من يحسم الصراع على جائزة أفضل فيلم في أوسكار 2016؟
ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون جوائز الأوسكار، وتأتي على رأس هذه الجوائز، جائزة أفضل فيلم (Best Picture) التي تعتبر الحدث الرئيسي لليوم، وبإعلانها تتصاعد الأصوات المؤيدة أو المعارضة، وكما ذكر في تقرير سابق فإن جائزة أفضل فيلم لا يتحكم فيها المعيار الفني فقط، ولكن تتدخل عوامل أخرى بعضها سياسية وبعضها خاص بتوزيع الجوائز ذاته على أكبر عدد ممكن من الأفلام، والتسويق الجيد من شركات الإنتاج وضغطهم على اللجنة.
وفي هذا التقرير نستعرض فرص الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم العام.
The Revenant: الأوفر حظًا
الفيلم مبني على رواية مقتبسة من قصة حقيقة، للصائد هيوجلاس الذي تعرض لهجوم من دب، مما جعله في حالة بين الحياة والموت، في تلك الأثناء يُقتل ابن جلاس فيعود جلاس من الموت لينتقم. الفيلم من إخراج ألخاندور انياريتو وبطولة ليناردو ديكابريو وتوم هاردي. لا شك أن كل الأنظار تتجه لهذا الفيلم على أنه الفيلم الأوفر حظا، فالفيلم حاز على جائزتي البافاتا والجولدن جلوب، بالإضافة لتميزه في العناصر التقنية والتمثيلية، والإخراج المتميز لألخاندرو وتصوير إيمانول لبوزكي، الذي تحول مع الوقت لشخص مشهور لتميزه في التصوير.
ولكن الحائل الوحيد أمام فوز الفيلم بالجائزة هو مخرجه ألخاندرو إينياريتو، الذي فاز بثلاث جوائز العام الماضي عن فيلم birdman، وبفوزه بجائزة أفضل فيلم وافضل إخراج يمنح إنياريتو جائزتين أوسكار أخرى، وهذا الأمر ستضعه اللجنة في اعتبارها كثيرًا وقد يقلل من فرص الفيلم إذا رأت اللجنة أن هناك منافس آخر.
Spotlight: المنافس الشرس
سبوت لايت هو فيلم دراما أمريكي إخراج توم مكارثي وبطولة مارك رافالو، مايكل كيتون، رايتشل مكادامز، ييف شرايبر. الفيلم مقتبس من قصة حقيقية عن فريق صحفي في جريدة محلية يدعي spotlight، يقوم الفريق بعمل تحقيق عن جرائم تحرش القساوسة بالأطفال.
ربما يكون هو الفيلم الفائز فهو أشرس المنافسين لفيلم إنيارتو، فالفيلم منذ الإعلان عنه ظهر ليس كمجرد فيلم للترشيح؛ بل هو فيلم للمنافسة القوية على الفوز، فالفيلم حصل على جوائز العديد من نقابات النقاد المحلية وجائزة النقاد الأمريكية. الفيلم قد يكون اختيارا مفضلا للأكاديمية لقصته المثيره للجدل والحقيقة والإنسانية، وكذلك لإتقان صناعته وخروجه بأقل أخطاء ممكنة. فالفيلم رشح لجائزتي تمثيل والإخراج والنص. بالتأكيد لو فاز الفيلم بالجائزة سيثير فوزه الجدل ولكن لن يكون فوزه مفاجئا.
Mad max: المنافس المجنون
نسخة ميلر المجنونة ماكس المجنون تخوض منافسة شرسة أيضا، أحداث الفيلم تدور في فترة انهيار الحضارة حيث يتم اختطاف ماكس الذي تتناسب فصيله دمه مع فصائل الدم الأخرى، في نفس الوقت الذي تنفصل فيه مساعدة الملك بقوة عسكرية فيطاردها الملك.
منذ طرح mad max في السينمات طرح الفيلم نفسه كفيلم حركة مختلف عن أفلام الحركة الأخرى، فبالإضافه لكونه فيلما غارقا في الحركة الأثاره، فقد لاقي استحسان النقاد وحصل على تقيمات عالية. وفي موسم الجوائز حصل الفيلم على ترشيحات كثيرة في جميع المهرجانات، ورشح لعشر جوائز أوسكار.
من ناحية فرصه حصوله على جائزة أفضل فيلم بالتأكيد ليست كبيرة ولكنها ليست معدومة، فالفيلم كما قصته قد يكون اختيار اللجنة المتمرد المفاجئ، وهو مؤهل لذلك بطبيعته المجنونة، وقد ترغب اللجنة في تكريم فيلم خارج عن حدود الدراما فلا شك أن mad max هو المنافس المجنون.
