الدراما الأجنبية في 2017: قائمة بأهم الأعمال
لم يختلف الأمر عن العام الماضي، مازالت المسلسلات الدرامية الأجنبية بصفة عامة، والأمريكية بصفة خاصة، تحافظ على تزايد ملحوظ في الإقبال عليها. ومازال هناك إقبال سواء من فنانين أو مخرجين كبار. وهذا ما سيزيد الأمر صعوبة عند اختيار أفضل الأعمال لهذا العام، فأغلب المسلسلات متقاربة المستوى. وأصبح لصناعها قدرة على الحفاظ على مستوى المواسم المتعاقبة بل زيادتها للأفضل. هذه قائمة مرتبة بأفضل أعمال 2017.
المركز السابع: House of cards
بعد فضيحة «كيفين سبيسي» واتهامه بالتحرش، غير معروف حتى الآن إذا كانت Netflix ستكمل المسلسل أم لا، حيث مازالت التصريحات متخبطة، وإن كان الأرجح أن الموسم الخامس هو الأخير. شهد الموسم الخامس تراجع عن سابقه، وانعكس ذلك في الإقبال على المسلسل الذي قل بنسبة كبيرة. كان الموسم السابق هو متصدر قائمتنا للعام الماضي، ولكن رغم الانخفاض الملحوظ في مستوى الجزء الحالي، ولكنه مازال يستحق الوجود في القائمة. فتقديم بعض الشخصيات المهمة والالتواءات الحادة والموفقة في السيناريو، بالإضافة لاستمرار تألق كيفن سبيسي وروبن رايت. فمازال للمسلسل هيبة لم تفقد. House of cards سيظل علامة فارقة في الفن السياسي، فبفضل هذا المسلسل تعرف الكثير من غير الأمريكان على البنية السياسية الأمريكية، وكيف تدار الأمور والتوازنات. وكيف أن البيت الأبيض من ورق هش.
المركز السادس: game of thrones
توقع الجميع أن يكون الموسم السابع هو الأقوى، خصوصا بعد قرارات HBO بتقليص عدد الحلقات لسبعة. ولكن للأسف انخفض مستوى المسلسل الأشهر بشدة، وفقد تماما أهم مميزاته، الدراما والمنطقية. حيث تخلى فريق العمل عن المنطق الزمني وأصبحت الجيوش تنتقل لمسافات بعيدة في أقل من حلقة. كما قلت الدراما كثيرا، فلم يصبح هناك تركيز مع الخط الدرامي لأي من الشخصيات. تقليل الدراما كان متوقعا نظرا لأنه الموسم قبل الأخير، والذي ستبدأ فيه المعارك النهائية. ولكن تم محو الدراما تماما.
رغم انخفاض مستوى هذا الموسم ولكنه مازال محافظا على بعض عناصر القوة. كأداء بعض الممثلين وبعض الصدمات غير المتوقعة. والإخراج الجيد والمعارك الضخمة والشرسة. Game of thrones سيظل محافظا على وجوده في القائمة وإن كانت ستقل بضعة مراكز عن العام الماضي.
لقراءة رؤية كاملة لهذا الموسم اضغط هنا
المركز الخامس: stranger things
لفت المسلسل الأنظار في موسمه الأول. ربما قصته ليست بالجديدة، بل يمكن أن توصف بالمكررة. فدائما تتكرر تيمة الأطفال الذين يواجهون خطرا مرعبا ويقررون مواجهته، في حين لا يصدقهم الأهالي إلى أن يثبت الأطفال قدرتهم. ولكن ما يميز stranger things الإتقان في كل عناصره؛ القصة المنضبطة وتصاعد الأحداث المتقن والمثير والذي لا يخلو من بعض العمق، وبعض التلميحات السياسية والاجتماعية ككل أعمال Netflix. والنقطة الأقوى في المسلسل، الأداء التمثيلي للأطفال بقيادة شديدة الموهبة التي لفتت جميع الأنظار «ميلي بوبي براون»، بالإضافة للطفل «فين ولفهارد». وحافظ المسلسل على كل مميزاته مع زيادة تعقيد الأحداث. وزيادة تألق جميع العناصر التمثيلية. ليستحق المركز الخامس. في انتظار الموسم الثالث وهل سيقدم جديدا أم لا.
المركز الرابع: 13 reason why
«هانا بيكر»، الاسم الذي تحول لأيقونة هذا العام. عن التنمر بين المراهقين وما يمكن أن يسببه. المسلسل عن رواية شهيرة تحمل ذات الاسم، تقص فيه هانا بيكر، وهي فتاة منتحرة، في تسجيلات صوتية 13 سببا لانتحارها. المسلسل تناول وجهة نظر المنتحر لدرجة متقنة، متقنة للدرجة التي تجعل أغلب من يشاهدونه يفكرون في الانتحار. والدليل على ذلك أن الكثير من الدول والمراكز النفسية قامت بحملات توعية للتحذير من مشاهدة المسلسل. خصوصا للأطفال والمراهقين. بالإضافة لوجوب عدم مشاهدته على كل مرضى الاكتئاب الذين لديهم سجل في التفكير أو محاولة الانتحار.
