الخوف من الموت: صرخة الذات المعطلة
هذا المقال هو الحلقة الأولى من سلسلة «أزمة كورونا من منظور نفساني».
هكذا قال لي صديقي، وهو يتساءل: «هل نحن أنانيون لتلك الدرجة بحيث نتلاهى عن فقد الأحبة بتذكر موتنا نحن؟ صعبة للغاية هي لحظة شهودك لوفاة شخصٍ آخر، ليس لكوننا نفارقه بل لأننا نتذكر موتنا المتحقق يومًا لا محالة».
هذا بالضبط ما يحدث لنا حين نشاهد شخصًا يموت، إن صدمتنا ليست في رؤية موته، وإنما لأن موته يصنع صدى داخلنا ويوقظ وحشنا الرابض الكامن وهو إدراكنا لحقيقة موتنا نحن، حقيقة فنائنا الذاتي، حقيقة أن هلاكنا محتوم ولكنه مؤجل، تلك الحقيقة التي نرهق أنفسنا طويلًا في تلافي الخوض فيها والحديث عنها واستضافتها بساحة أذهاننا.
الموت هو الموضوع المُحرم -اللهم إلا في سياق الحديث الوعظي الانفعالي الرخيص- لذا كان «إرڤين يالوم» الطبيب النفساني العبقري ينصح الأطباء والمعالجين ويشجعهم على التطرق لموضوع الموت في الجلسات العلاجية بأريحية، ويدعوهم للتخلي عن فكرة «لا تحك ما لا يعرض نفسه مستفزًا» فكتب يقول: «يخشى المُعالجون النفسيون من العمل مع قلق الموت، ربما لأنهم يرفضون التعرض لمواجهة قلقهم الشخصي من فنائهم هم أنفسهم، أو ربما لا ينقبون عميقًا بما يكفي في الأشخاص لأنهم لا يعرفون كيف يمكنهم التعامل مع تلك الأسئلة والإجابات التي سيتلقونها».
فلنتحدث عن الموت، فلنفتح خزانات خوفنا الدفين، فالعلاج والوعي الذي لم يتطرق بالشخص لمواجهة الفناء الفردي هو وعي تسكيني خائف منقوص.
وها نحن نحيا أجواءً معبأة بالموت.. تسري رائحته في الأرجاء تخترق «الكمامات» وتصل لحواسنا رغمًا عنّا. من خلال أزمة وباء «كوڤيد 19» لا أحد على الأرض لم يتذكر موته الشخصي، لا يوجد من لم تنتبْهُ تلك الرعدة الخافتة السارية بأسفل الرقبة تهمس لنا متسائلة: «هل تحين لحظتي؟»
ربما تمنحها نسبة الوفيّات بعض الطمأنة ولكن لابد أنها قد مرت بنا تلك اللحظة التي نضع فيها أنفسنا تحت طائلة الاحتمال: «هل نكون من تلك النسبة؟»
تتعرى في زمن «أزمة ڤيروس الكوورنا» أعمق مخاوفنا؛ فناؤنا الذاتي. نشاهد عجز البشرية عن إنقاذ نفسها بالسهولة المعتادة، يعود الخوف «لا أحد سينقذنا!».. ياله من شعور!
يمكنني أن أقول إن جلسات العلاج النفسي «عميلًا ومُعالجًا» هي أعمق ما اختبرت في هذه الحياة، وأن رؤية إنسان آخر في عمق معاناته وصراعاته ومحاولته لتجاوز تحدياته الداخلية هي التجربة الأكثر ثراءً في سنوات وجودي.
ولكن في هذه الفترة فالوضع مختلفٌ تمامًا عما اعتدناه، فجلسات العلاج النفسي في مواقيت الأزمات والكوارث هي الأعمق حقًّا.
