الكتب المفضلة لرؤساء أمريكا
لا يُمكن لأحد إنكار حقيقة أن رئيس الولايات المتحدة هو الرجل الأقوى في العالم، فهو يحكم القوة العظمى، وبالتالي فإن قراراته لها تأثير كبير على العالم بأسره.
لذلك، يكون هناك اهتمامًا كبيرًا بأدقِّ تفاصيل حياة هؤلاء الأشخاص، التي تصنع تفكيرهم وطريقة اتّخاذهم لهذه القرارات التي تنطبع علينا جميعًا، والكتب ليست بمعزلٍ عن هذا، فالكتاب المُفضل لكل شخص لا يكشف فقط عن ذائقته الأدبية، ولكنه يُعطينا القًدرة على استنتاج طريقة تفكيره وفلسفته في الحياة، لهذا كان تسليط الضوء على الكتب الأهم في حياة رؤساء أمريكا مهمًا، للتعرُّف عن قُرب على هذه الصفحات التي صنعت فِكر رجال غيّروا العالم.
بيل كلينتون
هو الرئيس الثاني والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، تولَّى الحُكم منذ عام 1993 وحتى 2001، وُلِدَ عام 1946 بعد وفاة والده بثلاثة أشهر في حادث مروري، تخرج في جامعة جورج تاون، وفي العام 1968 حصل على منحة رودس الدراسية بجامعة أكسفورد ثم حصل على الإجازة في القانون من جامعة ييل عام 1973.
كان أول رئيس ديموقراطي يحكم لفترتين منذ حكم فرانكلين روزفلت، وفي عهده شهدت البلاد رخاءً اقتصاديًّا كبيرًا، مع انخفاض معدل الجريمة في عدد كبير من الولايات، وانخفاض معدلات التضخم والبطالة.
وكأي سياسي مثقف يُوجد عدد هائل من الكتب في مكتبة كلينتون، الذي اعتبر أن أهمهم كتاب «العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية» (كتيب تنمية بشرية)، واعتبر كلينتون أن هذا العمل هدية «لكل شخص يسعى للنجاح».
هذا الكتاب من تأليف «ستيفن كوفي»، نُشر لأول مرة عام 1989، ويعرض سبعة مبادئ يُنصَح باتّباعها من أجل تحقيق النجاح في الحياة، وقد بيعت منه 15 مليون نسخة منه عالميًا.
وهناك كتاب آخر أدرجه كلينتون ضمن مفضلاته، وهو رواية «مائة عام من العزلة»، بل ووضعها ضمن أعلى قائمة اختياراته للقراءة في عرض «Today»، المُذاع على قناة «NBC». وهذا الرواية هي واحدة من روائع الأدب العالمي لجبرييل جارسيا ماركيز، وتُرجمت إلى 30 لغة وقادت ماركيز للحصول على جائزة نوبل للآداب.
جورج بوش
هو الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية. تولى الحكم منذ عام 2001 وحتى عام 2009، وشهدت فترة حُكمه أحداث 11 سبتمبر 2001، والتي أسفرت عن وفاة 3 آلاف أمريكي، ووصف والده بوش الأب (الرئيس الـ41 للولايات المتحدة) التحديات التي شابت رئاسته بأنها الأصعب منذ أبراهام لينكون.
أعلن جورج بوش باستمرار حبه للقراءة، رغم الشكوك التي تدور حول أنه ليس بقارئ نهم، ولكن على أية حال هناك كتاب لطالما أشاد به، وهو عمل يُحلِّل النفس الأمريكية، يُدعى «الحياة الطيبة وسخطها: الحلم الأمريكي في عصر الاستحقاق»، ألّفه الصحفي في جريدة واشنطن بوست «روبرت جيه سامويلسون»، واعتبر فيه أن الأمريكيين غير سعداء في حياتهم ليس لأنها لم تتحسن ماديًا على مدى العقود الماضية، بل لأنه تم تضليلهم من قبل المفكرين من مؤيدي الحكومة، الذين يسعون لخلق عالم مثالي، وذلك عن طريق منح الحكومة القوة الكافية.
كما قدَّم الكتاب حلولاً للأزمات الاقتصادية في الولايات المتحدة، أهمها فكرة السوق الحرة، وقيام الاقتصاد على الأفراد، مع التدخل الحكومي الطفيف لضبط آليات السوق. ولكن في الوقت ذاته يتم رصد القصور لدى الأفراد ومعالجته حتى تصل أمريكا للمكانة الاقتصادية العالمية التي تستحقها ثم تحافظ عليها.
باراك أوباما
شغل منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الرابع والأربعين. وكان نموذجًا صارخًا للتعبير عن هوية الطبقة الوسطى في المجتمع الأمريكي، التي تعتبر التعليم والعمل هما المُحرِّكان نحو الرفعة والحراك الاجتماعي.
