لأول مرة.. إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تعتمد علاجا فيروسيا لمكافحة السرطان
إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تقر علاجا جديدا للميلانوما بالاعتماد على فيروس حي معدل جينيا!
أقرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية علاجا جديدا للميلانوما بتاريخ السابع والعشرين من أكتوير 2015، وهو العلاج الأول من نوعه الذي تقره الإدارة بالاعتماد على فيروس حي معدل جينيا! وقبل الحديث عن العلاج الجديد يجب أن نعرف أولا ما هي الميلانوما.
ما هي الميلانوما؟
الميلانوما هي أحد أنواع سرطان الجلد الذي يبدأ في أحد أنواع الخلايا وهي الـ melanocytes، وهي المسئولة عن إنتاج صبغ الميلانين الذي يعطي الجلد لونه المميز ويقوم أيضا بحماية طبقات الجلد الأخرى من التأثير الضار لأشعة الشمس.
هناك عدة أنواع من الميلانوما، يستمر معظمها في إنتاج الميلانين لذلك غالبا ما يتراوح لون المنطقة المصابة بالميلانوما بين البني والأسود. أكثر الأماكن عرضة للإصابة بالميلانوما هي الظهر والصدر لدى الرجال، والساقين لدى السيدات، كما يعد الوجه والرقبة من الأماكن الشائعة للإصابة بالميلانوما أيضا. وتقل فرصة الإصابة بالميلانوما لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة في تلك الأماكن الشائعة، بينما لا يؤثر لون البشرة على احتمالية الإصابة بالميلانوما في الكفين وباطن القدمين وتحت الأظافر، حيث تمثل نسبة الإصابة بالميلانوما في تلك المناطق 50% من الحالات في الأمريكيين من أصول أفريقية (ذوي بشرة داكنة) وأقل من 10% في الأمريكيين ذوي البشرة البيضاء.
في عام 2012، تم تسجيل 232000 إصابة بالميلانوما على مستوى العالم، وتم تسجيل 55000 حالة وفاة بسبب الميلانوما في نفس العام، وتعتبر كل من أستراليا ونيوزيلندا أكثر دول العالم في معدلات الإصابة بالميلانوما. وتشهد معدلات الإصابة بالميلانوما زيادة مضطردة خلال السنوات الأخيرة، لكنه ليس من المعلوم مدى تأثير التغييرات السلوكية والبيئية والتطورات العلمية في التشخيص المبكر في تلك الزيادة.
ما هي فكرة العلاج الجديد؟
يقوم العلاج الجديد باستخدام فيروسات معدلة جينيا لتقوم بمهاجمة الورم السرطاني في الجلد والغدد الليمفاوية، وهو العلاج الأول من نوعه الذي أقرته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الذي يعتمد على فيروس حي معدل جينيا، حيث يتم حقن العلاج في موقع الإصابة ويقوم الفيروس بالتكاثر داخل الخلايا السرطانية مسببا انفجارها وموتها، ومن ثم تقوم الأجزاء الصغيرة من تلك الخلايا بتحفيز الجهاز المناعي للجسم ليقوم بمهاجمة الخلايا السرطانية مما يؤدي لزيادة فعالية العلاج.
يتكون الكورس العلاجي من العلاج الجديد والمسمى(إيمليجيك Imlygic) من عدد من الحقن في موضع الإصابة، حيث يبدأ العلاج بحقنة في موقع الإصابة، تليها حقنة أخرى بعد ثلاثة أسابيع ثم تليها حقنة أخرى كل أسبوعين لمدة ستة أشهرعلى الأقل، ويستخدم في علاج مواضع الإصابة بالميلانوما التي لا يمكن إزالتها بالكامل جراحيا.
تم تقييم سلامة وفعالية إيمليجيك في دراسة متعددة المراكز على 436 مشارك مصابين بالميلانوما المنتشرة (Metastatic Melanoma) التي لا يمكن إزالتها جراحيا، حيث تم حقن مواضع الإصابة بالميلانوما في الجلد والغدد الليمفاوية بإيمليجيك أو بدواء مقارن آخر لمدة 6 شهور أو حتى تدمير كل الخلايا السرطانية بالمنطقة المصابة، وأظهرت الدراسة أن 16.3% من المشاركين في الدراسة الذين تلقوا العلاج الجديد إيمليجيك شهدوا انكماشا -استمر لمدة ستة أشهر- للمنطقة المصابة بالميلانوما، مقارنة بـ 2.1% من المشاركين الذين تلقوا العلاج الآخر. غير أن إيمليجيك لم يظهر قدرة على تحسين معدلات البقاء بين المصابين بوجه عام، كما أنه لم يظهر له أي تأثير على الميلانوما التي انتشرت للمخ، العظام، الكبد، الرئتان أو أي أعضاء داخلية أخرى. ويعتبر العلاج المبني على فيروس حي هو الأول من نوعه الذي توافق عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA.
ما هي الأعراض الجانبية للعلاج الجديد؟
تم ملاحظة عدد من الآثار الجانبية للعلاج على المشاركين في الدراسة السابق ذكرها، ومن أهم تلك الأعراض الإرهاق، الحمى والغثيان وبعض الأعراض المشابهة للأنفلونزا وكذلك بعض الألم في موضع الحقن. وحيث أن إيمليجيك هو علاج معتمد على فيروس الهيربس الحي المعدل جينيا للقضاء على الخلايا السرطانية، فإنه من الممكن أن تحدث الإصابة بمرض الهيربس ولهذا يجب ألا يتم استخدام هذا العلاج مع المرضى ذوي الجهاز المناعي الضعيف أو الحوامل.
كيف يمكنك الحصول على ذلك العلاج؟
يبدو أنه لن يكون من السهل على الجميع الحصول على العلاج، حيث أعلنت شركة BioVex المنتجة للدواء أن الكورس العلاجي لمدة 6 شهور من هذا الدواء سوف يكلف حوالي 65000 دولار أمريكي، مما يجعل الحصول على ذلك العلاج أمرا مكلفا جدا.