لهذه الأسباب يعد فوز ترامب خطرًا على بقاء الجنس البشري
أمريكا تنتخب الرئيس، هذا الخبر هو ما يتصدر الصحف والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، فلم يتبق سوى القليل لينتهي السباق إلى البيت الأبيض ويتوج رئيساً جديداً لأمريكا أو ربما للعالم أجمع، فقريباً جداً ينتهي هذا الحفل الذي بدأ منذ أغسطس/آب من العام الماضي.
وكذلك لم يتبق في السباق الرئاسي سوى «دونالد ترامب» المرشح عن الحزب الجمهوري و«هيلاري كلينتون» عن الحزب الديمقراطي، بالإضافة إلى المرشح الليبرتارى «جارى جونسون» ومرشح الحزب الأخضر «جيل ستاين» والتي تعتبر فرصهما في الوصول إلى البيت الأبيض ضئيلة جداً، لذا ينحصر السباق بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، لكن ماذا يحدث إذا فاز ترامب بالرئاسة. هل نحن في خطر حقاً ؟!
ربما قد يجيب على هذا التساؤل أستاذ اللسانيات والناقد الأمريكي «نعوم تشومسكي»، الذى حذر من التهديد النظامي الذي قد يسببه فوز «دونالد ترامب» بالرئاسة الأمريكية، بداية من حقوق الإنسان ومرورا بالبيئة والمناخ.
وبدأ يتساءل قائلا: إن السؤال الأول الذي علينا طرحه على أنفسنا فيما يتعلق برئاسة ترامب ماذا يحدث إذا كان يقصد كل ما يقول؟ فقد تحدث دونالد ترامب في كل شيء، وبعض كلامه كان له مغزى، والبعض الأخر كان جنونياً، لكن الولايات المتحدة دولة كبيرة جداً، وفى حالة ما إذا كان ترامب يقصد كل ما يقول، فإن الجنس البشرى بأكمله في خطر.
إليك أكثر خمس أسباب تشير إلى التهديد الذي يشكله ترامب على الجنس البشري:
استمرار تأثير الاحتباس الحراري وتمدده إلى أماكن أخرى
يعتبر الاحتباس الحراري، ظاهرة بارزة جداً؛ ولها تأثيرات شديدة الخطورة على الكوكب بأكمله، ولكن الحزب الجمهوري، وخصوصاً ترامب، سيعملون على وقف إجراءات منع إنتاج مصانع الفحم، بالإضافة إلى رفضهم للاتفاقيات التي تدعو إلى مواجهة هذه الظاهرة، وذلك لأن ترامب لا يؤمن بالاحتباس الحراري كباقي أعضاء حزبه، ويرى أنه ليس للإنسان دخل في هذه الظاهرة، كما أنكر وجود هذه الظاهرة وقال: «ببساطة ليس هناك ما يسمى بالاحتباس الحراري».
وهدد ترامب بأنه في حال فوزه بالانتخابات الأمريكية سينسحب من الاتفاق حول المناخ الذي صادقت عليه بلاده في قمة المناخ بباريس العام الماضي، معتبراً أن مسألة الاحتباس الحراري ما هي إلا «خدعة من الصين من أجل إيقاف الصناعة الأمريكية».
استخدام أساليب التعذيب المحظورة
لا يمانع «ترامب» في استخدام أساليب التعذيب الممنوعة دوليا، فقد أطلق تصريحاً مثيراً للجدل حول التعذيب، حيث قال: «حسنا، اسمحوا لنا باستخدام التعذيب» في دعوة صريحة منه لاستخدام أساليب تعذيب مثل «الإيهام بالغرق»، وهذا النوع من التعذيب غير مصرح به وفقاً للقانون الدولي، والذي سيشكل استخدام أمريكا هذا النوع من التعذيب فضيحة دولية لها، وأضاف ترامب: «هذا أول شيء، ولكن دعونا نفعل ما هو أكثر من ذلك».
يشار إلى أنه تم منع «الإيهام بالغرق» في الولايات المتحدة عام 2006، ولكن ترامب سيسمح بأساليب تعذيب أقسى من «الإيهام بالغرق»، وسيسمح بتطبيقها بصرف النظر عن تأثيرها على المنتمين إلى الجماعات الإرهابية لأنهم «يستحقونها»، على حد تعبيره.