تخيل أن تُجالس مريضًا بالسرطان في مراحله الأخيرة فيعري لك حقيقة الوجود ويعيد ضبط الأولويات البشرية. ماذا عن شخصٍ فقد أحد أحبته ضحية انتحار؟ ماذا عن ضحايا الحروب ومنكوبي الكوارث؟ تلك التجارب العميقة في مواجهة الموت تكشف معضلة الوجود الإنساني في شكله الأكثر تجردًا.
ولكن تجربة «الوباء العالمي» تسحبنا لعمق أكبر، وتجرفنا نحو طبقة من الوجود أكثر غورًا، لأن تلك الأزمة لا يمر بها الآخر/ العميل وحده، إنما الذات/الطبيب أيضًا.
لا يقابل العميل فناءه الذاتي وحده إنما أنا أيضًا أقابل حقيقة فنائي الذات، وينبغي عليّ الآن أن أتصالح مع تلك الحقيقة وأفهم كيف أتعامل معها أثناء مساعدتي لشخص آخر في التصالح مع خطر فنائه بتعاملٍ صحي وواقعي وحقيقي!
يا لها من أسئلة تلك التي تدور في أروقة العلاج وغرفات الدعم النفسي في تلك الآونة، بل نتساءل كثيرًا: هل كان تعليمنا وتدريبنا ليؤهلنا لمواجهتها ببساطة ويسر؟
فلا شيء يمنحنا غطاءً كافيًّا للأفكار في مواجهة الموت المحدق والأزمات الكبرى، فنعبر سويًّا بتجربة اختبار وتذوق تعقيدات الوجود الإنساني، ويعلمني التواصل الحقيقي ملامح تكويننا المشترك.
الخوف من الموت
لماذا نخاف الموت؟ ولماذا نتفاوت في مقدار هذا الخوف؟ فبعضنا قد يفزعه الخوف من الموت حد الشلل ربما للدرجة التي تجعل حديثًا كهذا عن الموت يعد موضوعًا مؤرقًا للغاية. وللحد الذي يجعل ذلك الخطر الذي يهدده أو يهدد بعض أحبته كابوسًا لا يمكنه ابتلاعه.
ولكننا وجدنا على الجانب المقابل البعض ممن يتمكنون من التعامل مع «خوف الموت» بأريحية، فخوف الموت لديهم هو خوفٌ رحيمٌ بهم حميد رؤوف، فيبرعون في التعامل مع الأزمات أكثر!
وهنا شاهدت أمرًا عجيبًا، ربما لا أجد له سندًا: وهو أن هؤلاء الذين يخافون الموت وتفزعهم فكرة الفناء يحملون سمات مشتركة، وأن الذين يتقبلون حقيقة الفناء الذاتي «وهم الفئة الأقل» ويتصالحون مع حقيقة موتهم بغض الطرف عن ميقاتها يحملون أيضًا سماتٍ مشتركة.
سنختصرها ثم نفصلها.
لم أجد شخصًا يخاف الموت إلا وهو يحمل عالمًا داخليًّا مستورًا ومدفونًا وغير مرئي لم يُسمَح له بالوجود، وفي اللحظة التي يتعرى فيها وجوده ويقابل الموت يبدأ صخب هذا العالم الداخلي الموؤود يؤرقه بصراخه «لا، ليس بعد. هذا الفناء أبكر مما ينبغي، لم أعش بعد. لم أحظ بالفرصة لأكون نفسي كما أنا».
هكذا نحن جميعًا حين نخاف الموت حد الفزع. هذا القلق الموجع إنما ينبئ فقط عن كوننا نحمل “ذواتًا معطلة”، ومساحات من نفوسنا لم يصبها نور الوجود والتحقق، مسافات لم تُكشَف يومًا ولم تُكتَشف ولم تطأها أقدام الوعي الذاتي أو إدراكات الآخرين.
يقول أحدنا:
تلك الأفكار قد ترددت على مسامعي كثيرًا في هذه الآونة، فالأزمات تعري حقائق الأشياء، وأول ما يكشفه خوف الموت هو تلك الأجزاء التي قررنا طويلًا أن نكبتها فينا، والأصوات التي قررنا أن نُخرِسها من أنفسنا!
