فانتازيا : الأهلي في البريميرليج والزمالك في الليجا

لا أحد يعرف تمامًا ماذا يدور في عقل جياني إنفانتينو رئيس الفيفا، بدأ الحديث عن كأس عالم يضم أكثر من 50 منتخبًا ثم بدأ الفعل بتنظيم دوري الأمم الأوروبية للمنتخبات ثم إقرار نظام جديد للعديد من المسابقات. سيقام كأس العالم للأندية بمشاركة 24 فريقًا في نسخته المقبلة، كما أن هناك 12 دولة في أوروبا ستستضيف ملاعبها بطولة أمم أوروبا القادمة للمرة الأولى ولم تسلم أمريكا الجنوبية من الأمر فبطولة الكوبا أمريكا المقبلة ستكون بمشاركة اثنين من الدول الآسيوية وهما قطر واليابان.

لم يفكر أحد من جماهير الكرة المصرية في كل ذلك بمجرد سماع الخبر. بعد خطاب طويل عن أهمية تطوير الكرة في أفريقيا وأهمية توسيع رقعة المشاركة والاستفادة من الخبرات الأوروبية، أعلن أنفانتينو خلال مؤتمر صحفي:

لجأت الفيفا كعادتها دائمًا للتصويت الإلكتروني عبر موقعها الخاص لتحديد الفريقين الأفريقيين الأكثر شعبية، وهو الأمر الذي يبرع فيه المصريون بلا شك. ظهرت النتيجة باحتلال الأهلي والزمالك قمة التصويت بنسبة تفوق ساحقة، وفي عشية وضحاها تحولت خيالات الجماهير المصرية برؤية فرقها المحلية تقارع فرق العالم إلى حقيقة ملموسة. سيشارك الأهلي في الدوري البريميرليج الإنجليزي بينما سيشارك الزمالك في الليجا الإسبانية.

لم تمر سوى أيام معدودة حتى أصبح الحديث عن استحقاق كلا الفريقين التواجد في تلك الدوريات هو الحديث السائد. كيف أن الاختيار كان دقيقًا للغاية، فالأهلي هو الفريق المنظم الذي لن يجد صعوبة في التعامل مع الأندية الإنجليزية، أما زمالك الفن والهندسة فهو الفريق ذو الطابع الإسباني الذي ضل طريقه قديمًا إلى مصر وها هو قد عاد أخيرًا حيثما ينتمي.

ظل الجميع يتحدث عن تاريخ وعظمة واستحقاق الفريقين، لكن لم يتحدث أحد عن مدى جاهزية كلا الفريقين للعب في دوريات هي الأصعب في العالم. لكن ما حدث على أراضي إنجلترا وإسبانيا كان صادمًا للجميع.

النادي الأهلي: صفقات جديدة تليق بنادي القرن

كانت الصدمة مبكرة للغاية لإدارة النادي الأهلي، فالمباراة الأولى خسرها الفريق اعتباريًا عقب إلغائها لتأخر نزول الفريق إلى أرض الملعب ربع ساعة كاملة. حسنًا، يبدو أن النادي الأكثر تنظيمًا في مصر يحتاج للمزيد من التنظيم طبقًا للقواعد الإنجليزية.

بدأ الأهلي مبارياته معتمدًا على تشكيلته المعتادة بنفس النواقص والمزايا. ظهرت تلك النواقص بشكل أوضح للغاية، خاصة بعد أن تم اختيار هدف هاري كين في شباك النادي الأهلي هدف الأسبوع الثاني. لقد قفز هاري كين بأسلوبه المعتاد لضرب الكرة برأسه، لكن ما جعل الهدف مميزًا أن قدمي هاري كين كانتا في نفس مستوى أكتاف أيمن أشرف تمامًا الذي قفز أيضًا وللأسف قفزته المعتادة.

تحول الأهلي تكتيكيًا بشكل اضطراري إلى أسلوب ركن الحافلة معتمدًا على سرعة أزارو والنتيجة معروفة بالطبع. تم تغطية تجربة الأهلي الإنجليزية من خلال المواقع الرياضية المصرية بشكل مكثف، لكن الخبر الأكثر تكرارًا كان: شاهد ملخص تصديات حارس الأهلي محمد الشناوي.

بعد انتهاء جولات البوكسينج داي في نهاية العام كان قد أصيب 15 لاعبًا في الفريق ليخرج الجهاز الطبي للنادي ويؤكد أن تلاحم المباريات هو السبب لكن لا داعي للقلق. كان هذا التصريح بمثابة إشارة لجماهير الأهلي أن يحذفوا من ذاكرتهم هؤلاء المصابين تمامًا لأن عودتهم ستكون في العام القادم على الأقل.

