استكمالا لما بدأناه خلال الحلقات السابقة من تتبع خطى –أبو الديناصورات المصرية – عالم الأحافير الألماني «إرنست سترومر»، انطلقت فجر السادس من أكتوبر الماضي من القاهرة باتجاه الغرب إلى الأرض التي عاش فيها عمالقة مصر الطباشيرية. فبعد مرور قرابة 105 أعوام على انقضاء بعثة سترومر التاريخية، سنحاول سويا إعادة إحياء رحلته، مقتفين أثره في رحلة مميزة إلى أرض الديناصورات المصرية.

بحلول الساعة السابعة صباحًا كانت سيارتنا قد جاوزت مدينة السادس من أكتوبر التي تقع جنوب غرب العاصمة، حيث نستهل «طريق الواحات» الذي يربط بين القاهرة والواحات البحرية، لم نواجه صعوبة تذكر خلال خروجنا من شوراع العاصمة التي عادة ما تكون مزدحمة، فمن حسن حظنا أن اليوم هو يوم عطلة رسمية، الطقس معتدل نسبيا إلا أن درجة الحرارة بدأت بالارتفاع تدريجيًا مع طلوع الشمس.

عانت الأرض من أزمة مناخ مشابهة وأكثر حدة قبل 95 مليون سنة، حيث ارتفعت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو بشكل مطرد، صاحبها ارتفاع منسوب البحر الذي دمر بدوره بيئة الكائنات التي استوطنت شمال أفريقيا، بما فيها الديناصورات الضخمة التي عاشت في الواحات البحرية، وربما كان ذلك سببًا رئيسيًا في انقراضها.

الطريق الواصل بين القاهرة والواحات البحرية

على كل حال لم يكن الطريق إلى الواحات بتلك السهولة من قبل، فالطريق المعبد الذي تدور عليه عجلات سيارتنا بسلاسة هو طريق حديث، تقرر إنشاؤه بقرار من الحكومة المصرية أواخر ستينيات القرن الماضي، بهدف نقل كنوز الواحات من خام الحديد إلى المصانع في حلوان، حيث يوازيه طريق سكة حديد لأداء المهمة، وقد خدم الطريق الذي يمتد لقرابة 350 كم منذ ذاك الحين، حركة التجارة بين وادي النيل والواحة، وحول الواحة المعزولة إلى أرض سياحية يرتادها محبو الصحراء من أنحاء العالم.

أما عن الماضي، يحكي لنا شيخ الأثريين «د. أحمد فخري» الذي عشق صحراء الواحات وكان له الفضل في الكشف عن تاريخها وآثارها القديمة، أن أهل الواحة قديمًا كانوا يتجنبون الرحلة إلى الوادي في الشتاء ويعتزلونها تمامًا في الصيف. أما عن الطريق الرئيسي الذي يربط الواحة بغيرها من المحافظات، فهو الطريق الذي يبدأ من البهنسا – محافظة المنيا – حيث تقطعه الجمال في 4 أيام وينقل عبره تجارة الواحة وموظفي الحكومة، يليه في الأهمية طريق الفيوم الذي يمر بوادي الريان حيث ترعى الجمال بعد رحلة متعبة.

طريق الفيوم هو الذي قطعه سترومر بعد أسبوع طويل في الصحراء الواسعة.

صورة نادرة لسترومر خلال بعثته الاستكشافية للأحافير المصرية أوائل القرن العشرين

سجل سترومر على طول رحلته أبسط التغيرات الطفيفة في جيولوجيا محيطه، صخور رملية وجيرية متموجة تظهر عليها آثار حركة الرياح، طبقات خضراء اللون من الجبس، والعديد من أحافير الصدف والفورمينافرا، وهو ما حرمت أنا منه للأسف في رحلتي المريحة، من ناحية أخرى لم يكن عليّ القلق من براغيث الصحراء التي أزعجت سترومر وحرمته من نوم مريح.