وُلِدَ أوباما في هاواي لأب كيني وأم من ولاية كانساس الأمريكية، التحق بكلية الحقوق من خلال المنح الدراسية والقروض الطلابية، وانتقل للعيش في شيكاغو كمواطن نشط في مجتمعه، حيث عمل مع مجموعة من الكنائس للمساعدة في إعادة بناء المجتمعات التي دمرتها مشكلة إغلاق مصانع الصلب المحلية، كما شارك في حملة تسجيل الناخبين وتعليم القانون الدستوري بجامعة شيكاغو. تولى السلطة في يناير 2009، وهو أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي.
وكان لأوباما ذوقه المميز في القراءة والمتماشي مع قصة كفاحه وطموحه اللامتناهي. حيث عُرِفَ باختياراته الجيدة لنوعية الروايات التي يقرأها، الأمر الذي شغل الشأن العام في الولايات المتحدة أثناء فترة حكمه، حيث صدرت العديد من التقارير التي تعرض قائمة بالكتب والأعمال الأدبية المفضلة لديه. وتأتي رواية «أناشيد سليمان» على رأس القائمة، وقد قال في العديد من المقابلات إنها الرواية الأفضل لديه، وإن مُؤلِّفتها «توني موريسون» هي كاتبته المفضلة. وقد صدرت الرواية عام 1997، وتتناول فكرة اضطهاد الأمريكي الأبيض للزنوج أو المواطنين ذوي البشرة السوداء أصحاب الأصول الأفريقية.
ومن الروايات المفضلة لدى أوباما أيضًا «لمن تقرع الأجراس» للكاتب «إرنست همنجواي» وقد أقر ذلك في حديثٍ مع جون ميشام الصحفي بنيويورك تايمز. وتدور أحداث الرواية حول الشاب الأمريكي الذي تطوع لينضم إلى حرب العصابات المناهضة للسياسة الفاشية خلال الحرب الأهلية الإسبانية في ثلاثينيات القرن العشرين، وفي هذا العمل يعرض الكاتب رؤيته لمدى وحشية الحرب وكيف يتحسس الحب طريقه في وسط ظلام الحروب، ولمنْ تكون الغلبة؛ هل هي للمقاتل أم للعاشق المحب للحياة عندما يجتمعا في نفس الشخص؟
وقد اعترف أوباما أيضًا بتفضيله لكتاب «الأوراق الفيدرالية»، وذلك من خلال مراسلاته الإلكترونية مع جون ميشام بـ نيويورك تايمز، وهو كتاب سياسي أمريكي للكُتَّاب «ألكسندر هاميلتون» و«جيمس ماديسون» و«جون جاي». ويتكون من سلسلة مقالات نُشرت بين عامي 1787 و 1788، وكانت موجهة بشكل أساسي نحو ولاية نيويورك ومنها إلى باقي الولايات، حول الشكل الأمثل للاتحاد داخل كل ولاية، وكانت تُنشر باسم بابليوس في صحيفة الفيدرالي الأمريكية. ويُعتبر النظام الأمريكي الحالي هو النسخة المتطورة من هذه الأطروحات.
دونالد ترامب
هو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية. تخرَّج في كلية «وارتون لإدارة الأعمال» بجامعة بنسلفاينيا، وبعدها سار على خطى والده، وعمل في مجال التطوير العقاري. وعندما دخل عالم السياسة وأصبح الرئيس الأمريكي، رفع شعار «لنجعل أمريكا عظيمة مُجددًا»، وقد حكم لمدة أربع سنوات، ولكنه فشل في إعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
علاقة ترامب بالكتب لم تتوقف عند حد القراءة فقط بل بلغت مرحلة الكتابة والتأليف، حيث ألّف أكثر من 14 كتابًا تعتبر من أكثر الكتب مبيعًا. ويعتبر كتاب The Art of the Deal، هو العمل الأول المنشور لترامب المؤلف.
وقد أوصى ترامب في كتابه «ترامب 101:الطريق إلى النجاح» بقراءة كتاب «فن الحرب»، وعده من أعظم الكتب الحربية التي دونها تاريخ العالم، وهو من تأليف الجنرال الصيني «سون تزو» (Sun Tzu) في القرن السادس قبل الميلاد.
كذلك أدرج ترامب «كتاب الأمير» ضمن قائمة الكتب التي يجب قراءتها، وهو من تأليف المفكر السياسي الإيطالي الأشهر «نيكولا ميكيافيللي» في الربع الأول من القرن السادس عشر الميلادي، ويُعتبر دليلاً متكاملاً لرجل الدولة في كيفية إدارة حكمه، وكيف يتخلص من الأعداء ويحقق استقرار الدولة. ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة هي بوصلة ميكافيللي في كتابه الأمير والتي أصبحت عرف السياسة الداخلية والدولية.