حرب كاشفة: غزة تعري تفاهة الاستعمار
أوشك أن يمر شهران منذ اندلاع الحرب المدمرة على غزة، التي تحوّلت إلى ما يشبه إبادة جماعية، راح ضحيتها حتى لحظة كتابة هذه السطور أكثر من 60 ألفًا من سكان قطاع غزة بين شهيدٍ وجريح ومفقود، والتي شنّتْها إسرائيل بدعمٍ أمريكي وغربي سافر انتقامًا من عملية طوفان الأقصى الجريئة التي فاجأت بها كتائب القسام في غزة إسرائيل والإقليم والعالم.
لا مبالغة في أن نَصِفَ تلك الحرب بأنها حربٌ كاشفة على أصعدةٍ مختلفة، لكنّنا سنركز هنا على ما كشفته حول أن الاستعمار الإمبريالي الذي ظنناه قد اختفى قبل عقود، لا يزال يحكم العالم والذهنية الغربية، وأنه ينظر إلينا في العالم العربي والإسلامي، وفي الشرق عمومًا، باستخفاف شديد، ولا أبالغ إذا قلت باحتقار واستهتار، مشابه في بعض جوانبه لنظرة المستعمر الأبيض لما كان يراه شعوب الجنوب البدائية، التي لا حقَّ لها في العصيان أو التمرد. وقد أتحفنا هذا الاستعمار في تلك الأزمة، لا سيَّما في أسابيعها الأولى، بأداءٍ جمع إلى جانب الجريمة الأخلاقية، التفاهةَ والعبثَ، وسنعرض في السطور التالية نماذج عديدة لتفاهة الاستعمار تلك.
اقرأ: مكسب إستراتيجي: لكيْ لا يذهب طوفان الأقصى سُدى
قد تبدو للكثيرين كلمات (الاستعمار) و(الإمبريالية) خارج سياق زمننا الحالي، لكن ماذا عن الكيان الصهيوني نفسه الذي يتفانى نخب العالم السياسية والإعلامية في رعايته والدفاع عن حقه في الإبادة والتخريب؟ احتلالٌ استيطاني إحلالي عنصري ومتطرف دينيًا، لا يمكن مقارنته إلا بالاستيطان الأوروبي في الأمريكتيْن وأستراليا والذي أباد السكان الأصليين قبل قرون، أو ما سبقه من المحو الإسباني للأندلسيين (الموريسكيين)، وأقرب نموذجيْن حديثيْن زمنًا منه، هما الاستيطان الفرنسي في الجزائر، الذي احتاج إلى مليون شهيد أو أكثر للتخلص منه، ولا تزال آثاره الثقافية والسياسية باقية، ودولة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، التي شرعت في إسقاط نفسها بنفسها عام 1988 عندما شعرت أنّ الزمن تجاوزَها.
اقرأ: الموريسكيون في غزة: حتى لا تسقط الأندلس مجدَّدًا
ويتفق مع ما نطرحه هنا حول التعرية التي فعلتها حرب غزة للحداثة المعاصرة وبعض مؤسساتها وتجلياتها في الغرب، الباحثُ السياسي المصري أ. علاء بيومي في منشور له على موقع إكس عنونَهُ قائلًا:
وما سأقوم بإحصائه هنا، هو نزرٌ يسير مما أتحفتنا به تفاهة -وحقارة- الاستعمار إزاء حرب الإبادة في غزة، انتقامًا منها لقيامها بحقها المشروع في القانون الدولي وكل الشرائع بمواجهة عدوها، ومحاولة كسر حصارها المرير.
الحرب على المستشفيات: شر البليةِ ما يُضحِكْ
من يُصدِّق أننا في عام 2023، وفي أكثر بقعة في العالم مُسلَّط عليها الأضواء والاهتمام الآن، سواء على مستوى الحكام أو الشعوب، ويحدث في أقل من شهرين كل هذا الإجرام تجاه المستشفيات والمراكز الطبية في غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
في يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول، شهدنا أبشع مجازر تلك الحرب، 500 شهيد ارتقوا في قصفٍ استهدف ساحة المستشفى المعمداني في قلب غزة، التي لجأ إليها آلاف النازحين من القصف الوحشي لبيوتهم. يحاول العدو التنصل من الجريمة، ويدعي أن صاروخًا لسرايا القدس بالخطأ سبب كل هذا، مع أن كافة صواريخ المقاومة على مدى 20 عاماً لم تقتل حتى مائة إسرائيلي. كان المروع بحق، أن يسارع جو بايدن، رئيس أقوى دولةٍ في العالم، لرفع الحرج عن إسرائيل في جريمتها، ويؤكد قناعته بأن المقاومة هي من فعلت هذا بالخطأ، هكذا، دون معلومات استخبارية أكيدة، أو تحقيق على الأرض. والسبب ببساطة، أنه يريد أن يستمر الضوء الأخضر المفتوح للعدوان الإسرائيلي، ولا تعطله المذابح، كما عطَّلت مذبحة قانا الأولى شيمون بيريز عام 1996 عن استكمال عملية عناقيد الغضب في الجنوب اللبناني.