مع الفرق الزمني الكبير، لم تكن كل تلك الاختلافات جوهرية، حيث أن الاختلاف الرئيسي بين الرحلتين يكمن في الهدف منها، كان عقل سترومر العالم الفذ مشغولا بخياله عن جد قديم للثدييات، بينما كنت أدرك تمامًا أني على وشك عبور جسر زمني يمتد ملايين السنين إلى الماضي، حيث أصل في نهايته إلى عصر الديناصورات العظيمة، على كل حال لم أكن لأعرف ذلك لولا إنجازات سترومر.

في تمام الساعة 11 إلا ربعًا تشابكت خيوط رحلتينا، حيث شعرت بأحشائي الداخلية تطفو لوهلة نتيجة هبوط سيارتنا لمنحدر حاد بسرعة فائقة، فورا تذكرت ما كتبه سترومر في اليوم السابع لرحلته من حركة الجمال السريعة قرب منحدر عالٍ يطل على منخفض الواحات، تهللت وأخبرت مرافقي «لقد وصلنا أخيرا إلى الواحات!»


إلى قلب الواحة

قلب الواحة النابض وعاصمتها التي تستقبل الزوار هي مدينة البويطي، حيث يوجد السوق الرئيسي والمصالح الحكومية لكل الواحة، فور دخولنا إلى شوارع المدينة، استوقفنا رجل أمن ليسأل عن التصاريح وإذا ما كان بيننا أي سائح أجنبي، لدى أهل الواحات القدرة على تمييز أي فرد غريب عن الواحة، فالكل هنا يعرف الكل!

تتبع الواحات حاليا محافظة الجيزة، وقد تأرجحت في الماضي بين محافظة المنيا ثم السادس من أكتوبر قبل إلغائها، تمتد على مساحة 12055 كم مربعًا، ويتمركز أغلب سكانها البالغ عددهم 36660 نسمة حسب موقع المحافظة الرسمي، بين 4 قرى رئيسية، البويطي وتجاورها القصر، وعلى بعد 6 كيلومترات شرق البويطي تقبع قرية الزبو تجاورها منديشة.

اختار سترومر قرية منديشة لتكون مركز عملياته بدلا من البويطي لعدة أسباب، وبها يقبع مأمور الواحات، الذي يصفه سترومر بأنه رجل مهذب، أشقر الشعر ويميل لون عينيه إلى الزرقة، كما أنه يتحدث الفرنسية بطلاقة!

صورة علوية – مركز علميات رحلة سترومر – قرية منديشة

إضافة لأهمية العلاقة مع مأمور الواحة، تعتبر منديشة موقعًا إستراتيجيًا من حيث توسطها لمعظم الأهداف التي وضعها سترومر في خطته، كما أن الأرستقراطي الوقور لا يطيق ضجيج المدن الرئيسية، ويفضل هدوء القرى المنعزلة.

لم أدرِ خلال تحركنا بين شوارع البويطي الضيقة عن أي ضجيج كان يتحدث سترومر، فالهدوء ساحر يجول بين جنبات الطرق، النمط المعماري لا يختلف كثيرا عن أي قرية مصرية أخرى، لا يزيد ارتفاع أغلب المنازل عن طابقين وتخلو تقريبا من الأبراج العالية، وعلى جنبات تلك الشوراع البسيطة وبين الأزقة، تنتشر عربات الدفع الرباعي الحديثة، كعنصر دخيل على الصورة الكاملة، فتبدو مثيرة للدهشة والإعجاب!

ساحة استقبال قصر الباويطي مزينة بأخشاب متحجرة وجماجم جمال

تركنا أمتعتنا في استراحة «قصر الباويطي» الذي تحتضنه الجبال على ضواحي المدينة، بحيث لا يعزلك المبنى عن طبيعة الواحات الخلابة، ركبنا سيارات الدفع الرباعي، لنتوجه جنوبا مستكشفين أولى عجائب الصحراء الغربية لمصر، الصحراء السوداء!

فندق قصر الباويطي

طيلة الطريق لم أتوقف عن طرح الأسئلة على «محمود» سائق السيارة، وهو رجل ثلاثيني طيب المعشر، يصفه رفاقه بالأنيق لاهتمامه الدائم بمظهره، يرتدي زيًا تقليديًا لأهل الواحة يعرف بـ«السيوية» ويعلو رأسه شال مربوط بأناقة، كما أنه يتمتع بخبرة طويلة في ركوب الصحراء بسيارته – تويوتا لاند كروزر – التي لا يتوقف عن مدحها أبدا.