كلٌّ منّا قرر في صفقة خفية مع الحياة أن يتنازل عن بعضه؛ عن حلم.. عن شغف.. عن إبداعٍ.. أو ربما عن حبٍ.
وتلك هي اللحظات التي ستعود كل تلك الأشياء لملاحقتنا، تدعونا لسداد الدين، وتحاكمنا: لماذا فعلنا ذلك؟ وهل كان الثمن يستحق؟ هل ما منحتنا إياه المواءمة والتنازل كان تعويضًا كافيًا للتنازل عن الذات؟
لا يخاف الموت إلا من قرر قتل بضعة منه ودفن مسافات من نفسه لسببٍ ما؛ ربما لخوف الرفض، أو ربما إرضاءً لسلطة أبوية قائمة أو سلطة أبوية قد زالت ولكنها خلفت داخله سلطة غير مرئية يسعى دومّا لنيل رضاها، أو ربما هكذا أراد لنا السابقون، وهكذا رسم لنا المجتمع الطريق الآمن، وربما لأن ترك المجال لتلك المساحات من أنفسنا كان يعني تحمل مسؤولية لا يمكننا مواجهتها!
لذا قررنا أن نتنازل عن ذواتنا الحقيقية ونصنع نسخة مرقعة من أنفسنا. نسخة هي نتاج تزاوج «الخوف» و«المتطلبات الاجتماعية» و«المواصفات القياسية» و«النزوع للكمالية» و«تشويهات التربية» و«اللهاث وراء الكسب والاقتناء».
كنا نوهم أنفسنا أنه يومًا ما سنعيد اكتشاف الحلم المؤجل ونستكمل تلك الأماني التي قررنا تعليبها وتخزينها ليومٍ ظنناه مستقبلًا قد يأتي!
ليس خوف الموت في حقيقته سوى ضجيج هذا الوجود المؤجل، ضوضاء هذا العالم الداخلي المكبوت.
تصرخ فينا كل تلك الأشياء التي تثيرنا وتدغدغنا وتمنحنا اللذة، ولكننا قررنا أن نزيحها عن كادر حياتنا مؤقتًا.
كل المشاريع المبتورة، وكل الأفكار التي خشينا تنفيذها، وكل المنشورات المحفوظة التي أجلنا قراءتها، وكل “ما كان يُمكن أن نكونه” فلم نفعل وتابعنا ملاحقة “ما يجب أن نكونه”.
فجاءت أزمة وباء كوڤيد ١٩ أو غيرها من أزمات مواجهة الفناء الذاتي لتجعلنا نتساءل: «هل شارف الوقت على الانتهاء؟» مما أطلق صيحات كل المكبوت والمدفون منا.
ما هي لغة تلك الصيحات؟ إنها «خوف الموتى»
لا يخاف الموت من كان نفسه حقًّا، من كان مصداقًا متجسدًا لما يرى ولما يريد، من اتبع في الحياة دربه الخاص وارتدى أنموذجه الشخصي واتسق مع كينونته محققًّا إمكانه الدفين.
فالإنسان في حقيقته هو “ذات في طور الإمكان” أي أنه طاقات مركزة وغير مفعلة لذات تسير في الحياة مسارًا يحولها من «الإمكان» نحو «التحقق» ومن «التعطيل» نحو «التفعيل، هذا هو جوهر الوجود الإنساني في هذا العالم.
