هل أصبحت السلطة الفلسطينية في مراحلها الأخيرة؟
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
اعتبرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن الاهتمام الذي صاحب الانتخابات الرئاسية داخل الولايات المتحدة تسبب في تجاهل العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على مدار الأشهر القليلة الماضية.
ففي مقاله على موقع الصحيفة تساءل «ليئور أكرمان»، المسئول السابق في جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، حول مستقبل السلطة الفلسطينية؛ هل ستتمكن من البقاء لفترة أطول؟
ذكر أكرمان «إن الأشهر الأخيرة شهدت قيام عدد من أصحاب النفوذ داخل السلطة الفلسطينية بالعمل بشكل خفي من أجل تقويض زعامة محمود عباس»، مؤكدًا أن حركة حماس، التي تسيطر فعليًا على قطاع غزة، لا تزال تستعد بقوة لتكون جاهزة عندما يحين الوقت للإطاحة بحكومة عباس، لتقيم نفوذًا لها داخل رام الله.
وأوضح أيضًا أن ضعف القدرات القيادية لعباس، وفشله في تحقيق أي نجاح اقتصادي أو سياسي للشعب الفلسطيني، جميعها أمور تمنح القوى المعارضة فرصًا لغزو المشهد السياسي.
وأشار إلى أن حماس تحظى بدعم هائل على الأرض، غير أنها تعاني من مشكلات مالية كبيرة في الوقت الحالي لاسيما مع تجفيف منابع تمويلها الخارجية. وعلى الرغم من القوة التي لا تزال تحظى بها السلطة الفلسطينية داخل غزة، إلا أن جهاز الشين بيت (الأمن الداخلي الإسرائيلي) نجح في إحباط العديد من المحاولات من قبل خلايا حماس في الضفة الغربية، العديد منها كان بقصد الإطاحة بنظام عباس.
أما حركة فتح فلا تزال هي اللاعب الأساسي الأقوى في الضفة الغربية، غير أن الكاتب رأى أنه يجب على عباس مواجهة «معارضة متشددة» –على حد وصفه- داخل الحركة يقودها حاليًا محمد دحلان ومروان البرغوثي، رغم أن الأخير يقضي عقوبة المؤبد بالسجون الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الفلسطيني بذل جهودًا جادة طيلة سنوات لإبعاد دحلان عن جميع مراكز القوى بحركة فتح، ولمنع مؤيديه أيضًا من الاستيلاء على أي معاقل قد تركها عباس. وبالرغم من ذلك، لم يُعد ممكنًا لعباس أن يتجاهل حقيقة ما يتمتع به دحلان من دعم كبير بين العديد من مؤيدي فتح وحماس الذين يعيشون في الضفة الغربية ومخيمات اللجوء.
وأكد أكرمان أن علاقات عباس الممتازة مع قيادة حماس في الخارج من جانب، وعلاقاته مع مسئولين محليين كبار من جانب آخر، قد ساعدته على الاحتفاظ بمنصبه. وفي الوقت نفسه، يُقدم عباس دعمًا غير مشروط لقيادة البرغوثي للسلطة، بل وأسس تحالفًا معه بهدف إضعاف القيادة الأقدم لفتح، ووضع أساس يمكن للبرغوثي بموجبه تعزيز موقفه ليكون الرئيس المقبل.
أما فيما يتعلق بدحلان، فأشار الكاتب إلى أنه سافر بين العديد من العواصم العربية والغربية في إطار جهوده لبناء علاقات قد يحتاجها إذا أصبح الرئيس المقبل.
واستطرد «لقد أنفق دحلان بعض الأموال في تلك المساعي، ووافق أيضًا على إبرام اتفاق مع منظمة الجهاد الإسلامي، ووضع ضغوطًا هائلة على عباس من خلال الدول العربية ليضع نفسه مرة أخرى في الصدارة خلفًا لعباس».
أما على الصعيد المحلي، فألمح أكرمان إلى أن هناك أشخاصًا آخرين يرون أنفسهم جديرين بالقيادة؛ وهم جبريل الرجوب الرئيس الحالي للجنة الأوليمبية الفلسطينية، والرئيس الأسبق لجهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية، حيث يقول إنه يحظى بدعم هائل بين نشطاء الحركات ذات القاعدة الشعبية.
الشخص الثاني، الذي قال الكاتب إنه يأمل في أن يكون الرئيس المقبل للسلطة الفلسطينية، هو ماجد فرج رئيس الاستخبارات العامة الفلسطينية.
وكشف المقال عن دراسة فلسطينية أُجريت مؤخرًا من قِبل 100 باحث فلسطيني طرحوا سؤالاً عما سيحدث للسلطة الفلسطينية في المستقبل القريب.
وتتوقع الدراسة انهيار السلطة الفلسطينية نتيجة لسياسات إسرائيل، التي أضعفت السلطة ومنعتها من تحقيق أي تقدم فيما طُرح من مبادرات سياسية، كما تتوقع اختفاء حل الدولتين للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، والعودة إلى الاحتلال الكامل والحكم العسكري داخل الأراضي.
ووفقًا للدراسة أيضًا، ففي حال سقوط السلطة، فمن المتوقع أن تتجه الكيانات السياسية الفلسطينية على اختلاف أشكالها، بما فيها حركة فتح، للتطرف، وعلى الأرجح ستقوم بتصعيد كفاحها المسلح ضد إسرائيل.
وذكر الكاتب أن عددًا من القادة الفلسطينيين أعربوا صراحة عن رغبتهم في العودة للعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي؛ لأنه من المُرجح أن يتحسن المستوى المعيشي، وفرص الحصول على وظائف تحت الاحتلال، فيما يُروّج آخرون لمبادرات يتم بموجبها ضم مناطق كاملة في الضفة الغربية لاسيما في الخليل إلى الأردن.
على أية حال، من الواضح للجميع أن استقرار السلطة الفلسطينية يتزعزع بشكل سريع، وهناك إجماع على أن دور عباس في التاريخ الفلسطيني قد قارب على الانتهاء. ومع عدم وجود خليفة لعباس إلى جانب القيادة الضعيفة الحالية، فإن العديد من مراكز القوى تتهيأ لصراع على السلطة عن طريق تشكيل تحالفات والاستعداد لما هو قادم.
واستبعد أكرمان أن تؤدي أزمة خلافة عباس إلى حرب أهلية بين المتنازعين على المنصب، مع تأكيده على أن عدم وجود أمل في حل سياسي لتلك الأزمة قد ساهم في تفاقمها.
ولكن، وفقًا للظروف الحالية فجميع السيناريوهات محتملة. على سبيل المثال، ربما تظفر حماس بالسيطرة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية؛ الأمر الذي قد يشجع على قيام حرب أهلية وانتفاضة شاملة ضد إسرائيل.
وربما تنجح حركة فتح والجهاد الإسلامي وحماس في تشكيل تحالف يتقاسمون بموجبه الحكم داخل السلطة. وفي حال انتخاب مروان البرغوثي رئيسًا للسلطة الفلسطينية، فسيتلقى إشادة ليصبح «نيلسون مانديلا» القادم.
البديل الآخر عما سبق هو انتشار الفوضى العارمة في جميع المناطق التي تقع حاليًا تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.