«الواحات موجودة في الكتب، بس بلدنا متعرفهاش كويس من الكتب، تعرفها من ناسها»

هكذا قاطعني محمود قبل نزولنا بالقرب من جبل أسود اللون، تميزه صفوف متلاحقة من الصخور، شاهدة على نشاط بركاني قديم، بحيث يعرف بـ «جبل المرصوص البركاني»، وهو يقع ضمن محمية الواحات البحرية التي أعلنت كمحمية آثار طبيعية عام 2010.

جبل المرصوص البركاني

أكملنا طريقنا باتجاه الصحراء البيضاء، عيناي لم تفارقا عجائب المناظر المحيطة لما قد ادعوه بكل ثقة «جنة الجيولوجيين»، يدين دارسو جيولوجيا الصحراء الغربية بالفضل لعلماء ألمانيا المتميزين، فبالإضافة لما قدمه سترومر عن تاريخ الحياة القديمة للمنطقة، كان لألماني آخر الفضل في رسم أول خريطة جيولوجية لتلك الصحراء قبل زيارة سترومر بعدة عقود.

بدعم من الخديوي إسماعيل الذي كان يأمل في العثور على كنوز خفية في صحراء البلاد، انطلق جيرهارد رولفز في سبعينات القرن التاسع عشر في الصحراء الغربية، يصحبه فريق مميز من العلماء لدراسة المنطقة، أحد رفاقه في الرحلة جيولوجي ألماني ذائع الصيت، هو «كارل ألفريد زيتيل» الذي نشر أول خريطة جيولوجية للمنطقة في ورقة علمية بعد انقضاء البعثة. تمر السنين ليشرف زيتيل على رسالة بحثية لطالب جيولوجيا من عائلة ألمانية مرموقة، يُظهر اهتماما خاصا بالصحراء الغربية لمصر، كان ذاك الطالب الشاب هو «إرنست سترومر».

صورة علوية لمنطقة وادي العقبات

هبطنا وادي العقبات شمالي الفرافرة، وهي منطقة تزهو بالحجارة الضخمة التي نحتتها الرياح لتحف تخطف الأنظار، وسط جموع السياح استطعت التقاط صورة لسائحة يابانية تقف فخورة بجانب سيارة تويوتا التي صنعت في بلدها، وقد حلت محل سفينة الصحراء القديمة، هناك أيضا عثرت على أحافير صدف من التي لاحظها سترومر في رحلته.

فتاة يابانية تقف باعتزاز بجوار سيارة تويوتا حديثة، وسيلة التنقل الأساسة في الصحراء

بالمساء شيدنا الخيم، أعد لنا محمود وجبة عشاء من الدجاج المشوي، لم يكن أولى أيام سترومر في الواحة مثمرا بسبب سوء الطقس، لم يغادر خيمته وعوضا عن ذلك قضى ليلته تحت ضوء القمر محدثا أهل القرية عن التاريخ القديم للمنطقة، ليسجل في سعادة «لقد كانوا مذهولين بما حدثتهم عنه من التاريخ القديم لأرضهم».

بدو الواحات ينشدون أغانيهم في ليلة سمر بالصحراء البيضاء

أما أنا فقد كانت سعادتي في الاستماع لحديث أهل الواحة، وموسيقاهم التي تعتمد بشكل أساسي على الطبل وآلة شبيهة بالناي تعرف بالراغول، بينما يشدو أحدهم بالغناء عن آلام الحب والغرام، وعن قوة سيارة التويوتا وقدراتها المميزة!


أولى ديناصورات مصر

ربما لا يوجد شعور أكثر إنعاشا من الاستيقاظ مبكرا في قلب الصحراء البيضاء، أشعل محمود الفحم ليعد لنا الشاي، لقد كان نبيذ «زسزس» – وهو اسم الواحات البحرية خلال عصر الدول الوسطى – المشروب المفضل للملوك وقتها، إلا أني أكاد أجزم أنهم كانوا ليغيروا رأيهم إذا تذوقوا كوب الشاي ذاك!

