تعرّف على خريطة الدراما الأجنبية في 2018
منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، بدأت ظاهرة جديدة لدى الجمهور الأمريكي والعالمي؛ وهي المتابعة المرتفعة لمسلسل أو أكثر في كل عقد. هذه المسلسلات ليست مجرد أعمال فنية عائلية تهدف لجذب الأسرة فقط كما كان معتادًا قبل ذلك، بل هي مسلسلات جيدة المستوى، تحاول تقديم شيء جديد. أصبح الأمر يتصاعد، ويزداد الاهتمام بالمستوى الفني، وتزداد نسب المشاهدات حول العالم.
فالجيل الذي شهد مراهقته وشبابه في التسعينات يعلم أسماء ستظل محفورة في ذاكرته مثل «Twin peaks»، و«Friends». والأخير ظل محافظًا على نسب مشاهدة عالية في الأجيال التالية ويبدو أنه لن يفقدها قريبًا. ومع الألفينات ظهر الاسم العملاق «Lost»، المسلسل الذي ظلمته نهايته الضعيفة، ونسي فضله على كل ما تلاه من مسلسلات. «Lost» هو من أوائل المسلسلات التي اعتمدت على حبكات معقدة وشخصيات جذابة وإنسانية وساحرة. وبجانبه اشتهر مسلسلا «Prison preak»، و«House».
ثم ظهر مسلسل «Breaking bad» وهو المسلسل الأكثر إتقانًا من أول موسم لآخره، والذي حول شخصية و«التر وايت» لأسطورة يعرفها حتى من لم يتابع المسلسل. صورة والتر بالقبعة أصبحت منتشرة على الكثير من التيشيرتات والإكسسوارات حول العالم. كذلك المسلسل الأشهر والأكثر متابعة «Game of Thrones»، والذي شكل نقلة مختلفة في حجم وإنتاجية وسوق المسلسلات التلفزيونية. وبدأ يبزغ اسم شبكة «Netflix» المتخصصة في خدمات البث المباشر والإنتاج الفني بمسلسلات «House of cards»، و«Narcos».
ولكن بعد نهاية مسلسل «Game of Thrones» هذا العام، وتوقف مسلسل «House of cards»، ما الجديد الذي تقدمه الدراما الأجنبية لهذا العام؟ وأي الأعمال ستشكل الخريطة الدرامية الجديدة؟
Westworld
مع اقتراب نهاية مسلسل «Game of Thrones» طرحت شبكة «Hbo» مسلسل «Westworld»، ووصفته بأنه سيكون البديل المناسب لمسلسلهم الأشهر. مع عرض أولى حلقاته، أثبت المسلسل قدرته ليكون البديل المناسب. من أول الافتتاحية المصممة بطريقة مبتكرة على موسيقى رائعة، مرورًا بالبذخ الإنتاجي الذي ظهر مع المشاهد الأولى من المسلسل، وطاقم التمثيل الرائع بقيادة الممثل الكبير «أنتوني هوبكنز».
اقرأ أيضًا:«Westworld»: ديستوبيا الذكاء الاصطناعي
وبالإضافة لكل ذلك فالمسلسل يحتوي على الكثير من الطبقات؛ فلعموم الجمهور المسلسل إيقاعه سريع به الكثير من الألغاز والتواءات الحبكة. ولمحبي الجانب الفني فكل جوانب المسلسل تقريبًا ممتازة، ربما لأول مرة يظهر مسلسل في موسمه الأول بهذه الدرجة من الإتقان الفني، ولمحبي الفلسفة فالمسلسل أساسًا قصته تدور حول سؤال فلسفي عن مستقبل البشر مع الآليين، وهل سيكونون مشابهين لنا في المشاعر والتفكير أم لا؟ وأيهم أكثر شرًا نحن أم هم؟ سيعرض الموسم الثاني في هذا العام وإذا نجح في الحفاظ على نسبة المشاهدة المرتفعة فسيكون هو البديل الرسمي لـ«GOT».
