من 1970 إلى اليوم: موجز أحداث العنف الطائفي ضد أقباط مصر
(مُحدّث)
من قلب القاهرة إلى الصعيد إلى الإسكندرية، في القرى البعيدة أو الكنائس المركزية، مر على مصر العديد من أحداث العنف الطائفي. يستعرض التقرير التالي موجزًا لأبرز هذه الحوادث خلال العقود الماضية، ويركز على الكبرى منها، تلك التي لا يمكن اعتبارها انعكاسًا لخلافات شخصية بقدر ما تعكس تشوهًا في الوعي الديني، واختلالاً في أسس السلم الاجتماعي لدى شرائح معتبرة من الشعب المصري؛ ما يستلزم النظر إليها ومعالجتها.
1. نوفمبر/تشرين الثاني 1972: أحداث الخانكة
يؤرخ البعض لحادثة «الخانكة» كأول أحداث العنف البارزة ضد الأقباط حديثًا، إذ أشعل مخربون في منطقة الخانكة في القليوبية المقر المحلي لمنظمة قبطية اسمها «جمعية الكتاب المقدس»، كان جزءٌ من ذلك المقر يستخدم ككنيسة بشكل غير قانوني، وقد أدى أمر الأنبا شنودة لبعض الكهنة بزيارة الموقع وإقامة قداس إلى إغضاب بعض المسلمين في المنطقة، وبعد أن غادر الكهنة الخانكة، أحرق المهاجمون ست شقق قريبة يملكها أقباط.
وفي أعقاب الحادثة، أمر الرئيس السادات بتشكيل لجنة يرأسها البرلماني أحمد العطيفي، الذي أوصى تقريره بأن توضح الحكومة إجراءات بناء الكنائس لتخفيف نقطة الاشتعال هذه التي تؤدي إلى الصراع الطائفي.
2. يونيو/حزيران 1981: أحداث الزاوية الحمراء
كانت شرارة تلك الأحداث هي شروع بعض المسلمين في بناء مسجد على قطعة أرض خاصة قيل إنها كانت مخصصة لبناء كنيسة، عمد الأقباط إلى إطلاق النار على المسلمين الذين ردوا بدورهم بإطلاق النار، وهو ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى، ولم تتدخل قوات الأمن إلا بعد ثلاثة أيام من المعارك المحتدمة.
3. ديسمبر/كانون الأول 1999 – يناير/كانون الثاني 2000: أحداث الكشح
في آخر ليالي ديسمبر 1999، وفيما كان صخب الاحتفالات برأس السنة قاسمًا مشتركًا بين الجميع، كانت البلاد على موعد مع أحد أكثر حوادث العنف الطائفي دموية. كانت اليداية حين اندلع شجار بين تاجرين أحدهما قبطي والآخر مسلم في قرية «الكشح» بمحافظة سوهاج، كان عدد سكان القرية في ذلك الوقت 35 ألفًا أغلبهم من الأقباط، وقد أدى تصاعد الأحداث إلى توافد المسلمين من البلدات والقرى المجاورة إلى الكشح.
قام المهاجمون بتخريب محلات الأقباط وبيوتهم، وقُتل عشرون شخصًا كلهم من الأقباط، كما تم تخريب محلات الأقباط وبيوتهم، وبدلاً من أن تلعب الشرطة دورًا في حل المشكلة ساهمت في مفاقمتها، فوصلت متأخرة، كما غادرت المكان بصورة لافتة في حين كان النزاع يتصاعد.
4- يناير/كانون الثاني 2010: أحداث نجع حمادي
في يوم 6 يناير 2010، تم إطلاق الرصاص على تجمعات من شباب الأقباط في ثلاثة مواضع مختلفة عقب دقائق من انتهاء قداس عيد الميلاد. قتل على إثر ذلك سبعة أشخاص من بينهم مساعد شرطة مسلم في الثامنة والعشرين من عمره، و6 أقباط.
