النساء قادمات: تعرف على 6 نساء يحكمن مناصب عالمية في 2017
«عصر النساء قادم»، هكذا وصفت ديلي ميل البريطانية تنامي عدد النساء القائدات بحلول عام 2017، فمن المتوقع أن تحكم العديد من المناصب العالمية نساء، أبرزهن هيلاري كلينتون التي تنافس على رئاسة أمريكا، والمرأة الحديدية الجديدة، تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، كما تستعد هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة للتنمية لخوض الانتخابات؛ لخلافة بان كي مون، وينافسها على المنصب عدد من النساء، منهم مديرة اليونسكو، البلغارية إيرينا بوكوفا، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما ساهمت مصر في عصر النساء بترشيح مشيرة خطاب؛ لتولي منصب مديرة اليونيسكو.
امرأة تقود الأمم المتحدة
تذكر نيويورك تايمز أنه عندما فشلت امرأة في الترشح لمنصب أمين عام الأمم المتحدة عام 2006، علّق أحد الدبلوماسيين الآسيويين بقوله «لن تصبح امرأة أمينا عاما للأمم المتحدة حتى يلج الجمل في سم الخياط»، فرد رسّام كاريكاتير بالصحيفة، على لسان إحدى النساء: «ربما نحتاج إلى فتحة إبرة أكبر أو جمل ذكي»، وظلت أمانة الأمم المتحدة طيلة 70 عاما حكرا على الرجال.
وفي يناير/كانون الثاني 2017 سيتولى الأمين العام الجديد مهامه، وبعد تعاقب 8 رجال على المنصب، بات تولي امرأة واردا؛ فقد تبنت المنظمة، في سبتمبر 2015، قرارا ينص على إمكانية ذلك، خاصة بعد أن أعلنت 56 بلدا، تقودهم كولومبيا، عن رغبتهم في رؤية أول أمين عام من النساء، كما طالبت عضوات بالكونجرس أوباما بالضغط من أجل انتخاب امرأة للمنصب، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015 قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، موجنز ليكتوفت: «علينا أن نهتم بالترشيحات النسائية، في وقت نروّج فيه للمساواة بين الجنسين على الأصعدة كافة».
وحتى الآن غالبية المرشحين لمنصب الأمين العام من النساء، ومن المرشحات الأوفر حظا مديرة اليونسكو، البلغارية إيرينا بوكوفا، وهيلين كلارك مديرة برنامج الأمم المتحدة للتنمية، فضلا عن وزيرة الخارجية الكرواتية السابقة٬ فيسنا بوسيتش، مؤسسة أول جمعية نسائية في يوغسلافيا سابقا، ووزيرة الخارجية المولدافية السابقة٬ ناتاليا غيرمان، وهي أخت أول رئيس لجمهورية مولدوفا، واختارتها الجارديان عام 2014 واحدة من سبع نساء تميزن في ريادة التحول في العالم، كما وردت بعض الأسماء الأخرى، مثل: رئيسة شيلي ميشيل باشليه، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، البلغارية كريستالينا جورجيفا، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
1. هيلين كلارك: سيدة التنمية الأكثر جدارة لأمانة الأمم المتحدة
أعلنت رئيسة الوزراء النيوزلندية السابقة هيلين كلارك عن ترشحها لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية إنها «تعتزم إصلاح مجلس الأمن، بجعل ألمانيا واليابان والهند والبرازيل أعضاء دائمين بالمجلس، فضلا عن عضوين دائمين من دول أفريقيا؛ حتى يعكس تشكيل المجلس واقع القرن الـ 21، بدلا من أن يعكس الواقع الذي ساد العالم عام 1945».
وتتمتع كلارك بخبرات قيادية، اكتسبتها خلال عملها كرئيسة لوزراء نيوزلندا لتسع سنوات، وتوليها أحد أهم المناصب في الأمم المتحدة على مدار سبع سنوات، جعلت لديها المهارات والخبرات اللازمة للمنصب، مما جعلها تصرّح بثقة: «أترشّح لأنني الأكثر جدارة، خاصة في المرحلة الحالية التي تمثل تحديات كبيرة للأمم المتحدة»، وتتولى هيلين حاليا أرفع منصب تتولاه امرأة في الأمم المتحدة، وهو مدير «برنامج الأمم المتحدة للتنمية».