«المشروم والفرخة» علامات مميزة في الصحراء البيضاء نحتتها الرياح على مر الزمن

عرجنا عائدين على نفس الطريق باتجاه البويطي، وجهتنا الآن محددة، شمالي قرية منديشة، في منطقة لا تبعد كثيرا عن طريق الأسفلت، يوجد زوج من التلال، تفصل بينها مسافة 50 متر فقط، جبلي الدست والمغرفة ، هناك بالتحديد اكتشف سترومر ديناصوراته الأربعة.

التاريخ هو 16 من يناير 1911، سترومر يملؤه الإحباط بعد عدة أيام في مناطق مختلفة لم يعثر فيها على ما يريد، فقد كانت حصيلته الكلية تشمل فقرات لقروش وتماسيح، أسماك قديمة وفقرة ظن أنها تعود لزاحف مائي قديم يعرف بالبليوصور، ولا أثر لثدييات أو أي حيوانات برية.

أحد تلك المناطق هو جبل حماد الذي يصل ارتفاعه إلى 125 مترا، ويقع جنوبي غرب قرية القصر، هناك توقفنا لبعض الوقت قبل توجهنا للدست، عارض محمود الاقتراب كثيرا من الجبل بسبب أعمال الحفر الثقيلة التي تجري هناك، عدنا إلى السيارة لنكمل مسيرتنا، حادثت نفسي إذا كان هناك ما لم يكتشفه سترومر بتلك المنطقة، فقد دمرته الجرافات الضخمة التي تنخر الجبل الآن!

عالم الأحافير الألماني «إرنست سترومر» مع مرافقه وطباخه الخاص محمد مسلم
مع محمود بجوار جبل «حماد» أحد محطات رحلة سترومر في رحلته عام 1911

18 من يناير/كانون الثاني 1911، هو تاريخ اليوم الذي سيسجل فيه سترومر إنجازًا يخلده عبر الزمن بعد أن قرر أخيرا البحث عند جبل الدست، في الجهة الجنوبية من الجبل عثر على بعض العظام الكبيرة التي استعصت عليه مهمة إخراجها.

توجه إلى ثلاثة تلال صغيرة بالقرب من التل الرئيسي ليسجل عثوره على 3 عظام كبيرة «سعيت لإخراجها وتصويرها» يقول سترومر. العظمة الأولى متضررة وغير كاملة، إلا أن طولها يصل إلى 100 سم وعرضها 15 سم، الثانية تبدو كعظمة فخذ وهي أفضل حالا بطول 95 سم وعرض مشابه للأولى، الأخيرة كانت منغمسة بشدة في الرمال، «وسأبذل وقتا طويلا لإخراجها».

في نفس اليوم عثر سترومر على المزيد من العظام، فقرات ضخمة، عظام طويلة شبيهة بالضلوع، وما وصفه بـ «مخلب ضخم»، ليكتب في مذكرته في لحظة انتصار «يبدو أن تلك هي أولى ديناصورات مصر ، وأنا أقف أخيرا أمام صخور تحوي حيوانات برية».

بعد انقضاء 105 أعوام و8 شهور و20 يوما، على يوم سترومر الموفق، كنت أقف تماما على البقعة الذي تهلل فيه العالم الفذ لإنجازه غير المسبوق، وقد انتابتني الرهبة إني أقف تماما على الأرض التي دبت عليها الديناصورات قبلي.

بجوار جبل الدست حيث اكتشف سترومر أحافير الديناصورات عام 1911

عند سؤالي «د. هشام سلام» أستاذ الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة والأستاذ الزائر بجامعة ديوك الأمريكية، عن السبب وراء غياب أسماء مصرية في سجل مستكشفي تاريخ الحياة القديم في مصر، أجابني بأن الأزمة الرئيسية تكمن في تمويل تلك البعثات التي عادة ما تكون مكلفة للغاية، كما أن فكرة أن البعثة قد لا تعود بأي مكتشفات جديدة، هي فكرة غير مقبولة للجهات التي قد تدعم بعثات مشابهة هنا في مصر.


