الممنوع من العرض في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»
في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول تصاعدت أزمة فيلم «آخر أيام المدينة» مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؛ حيث كشفت إدارة المهرجان أسباب استبعاد الفيلم، و علقت د. ماجدة واصف، رئيس المهرجان، بأن مخرج «آخر أيام المدينة» كان قد أبرم معها اتفاقا، وعليه أن يلتزم بالاتفاق الذي عقده مع المهرجان، ويجب عليه أن «يحترم مهرجان بلده أكثر مما فعل».
والفيلم من إخراج «تامر السعيد»، وبطولة الممثل المصري العالمي «خالد عبد الله» ومجموعة من الممثلين المخضرمين كحنان يوسف، وممثلين غير محترفين كمريم صالح، وليلى سامي، وعلي صبحي. وقد شارك المخرج في التأليف «رشا سلطي».
على الصعيد الآخر وافقت إدارة المهرجان على مشاركة مجموعة من الأفلام التي تخالف اللائحة مثل الفيلم الأسباني «Mimosas»، والفيلم الموريتاني «Timbuktu»، واللذان شاركا في عدة مهرجانات حصدا فيها الجوائز، وكذلك الفيلم الجزائري «حكايات قريتي» الذي تم اختياره للمسابقة الرسمية. وهو ما يستدعي الحديث عن الأفلام التي تم منع عرضها في مهرجان القاهرة السينمائي منذ نشأته.
وخلق الله المرأة
في الدورة الثامنة والعشرين لعام 2004،قررت إدارة المهرجان الامتناع عن عرض أحد الأفلام للفنانة الفرنسية «بريجيت باردو» ضمن برنامج «تحية لعشر نجمات فرنسيات» وهو فيلم «And God Created Woman 1956»، بسبب التصريحات التي أدلت بها لعدد من أجهزة الأعلام بسبب حبها الشديد للحيوانات فانتقدت بشدة ذبح الخراف في عيد الأضحى، متهمة المسلمين بأنهم يشوهون الثقافة الفرنسية، ويفرضون قيمهم وعاداتهم على فرنسا، وأساءت فيها للعرب، وهو ما تسبب في إثارة غضب الجالية الإسلامية في فرنسا.
خالي من الكوليسترول
بعد أن تم الإعلان بشكل غير رسمي عن الأفلام المصرية المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثامنة والعشرين، امتنع المخرج المصري «محمد أبو سيف» مخرج فيلم «خالي من الكوليسترول» عن إرسال نسخة من فيلمه إلى إدارة المهرجان، وذلك بحجة عدم الانتهاء من أعمال الترجمة التي تسمح للمهرجان بعرض الفيلم، والتي تمكن لجنة المشاهدة من الحكم عليه. ولكن الشائعات التي كانت متداولة في تلك الفترة أشارت إلى أن الفيلم لم يصمد أمام الفيلمين المصريين الآخرين المشاركين في المهرجان، وهما «أنت عمري» للمخرج خالد يوسف، و«الباحثات عن الحرية» للمخرجة إيناس الدغيدي.
بلد البنات
في العام 2007،ألغت إدارة المهرجان عرض الفيلم المصري «بلد البنات» للمخرج عمرو بيومي، وتم استبعاده من المطبوعات الرسمية للمهرجان، وصرحت نائب رئيس المهرجان سهير عبد القادر عن مشاركته في فاعليات هذا العام ثم عدلت عن تصريحها مما تسبب في حدوث لغط كبير بين الصحافيين وصناع الفيلم، حيث انتشرت شائعات تفيد بأن الفيلم انسحب بسبب تصريحات اللجنة المغلوطة، إلا إن اللجنة قامت بعد ضغوط من الصحفيين وصناع الفيلم بعرضه قبل حفل ختام المهرجان بساعتين، لم يعلم به إلا قلائل خارج المسابقة.
الجنة الآن
كما رفضت إدارة المهرجان مشاركة المخرجين الفلسطينيين من عرب فلسطين 48، أو من الأجيال التالية، بسبب حملهم لجوازات سفر إسرائيلية؛ لأن تلك الأفلام التي يقومون بصناعتها، على حد قول شريف الشوباشي – الرئيس الأسبق للمهرجان – يشارك في إنتاجها الكيان الصهيوني.
من ناحية أخرى أوضح الشوباشي أنه يرفض مشاركة أي أفلام إسرائيلية في المهرجان وهو يقف ضد التطبيع مثلما فعل كل رؤساء المهرجان السابقين. وهذا الرفض الواضح فتح بابًا للتساؤلات في وجهة اللجنة المنظمة، والتي وافقت في الدورة الثلاثون للمهرجان على عرض فيلم «الجنة الآن» للمخرج «هاني أبو أسعد»، والذي صرح بأنه تلقى مساعدات غير مالية من المنتج الإسرائيلي المشارك في الفيلم عمير هارائيل.
كوزموس
في دورته الخامسة والثلاثين لعام 2012، قام المهرجان بمنع عرض مجموعة من الأفلام من بينها الفيلم التركي «دردن»، لما تتعرض له من مشاهد جنسية، حيث يفتح الفيلم ملف زنا المحارم من خلال قصة فتاة ماتت ولداتها. كما قامت اللجنة بمنع فلمين آخرين للسينما التركية لأسباب دينية، حيث تدور قصة الفيلم حول اضطهاد الشيعة في بعض المناطق التركية، وعلاقة فتاة سنية مع شاب شيعي. وفي الدورة نفسها قام المهرجان بمنع عرض الفيلم الروسي «رغبات»، لما احتواه من مشاهد جنسية أصابت القائمين على الاختيار بالذعر.
للكبار فقط
منعت رقابة المهرجان، في السنة الماضية، الجمهور من مشاهدة 28 فيلمًا، حيث قامت اللجنة المنظمة بوضع هذه الأفلام تحت عنوان «للكبار فقط»، وقد صرح جمال جابر بأن «هذه الأفلام الممنوعة من العرض لا تصلح لتضمنها مشاهد عري، فالأفلام تتضمن مشاهد عري وجنس صريح، لذلك من الضروري أن أفرق بين الإباحية والمعنى الثقافي في المهرجان، وعليه فقد عرضت تلك الأفلام للسينمائيين والمتخصصين، ولكنها لا تصلح للعرض العام. وقد ضمت هذه القائمة الفيلم الكوري «مادونا»، والأسترالي «أرض الغرباء»، والأمريكي «بروكلين».
فيلم «آخر أيام المدينة» ينضم إلى قائمة طويلة من الأفلام الممنوعة من العرض في مهرجان القاهرة السينمائي، التي تعددت أسباب منعها، فهناك أفلام منعت من العرض لأسباب سياسية، وأخرى لأسباب دينية، وأخرى لإنها لا تناسب المشاهد لما تحتويه من مشاهد خادشة للحياء، وبعض الأفلام منعت من العرض لمخالفتها اللائحة، والأخير هو سبب منع فيلم «آخر أيام المدينة» على حد تصريح إدارة المهرجان.
تبدأ فعاليات المهرجان في الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ويفتتح المهرجان فيلم «يوم للستات»، من إخراج كاملة أبو ذكري، وبطولة كل من نيللي كريم، وإلهام شاهين، وفاروق الفيشاوي. ويستمر المهرجان حتى الرابع والعشرين من نفس الشهر.