وستجعل كلارك الأمم المتحدة أكثر فاعلية في مواجهة نزاعات من نوع جديد؛ لأن «الحروب الأهلية، والتطرف العنيف تتطلب معالجة جديدة»، وتقول: «إنني معروفة بأنني براجماتية، أركز على النتائج التي يجب تحقيقها»، ويعتبرها دبلوماسيون أنها مرشحة من الصف الأول، لكنهم يشككون في قدرتها على الحصول على دعم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والتي يعود إليها اختيار الأمين العام.
2. إيرينا بوكوفا: مديرة اليونسكو
أُسندت إليها مسؤولية البعثة الدائمة لبلغاريا لدى الأمم المتحدة، وكانت من رواد انضمام بلادها إلى الاتحاد الأوروبي، وشاركت في صياغة الدستور الجديد، وعملت سفيرة لبلغاريا في فرنسا، وهي رئيسة منتدى السياسات الأوروبية، وأحد مؤسسيه.
وتشغل البلغارية إيرينا بوكوفا، منصب المديرة العامة لليونسكو منذ نوفمبر 2009، وهي أول امرأة تتولى إدارة المنظمة، وتعد بوكوفا أول امرأة، وأول شخص من شرق أوروبا يتولى رئاسة اليونسكو، وأول امرأة تتقدم لمنصب الأمانة العامة للأمم المتحدة.
وفي حال نجاحها ستكون أول رئيس من أوروبا الشرقية، وقد صرحت بثقة: «تم انتخابي مرتين أمام منافسين أقوياء، وأعرف كيف أكسب انتخابات الأمم المتحدة»، واعتبرت أن اتهامات الفساد الموجهة إليها تلاعب يهدف إلى نسف ترشحها للأمم المتحدة، بحسب صحيفة فرانس برس.
3. أنجيلا ميركل: النادلة التي أصبحت أول مستشارة في ألمانيا
في كتاب يتحدث عن السيرة الذاتية لأول مستشارة ألمانية، حمل عنوان: «ميركل.. السلطة.. السياسة»، ذكر أن ميركل الطالبة الأولى على مدرستها كانت ترغب في أن تصبح معلمة، لكن هذا الحلم تبدد بعدما اعتبرت الحكومة الشيوعية أسرتها مشتبها بها؛ بسسب والدها القس، لذلك فقد درست الفيزياء، ومارست العمل كنادلة في إحدى الحانات، مقابل 250 ماركا (قرابة 15 دولارا) في الشهر.
ثم حصلت على درجة الدكتوراة تحت إشراف البروفسير يواكيم زاور الذي أصبح فيما بعد زوجها الثاني، ويروي الكتاب حكايات مثيرة حول ماضي ميركل، التي كانت تُدعى «أنجيلا كاشنر» لدى ولادتها، ففي عام 1977 تزوجت من زميلها أولريش ميركل، وهو الرجل الذي ما زالت تحتفظ باسمه، ولم تنخرط في الحياة السياسية إلا بعد سقوط حائط برلين، ثم توالى صعودها من متحدثة باسم آخر حكومة في ألمانيا الشرقية عام 1990، إلى زعيمة الحزب المحافظ عام 2000، وصولا إلى المستشارية في 2005.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن مدح بان كي مون لميركل حول سياسة الأبواب المفتوحة أمام اللاجئين، أثار تساؤلات حول خلافتها له بالأمم المتحدة، وفي مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية، وصفها «مون» بـالزعيمة الإنسانية؛ لحسن إدراتها للأزمة، كما أن مسؤولين داخل الأمم المتحدة يرونها مرشحة ممتازة لتولي المنصب؛ فهي زعيمة عالمية قوية ذات مكانة حقيقية، تستطيع العمل كجسر مهم بين الشرق والغرب، وستكون أكثر ميلا لإصلاح المنظمة، وأقدر على توحيد القوى الدولية.
ومما ساهم في الاعتقاد بأن نيويورك ربما تكون محطة ميركل المقبلة ما تحصده من إشادة دولية لتعاملها مع اللاجئين، وخطابها العالمي الداعي لمواجهة الفقر، وجهودها في ملف تغيير المناخ، كما طُرح اسمها من قبل حملة «تولي سيدة كأمين عام للأمم المتحدة»، وتقول صحيفة بيلد الألمانية إن ميركل تحظى بكل مقومات المنصب العالمي، وستحصل بسهولة على أغلبية الثلثين من أصوات الدول الأعضاء في الجمعية العامة، إذا ما تم التصويت عليها، وربما تكون الإشكالية عندئذ في روسيا، التي قد تعارض ذلك؛ ردا على موقف ألمانيا من الأزمة الأوكرانية.
