دليلك لاكتشاف الصور المزيفة
وفق دراسة أجراها باحثون من جامعة ووريك في إنجلترا على أكثر من 700 شخص، أربعة من كل عشرة أشخاص لا يمكنهم تمييز الصور المزيفة من الصور الحقيقية، وحتى أولئك الذين لاحظوا خطأ ما، لم يتمكنوا من تحديد ما هو الخطأ في 45% من الصور.
كما خلصت دراسة أخرى، أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، إلى أن هناك عدّة عوامل تؤثر على تصديق الناس للصور المزيفة، مثل مدى انتشارها على الإنترنت سواءً على المواقع الإخبارية أو مواقع التواصل الاجتماعي، ومدى مصداقية المصدر الذي ينشر الصورة، وأن الأشخاص الذين يملكون معرفة أكثر في استخدام الإنترنت وتقنيات التصوير أقل عرضة لتصديق الصور المزيفة وأكثر تشككًا في مصداقيتها.
أظهرت أبحاث أخرى أن بإمكان الصور المزيفة التلاعب بالذاكرة والتأثير على القدرة في اتخاذ القرار؛ وبالتالي فإن الضرر الذي يمكن أن يحدث بسبب تلك الصور حقيقي وواضح، لذا من المهم أن تملك القدرة اللازمة على تحديد مدى صحة الصور التي تراها أمامك بشكل يومي على مختلف مواقع الإنترنت. توقف لحظة قبل مشاركة تلك الصورة المرحة أو المرعبة على وسائل التواصل الاجتماعي، تشكك في مصداقيتها، وهل هذه هي الصورة الأصلية، أم تم التلاعب بها؟
من الأحداث السياسية إلى هجمات أسماك القرش، تزخر شبكة الإنترنت الآن بالكثير والكثير من الصور المزيفة بفضل انتشار أدوات تحرير الصور سهلة الاستخدام؛ لذا جمعنا لك هنا بعض الطرق البسيطة التي قد تساعدك على اكتشاف الصور المزيفة.
العلامات المرئية الواضحة
دعنا نبدأ بالأساسيات، هناك علامات يجب أن تكون واضحة لأي شخص يملك عينين: الأطراف المفقودة، الرؤوس الإضافية، والأشياء التي يظهر نصفها فحسب، كل هذه تدل على محاولة فاشلة لتزييف صورة باستخدام الفوتوشوب. ولكن تطور أدوات تحرير الصور وانتشارها الواسع جعل من السهل، أكثر من أي وقت مضى، الوصول إلى صورة مزيفة تبدو كأنها حقيقية؛ إذا لم يظهر شيء مختلف على الصورة أمامك، فيمكنك البحث عن المزيد من الأخطاء الدقيقة، مثل تأثيرات الظل أو الإضاءة التي لا تبدو في وضعها الطبيعي.
لاحظ الأشياء الغريبة
أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها مستخدمو الفوتوشوب تتعلق بعدم ملاحظتهم لفقدان أو زيادة أحد أطراف الجسم مثل الذراعين أو الساقين. من السهل تحديد هذه الأخطاء، كما هو واضح في صورة النجمة «بيونسي» وهي تشير بذراعها الأيسر، لكن الغريب هو وجود ذراع ثالثة.
حتى كبرى الشركات تخطئ في التعديل على الصور، تظهر صورة عارضة الأزياء في إعلان شركة «فيكتوريا سيكريت» وهي تمسك بيد الحقيبة، لكن الحقيبة ذاتها اختفت، في الغالب أراد المصمم إخفاء الحقيبة لكنه أغفل اليد.
لاحظ انحناء أو تشوه الخلفية
بدأ المشاهير في استخدام تطبيقات الصور التي تسمح لهم بمعالجة شكل أجسادهم، لكن المشكلة الوحيدة هي أنهم لم ينتبهوا إلى الخلفية، وظهرت انحناءات وتشوهات في خلفية الصورة نتيجة التلاعب بها.
لاحظ تأثيرات الظل والانعكاس والإضاءة
غالبًا ما ينسى المبتدئون في الفوتوشوب التعامل مع الظل والإضاءة بشكل صحيح، وهو أحد أصعب الأشياء التي يجب القيام بها عند التعديل على الصور أو التلاعب بها، حتى مع استخدام أفضل أدوات التحرير، لا يزال الأمر يحتاج إلى الكثير من المهارة لمطابقة الألوان والسطوع والتباين بين الأجزاء المختلفة عند تركيب صورتين أو أكثر معًا. انظر إلى الخلفية وحاول التحقق مما إذا كان هناك ظل، وحتى إذا ظهر، فكر في اتجاه الضوء وكيف سينعكس من خلاله الظل، أو كيف سيظهر الضوء من خلال عدسة الكاميرا.
احذر من الصور منخفضة الجودة
عادةً ما تظهر الأجزاء المُعالجة في الصورة بجودة أقل حول الحواف؛ ولجعلها أقل وضوحًا، غالبًا ما يلجأ المصممون عن عمد إلى تقليل جودة الصورة، ومع ذلك لن تقل الجودة بشكل موحد، وستظهر جودة الأجزاء التي تم التلاعب بها أقل من جودة باقي أجزاء الصورة.