وحدِّث ولا حرج عن وسائل الإعلام الغربية وتغطيتها للمجزرة، فإمّا التغافل التام، أو إبراز التصريحات الأمريكية والإسرائيلية أنها نيران فلسطينية بالخطأ أو اللجوء للبناء للمجهول «العشرات قُتِلوا في انفجار في غزة»، أو كما فعلت NBC وركزت على اتهام كل من حماس وإسرائيل للأخرى بارتكاب المجزرة، أو عزوْ ادعاءات المجزرة لمسئولي وزارة الصحة التابعين لحماس.
بعد قرابة الشهر، اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى الرنتيسي في قلب غزة، بعد أن حاصرته لأيام، وروَّعت وهجَّرتْ من كان به من المرضى والأطباء والنازحين، وادّعت أن المقاومة في غزة تتخذه معقلًا لها، ثم للمفارقة اتخذته هي مقرًا لها، وأصدرت كتائب القسام مقطعًا مُصورًا يُظهر مقاتليها وهم يهاجمون قوات الاحتلال المتحصنة داخل هذا المشفى.
وعندما قصفت دبابة إسرائيلية عيادة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة قبل أيامٍ قليلة من الهدنة، لم نشهد إدانة دولية حقيقة، وحتى بيان المنظمة نفسها لم يندد بإسرائيل، إنما ذكر أن اشتباكات عنيفة وقعت قرب العيادة، وأنها تطالب بإيقاف القتل (تُطالِب منْ؟!).
وأمّا وقائع مستشفى الشفاء، فتحتاج إلى مجلدات منفصلة، من قصفِه أولًا لمراتٍ عديدة، وارتقاء العشرات من الشهداء، للتهديد المتكرر بإخلائه وهو الذي يحتوي على آلاف المرضى والأطباء وعشرات آلاف النازحين، ثم بث الجيش الإسرائيلي مقاطع مبنية على استخباراتٍ أكيدة أن مقر قيادة حماس يقع أسفل المستشفى، ويؤكد البنتاجون والبيت الأبيض أن لديهما استخباراتٍ تؤيد المزاعم الإسرائيلية، ويقتحم الجيش المستشفى بعد هذا الضوء الأخضر الأمريكي الفج، ويحتله لأكثر من أسبوع، ويقوم بتجريف ساحاته، ويخرب محتوياته وأجهزته الطبية الثمينة، ويعتقل مدير المستشفى، ويتمخَّض جبل الاستخبارات فيلدُ فأرًا هزيلًا: مشهد لأسلحة خلف جهاز الرنين المغناطيسي المعلوم بالضرورة أنه لا يوضع على مقربة منه أي معادن! ثم مقطع فيديو مريب لنفقٍ ليس بالغ الضخامة، متصل بما يُدعى أنه مكتب القيادة لحماس، وبالطبع لا يوجد أحدُ في هذا المقر السري المزعوم.
ولن ينسى العالم مشهد متحدث جيش الاحتلال وهو يشير إلى جدول تنظيف مقسم إلى أيام الأسبوع، ويقول هذه أسماء المقاتلين في نوباتهم للقتال. وأصبح هذا المتحدث العسكري الإسرائيلي مثارًا للسخرية حول العالم، ومع ذلك استمرَّت أكثرية المواقف الرسمية الأمريكية والغربية على دعمها المفتوح لجيش الإبادة والأكاذيب، وإن بدأت اللهجة تتغير قليلًا عن حالة سعار الحرب والإبادة التي تلبَّستهم في الأسابيع الأولى.
ألمانيا: الفرار من طيف النازية إلى الصهيونازية
في الثالث عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالًا للكاتبة «ديبورا فيلدمان»، وهي ألمانية-أمريكية، يهودية الديانة، كان عنوانه معبرًا ومُلخِّصًا لكل ما نريد الحديث عنه في هذه الفقرة:
تذكر ديبورا كيف يفر معظم الألمان من الحديث حول أي شأنٍ يتعلق بإسرائيل، وأنَّ اعتبار أي نقدٍ لإسرائيل هو جريمة معاداة سامية، مُتجذرٌ بقوة في المجتمع الألماني، وبين النخب العلمية والسياسية الألمانية، التي على حد تعبيرها تسيطر عليها عقد ذنب الهولوكوست الذي ارتكبه النازيون قبل أكثر من 80 عامًا، والتي جعلتها مصابة بولاءٍ هَوَسي لكل ما هو إسرائيلي.