4. تيريزا ماي: لايوجد إلا «تاتشر» واحدة
ابنة القس التي أصيبت بداء السكري، ولم ترزق بأطفال، وكان مسارها السياسي عاديا؛ فلم تُعرف إلا بعد أن عُينت وزيرة للداخلية عام 2010، وظلت لمدة 6 سنوات، وهي أطول مدة خدمة في هذا المنصب منذ 1892.
عُرفت بوقوفها خلف منع الداعية المسلم ذاكر نائيك من دخول بريطانيا؛ بدعوى تحريضه على الإرهاب، ولمع نجمها في السياسة حينما نجحت في ما فشل فيه كثير من الوزراء قبلها، بوقوفها خلف ترحيل أبو قتادة، بعد اتفاق مع ملك الأردن، بدّد مخاوف بشأن التعذيب، عبر عنها مرارا القضاء البريطاني لتبرير رفض ترحيله.
اختيرت ماي في يوليو 2016 رئيسة لوزراء بريطانيا، خلفا لديفيد كاميرون الذي قدّم استقالته بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي ثاني امرأة تتولى المنصب، بعد مارجريت تاتشر التي حكمت بين عامي 1979 و1990، وظهرت مقارنات عديدة تشابه بين السيدتين، غير أن ماي استهجنت تلك المقارنات، وقالت «لقد كانت هناك مارجريت تاتشر واحدة، وأيا ما كان العمل فتأكدوا أنني سأؤديه كما ينبغي»، وعُرفت ماي بأناقتها وذوقها المتميز، وعلّقت على ذلك بالقول «يمكنك النجاح في تحقيق مسار سياسي ناجح، وفي نفس الوقت عشق الأحذية والملابس».
تعهدت تيريزا ماي باحترام نتيجة الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، ورغم أنها خاضت حملة للبقاء داخل الاتحاد، إلا أنها تعهدت بتفعيل الخروج منه، ورفضت أي محاولة للانضمام مرة أخرى، كما تعهدت بالعمل على توحيد دعاة البقاء في الاتحاد الأوروبي ودعاة الخروج.
5. هيلاري كلينتون: رئيسة من أجل مصلحة العالم
تم انتخابها عام 2000 كأول امرأة بمجلس الشيوخ، وأكّد زوجها خلال توليه للرئاسة أن أمريكا «عندما اختارته رئيسا اختارت معه رئيسة ثانية هي هيلاري»، واكتسحت الانتخابات التمهيدية للرئاسة عام 2008، ولكنها خسرت أمام أوباما، ثم تولّت وزارة الخارجية في عهده، وخبرتها بالسياسة الخارجية والأمن القومي تؤكد أنها تستطيع إدارة شئون الرئاسة الأمريكية بكفاءة.
تشق هيلاري طريقها بقوة نحو البيت الأبيض، بعدما فازت بثقة كبار صناع القرار في الحزب الديموقراطي، وبحكم هشاشة منافسها الجمهوري ترامب، في مقابل خبرتها وحنكتها السياسية، بالإضافة إلى دعم المؤسسات واللوبيات الاقتصادية والسياسية التي تتحكم في قوانين اللعبة في الولايات المتحدة، خاصة الكونجرس، فضلا عن دعم أوباما واللوبي الصهيوني بقوة لها.
ومن جهة أخرى تتميز كلينتون عن كل الرؤساء السابقين بكونها تعرف العالم جيدا؛ فلقد زارت دول العالم العربي والإسلامي وأفريقيا أكثر من مرة، وتابعت عن كثب تطورات الصراع العربي الإسرائيلي، كما تصدرت المشهد الأمريكي في ثورات الربيع العربي، ومهما كانت أخطاء أوباما ووزيرته هيلاري، خاصة في العالم العربي والإسلامي، فإن تدارك تلك الأخطاء سيكون أيسر بالنسبة لشخصية تعرف المنطقة جيدا، وساهمت في إطفاء أو إشعال حرائق فيها.