ركّز على المنظور والأبعاد المنطقية للصورة
طبقًا لقواعد التصوير سيتم التركيز على جزء واحد من الصورة فحسب، وهو ما يعني أنه الجزء الأكثر وضوحًا أمامك، تمامًا مثلما تعمل العين البشرية؛ لا يمكننا التركيز إلا على شيء واحد في وقت واحد، ما لم نبتعد بمسافة كافية عن المشهد لننظر إليه من أعلى على سبيل المثال. لذا من المنطقي أن تجد أجزاءً من الصورة خارج نطاق التركيز، إذا كانت الصورة بأكملها مركّزة وكل الأجزاء بذات الوضوح، فهذا مؤشر على أنها تتكون من أكثر من صورة معًا.
ابحث عن الأنماط المتطابقة
أحد الحلول السهلة التي يقوم بها الهواة من مستخدمي الفوتوشوب هو نسخ منطقة واحدة من الصورة ولصقها في مكان آخر. يعمل العقل البشري على البحث عن الأنماط في أي شيء، ويمكنه اكتشاف أخطاء النسخ واللصق سريعًا.
ابحث عن التفاصيل الصغيرة
إذا كانت الصورة بحجم كبير بما فيه الكفاية، فقم بتكبيرها قدر الإمكان، حيث سيكشف لك غالبًا عن العيوب والأخطاء التي لم تكن لتكتشفها عند النظر إلى الصورة بحجمها الطبيعي.
استخدم المنطق السليم
فكر دائمًا، وتشكك، قبل المبالغة في إظهار رد الفعل حول تلك الصورة الغريبة التي شاهدتها للتو؛ أسهل طريقة للكشف عن الصور المزيفة هي اللجوء للمنطق السليم. انتشرت هذه الصورة لبعض السياسيين وهم يستمعون بانتباه إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد قمة العشرين في عام 2017.
حتى لو لم تلحظ أن أنجيلا ميركل كانت تضع شريط القديس جورج، وهو وسام عسكري ورمز للقومية الروسية، فمن السهل رؤية أن وزير الخارجية التركي كان على وشك تقبيل رأس بوتين، وهو أمر غاية في الغرابة وبعيد عن المنطق تمامًا. في الواقع يمكن استخدام هذه الصورة لوضع أي شيء على هذا الكرسي في المنتصف.
البحث العكسي والبيانات الوصفية
واحدة من أسهل الطرق لاكتشاف الصور المزيفة هي استخدام البحث العكسي عن الصور لمعرفة مصدر الصورة الأصلي باستخدام صور جوجل أو مواقع مثل موقع «TinEye». في كل مرة تحدث فيها كارثة طبيعية مثل الفيضانات في الولايات المتحدة، ينشر الناس نفس الصور لأسماك القرش التي تسبح في الشوارع؛ إذا ظهرت الصورة سابقًا على أي موقع آخر، أو إذا كانت صورةً مزيفةً تم إعادة استخدامها في أي كارثة جديدة، فيمكنك اكتشافها من خلال البحث العكسي.
كل ما عليك فعله هو الذهاب إلى «Google images» أو «TinEye»، وتقوم برفع الصورة التي تريد البحث عنها، أو يمكنك نسخ رابط الصورة ولصقه في الموقع، لتظهر أمامك كل الصور المماثلة، وبأحجام مختلفة، وأين ظهرت على مواقع الإنترنت سابقًا. كما يمكنك البحث في مواقع مثل «Snopes» عن بعض الكلمات الرئيسية في الصورة، وإذا كانت من الصور المزيفة التي تنتشر سريعًا على شبكة على الإنترنت، فسيوضح لك الموقع حقيقتها.
يمكنك البحث بصورة أعمق عن البيانات الوصفية للصور؛ فعندما تلتقط الكاميرا الرقمية أو كاميرا الموبايل أي صورة، فإنها تُلحق مجموعة كاملة من المعلومات تُسمى بيانات «EXIF» بملف الصورة. تتضمن هذه البيانات جميع إعدادات الكاميرا، مثل نوع الكاميرا، ووقت التقاط الصورة، وإحداثيات الصورة إذا كانت خاصية GPS مُفعّلة، كما يمكنها أن تخبرك إذا تم فتح الصورة باستخدام برنامج فوتوشوب أيضًا. يمكنك الوصول إلى البيانات الوصفية للصور من خلال فتحها في أحد برامج تحرير الصور، أو من خلال بعض المواقع التي تقدم هذه الخدمة مثل موقع «exifdata» أو موقع «metapicz».
كما أن هناك بعض المواقع الأخرى المفيدة التي قد تساعدك في الكشف عن الصور المزيفة، مثل موقع «FotoForensics»، الذي يوفر تحليلًا مفصّلًا للصور على الإنترنت، على الرغم من أنه لا يشير ببساطة إلى ما إذا كانت الصورة حقيقية أم مزيفة، إلا أن بإمكانه تحديد أي عناصر جديدة أُضيفت على الصورة الأصلية، وتحليل مستوى الخطأ، وتفاصيل البيانات الوصفية.
أتمنى أن تساعدك هذه الطرق على تحديد واكتشاف الصور المزيفة، وأن تتأكد من صحة أي صورة بنفسك قبل مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي. إذا كانت لديك وسائل أخرى شاركنا بها في التعليقات.