ولذا فلا غروَ أن نرى المستشار الألماني شولتز يُصرِّح في يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد أكثر من خمسة أسابيع على المذبحة المستمرة -على خلاف عديد من المواقف الأوروبية مثل بلجيكا وإسبانيا وحتى فرنسا- بأنه يرفض الحديث عن وقف إطلاق النار، حتى لا تستفيد منه حماس.
لم تسلم الفنون كذلك من هذا الهوس الألماني، فقد ألغى منظمو مهرجان Trans Century حفلًا لفرقة أيرلندية داعمة لفلسطين، وذكر المنظمون أن السبب هو أن الفرقة تتبنى خطًا سياسيًا لا يتوافق مع توجهات المنظمين وبعد الفنانين الآخرين المشاركين.
اقرأ: هل درس الغرب عقيدة «الولاء والبراء» على شيخٍ متعصب؟
جوزيف بوريل: محامي الشيطان
في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أجرت قناة الجزيرة الفضائية لقاءً تلفزيونيًا مع جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية. الذي حرص كعادة معظم المسئولين الغربيين في الأسابيع الأخيرة بعد أن فاحت رائحة المجزرة المفتوحة في غزة، للحديث عن أنهم يتعاطفون إنسانيًا بشدة مع أهل غزة، والآلاف من الضحايا، لكن بأسلوب التي نقضت غزلها أنكاثًا، يعودون لتحميل حماس المسئولية، فإسرائيل فعلت ما فعلت دفاعًا عن النفس.
أحسن محاور الجزيرة «عثمان آي فرح» عندما كشف ركاكة المعايير لدى بوريل، إذ عندما سأله هل ما قامت به حماس في السابع من أكتوبر جرائم حرب؟ سارع بالموافقة دون تحفظ، فلما سأله وهو الذي يعترف بوجود مأساة في غزة بفعل الحرب الإسرائيلية- هل يرى ما تفعله إسرائيل جرائم حرب، تردد وقال أنا لست محاميًا، وهناك محكمة جنائية دولية تفصل في هذا!
إسرائيل لها الحق في الإبادة!
في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وفي مؤتمر انتخابي، فاجأ رئيس الوزراء السويدي، أولف كريستيرسِن، الحاضرين بقوله إن إسرائيل لها الحق في ارتكاب الإبادة الجماعية… إحم إحم… الدفاع عن النفس.
على الرغم من أن الأمر يبدو أنه زلة لسان غير مقصودة، وأنَّ الرجل قد سارعَ إلى تصحيح الخطأ ظاهريًا، لكن حدث بعض اللغط بين جمهور الحاضرين، وهتف بعضهم ضدهم، بينما ضحك الباقون. ولكن حقيقة الأمر، فالرجل ما فعل إلا أنه صحَّح الخطأ بالخطأ والجًرم بالجُرم، فحديثه عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس بعد أكثر من شهر ونصف من المجزرة المفتوحة في غزة، التي اقترب عدد شهدائها من 20 ألفًا، ودُمِّر أكثر من نصف مدنها وقراها، وتتعرض لحصار وحشي تام قطع عنها الماء والكهرباء والوقود، ما هو إلا استمرار في منح الضوء الأخضر للإبادة التي تعطيها إسرائيل الاسم الحركي (الدفاع عن النفس).
وعمومًا كما يقول المثل الدارج (مفيش رماد من غير نار)، وقد فضحت زلة اللسان تلك الكثير مما تكنُّه صدور النخب الحاكمة في الغرب تجاهنا، فما خفيَ دائمًا ما يكون أعظم.
ضو يو كونديم خاماس؟
أصبح هذان السؤالان ونظائرهما بمثابة محكمة تفتيش ما بعد حداثية عقدها كثير من الإعلاميين لمن استضافوهم في لقاءات صحفية، لا سيما الضيوف من العرب أو المسلمين. على سبيل المثال السفير الفلسطيني في لندن، حسام زُملُط، الذي تعرّض للعشرات من تلك المحاكمات من عديد من وسائل الإعلام الغربية، مثال ذلك لقائه بعد أيامٍ من هجوم طوفان الأقصى على سكاي نيوز البريطاني، الذي عنوّنه موقع القناة بالبنط العريض: السفير الفلسطيني يرفض إدانة هجوم حماس، وتحته بخطٍ صغير: أنه يقول إن شعبَه تعرَّض للحصار والاستعمار والاحتلال، وأنه يدافع عن حياته.
وتكرر مثل هذا في الـCNN في لقاءٍ مع الإعلامي، ريتشارد كويست، في أعقاب بدء هدنة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، الذي أرادكويست فيه إظهار إسرائيل في موقفٍ أخلاقي أفضل، فهي لا تقتحم الكيبوتسات وتختطف مدنيين على دراجاتٍ نارية، فلما رد عليه زملط بأن إسرائيل دولة مسؤولة أمام القانون الدولي، وليس أفرادًا في تنظيم، ومع ذلك فهي اقتحمت بيوت المئات من القُصَّر الفلسطينيين بعد منتصف الليل، واعتقلتهم لسنواتٍ، انتقل كويست إلى موضوع آخر للتعمية.