وبالرغم من خروج الولايات المتحدة من الأزمة الاقتصادية العالمية فإن شركاءها لا يزالون يعانون منها، وستكون من أولويات الرئيس الجديد للبيت الأبيض تحسين اقتصاديات الشركاء، وخاصة في أوروبا، فهل يقوم صنّاع القرار في العالم العربي والإسلامي والغربي بدعم هيلاري من أجل مصلحتهم، ومصلحة أمريكا، وبالتالي مصلحة العالم أجمع؟
6. مشيرة خطاب: «الوزيرة النحلة»
أول سفيرة مصرية لدى جمهورية جنوب أفريقيا، والأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، التي أصبحت وزيرة الدولة للأسرة والسكان عام 2010، وفي 2013 حلّت ثالثة ضمن أعظم خمس ناشطات لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعضو برنامج «المرأة في الخدمة العامة» الذي يهدف لتمكين القيادات النسائية حول العالم، ولُقبت بـالوزيرة النحلة؛ بسبب جولاتها الميدانية في القرى والنجوع لمواجهة الزيادة السكانية، ووقف الختان، وتعليم الإناث، وزواج القاصرات، وسماسرة الزواج العرفي، وزواج الإنترنت، وكانت أول من أنشأ الفصل الواحد لتعليم الفتيات، وأطلقت حملة وطنية ضد الزواج المبكر، نجحت بعدها في تعديل قانون الأحوال المدنية، برفع الحد الأدنى لسن زواج الإناث إلى 18 عاما، ويعود إليها الفضل في توطيد علاقات مصر مع بلدان الجنوب الأفريقي.
وقد أعلنت مصر عن ترشيح مشيرة خطاب لمنصب المدير العام لليونسكو، وأكدت الحكومة أن الدولة تقف بكل مؤسساتها خلف المرشحة الأفريقية للمنصب، بعد اعتماد الاتحاد الأفريقي ترشحها خلال مشاركة مصر بالقمة الإفريقية بكيجالي.
وقالت خطاب إن التحديات الراهنة تضيف لأهمية المنظمة التي تحتاجها الإنسانية الآن أكثر من أي وقت مضى؛ لأن المهمة الأساسية لليونسكو هي بناء السلام في عقول البشر، كما أن التعليم والثقافة هما ما تحتاجه الإنسانية لمحاربة التطرف والإرهاب؛ لأنه يساهم في صنع ثقافة احترام التعددية والاختلاف، والمرحلة الراهنة في العلاقات الدولية تتطلب حكمة وخبرة ووسطية واعتدالا تمثلها مصر.
وتواجه خطاب منافسة المرشح حمد الكواري، وزير الثقافة القطري الذي تملك بلاده استثمارات ضخمة في الغرب، وتتبرع بملايين الدولارات لليونسكو؛ دعمًا لجهودها، وتعتبر المرشح الثاني الذي تتقدم به مصر لمنصب مدير اليونسكو، بعد خسارة وزير الثقافة الأسبق، فاروق حسني، أمام البلغارية إيرينا بوكوفا التي حصلت على 31 صوتا مقابل 27 صوتا لـحسني، في عام 2009، ويعد ترشيح خطاب إنجازا مهما في تاريخ وصول المرأة المصرية إلى أعلى المناصب الدولية.
هناك نساء يتربعن على عرش دول وحكومات ومناصب عليا حاليا، أهمهم الملكة إليزابيث الثانية، التي تولت المنصب منذ أكثر من خمسة عقود، ومنصب المدير التنفيذي لصندوق البنك الدولي تترأسه كريستينا لاجارد منذ عام 2011، وهي من أهم الشخصيات النافذة على المستوى الاقتصادى عالميا، ونيكولا ستيرجين رئيسة وزراء اسكتلندا، وهي واحدة من أكثر سيدات بريطانيا تأثيرا، وروث دافيدسون زعيمة حزب المحافظين في اسكتلندا، ولين وود زعيمة الحزب الوطني في ويلز، وكيزيا دوجدال، زعيمة حزب العمال البريطاني باسكتلندا، وفيرجينيا راجي، أول امرأة تتولى عمدة روما، وجانيت يالين، رئيسة المجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، الذي يتحكم بالسياسات النقدية للدولة، ومارين لابون، زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا، وبيتا سيزدلو، رئيسة وزراء بولندا، كل هؤلاء والكثيرات ولم ندخل عصر النساء؟
- بي بي سي: تيريزا ماي ثاني سيدة ترأس حكومة بريطانيا؟
- أنجيلا ميركل: من نادلة إلى أول مستشارة في تاريخ ألمانيا
- الأهرام: ميركل.. هل تخلف بان كى مون كأمين عام للأمم المتحدة؟
- مصر ترشح مشيرة خطاب لمنصب مدير اليونسكو
- مديرة اليونسكو مرشحة قوية لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة
- 4 نساء يتنافسن على منصب أمين عام الأمم المتحدة