لمدة شهر من الآن: 5 كواكب يمكنك رؤيتها بالعين المجردة
ابتداءً من العشرين من يناير، ستكون الكواكب الخمسة الساطعة/ المرئية (الكواكب التي يمكن رؤيتها دون استخدام تلسكوب) ظاهرةً في السماء في وقتٍ واحد قبل فجر كل يوم ولمدة شهرٍ تقريبًا.
وعلى العكس من معظم المشاهد المبهرة، فإن مشاهدة ذلك المشهد النادر لا تتطلب شراء تذكرة، أو الوقوف في صف طويل انتظارًا لدورك، كل ما عليك هو أن تخرج للهواء الطلق لرؤية ذلك المشهد. وإن كنت من قاطني النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فعليك أن تكون جاهزًا للخروج قبل الفجر بحوالي 45 دقيقة لتكون قادرًا على رؤية تلك الكواكب. وتبعًا لـ جاسون كيندال، عضو مجلس إدارة جمعية الفلكيين الهواة في نيويورك، فإن سكان المدن يمكنهم رصد تلك الكواكب دون الخروج من مدنهم، طالما أنهم يوجهون أنظارهم نحو الشرق.
ما هي الكواكب الساطعة/ المرئية؟
هي الكواكب التي يمكن رؤيتها بسهولة دون استخدام أدوات مساعدة، والتي تمت مشاهدتها من قبل أجدادنا منذ قديم الزمان. هذه الكواكب (تبعًا لموقعها من الشمس من الأقرب إلى الأبعد) هي: عطارد، والزهرة، والمريخ، والمشترى، وزحل. من الممكن رؤية تلك الكواكب لأنها تعكس أشعة الشمس، ونظرًا لقربها، فإن الضوء المنعكس عنها يتميز بالثبات مقارنة بالنجوم البعيدة المتلألئة. وغالبًا ما تكون تلك الكواكب ساطعة، ويمكنك تحديد مكانها والتعرف إليها ورؤيتها يوميًّا كأي صديقٍ مخلص.
عطارد ينتقل من الليل إلى النهار
حيث يتحول كوكب عطارد من كونه ظاهرًا في السماء مساءً، إلى كونه يظهر بالسماء نهارًا، حيث وصل الكوكب إلى (الحضيض) (أقرب نقطة في مدار الكوكب للشمس) في الثامن من يناير، مما يعني أن أصغر كواكب المجموعة الشمسية وأكثرها سرعة، قد مر بين الشمس والأرض يوم الرابع عشر من يناير، مما يجعله يظهر في السماء نهارًا قبل شروق الشمس بفترة بسيطة. بمجرد ظهور عطارد في سماء النهار، فسوف ينضم للكواكب الأربعة الأخرى التي تزين سماء النهار (المشترى، والمريخ، وزحل، والزهرة)، مما يجعلها المرة الأولى منذ عام 2005 التي يصبح من الممكن فيها رؤية الكواكب الخمسة في نفس الوقت، ومن المتوقع أن تزين الكواكب الخمسة سماء الفجر في الفترة ما بين 20 يناير و 20 فبراير 2016.
ويستطيع قاطنو نصفي الكرة الأرضية (الشماليّ والجنوبيّ) رؤية عطارد بسهولة نسبيًّا بحلول يوم الخامس والعشرين من يناير. وسيكون الكوكب في أوضح صورةٍ لعدة أسابيع يتوسطها يوم السابع من فبراير، وخلال هذه الفترة سيكون من الممكن رؤية الكوكب لمدة حوالي 80 دقيقة قبل شروق الشمس في نصف الكرة الشمالي (في المنطقة بين مدار السرطان، والدائرة القطبية الشمالية)، بينما سيكون من الممكن رؤيته لمدة ساعتين تقريبًا قبل شروق الشمس في المنطقة المقابلة في نصف الكرة الجنوبي، وفي الحالتين، سيكون استخدام منظار مقرب مفيدًا لرؤية الكوكب الصغير، وبعد تلك الفترة التي سيقضيها الكوكب مزينًا سماء النهار، من المتوقع أن يعود الكوكب للظهور في سماء المساء في نهاية شهر مارس 2016.
كوكب الزهرة: أكثر الأجرام السماوية سطوعًا تجاه الشرق
أينما كان موقعك على كوكب الأرض، هناك مشهد لابد لك من رؤيته هذا الشهر؛ كوكب الزهرة قبل الشروق!. فكوكب الزهرة هو أكثر الكواكب سطوعًا، وهو ثالث أكثر الأجرام السماوية سطوعًا (بعد الشمس والقمر)، وحينما يكون من الممكن رؤيته فإنه يكون واضحًا جدًّا في السماء. كل ما عليك هو الخروج من منزلك والنظر في السماء تجاه الجنوب الشرقي، وسوف تراه بالتأكيد. كما يمكنك استخدام كوكب الزهرة كإشارةٍ لتحديد مكان كوكب زحل الأقل سطوعًا، حيث أن الكوكبين سيكونان قريبيْن من بعضهما خلال تلك الفترة.
