفترة الأخيرة لشريف قوسمي وكانت سرية للغاية، بفضل الجزائريين الذين التحقوا بالحوزات العلمية عن طريق بعض الشيعة الموجودين في سوريا.[28]
وقد أدركت قيادات الجماعات المسلحة الأهداف الإيرانية حيث رفضت عرضا من حزب الله الذي اتصل في 1992 بقيادة الجماعة من أجل تموينهم وتقديم كل المساعدات لهم، لمعرفتهم رغبته في السيطرة على التنظيم وتوجيهه وفق مخطط يرسمه لها[29]
وبعد تسريب معلومات من طرف أجهزة أمنية جزائرية للتيار السلفي الذي كان يسيطر على تنظيم الجيا وتبليغها عن حيثيات العلاقات السرية بين تيار الجزأرة وإيران والتي وصلت إلى حد الموالاة سياسيا وعقديا، أدى ذلك إلى نشوب فتيل حرب بين الطرفين، وتمت تصفية أكثر من 500 عنصر من إطارات تيار الجزأرة في هذه المواجهات العسكرية والاغتيالات[30].
وقد تحدثت مجلة «الجماعة» التي كانت تصدرها الجماعة الإسلامية المسلحة عن اتهام محفوظ طاجين بعدم طاعته لأمير الجماعة «زيتوني» بتوقيف البعثات للتدريب في الجنوب اللبناني، حيث بعث طاجين بمجموعات أخرى سرية[31]، وتشير المجلة إلى أن محفوظ طاجين اقترح على أمير التنظيم جمال زيتوني عقد لقاءات واتصالات مع قيادات دول أجنبية لتزويد الجماعة بالسلاح، من بينهم وزير الداخلية الإيراني.
وتضيف المجلة أنه بعد القبض عليه واستنطاقه اعترف باتصالاته بالنظام السوري، والنظام الإيراني، وحزب الله ، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية شيعية الهوى بحسب الكاتب، وتحصلت «الجيا» على الوثائق كلها ليتم إعدامه بأمر من أميرها.[32]
وقد كان هاجس احتمال تشيع العناصر التي تدربت في إيران يشغل قيادات الجماعة، إذ قال «سيف الدين» (منسق المجموعة التي تدربت في إيران) في إفادته إنه انتقل إلى إيران بطلب من القيادي البارز في «جبهة الإنقاذ» المحظورة أحمد الزوي لكيلا يترك الشخصان اللذان كانا يتدربان في إيران وحدهما خوفا من أن يقتربا من رجال الدين الإيرانيين وحتى لا يتأثرا بالفكر الشيعي[33].
إيران تدعم «الجماعة الليبية المقاتلة»
وبحسب بعض وثائق وزارة الخزانة الأمريكية التي نشرت مؤخراً، عقدت إيران أيضاً في هذا الإطار صفقة سرية مع الجماعة الليبية المقاتلة إبان فترة حكم العقيد معمر القذافي، أصبحت بموجبها «نقطة عبور مهمة للتمويل» في المغرب العربي.
حيث أشارت الوثائق إلى أن القيادي في القاعدة والمكنى عطية الله الليبي، والذي اسمه الحقيقي «جمال إبراهيم اشيتيوى زوبي المصراتي»، قد لعب دورًا محوريًا في عمليات التمويل، بينما قام البحريني عادل محمد محمود عبد الخالق بمساعدة الجماعة الليبية المقاتلة، عبر سفره لإيران 5 مرات ولقائه كبار الداعمين للقاعدة في طهران.[34]
وقد كان عطية الله الليبي آنف الذكر معيناً من قبل أسامة بن لادن كمبعوث لتنظيم القاعدة في إيران، وهو منصب سمح له بالسفر من وإلى إيران بإذن من المسئولين الإيرانيين، ووفقا للوثائق أيضاً فقد تم تعيين ليبي آخر هو نور الدين الدبسكي عضوًا في لجنة عسكرية من الجماعة الليبية المقاتلة كان مقرها إيران.[35]
- لورانس رايت, البروج المشيدة..القاعدة والطريق إلى 11 سبتمبر,كلمات عربية للترجمة والنشر, القاهرة,الطبعة الرابعة,2012, ص 200
- المصدر نفسه, نفس الصفحة
- المصدر نفسه ص 201
- المصدر نفسه ص 205
- المصدر نفسه ص 211
- المصدر نفسه ص 208
- محمد الشافعي, المصادر الأميركية تربط بين «أبو هاجر العراقي» وثلاثة من الخاطفين الانتحاريين, جريدة الشرق الأوسط, لندن, العدد رقم 8380 الصادر بتاريخ الاربعـاء 20 شعبـان 1422 هـ الموافق 7 نوفمبر 2001 م
- يران و«القاعدة».. زواج متعة, جريدة الشرق الأوسط,لندن, العدد رقم 11875 الصادر بتاريخ الجمعـة 01 رجـب 1432 هـ الموافق 3 يونيو 2011 م
- المصدر نفسه
- ياسين جميل,علاقات بن لادن السرية بإيران ومُغنيِّة, مقال منشور على موقع جريدة رأي اليوم الصادارة من لندن بتاريخ February 11, 2015 على الرابط أدنا ه
- المصدر نفسه
- المصدر نفسه
- عبدالله الرشيد, قصة الاجتماع السري بين مغنية وبن لادن, صحيفة عكاظ السعودية العدد رقم 5389 الصادر بتاريخ السبت 10/06/1437 هـ الموافق 19 مارس 2016 م
- الشرق الأوسط» تنفرد بوثائق قضائية جديدة تؤكد ضلوع الحكومة الإيرانية ومرشدها الأعلى في تنفيذ هجمات سبتمبر (2 من 2), جريدة الشرق الأوسط, لندن, العدد رقم [13633] السبت – 17 جمادى الآخرة 1437 هـ – 26 مارس 2016 مـ
- مشاري الذايدي, تحالف شاذ ضد سوريا, جريدة الشرق الأوسط , لندن, عدد الثلاثـاء 19 جمـادى الثانى 1434 هـ 30 ابريل 2013 رقم 12572
- الشرق الأوسط» تنفرد بوثائق قضائية جديدة تؤكد ضلوع الحكومة الإيرانية ومرشدها الأعلى في تنفيذ هجمات سبتمبر (2 من 2), جريدة الشرق الأوسط, لندن, العدد رقم [13633] السبت – 17 جمادى الآخرة 1437 هـ – 26 مارس 2016 مـ
- ياسين جميل, علاقة الظواهري بإيران ومُغنيّة, مقال منشور على موقع صحبقة رأى اليوم الصادرة من لندن بتاريخ February 16, 2015 على الرابط أدناه
- لورانس رايت, البروج المشيدة..القاعدة والطريق إلى 11 سبتمبر,كلمات عربية للترجمة والنشر, القاهرة,الطبعة الرابعة,2012, ص 212
- أنور مالك ، أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر، الجزائر: الشروق للإعلام والنشر، الطبعة الأولي، 2011، ص 48
- المصدر نفسه ص 48
- المصدر نفسه ص 40
- المصدر نفسه ص 56- 57
- ] المصدر نفسه ص 50
- المصدر نفسه ص 57
- المصدر نفسه ص 31
- ] المصدر نفسه ص 44
- المصدر نفسه ص 45 -46
- المصدر نفسه ص 41
- ] المصدر نفسه ص 47
- المصدر نفسه ص 48
- المصدر نفسه ص 49
- المصدر نفسه ص 50
- المصدر نفسه ص 38
- جهاد ضرغام, وثائق أمريكية تكشف تعاون إيران مع تنظيم القاعدة في ليبيا, تقرير منشور على موقع إرم نيوز بتاريخ 31 يوليو تموز 2016
- المصدر نفسه