نبذ اللاجئين على أساس أنهم مشكلة خارجية
لا يرى ترامب جدوى من مشاركة أمريكا في حل أزمة اللاجئين، حيث كانت تصريحاته عقب هجمات باريس متطرفة، فقال: «فلنخرج جميع المسلمين من البلاد ولنبني حاجزاً بيننا وبينهم، أو أن نجعل المكسيك تبنى حائطاً لمنع تدفق اللاجئين إلى الولايات المتحدة».
وفي تقرير نشرته شبكة «سي أن أن»، كرر ترامب دعوته لمواجهة تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة وذكر هذه المرة بسور الصين العظيم قائلاً: «عندما أقول إننا سنقوم ببناء جدار هنا فالناس تسألني عن سبب ذلك، وأنا أذكرهم بمثال الصين التي قامت ببناء جدار قبل ألفي عام».
وصرّح ترامب، أنه يريد إعادة آلاف اللاجئين السوريين إلى بلدهم إذا انتخب رئيساً للولايات المتحدة، وأضاف: «لن نقبل مئتي ألف شخص».
ولكن إلى أين يهرب هؤلاء؟ فمعظمهم نتاج السياسات الأمريكية السيئة المتبعة حول العالم.
انتكاسة في العلاقات بين الأعراق المختلفة
لدي ترامب العديد من الانتقادات للأجناس الأخرى، فيميل إلى العنصرية في التعامل مع الأعراق المختلفة، كما أن مؤيديه، الذين يحتشدون أمام لافتاته، جميعهم من كبار السن، ويرون أنفسهم وكأن أرواحهم أُخذت منهم، وكرامتهم كذلك، وإمكانيات المستقبل أيضا. وقد حدث شيء مماثل في الماضي، ولكن لم تكن نتائجه جيده.
وربما تكون دعوة ترامب في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى منع المسلمين من دخول البلاد لحمايتها من الإرهاب أحد أمثله ذلك، مما أثأر أحدث ضجة كبيرة في الولايات المتحدة والعالم، ولكن لم تنل سهامه المسلمين فحسب، بل طالت المهاجرين من أصل أميركي-لاتيني، كما اتهم المكسيك بإرسال المجرمين والمغتصبين وتجار المخدرات إلى الولايات المتحدة، فيما أثار تشكيك ترامب في هوية الرئيس أوباما وما إذا كان بالفعل قد ولد في الولايات المتحدة، أم في إفريقيا، استياء الأميركيين من أصل إفريقي بالتحديد.
استخدام السلاح النووي
يميل ترامب إلى استخدام السلاح وقد يلجأ إلى استخدام السلاح النووى، فعندما سُئل في مقابلة أُجريت معه في مارس/آذار الماضي عن احتمالية لجوئه لاستخدام السلاح النووي في صراع لم تتعرض فيه الولايات المتحدة للهجوم النووي أولاً، أجاب أنه قد يفعل ذلك «كخطوة أخيرة تماماً» وأضاف الملياردير ترامب خلال مقابلة مع شبكة إن بي سي الأمريكية أنه على الرغم من أنه يجد أن السلاح النووي أمر مفزع غير أنه لا يستبعد استخدامه لمواجهة تنظيم داعش.
ويشار إلى أنه إذا تعرضت الولايات المتحدة لتهديد نووي، فسيكون لدى الرئيس دقائق ليقرر ما إذا كان هذا التهديد حقيقياً أم لا، وذلك لإطلاق حوالي 925 رأساً نووياً بقوة تدميرية تزيد على 17 ألف قنبلة هيروشيمية، وفقاً لتقديرات «هانز م. كريستينسن» مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأميركيين.
كما أوضحت استطلاعات الرأي الأمريكية أن الولايات المتحدة هي التهديد الأكبر للسلام العالمي بجنودها وقواتها الضخمة؛ حيث تمتلك الولايات المتحدة أكبر ترسانة سلاح في العالم، لذا فإن مشهد تقدم المرشح الجمهوري يخيف الجميع حول العالم، وبشكل مبرر.
ومن الصعب التكهن بما يؤول إليه الحال تحت إدارة ترامب، ولكن يمكن القول بأن ترامب هو شخص من نوعية إنسان الغابة، الذي يضع إصبعه على «مفتاح» قد يدمر به العالم، أو قد يتخذ قرارات لها تأثير كبير من شأنه أن يرهب العالم بأثره.