كوكب المشترى: ثاني أكثر الكواكب سطوعًا
سيكون كوكب المشترى أول الكواكب ظهورًا في السماء كل يوم، حيث من المتوقع أن يكون من الممكن رؤيته حوالي الساعة التاسعة مساءً من نصفي الكرة الأرضية الشماليّ والجنوبيّ. ويظهر ملك الكواكب (المشترى) والكوكب الأحمر (المريخ) مرتفعيْن في السماء من جميع أنحاء العالم. وإن كان لديك منظار مقرب أو تلسكوب، فسوف يكون من السهل عليك رؤية الأقمار الأربعة الرئيسية للمشترى (والتي يطلق عليها أقمار جاليليو؛ تكريمًا لجاليليو الذي اكتشفهم عام 1610) كنقاطٍ صغيرة مضيئة بجوار الكوكب، وهم (بترتيب قربهم من الكوكب): أيو، و أوروبا، و جانيميد، و كاليستو.
المريخ مضيئًا بين الزهرة والمشترى!
من غير الممكن المقارنة بين إضاءة كوكب المريخ وكوكبي الزهرة أو المشترى؛ إلا أنه من الممكن رؤية الكوكب الأحمر بسهولة في السماء قبيل الفجر؛ حيث يظهر الكوكب بين كوكبي الزهرة (الأكثر سطوعًا في السماء)، والمشترى (ثاني أكثر الكواكب سطوعًا). على الرغم من أن المريخ قريب من نجمة {السنبلة} (النجم الأكثر سطوعًا في كوكبة العذراء) إلا أنه من الممكن التفرقة بينهما من خلال اللون، حيث يظهر المريخ بلونٍ أحمر داكن بينما يظهر النجم بلونٍ أزرق مشع. وإن كان من الصعب عليك التفرقة بين اللونين بالعين المجردة؛ فبإمكانك استخدام نظاراتٍ مقربة تساعدك على توضيح الفارق. ومن المتوقع أن يزداد بريق الكوكب الأحمر يومًا بعد يوم ليصل لقمة تألقه في شهر مايو 2016، ليكون عندها في سطوع كوكب المشترى الآن.
زحل: الكوكب الساطع بالقرب من الزهرة
خلال شهر يناير، يسطع كوكب زحل كل نهار، حيث سيكون من الممكن رصد الكوكب الحلقيّ من مختلف أنحاء العالم ولمدة ساعتين يوميًّا تقريبًا، تزيد بنهاية شهر يناير لتصل إلى 4 ساعات تقريبًا قبل شروق الشمس.
يعد كوكب زحل أبعد الكواكب التي يمكننا رؤيتها بالعين المجردة، ويظهر الكوكب للعين المجردة باللون الذهبي. ولا يمكن للنظارات المقربة أن تساعدك على رؤية حلقات الكوكب الحلقي، ستحتاج إلى تلسكوب لكي تستطيع رؤيتها، لكن النظارات المقربة ستجعل الضوء الذهبي للكوكب أكثر وضوحًا.
خلاصة القول: زحل، والزهرة، والمريخ، والمشترى تزين -قبل الفجر- فجر السماء كل شهر لفترة طويلة، مع اجتماع زحل مع فينوس بالاشتراك في 9 يناير. عطارد ينضم إلى الكواكب صباحًا في الأسبوع الأخير من يناير، لعرض كل خمسة كواكب مرئية في سماء واحدة.
كيف يمكنك التفرقة بين الكواكب والنجوم
إن أصعب مهمة للمشاهدين هي التمييز بين الكواكب والنجوم المتلألئة في السماء. ولكن السيد كندال عرض خدعةً بسيطة للتمييز بين الكواكب والنجوم: أغلق عينًا واحدة، وببطء قم بتمرير الإبهام على نقطةٍ مضيئةٍ في السماء. إذا كانت النقطة تخفت شيئًا فشيئًا عندما يمر الإبهام عليها، فإنها تكون كوكبًا، وإذا اختفت فجأة فهي نجمة بعيدة.
متى يمكننا رؤية ذلك المشهد ثانية؟
إذا فاتتك فرصة مشاهدة ذلك المشهد هذه المرة، فسوف يكون بإمكانك رؤيته مرة أخرى بين الثالث عشر من أغسطس والتاسع عشر من نفس الشهر؛ لكنه سيكون من الصعب رؤية كوكبي الزهرة وعطارد من نصف الكرة الشماليّ في ذلك الوقت، وسيكون لقاطني النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ميزة كبرى فيما يخص رصد الكواكب الخمسة في ذلك الوقت من السنة.