الصداع في بداية رمضان: أسبابه وطرق علاجه

نسبة كبيرة من الأشخاص تصاب بالصداع ، في الأيام الأولي من شهر رمضان، ولايعرف أحد الأسباب الناتجة عن هذا الصداع، سنحاول هنا إلقاء الضوء عن بعض هذه الأسباب الشائعة للصداع ، وطرق التخلص منها لنحاول تجنبها قدر الإمكان.

أولاً:الأسباب المؤدية للصداع في شهر رمضان.

نقص السوائل في الجسم

يصادف حلول شهر رمضان مع بداية الصيف؛ مما يؤدي إلى فقدان الجسم للكثير من السوائل والمعادن نتيجة لارتفاع درجات الحرارة ، بالإضافة إلى طول ساعات الصوم، والمجهود البدني الذي يبذله الإنسان الصائم في فترة الصيام، مما يؤدي إلى حدوث الصداع.

حدوث نقص في نسبة السكر في الدم

السكر من مصادر الطاقة الرئيسية في جسم الإنسان، لأن خلايا الدماغ بحاجة دائمة إلى السكر، ونقص نسبة السكر عن المعدل الطبيعي في جسم الإنسان بطريقة مفاجئة يؤدي إلى الصداع ، خاصة في الفترة الأخيرة من نهار الصيام ، نتيجة لنقص السكر المتزايد في الجسم.

الامتناع المفاجئ عن المنبِّهات

نسبة كبيرة من الأشخاص يتناولون كميات كبيرة من المنبِّهات، سواء شاي أو قهوة أو غيرها من السوائل ، والامتناع المفاجئ عن تناول هذه المنبِّهات في خلال فترة الصِّيام قد يؤدي إلى الصُّداع ، في نهار رمضان خلال الفترات التي تعوَّد الجسم تناول هذه المنبِّهات فيها.

نقص التغذية والتغيير في مواعيد الوجبات

يختلف شهر رمضان عن الأيام العادية سواء في عدد الوجبات، حيث تنقص وجبة عن الأيام العادية، فقلة الطعام، ونقص التغذية الكافية يُسبِّب الصُّداع قبل الإفطار، بالإضافة إلى حدوث نوع ثاني من الصداع يحدث بعد طعام الإفطار، وهذا نتيجة تناول كمية كبيرة من الطعام ، مما يؤدي إلى ضخ كمية كبيرة من الدم إلى الدماغ، بجانب اختلاف مواعيد الطعام، وتغيير أنواع الطعام الذي نتناوله عن الأيام العادية، وكل هذا يؤدي إلى حدوث الصُّداع.

تغيير مواعيد النوم والسَّهر لساعات طويلة من الليل

في شهر رمضان تتغير ساعات نوم الإنسان فلا ينام المعدَّل الطبيعي له، ويسهر لفترات متأخرة من الليل من الممكن أن تستمر إلى ما بعد فترة السحور، ويستيقظ مبكرًا ولا يأخذ القدر الكافي من النوم، مما يؤدي إلى الشعور بالصُّداع.

ثانيًا:بعض الطرق للتخلص من الصداع في شهر رمضان

الابتعاد عن الشمس المحرقة وتناول الكثير من السوائل

حاوِل قدر الإمكان الابتعاد عن الأماكن شديدة الحرارة ، والابتعاد عن الشمس خلال فترة الظهيرة وحاول ارتداء قبعة حتى تبتعد عن أشعة الشمس، والتي تُعد عامل أساسي في الصداع.

تَناول كميات مناسبة من السوائل، بالإضافة إلى تناول الكثير من الماء كل نصف ساعة، من فترة بعد الإفطار إلى السحور، حيث يشكل الماء المادة الرئيسية في هيكل الخلايا، وضروري لحدوث كثير من التفاعلات الكيمائية داخل الجسم .

تناوُل السكريات في طعام الإفطار والسحور

يحتاج جسم الإنسان إلى نسبة كبيرة من السكريات في شهر رمضان، لأن نقص نسبة السكر عن المعدل الطبيعي في جسم الإنسان بطريقة مفاجئة يؤدي إلى الصداع، لذلك يُنصح بزيادة نسبة السكريات في طعام الإفطار والسحور، ويُنصح بتناول ملعقتين من العسل في طعام السحور لأنه يساعد على رفع نسبة السكر في الدم بطريقة تدريجية ، مما يُساعد على جعل الإنسان أكثر حيوية ونشاطًا في نهار رمضان.

الامتناع تدريجيًا عن المنبهات في شهر رمضان

حاول التقليل تدريجيًا من تناول المنبِّهات ، قبل حلول شهر رمضان فإذا كنت تتناول خمس مرات تناول أربعة مرات بعد ذلك ثلاثة ، أو حاول عدم بدء يومك بتناول القهوة أو الشاي قبل حلول شهر رمضان، وقم بتناول عصير أو أي نوع من السوائل الأخرى ، لآن ذلك سيؤدي إلى تقليل نسبة الكافيين في الدم بطريقة تدريجية ولا يسبب الصداع ، لأنه في حالة الامتناع المفاجئ عن هذه المنبِّهات سيؤثر على الحالة المزاجية أثناء الصِّيام، ويسبب الصُّداع والعصبية.

تناوُل طعام السحور والتعود على الصيام قبل رمضان

قال النبي _صلي الله عليه وسلم «تسحروا ؛فإن في السحور بركة»، لذلك يجب الاهتمام بوجبة السحور وعدم إهماله ، ويُنصح بتناول بعض الأطعمة في طعام السحور مثل :الفول والعدس لأنها تحافظ على نسبة الجلوكوز في الدم ، ويساعد على إكمال اليوم في حيوية ونشاط.

وبالنسبة لاختلال نظام الغذاء عن الأيام العادية، حيث يفقد الجسم وجبة الإفطار والغذاء، ولا يتناول الطعام إلا بعد آذان المغرب، يفضل أن يحاول الإنسان الصيام يوم الأثنين والخميس من كل أسبوع قبل رمضان؛ حتى تكون قد تعوَّدْت على الصيام بعد ذلك.

ضبط الساعة البيولوجية للنوم في شهر رمضان

تجنُّب السَّهر لفترات متأخرة في شهر رمضان، ويجب الانتظام في مواعيد النوم، ولا يقل عدد ساعات النوم عن 7 ساعات يوميًا، لأن تقليل ساعات النوم وعدم أخذ الإنسان لقسط كافي من النوم، سيؤدي إلى صداع مزمن لن يشفي منه إلا بالنوم المنتظم.

وفي النهاية يُنصح بزيارة الطبيب قبل بداية شهر رمضان للكشف على الأسنان، فمن الممكن أن يكون الصداع ناتجًا عن آلام في الأسنان، أو أن يكون الصداع نتيجة لوجود أنيميا، خاصة أنها لاتظهر على الصائم إلا في فترة الصيام.

يُنصح أيضًا بزيارة مرضي الضغط والسكر وأمراض الكلي، وغيرها من الأمراض المزمنة بزيارة الطبيب حتى يتم ضبط مواعيد الدواء خلال شهر رمضان، حيث يصاب مرضي ضغط الدم بالصداع، والسبب عدم تناولهم لأدويتهم بطريقة صحيحة، وأيضًا لاختلاف الوجبات اليومية عن الأيام العادية عن شهر رمضان، والسؤال هنا هل مسموح بالصيام في شهر رمضان أم لا؟