وخوف الموت يتناسب طرديًّا مع كم «الإمكان المعطل» لتلك الذات، والثبات في مواجهة خطر الفناء لا ينبع إلا داخل إنسان منح إمكاناته السماح لتخرج من حيز الإمكان المعطل إلى التفعيل، أي يتحول إلى «ذاتٍ في طور التحقق» وهو ما يسمى مجازًا «تحقيق الذات»
وعلى جانب مناقض يقول أحدنا: «قد اندهشت من نفسي في الفترة السابقة، كنت أتوقع من نفسي هلعًا أو فزعًا من تلك الأزمة لما أعرفه عن حساسيتي المفرطة وخوفي المبالغ فيه من المرض، ولكني فوجئت بثباتٍ عجيب حتى اتهمت نفسي بالبلادة وعدم الاكتراث..
ولكن بعد بعض الوقت اكتشفت أن الأمر ليس برودًا وإنما أنني قد كنت أقرب لنفسي في العامين السابقين، وأن عملي في تعافيّ الشخصي قد جعلني أقرب لذاتي، أمنح لنفسي سماحات تدريجية أن أكون أنا كما أنا في حقيقتي، ومع كل سماح ومساحة أكونها من حقيقتي يخفت خوف الموت والمرض والمجهول.
لا أنكر أنه قد أصابني بعض التخوف الهافت، تخوف يمثل المسافات التي لم أطرقها بعد من نفسي. ولكن مقارنة هذا التخوف بما كنت أتوقعه من نفسي وما أعتقده عني فإنني أكثر ثباتًا في هذه الأزمة مما كنت أتخيل».
إن كل خوف من الموت هو في حقيقته «نداء تفعيل» ودعوة للبحث عما هو معطلٌ فيك.
فما إن نبدأ في استكشاف هذا العالم الداخلي الدفين والسماح له في الانكشاف والتحقق وحيازة المساحة المستحقة له من حياتنا، فيبدأ يتفعل ويتحقق، فلا يعود له من حاجة لأن يؤرقنا بصراخه المتقنع في هيئة القلق.
نوبات القلق هي دعوات مشفرة من نفوسنا لنحمل مشعلًا ونذهب لنضيء دهاليز مهجورة فينا قد قررنا قديمًا أن نتركها طللًا ونرحل في طلب «المقبول اجتماعيًّا».
تدعونا نوبات القلق أن نعيد إعمار مناطقنا المنكوبة بالهجر، حين تعري الأزمات الأشياء ذات القيمة الحقيقية وتعيد ترتيب الأولويات.
ما إن تنتهي تلك الأزمة وتتعافى البشرية حتى نجد لها إحدى اثنتين: إما طيب الأثر حين تعرفنا على نفوسنا في تلك الخلوة، وبدأنا نصطدم بمن نحن حقًّا.
وإما أن نعود للتلاهي ونشرع في تسكين الخوف والقلق بمسكنات مؤقتة وملهيات زائلة لتمر الأزمة فقط بخسارات اقتصادية مع مزيد من خسارة أنفسنا، ومزيد من التوهة والاغتراب الروحي.
هل يمكننا أن نعمد في عزلتنا النسبية تلك إلى أنفسنا فنعيد تأهيل المهجور منها، ونستمع لصوت إمكاننا غير المُفَعَّل وما يريد أن يخبرنا به؟ ونتأمل الأماكن التي كانت تود لنا أن نرتادها، ونمنح “الذات الممكنة الصارخة” داخلنا وعودًا وتطمينات بالعمل على تفعيلها لعلها ترضى وتسكن!
هل يمكننا أن نسأل أنفسنا اليوم عن الشخص والشكل الذي كنا نود أن نكون عليه لنصبح أكثر جاهزية لمواجهة فنائنا الذاتي! وأكثر تصالحًا مع حقيقة موتنا المستقبلي المؤجل؟
هل يمكننا أن نقول يومًا على أعتاب الموت كما قال بابلو نيرودا «أعترف أني قد عشت»! ويروي مذكراته في كتاب بهذا الاسم؟
أو نرى حياتنا كما رآها إرڤين يالوم النفساني العظيم «تلك الرحلة نحو أن أكون نفسي» فيروي قصة حياته في كتاب باسم «Becoming myself»، فتلك فقط هي الحياة المشبعة التي تمكننا من مواجهة الموت، وتلك هي النفس الراضية المكتملة التي اطمأنت لحقيقتها واتسقت مع كينونتها فلم تسع للانخلاع عن حقيقة تركيبتها وبصمتها. تلك هي التي ارتاحت حية وارتاحت في مواجهة خطر الفناء.