لجأ المدير الفني مضطرًا للدفع ببعض الأسماء البديلة، وهو ما نتج عنه تواجد أحمد الشيخ في قلب الملعب. نزل الشيخ إلى أرض الملعب بعد أن غمز للكاميرا واطمئن بيديه على تصفيفة شعره المميزة، وبعد نهاية مباراة الشيخ الأولى سارعت المواقع الأجنبية بخبر هو الأول من نوعه، لقد ظهرت تحركات اللاعب فوق الخريطة الحرارية على شكل دائرة صغيرة في أقصى يمين الملعب قطرها لا يتعدى النصف متر.

باتت الأجواء الحزينة في قلب النادي القابع بالجزيرة لا تخفى على أحد، إنها صورة الأهلي التي تعاقب على صنعها الأجيال المختلفة. لا مجال سوى محاولة الظفر بنقطة تضمن للأهلي على الأقل تفوقه على غريمه التقليدي الذي يشاركه خيبات النتائج في إسبانيا.

قررت إدارة الأهلي عقد اجتماع مطول لبحث الحلول الممكنة لتحقيق النقطة المرجوة. لم يعلم أحد عن نتائج الاجتماع في دوره الأول، لكن ظهرت بوادر الاجتماع من خلال برنامج يديره مستشار التعاقدات في النادي والذي أطلق حملة تحت عنوان: الأهلي كبير.

تلقى الأهلي الكبير خسارته الأولى في النصف الثاني ليتأزم الموقف أكثر وليخرج اجتماع الإدارة بأول القرارات: دعم فريق النادي الأهلي بلاعبين مميزين خلال الميركاتو الشتوي لمجابهة الفرق الإنجليزية.

كان أول من طرح الاسم الجديد هو كابتن أبو المعاطي زكي والمعروف ضمنيًا باسم أونكل أبو المعاطي، فبعد الصلاة والسلام على النبي المختار والدعاء على رئيس الزمالك وأنجاله وأحبابه أكد أونكل أبو المعاطي أنه علم من مصادره الخاصة أن السيد تركي آل الشيخ تدخل في الأمر وقرر مساعدة الخطيب ودعم العلاقات المصرية السعودية باستقدام المهاجم الأرجنتيني كون أغويرو ولو على سبيل الإعارة لستة أشهر.

رغم صعوبة الأمر إلا أن الجميع انتظر كون أجويرو بالقميص الأحمر، وتوالت الأيام وظل أزارو يجاور مروان محسن إمام الدفاعات الإنجليزية وبقي نيدفيد يعوض غياب السولية، وهكذا حتى اليوم الأخير من أيام الميركاتو، حيث أعلن الأهلي أخيرًا عن التعاقد مع مهاجم الزمالك الفذ مصطفى محمد ورفضه القاطع عودة عبد الله السعيد مرة أخرى.

لم يكن الموقف داخل جدران نادي الزمالك أكثر لطفًا، فالموسم قد انتصف دون تحقيق نقطة وحيدة.

الزمالك: تجربة غير مكتملة كالعادة

هكذا علق المسئول الأول والأخير عن لعبة كرة القدم داخل نادي الزمالك، ثم أكد أن من ينكر السحر فهو كافر، السحر هو السبب الأول في تعطل مسيرة الفريق الأبيض داخل أراضي إسبانيا، لكن ذلك ليس الغرض الأساسي من حديثه فهو يحمل مفاجأة للاتحاد الإسباني.

بعد أن طمأن سيادته جماهير الفريق أن كل اللاعبين تحصلوا على مستحقاتهم وأن هروب مصطفى محمد لن يمر مرور الكرام أبدًا، وأن رئيس ناديهم أسد ودكر ولن يخرف ويعدهم بالتعاقد مع أجويرو رغم أنه قد تم عرضه عليه من خلال أحد وكلاء اللاعبين لكنه رفض الأمر.

أطلق سيادة المستشار مفاجأته المدوية وهو أنه يملك مستندات أكيدة تفيد بحصول الاتحاد الإسباني على رشوة من نادي خيتافي الإسباني لتعيين الحكم هييرو هيرنانديز، والذي ظلم الزمالك ظلمًا مبينًا في مباراة الفريقين الأخيرة. أكد المسشتار أن كل تلك الدلائل الآن أمام النائب العام الإسباني وأنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام حق الزمالك المسلوب.

بعد نصف ساعة فقط من حديث مرتضى منصور، أصدر الاتحاد الإسباني قرارًا بتوجيه الشكر لنادي الزمالك والاكتفاء بتلك الفترة الشرفية في إسبانيا ورفع الأمر للفيفا فيما يخص تطاول مرتضى منصور، وهو الأمر الذي علق عليه الأخير بتصريح مقتضب: