كيف يمكن أن تحل ألمانيا محل أمريكا في قيادة العالم؟
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
يستعرض المقال الذي نشرته مجلة السياسة الدولية «فورين أفيرز» أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، الدور الذي قد تلعبه ألمانيا في قيادة النظام الليبرالي العالمي، ومساهمتها في حماية أمن القارة وأمنها الخاص، ودورها في القضايا الإقليمية والعالمية الأخرى. ويوضح المقال أن ألمانيا تظهر كقوة سياسية واقتصادية ذات أهمية داخل أوروبا، لاسيما مع استعداد أمريكا تحت قيادة الرئيس الجديد دونالد ترامب للتخلي عن القيادة العالمية وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.ويدلل المقال على ذلك بالتزام ألمانيا بأمنها الداخلي وأمن القارة الأوروبية وحل الأزمات في اليونان والبرتغال، فضلًا على مساهمتها في الحرب العالمية ضد تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا. لذا فإن القلق حيال مصير النظام الليبرالي والشراكة عبر الأطلنطي جعل الكثيرين يتمنون أن تحل ألمانيا محل أمريكا كزعيمة للنظام الليبرالي.
يرى المقال أن هذه مجرد أمنيات، فألمانيا مثقلة بالأزمات داخليًا وعلى حدودها، ولا يمكنها أن تحل محل أمريكا كقوة مهيمنة على النظام الليبرالي، فإذا عدنا إلى العام 2015، اتضح لنا أن حجم ميزانية دفاع ألمانيا كان 1 إلى 20 من حجم الميزانية الدفاعية لأمريكا.الأمر الثاني؛ بحسب المجلة، أن ألمانيا ليست قوة نووية كما أن طموحاتها منخفضة نسبيًا فيما يتعلق بتحقيق الصالح العام لدول العالم.ويشير المقال إلى أنه مع ذلك فإن ألمانيا بإمكانها أن تقدم الكثير لضمان الإبقاء على وحدة أوروبا لاسيما على صعيد الدفاع، كما فعلت عام 2016 وقامت بزيادة ميزانيتها الدفاعية فضلًا على مُضيها قدمًا للدفع في سبيل التعاون الدفاعي داخل الاتحاد الأوروبي.وينتقل المقال للحديث عن مسألة الدعم الأمريكي للناتو، الذي تقول إنه سيتناقص إذا صدقت كلمات ترامب الانتخابية مع ازدياد دعمه لروسيا، ما سيعطي الأخيرة الفرصة لإبراز نفسها شرق القارة، وعلى الأرجح سيئول ذلك إلى إنهاء عضويات دول كأوكرانيا، أو عدم قبول عضويات دول أخرى للاتحاد الأوروبي والناتو. ويرى المقال أن ألمانيا على الأرجح ستتعامل بنهج مزودج مع روسيا من خلال الصرامة والاستيعاب، لذا يجب أن تتخلى تدريجيًا عن مسألة توسيع الاتحاد الأوروبي شرقًا، وأن تقبل بالنفوذ الروسي في آسيا الوسطى والقوقاز وأوكرانيا.ويوضح أنه يمكن للناتو محاولة استيعاب مصالح روسيا بالتخلي عن التوسع أو بناء منظومة صاروخية في رومانيا وبولندا، الأمر الذي يؤيده كثيرون داخل الأحزاب الألمانية. ولردع روسيا، يجب على الأوروبيين بقيادة ألمانيا وفرنسا تعزيز الخطط الحالية لإنشاء قوة عسكرية دائمة للاتحاد الأوروبي، وعمل خطة أخرى لدول البلطيق وشرق القارة، وذلك الأمر سيتطلب مساهمات والتزامات جادة من جانب برلين.يشدد المقال على ضرورة إقامة ألمانيا شراكات قوية لاسيما مع فرنسا، حيث يمكنهما سويًا أخذ زمام القيادة لجعل السياسة الدفاعية والأمنية المشتركة للقارة أكثر فعالية. وينوه بأن فرنسا باتت تفكر في مسألة الردع النووي لأوروبا بشكل أكثر جدية لاسيما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.ومع موافقة ألمانيا على عدم تطوير أو الحصول على أسلحة نووية، فعلى الأرجح أنها ستبذل قصارى جهدها للإبقاء على وجود بريطانيا داخل أي خطط ردع نووية أوروبية. ويوضح المقال أن تعزيز جميع تلك العناصر يحقق هدفين لألمانيا وأوروبا؛ وهما إقناع واشنطن بالحفاظ على الناتو من خلال تعزيز مساهماتها في مجال الدفاع الجماعي، وسيكون أيضًا استعراضًا للقوة في حال انسحاب أمريكا من الشرق الأوسط.ويختتم المقال، بالإشارة إلى أن تزايد رغبة ألمانيا في القيادة العسكرية فضلًا على الدعم الذي تتلقاه من شركائها الأوروبيين يعزز فرص خلق تقارب أوروبي بين فرنسا وألمانيا وربما بريطانيا.