بعيدا عن اتفاقنا الأخلاقي من عدمه مع طريقة عرض المسلسل. ولكنه حقق نجاحا متقنا في عرض وجهة نظر المنتحرة. ونقل رؤيتها للمشاهد بصدق، وهذا خطر، ولكنه دليل تميز لكتاب المسلسل. بالإضافة للتمثيل المبهر للموهوبة الشابة «كاثرين لانغفورد». المسلسل متميز في كل عناصره، ولكن يجب الحذر فعلا أثناء مشاهدته، خصوصا لمن لديه أفكار انتحارية حتى ولو بسيطة.
لقراءة رؤية كاملة للمسلسل اضغط هنا
المركز الثالث: better call Saul
الكثير استبعد أن يتكرر مسلسل مثل breaking bad، ولكن كان لـ«فنس جيلجان» رأي آخر، وهو مبدع الأخير. حيث استغل شخصية المحامي الثانوية «سول جودمان» لصناعة مسلسل مستقل حول قصة حياته. بدأ المسلسل كبداية سابقه في أول موسمين، الأحداث هادئة وبطيئة، ولكنها تتصاعد بثقة وتمكن. كل الشخصيات تُرسم أدق تفاصيلها، يتم تمكينك من كل شيء تحتاجه. كل الأحداث تتم بسلاسة إلي أن تصل للموسم الثالث، عندها يبدأ رتم الأحداث يتسارع مع الحفاظ على كل المميزات السابقة، ومع توسيع عدد الشخصيات ونطاق الأحداث. وهذا ما حدث هذا العام.
استطاع جيلجان أن يحول والتر وايد لشخصية أيقونية بعد أن كان شخصية هامشية Antihero، وكذلك يفعل مع «جيمس ماكيجول» المحامي الطيب الذي لا يؤمن أخوه بقدراته ويحاول إيقاعه. وتفشل دائما مساعيه. في هذا الموسم استمر الصراع بين الأخوين، ولكن بشكل أكثر وضوحا. ومازال المسلسل يزداد تميزا كل موسم عن سابقه. ولذلك استحق المركز الثالث، وغالبا سيزداد قوة مع المواسم القادمة فهو في يد المبدع الأمين جيلجان.
المركز الثاني: Narcos
عندما تكون الحقيقة أغرب من الخيال، هذا هو الوصف الذي ينطبق على هذا المسلسل الساحر. في الجزأين الماضيين عرض حياة تاجر المخدرات الأشهر تاريخيا «بابلو أوسكبار»، ودون مبالغة، كره السلطات الأمريكية لهذا الرجل لا يقل عن كرهها للمناضل اليساري «تشي جيفارا». فقد أدخل الكوكايين أمريكا وأصبح سكان بعض الولايات تحت سيطرته غير المباشرة. انتصرت القوات الأمريكية وقتلته بمساعدة القوات المحلية. لتواجه مأزقا جديدا مع عصابة أخرى.
لا يمكن وصف المسلسل بأنه مسلسل درامي أو سياسي أو أكشن ومطاردات. هو يحتوي على كل ذلك. بالإضافة إلى أنه في الموسم الثالث واجه تحديا صعبا، وهو عدم وجود شخصية بابلو أوسكبار الساحرة، والتي بنيت عليها أحداث المسلسل أساسا. ولكن رغم ذلك استطاع صناع المسلسل تقديم موسم لم يفقد سحر أي من سابقيه، سواء في قوة الإخراج، أو غرابة الأحداث وواقعيتها. أو تسلسل الأحداث وقوة التمثيل. ولذلك استحق الوصافة.
المركز الأول: Twin peaks
«ديفيد لينش» هو أحد علامات السينما طوال تاريخها، وخصوصا السينما السريالية والنفسية. ولذلك لم يكن غريبا أن يكون الموسم الثالث من مسلسله twin peaks والعائد بعد 25 سنة بمثل هذا السحر. نحن أمام مسلسل يتعمق في النفس البشرية ليصل لمنتهاها. المسلسل مبهر بصريا ككل أعمال لينش. والمشاهد شديدة الذكاء.
ومازال لينش يطرح فلسفته عن الخير والشر، فصراع الأضداد هو المحرك الرئيسي لجميع أعماله. بالإضافة لأسلوب السرد الذي يشبه رؤية الأحلام. والجميل أنه على الرغم من مكانة لينش فإنه لم يلجأ للإنتاج الضخم، ومازال يجنح للشكل المستقل والتكاليف المنخفضة، وترك عوامل الإبهار لعبقرية المشاهد وأفكارها.
نحن لا نتحدث عن عمل ممتاز ويحتل المكانة الأولى فقط، نحن نتحدث عن عمل سيذكر كجزأيه السابقين ضمن الأعمال التي ستطور أسلوب سرد المسلسلات. ناطح المسلسل جميع الأعمال السينمائية في جودته. حتى أن الجريدة الأشهر في فرنسا «كراسات السينما» وضعته في مقدمة قائمتها لأفضل الأعمال السينمائية هذا العام. إذن تجاوز المسلسل كونه مسلسلا ليقارن بالأفلام. ولذلك يستحق عن جدارة المركز الأول.
لقراءة رؤية كاملة عن المسلسل اضغط هنا