سنوات المجد والانهيار

ديناصورات مصر الغابرة

اصطحب سترومر بعض العينات التي يستطيع حملها معه إلى القاهرة، قضى أيامه الأخيرة نشيطًا، قدم محاضرة عن مكتشفاته، اتفق مع مرجراف على استمرار العمل في الواحات بعد رحليه، زار بعض الأماكن المحببة إليه في المدينة، أنهى أيامه في القاهرة بمشاهدة مغيب الشمس عند الأهرامات، في 18 من فبراير كان سترومر على متن قطار أخيرا في طريق العودة إلى الوطن.

أرسل مارجراف آخر شحنة إلى ألمانيا عام 1912، فمع نشوب الحرب العالمية الأولى، لم تكن حتى صداقات سترومر في زوايا المؤسسات العلمية البريطانية والمصرية لتجدي نفعا، توقفت كل التعاملات، وكان على سترومر الانتظار 10 أعوام أخرى، قبل وصول ما تبقى من المكتشفات.

مع انتهاء أيام الحرب القاسية، وصلت الشحنات، تفرغ سترومر لدراستها، ليعلن خلال عقد واحد عن كم ضخم من الاكتشافات الجديدة تماما على العلم، تماسيح قديمة وثدييات وأسماك، وفوق كل ذلك 4 ديناصورات جديدة تماما، بدأ نجم سترومر بالصعود عاليا، إلا أن ذلك لن يستمر كثيرا، حيث ترابط نجاحه بنجاح ألماني آخر واستيلائه على السلطة، وهو ما سيحمل تأثيرا مدمرا على مستوى الحياة الشخصية لسترومر، قبل نجاحه العملي.

كان سترومر من أكثر المعارضين شراسة لسياسيات الحزب النازي وقائده أدولف هتلر، رفض الانضمام إلى حزبه كما فعل زملاؤه من أساتذة الجامعات، واحتفظ بصداقاته مع زملائه من اليهود، وهو ما كان مخالفة خطيرة للحزب الحاكم حينها، إلا أن تلك الشجاعة كلفته كثيرا.

عُزل من منصبه في الجامعة والمتحف، أُرسل أبناؤه الثلاثة للجبهات الحارة في الحرب، ورُفضت كل التماساته لنقل مكتشفاته إلى مكان آمن بعيدا عن المتحف المعرض للقصف الجوي في أي وقت.

بانتهاء الحرب كان سترومر قد خسر كل شيء، مكتشافاته دمرت مع المتحف بسبب غارات الحلفاء، ضاع أحد أبنائه ومات الباقون، أفل نجمه وأدار العلم ظهره لإنجازه غير المسبوق لسنين طويلة، توفي عام 1952، ليتلاشى بعد ذلك ذكره رويدا رويدا، إلى أن يجيء الوقت حين تشعل ذكرى قصته وروحه المغامرة، الطاقة في قلوب الباحثين والمغامرين من بعده، لينطلقوا باحثين عن مجده الضائع وعن سر قديم ما زال مخبئا تحت رمال الصحراء الكبرى.

شوراع قرية منديشة

في يومنا الثالت والأخير، انتهينا بالنقطة التي بدأ منها سترومر، حيث طوفنا في شوراع قرية منديشة، لنعود بعدها أخيرا إلى الفندق، حضّرنا الأمتعة وتأهبنا للرحيل، ودعنا أهل الواحة، همس لي أحدهم: «المرة دي أنت شوفت الواحات اللي في الكتب، المرة الجاية هوريك الواحات اللي على حق»، وانطلقنا عائدين إلى القاهرة .

المراجع
  1. The lost Dinosaurs of Egypt-2002
  2. جيولوجية مصر- دكتور رشدي سعيد
  3. الصحراوات المصرية –المجلد الثاني- د.أحمد فخري
  4. واحات الجيزة
  5. green House Earth
  6. المحميات الطبيعية