وكان للإعلامي البريطاني الشهير، بيرس مورجان، قصب السبق في الـ«ضو يو كونديم خاماس»؛ فقد كان مهووسًا في برنامجه Piers Morgan Uncensored بحصار كل ضيوفه من العرب والمسلمين والمؤيدين للقضية الفلسطينية بهذا السؤال، ومقاطعة ضيفه إذا حاول العودة إلى الوراء قبل 7 أكتوبر لجذور ما حدث، وكيف أسهمَ فيه جرائم الاحتلال. وعلى سبيل المثال، فقد سأل جيريمي كوربين الرئيس السابق لحزب العمال البريطاني هذا السؤال أكثر من 15 مرة.
واستشعرَ مورجان مدى زخم هذا الترند من السخرية من سؤاله الشهير، وكتب في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تغريدة على موقع إكس، شوهِدتْ أكثر من 16 مليون مرة حتى الآن، يحاول فيها أن يمنح منطقَه أبعادًا إنسانية، فيذكر أن المشاهد في غزة مرعبة ومؤلمة (دون أن يشيرَ نصًا إلى من ارتكبها)، ولكن لا يحق لمن لم يُدِن حماس أن يدينَ إسرائيل على رد فعلها. وهذا تجسيد للمثل العربي الشهير (عذرٌ أقبح من ذنب).
اقرأ: طوفان الأقصى: هل يكتسح مرضَ هوس المؤامرة؟
اقرأ: طوفان الأقصى: دفاعًا عن الخطأ الإستراتيجي للمقاومة
ولا شك أنَّ هذا الشحن الإعلامي المهووس ضد الفلسطينيين قد أسهم في ما شهدناه من جرائم لللكراهية التي تشبه القتل على الهوية على الحواجز، مثل الواقعة التي يقصها السفير، حسام زملط، في هذا المنشور على موقع إكس، عن ٣ شبان أطلق عليهم الرصاص وأصيبوا إصاباتٍ خطيرة، والسبب أنهم يرتدون الكوفية الفلسطينية.
خاتمة: النصف المليء من الكوب
في مقابل المواقف الصادمة التي روَّعتنا بها الكثير من النخب والحكومات ووسائل الإعلام الغربية، فإن حرب غزة الكاشفة جلتْ العديد من المواقف الرائعة من الملايين حول العالم من كافة أرجاء المعمورة، ومن مختلف الشعوب والثقافات، مثل النشطاء والنقابيين في إنجلترا الذين حاولوا منع تصدير قطع غيار المقاتلات إلى إسرائيل، ومن اعتصموا أمام شركة تُصدِّر السلاح لها، والمتظاهرين البريطانيين الذي انتظموا في مليونيات أسبوعية لدعم غزة ضد الإبادة والمطالبة بوقف إطلاق النار، إلى نظرائهم على الجانب الأخير من المحيط في شوارع نيويورك وواشنطن وغيرها من المدن الأمريكية؛ حيث النفوذ الأكبر للصهيونية العالمية في العالم، وحيث قوانين بعض الولايات تُجرِّم مقاطعة البضائع الإسرائيلية ولا تُجرِّم حرق العلم الأمريكي.
وعلى الأصعدة الرسمية، شهدنا بلدية برشلونة الإسبانية تقطع العلاقات الرسمية مع إسرائيل، واشتاط الإسرائيليون غضبًا من تصريحات رئيس وزراء إسبانيا القوية ضد الجرائم الإسرائيلية في غزة، وسمعنا التصريحات القوية من بعض البرلمانيين الإيرلنديين ضد الإجرام الصهيوني، ورأينا برلمان جنوب إفريقيا، صاحبة التجربة المريرة مع إجرام الفصل العنصري، يقطع العلاقات مع الكيان، وشاهدنا يوم الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مظاهرة كبرى في شوارع هافانا دعمًا لغزة وتضامنًا مع فلسطين، يقودها رئيس كوبا، ميجيل دياز، متوشحًا بالكوفية الفلسطينية، ومُحاطًا بأكثر من 100 ألف من الكوبيين رافعين أعلام فلسطين.
ومن أجل هؤلاء، لا عجبَ أن صاحب الكاريزما الأعلى في العالم العربي والإسلامي الآن، أبا عبيدة، المتحدث الرسمي لكتائب القسَّام، يحرص في كل تسجيلٍ يصدر منه على توجيه الشكر إلى كل أحرار العالم، ونحن معه في ذلك، نشد على أيدي كل حرٍّ يواجه معنا تفاهة الاستعمار… وحقارته.