The big short: قد يأتي من المجهول
فيلم من إخراج آدم ماكاي وبطولة جماعية لتسيف كاريل وكريستيان بيل وبراد بيت، الفيلم مقتبس من أحداث حقيقة لأشخاص مختلفين، قاموا باستغلال الأزمة العالمية لتحقيق أرباح كثيرة، عن طريق فهمهم الجيد للاقتصاد وعدم رضوخهم للأوهام الاقتصادية التي يبثها الإعلام أو البورصة.
لا شك أن فرص الفيلم قليلهة، ولكن لا يمكن استبعاد فيلم بإتقان the big short؛ فهو من الأفلام النادرة التي تجد فيها تميزا من كل العناصر، من تمثيل الأبطال حتى العناصر الثانوية، والقصة التي جمعت بين الجانب الأكاديمي الاقتصادي والجانب الدرامي وتصاعد الأحداث، والإخراج المتميز الموفق في إخراج مغامرة الأبطال وكذلك الأزمة التي مرت بها الولايات المتحدة.
Room: الفيلم الحائز على احترام الجميع
من إخراج ليني أبراهامسون وبطولة بري لارسون ويعقوب تريمبلاي وجوان ألين وويليام ميسي. فيلم دراما مستقل، عن الأم التي حُبست في غرفة وأنجبت فيها جاك. وفي عيد ميلادها الخامس؛ تقرر الهروب من الغرفة وينفذ الخطة ابنها جاك.
الفيلم لن يفوز بالجائزة هذه الحقيقة يدركها الجميع من نقاد وجمهور، ولكن في نفس الوقت هو الفيلم الذي حاز احترام الأغلبية، ربما هو الفيلم الذي أحبته النسبة الكبرى من مشاهديه واعتبروه من أفلامهم المفضلة. بري لارسون مرشحة بقوة للفوز، ولكن هذا أقل ما يستحقه هذا الفيلم. فيلم مليء بالعواطف والجمل الحوارية الصادقة والحكيمة والبريئة. بالتأكيد لو كان الفيلم من إنتاج شركة كبيرة لربما كان المنافس الأقوى على الجائزة. ولكن ربما لو أن شركة إنتاج كبرى هي من نفذته ربما لم يكن ليخرج بكمية الصدق هذه.
Bridge of Spies: ترشيح تكريمي
فيلم من إخراج ستيفن سليسبرج وشارك في الكتابة الأخوين كوين وبطولة توم هانكس، الفيلم مقتبس عن أحداث حقيقة تدور في فترة الحرب الباردة، جاسوس سوفيتي تم القبض عليه ويتم تعين محامٍ له لتتم إجراءات المحاكمة الصورية، ولكن المحامي يجاهد من أجل محاكمة حقيقية.
هو فيلم خارج المنافسة، ربما قصته لم تكن بالقوة الكافية؛ ولكن مشاركة الأخوين كوين في النص أعطى بعض القوة خصوصا في الجمع بين الجانب السياسي والإنساني، والإخراج المتميز من سيلسبرج، وجمل هذا الفيلم أداء تمثيلي رائع من الشخصيات الرئيسية. لا شك أنه لن يفوز بالجائزة ولكنه ترشيح مستحق.
The Martian: ترشيح غير مستحق
فيلم خيال علمي كوميدي من إخراج ريدلي سكوت وبطولة مات ديمون، الفيلم مقتبس عن رواية تتحدث عن رائد الفضاء الذي هجمت على بعثته عاصفة في المريخ مما اضطرهم للمغادرة وتركه وحيدا على المريخ، منتظرا الموت جوعًا أو انقاذه من وكالة ناسا.
دخول الفيلم قائمة الترشيحات كان علامة استفهام كبرى، فهو فيلم مميز لا شك كفيلم تجاري كوميدي ذي قصة بسيطة وتمثيل مقبول، ربما ساعده في الترشح رغبة اللجنة في التنويع أو ضغوطات من الشركة المنتجة، ولكن يبدو أنه لا توجد مبررات فنيه قوية للّجنة لدخوله قائمة الترشيح، واستبعاد آخر أكثر تميزا مثل the hateful eight وcarol وcreed.
Brooklyn: التواجد البريطاني
بروكلين فيلم من إخراج جون كرولي ومن بطولة سيرشا رونان وإيموري كوهين ودونل غليسون وجيم برودبنت وجولي والترز. أيليس ليسي فتاة أيرلندية تترك حياتها وعائلتها لتهاجر إلى الولايات المتحدة في خمسينات القرن العشرين بعد أن جذبها الحلم الأمريكي، وهناك تخوض غمار حياتها الجديدة في بروكلين وتقع في حب شاب من أصول إيطالية، على أيليس أن تختار بين بلدين والحياة الموجودة فيهما.
لاقي الفيلم استحسان النقاد منذ صدوره وفاز الفيلم بجائزة البافتا لأفضل فيلم بريطاني. لا شك أن الفيلم لن يفوز بالجائزة ولكن وجوده لا شك يعطي للجائزة ثقلا وتنوعا جيدا.