دليلك للعمل الحر: 10 خطوات لتبدأ عملك المستقل من المنزل

بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول مستقبل الوظائف والمهارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن تنامي العمل عبر منصات الإنترنت يمكن أن يوفر 945 ألف وظيفة إضافية بدوام كامل، إضافة إلى زيادة قدرها 21 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي في مصر، ويمكن أن يوفر 276 ألف وظيفة، ونحو 32 مليار دولار إضافي في المملكة العربية السعودية، وهذه الأرقام تعبر عن مدى تنامي عالم الأعمال الحرة والمستقلة، ذلك العالم الذي يمكنك الولوج إليه بخطوات بسيطة تبدأ بها عملك المستقل من المنزل، ولكن قبل البداية تحتاج إلى إجابة هذا السؤال البسيط: ماذا يعني العمل الحر؟ 

تطور مفهوم العمل الحر

لم يعد العمل الحر والمستقل قاصرًا على المفهوم الضيق بأن تنشئ عملًا خاصًا بك، كعيادة أو مكتب محاماة، ولم يعد مرادفًا لمفهوم «العمل من المنزل»، والذي تحدد فيه مواعيد عملك وإجازاتك «على مزاجك»، إنما صار عملًا ضاغطًا ومرهقًا، ولم يعد عملًا إضافيًا، بل أصبح عملًا منتظمًا تتعدد فُرصه في أغلبية مجالات العمل، ولم يعد قاصرًا على بعض الأعمال، كالتصميمات والبرمجة والتسويق.

لقد صار العمل الحر والمستقل مجالًا تنافسيًا متطورًا باطراد وسرعة، وعما قريب سيكون عملًا أساسيًا، واقتصاد المستقبل المهيمن على العالم؛ إذ أصبح البديل المناسب للعمل التقليدي، وعرض الخدمات في مجالات التخصص المختلفة، كما صارت منصات العمل المستقل مواقع ضخمة ذات آليات وخوارزميات متطورة لاختيار وترشيح أفضل الخبرات، وتقديم آلاف الخدمات، مثل منصة مستقل، ومنصة خمسات التي تقدم أكثر من 5000 خدمة، لذلك فإن المستقل يجب أن يكون متخصصًا ومبدعًا في مجاله، ويحتاج إلى مهارات متطورة باستمرار، وإبداع وسعي واجتهاد متواصل، وإدراك لمتطلبات سوق العمل الحر، إلى جانب المرونة وأحيانًا القولبة والتنازل؛ من أجل تحقيق أكبر قدر من الانتشار والربح.

مجالات العمل الحر المتوفرة

اقتحم العمل الحر كل المجالات تقريبًا، وصار أساسيًا في عدة مجالات، منها البرمجة وتطوير التطبيقات، وتصميم وتطوير وإدارة المواقع الإلكترونية وصفحات منصات التواصل الاجتماعي، والفيديوهات التسويقية، وتصميمات الجرافيك والمالتيميديا، والترجمة، وتحرير النصوص، والكتابة الإبداعية، والتسويق الإلكتروني، والمهام الاستشارية وغيرها من التخصصات.

وبحسب قائمة أعدها موقع cnbc بالوظائف المستقلة الأعلى أجرًا لعام 2020، فإن الدخل السنوي لهذه الوظائف يتراوح بين 90 و170 ألف دولار أمريكي، وهو ما يدفعنا إلى ترك النظرة الضيقة للاقتصاد المستقل، وفقًا لمدى تنوع الأعمال في هذا القطاع، والتي شملت:

– مستشار قانوني للشركات.

– مستشار تخطيط عقاري.

– مستشار أعمال إدارية.

– مستشار تطوير إلكتروني.

– مهندس شبكات وتكنولوجيا معلومات.

– محلل ومستشار بيانات ومسوح وبحوث.

– محلل إحصائي.

– تصميم وعرض الكتب.

– مهندس بيانات ونظم.

– خبير في التجارة الإلكترونية.

– استشارات الأتمتة.

– تصميم المنتجات.

– مساعد افتراضي.

إلى جانب أن العمل الحر والمستقل حقق شهرة وانتشارًا في مجالات عدة، منها: 

– الدعم وخدمة العملاء.

– الدعم الإداري والإحصائي.

– استشارات العلاقات العامة.

– الاستشارات التسويقية.

– تصميمات الواقع الافتراضي وألعاب الفيديو.

– التصوير الفوتوغرافي والوثائقي.

– التصميمات الفنية والدعائية والهندسية.

– التعليم والتدريب والخدمات الصوتية والإعلانية.

– الأمن الإلكتروني.

– الخدمات القانونية.

خطوة خطوة: كيف تبدأ عملك الحر؟

نقدم لك دليلًا مبسطًا بناءً على تجارب ونصائح البدايات لأربعة مستقلين:

– دليل ريان روبنسون استشاري تسويق محتوى.

– خبرات إميل لامبريشت مستشار شخصي مستقل.

– نصائح أرجون كوهلي مستشار تسويق. 

– تجربة سمر عويس خبيرة تسويق مستقلة.

ويمكنك الاستفادة من النصائح والتجارب والخبرات التي تقدمها مدونة خمسات ومدونة مستقل كأكبر منصتين متخصصتين في العمل الحر والمستقل.