قد تحدث النفساني العظيم إريك أريكسون عن أزمة منتصف العمر، تلك الأزمة التي تصيب الإنسان حول الأربعين، فيعيد مساءلة حياته بأسرها؛ عمله وزواجه وطريقته وهويته ومساره!
أزمة منتصف العمر هي أزمة هوية مؤجلة، لا يسأل الإنسان نفسه «من أنا؟» بقدر ما يسأل «هل كنت أنا أنا حقًّا؟».
تقول إحدانا إنها جلست على أرضية المطبخ تسأل نفسها «من أنا؟ ومن هذا الرجل الذي تزوجته؟ وما الذي يمثله لي هؤلاء الأطفال؟ وهل تلك الحياة الخاوية من المعنى هي التي كانت تتمنى أن تحياها؟»
وهو بالضبط ما يحدث في «أزمة منتصف عمر» لا علاقة لها بمنتصف العمر تصيبنا جميعًا حول الأزمات الكبرى، وخطر الفناء يتهددنا فنعيد مساءلة ذواتنا وحياتنا، ويطل خوف الفناء والحاجة لفرصة ثانية؛ الحاجة لإمدادنا ببعض الوقت لنكون ما خشينا أن نكونه!
لذا يقول أريكسون إن في مواجهة الموت يقف الإنسان عند منعطف طريق بين «التكامل النفسي والاتساق والسكينة» من جهة وبين «اليأس والهلع والتشبث والتشنج» من جهة أخرى؛ Integrity Vs Despair!
وهناك نسخة مقابلة على النقيض من هذه، تمثلها حالة الاتساق والهدوء التي يستشعرها أولئك الذين اتخذوا قرارتهم الكبرى بناءً على ما يريدون بحق، وساروا وراء ما يشغفون به، وكانوا أنفسهم بما يكفي لئلا يستشعروا أن عليهم أن يتساءلوا مرة أخرى «من أنا؟ وماذا أفعل هنا؟»
هكذا الحال، ليس عند نهاية الحياة، والشيخوخة فقط، بل عند كل أزمة تتهددنا، وكل حادثة تدعونا لإعادة تقييم حياتنا.
فهل نسير على مسار «التكامل والاتساق مع الذات» أم نسير على طريق «الهرب من الذات ومسخها ودفنها» وبالتالي طريق الاغتراب واليأس النهائي في مواجهة خطر الفناء؟
إن أزمة «الكورونا» كانت بمثابة النبي الشخصي لبعضنا يهمس في آذاننا، بل يصرخ أحيانًا بسؤال «هل تلك هي الحياة التي أردت حقًّا أن تعيشها؟»
ستمر الأزمة، وسنحيا، ربما، ولكن لا يمكننا أن ننكر أن العالم لن يكون كما كان قبلها، وهكذا ينبغي، على الأقل عالمنا الفردي.
إن النظر في وجه الموت واستدعاء حقيقة فنائنا الذاتي لا يؤدي لليأس والعجز والشلل، بل على العكس إنما يؤدي لحياة أكثر ثراءً، وحضورًا ووعيًا وفاعلية.
والتصالح مع حقيقة الموت لا يؤدي إلى تطليق العالم بل ربما يؤدي إلى حياة أكثر اتصالًا به ووجود حقيقي في هذه العالم بلا انتقاء وتخلٍّ عن الذات وبلا اعتبارات بلا قيمة، ودون ذلك الإنكار الذي يدفعنا للتأجيل وتسويف حياتنا.
يقول القديس أوغسطين: «في مواجهة الموت، تولد ذات المرء حقًّا».
وللحديث بقية.