La Casa De Papel
بعد نجاحها الاستثنائي في إنتاج المسلسلات الأمريكية، بدأت «Netflix» في الانتشار العالمي من خلال صناعة مسلسلات في قارات مختلفة. وبدأت ببعض المسلسلات كان أشهرها الألماني «Dark»، وبعدها عُرض المسلسل الأسباني «La Casa De Papel» والذي فاجأ الجميع وربما صناعه شخصيًا بنسب المشاهدة الاستثانئية وليست المرتفعة فقط. لقد أصبحت صورة البدل الحمراء وأقنعة «سلفادور دالي» تملأ صفحات المسلسلات والحسابات الشخصية وقنوات اليوتيوب حول العالم.
يحكي المسلسل قصة العصابة التي احتلت دار «السك الملكية» في أسبانيا (المعادل للبنك المركزي في مصر) مرتدين أقنعة على هيئة الرسام السريالي سلفادور دالي. ربما يبدو الأمر تقليديًا، ولكن ستفاجأ أن هدف العصابة ليس سرقة الأموال، بل هناك هدف وخطة أوسع بكثير.
ربما سبب المشاهدة المرتفعة هو افتقاد الجمور منذ فترة لتلك النوعية من المسلسلات التي تعتمد الإيقاع شديد السرعة والتواءات حادة في كل حلقة، مع استعراض لتاريخ الشخصيات وأسباب ذكائهم وتفردهم. يشبه الأمر إيقاع مسلسلات «Lost»، و«Prison Preak».
Stranger Things
المسلسل الذي بدأ عرضه من سنتين على شبكة «Netflix» والذي قدم تيمة محاربة الأطفال لخطر محدق لا يدركه الكبار بطريقة جديدة ومحببة. فالمسلسل جميع تفاصيله جيدة بداية من تمثيل الأطفال المتقن، وأداء الكبار الجيد، واعتماد المسلسل على البساطة في كل شيء، بالإضافة لسرعة الأحداث والحبكة الجيدة.
عرض أول موسمين وفي انتظار موسمين آخرين كما أعلنت نيتفيلكس. من المتوقع أن تستمر نسب المشاهدة المرتفعة في الموسم القادم، وعندها يصبح من أكثر المسلسلات مشاهدة. ولكن يبقى تحدٍ واضح وهو: هل ينجح صناع المسلسل في تقديم أجزاء جديدة بدون الوقوع في فخ النمطية؟ نظرًا لأن نطاق القصة محدود ويبدو للوهلة الأولى أنه لا يسمح بأكثر من جزئين، ولكن يبدو أن لصناع المسلسل رأيًا آخر.
Mindhunter
المسلسل الذي أخرج حلقاته الأولى المخرج الشهير «ديفيد فينشر»، والذي رأينا موسمًا واحدًا منه. وقد كان موسمًا متقنًا ومليئًا بالجوانب النفسية والحيل العقلية. يحكي المسلسل عن عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يدرس أنماط الجريمة وسلوك المجرمين لحل قضايا غامضة معاصرة وإنقاذ ضحايا المستقبل.
اسم فينشر أعطى للحلقات الأولى دفعة جماهيرية ولكنها كانت مستحقة تمامًا. فطالما كانت مسلسلات الجريمة محبوبة، ولكن هذا المسلسل مختلف وأكثر تطورًا، حيث يهتم بالجانب العلمي لحل القضايا، ويستعرض تاريخ الجرائم بصورة جديدة. أعلنت «Netflix» عن موسم ثانٍ سنراه هذا العام، ونطاق القصة يسمح بأكثر من موسم ولذلك من المتوقع أننا سنستمتع بهذا المسلسل طويلاً.
The Handmaid’s Tale
مسلسل يحصل في موسمه الأول على جائزتي «الجولدن جلوب» و«الإيمي» لأفضل عمل درامي في عام 2017. هل نحتاج لمبررات أخرى لوصف مدى أهمية هذا المسلسل؟
ينتمي لفئة مسلسلات الديستوبيا، حيث تُحتل الولايات المتحدة من نظام ديكتاتوري ديني يدعى جمهورية عيلياد ويصاب أغلب السكان بالعقم، إلا قلة قليلة من النساء يتم إجبارهن على خدمة العوائل الغنية التي لا تقدر على الإنجاب. وبطلة المسلسل شابة تجبر على العمل كخادمة نظرًا لقدرتها على الإنجاب، ولكنها تحاول المقاومة. فهل تنجح؟