1. البحث ثم البحث

إذا لم تبحث فلن تبدأ بداية صحيحة؛ فالبحث يبني المعرفة، ويساعدك على الانضمام إلى مجموعات عمل، والحصول على تدريب، ومعرفة المستقلين العاملين في مجالك وأعمالهم، ومزاياهم وبداياتهم وعملائهم، ويمكّنك من وضع أهداف محددة، بناءً على إدراك مهارتك والخدمة التي ترغب في تقديمها، وملاءمتها لاحتياجات السوق، والوظائف والمهارات المتاحة والمطلوبة وأرباحها، ونوعية العملاء الذين ترغب في التعامل معهم. وبناءً على بحثك ضع خطة عملك الخاصة.

2. ميّز نفسك

تعلّم كيفية الترويج لنفسك وأعمالك، وكيفية عمل عرض تقديمي جاذب؛ فهذا جزء من رأسمالك كمستقل إلى جانب مهاراتك وأعمالك، وبقدر جودة مهاراتك بقدر جودتك في عرضها؛ لأن ذلك جزءًا من قوتك كمستقل، ولا تجعل تميزك بتقليل أسعار خدماتك؛ فالمستقلون الناجحون يتنافسون على القيمة لا السعر.

3. حدّد أسعار خدماتك 

بحيث تتوافق مع قيمة ما تقدمه، وليس ما يعرضه منافسوك؛ إذ يعتمد الأجر الجيد على مستوى مهارتك وخبرتك وجودة عملك. 

4. «البورتفوليو» هو أنت

طريقة ظهورك على الإنترنت تعكس نجاحك وقدراتك واحترافيتك؛ لأن «البورتفوليو» بمثابة علامتك التجارية أو بمعنى أدق هو أنت؛ لأنه مسؤول عن أول انطباع للعملاء، وتوضيح أفضليتك في مجال عملك، لذا يجب أن يتضمن «البورتفوليو»:

– معلومات الاتصال والتخصص.

– ما يعبر عن شخصيتك وخبراتك.

– تفاصيل تجاربك، ووظائفك ذات الصلة.

– المهارات والتعليم والإنجازات.

– الشهادات، حتى لو كانت من زملائك.

– أمثلة لأعمالك، حتى لو لم تكن مطلوبة منك.

– أضف التحديثات بانتظام؛ لتظهر تطورك وعملاءك الجدد وعملك المحدّث.

5. حدد عملاءك 

ضع قائمة عملاء مستهدفين من الباحثين عن الخدمات التي تسعى لتقديمها، وحدد كيفية جعلهم سعداء بخدماتك؛ فهم قوة مبيعاتك، يمكنك ذكر العلامات التجارية والشركات والأفراد الذين تتمنى العمل معهم ثم اعرض خدماتك عليهم من خلال رسائل إلكترونية تتضمن أعمالك وسعيك للعمل معهم؛ فالمبادر -دائمًا- يصل.

6. ابدأ التسويق

انضم لمجموعات ذات صلة بعد تعزيز ملفك الشخصي على منصات التواصل الشهيرة والمتخصصة، مثل لينكد إن وفيسبوك وتويتر وMeetup والمنصات العربية مثل أكاديمية حسوب، ومنصات العمل الحر المختلفة التي تعد مدخلك لعالم الأعمال الحرة والمستقلة، ولا تكتفِ بنشر «البورتفوليو» فقط، بل اسأل واعرف كل ما يتعلق بمجالك؛ فطرح الأسئلة والإجابة عنها وسيلة فعّالة للدعاية واستثمار المعرفة، وتكوين شبكات اتصال.

7. كن مُلهِمًا ومُلهَمًا

انشر أمثلة (نماذج) لما يمكنك تقديمه، وكوّن مكتبة أعمال ملهمة يمكنك تحقيقها، وتعرض النمط الذي يمكنك القيام به، واحصل على مرشدك الخاص: صديق أو شخصية ملهمة في مجالك.

8. العميل الأول

اختر بعناية أول عملائك؛ لتحقيق أقصى استفادة ونجاح من أول أعمالك، حدد أكثر عمل تُخرج فيه طاقاتك الإبداعية؛ لتكون بداية قوية ومؤثرة، وتواصل مع كل شخص تعرفه؛ لبناء شبكة اتصالات قوية تعرض من خلالها عملك، ربما يكون أحدهم في حاجة إلى خدماتك أو يعرف أحدًا يريدها؛ لأن بناء شبكة اتصالات والعثور على عمل وجهان لعملة واحدة.

9. لا تخلط أولوياتك

حتى لا تعرّض عملك لخطر تأخير مواعيد التسليم أو عدم الالتزام بها أو التقدم لأعمال لا تثق في قدرتك على القيام بها؛ فأنت تبني سمعتك، ومن المهم الحصول على تعليقات إيجابية في البداية.

10. الروتين 

حافظ على روتين عمل يومي، واستعد للتوفيق بين العديد من المشاريع في وقت واحد، وابحث باستمرار عن مشاريع جديدة؛ لتتمكن من الحفاظ على تدفق ثابت للعمل.

من أهم ما يجب معرفته عن البدايات هو أن مجتمع العمل المستقل داعم للغاية، لذا تواصل مع مستقلين آخرين، واطلب النصيحة والمساعدة، ولا تكتفِ بمنصات التواصل الاجتماعي، عليك أن تتفاعل مع أشخاص في العالم الحقيقي؛ لبناء جهات اتصال، وتكوين صداقات، وعمل دعاية لنفسك وخدماتك.

بالطبع البدايات تكون صعبة، لكنها ستكون تجربة من التجارب التي ترويها عندما تصبح مستقلًا شهيرًا، لذا احرص على بداية مؤثرة لتكون في المستقبل قصة مؤثرة.