وأثناء تشييع جنازات القتلى اندلعت موجات من الاعتداءات الطائفية التي طالت منازل وممتلكات الأقباط في نجع حمادي، وقرية بهجورة المجاورة، وعزبة تركس التابعة للقرية، وبعد أقل من يومين على ارتكاب الجريمة قام ثلاثة أشخاص بتسليم أنفسهم للشرطة بعد محاصرة منطقة اختبائهم، وفقًا لبيان وزارة الداخلية.
5- يناير/كانون الثاني 2011: تفجير كنيسة القديسين
في الأول من يناير 2011، استهدفت سيارة مفخخة المصلين في «كنيسة القديسين» بمحافظة الإسكندرية؛ الأمر الذي حصد أرواح أكثر من عشرين شخصًا. وفي حين أشارت تحقيقات وزارة الداخلية إلى أن تنظيم «جيش الإسلام» الفلسطيني هو المسؤول عن العملية، فإن الاتهامات قد تصاعدت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير لتتهم نظام مبارك بتدبير العملية بغرض ابتزاز الكنيسة سياسيًا، وحتى اليوم لم يتم التأكد من أي من تلك الاتهامات ليبقى الفاعل الحقيقي مجهولاً.
6- مايو/أيار 2011: أحداث إمبابة
اندلعت أحداث عنف طائفي راح ضحيتها نحو خمسة عشر شخصًا، بينهم أربعة أقباط، وأصيب نحو 200 آخرين، كما تم إحراق كنيستين في أحداث عنف طائفي شهدتها منطقة إمبابة في القاهرة.
7- أكتوبر/تشرين الأول 2011: أحداث ماسبيرو
على إثر عمليات الحرق التي طالت بعض الكنائس في أسوان،تظاهرت حشود من الأقباط وبعض المسلمين للتنديد بما اعتبروه تواطؤًا من المجلس العسكري في أحداث العنف ضد الأقباط، وقد قامت مدرعات الجيش بدهس المتظاهرين فيما اعتبره الممجلس العسكري حينها رد فعل سبّبه ذعر الجنود، قتل في تلك الأحداث نحو 25 مواطنًا أغلبهم من الأقباط، ولم يحاسَب المتورطون فيها إلى اليوم.
8- أغسطس/آب 2013: أحداث ما بعد فض رابعة
على إثر مقتل مئات المدنيين أثناء فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول «محمد مرسي» بميدان رابعة العدوية، اندلعت أعمال انتقامية تخللها حرق وتدمير نحو 40 كنيسة للأقباط في صعيد مصر وبني سويف والفيوم، في ظل غياب للشرطة المحلية في تلك المناطق، كما تم الهجوم على منازل ومحال تجارية تعود ملكيتها إلى أقباط في بعض المناطق.
9- ديسمبر/كانون الأول 2016: تفجير العباسية
في العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي،انفجرت عبوة تزن ستة كيلوغرامات من مادة TNT في قاعة الصلاة في الكنيسة المرقسية قرب المقر الرئيسي لكاتدرائية الأقباط في منطقة العباسية في القاهرة. وحتى لحظة كتابة هذه السطور، فقد راح ضحية الانفجار 25 قتيلاً ونحو خمسين جريحًا، وقد قوبل التفجير بالتنديد والإدانة من قبَل مختلف القوى السياسية والشعبية.
10- أبريل/ نيسان 2017 : الأحد الدامي في طنطا والإسكندرية
في تمام التاسعة وخمس دقائق صباح الأحد 9 أبريل، وبالتزامن مع احتفالات المسيحيين بأعيادهم، انفجرت قنبلة في كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا شمال القاهرة، زُرعت القنبلة أسفل المنصة التي يقف عليها الواعظ الديني بالكنيسة.
وحتي لحظة كتابة السطور، فإن الحصيلة المبدئية كانت أكثر من عشرين وفاة، فضلا عن عشرات الجرحي، وتُعد تلك هي الحادثة الأكبر من نوعها التي تشهدها المدينة.
كما تواترت أنباء أخري عن انفجار وقع داخل الكنيسة المرقسية بالاسكندرية، أدي إلي وقوع ضحايا لا زال تحديد عددهم جاريا حتي اللحظة.