تجربة بسيطة، فقط أطلق لخيالك العنان وحاول أن تتصور لدقائق أن «كوبر» لن يقود الفراعنة بالمواجهات القادمة وسيحل مكانه مدرب جديد، لن يكون الوافد «إيهاب جلال، حسام حسن، حسن شحاتة» أو أي من تلك الأسماء المرشحة لخلافة الأرجنتيني، بل اسم جديد من قائمة أخرى لمدربين يتولون بالفعل إدارة أكبر فرق ولاعبي العالم.

بالطبع لـ«كوبر» قناعاته الفنية والتدريبية التي لا يتزحزح عنها إلا نادرًا، فهُناك مثلًا مجموعة ثابتة من اللاعبين دائمًا ما يشركهم مهما تذبذب مستوى أحدهم أو تفوق آخر بنفس المركز. الأمر الثاني والذي قد يعتبره البعض نتيجة للأول، وهو ثبات الرسم التكتيكي والخططي بأغلب المباريات، لا يفضل مدرب الفراعنة أي شيء بقدر أسلوب لعب 4/2/3/1، أمام أي خصم وخلال أي أجواء يدفع لاعبيه بالالتزام داخل هذا الإطار.

لكن الأمور ستختلف بالتأكيد مع تلك الأسماء، سواء بأسلوب اللعب أو بالملامح الفنية للمنتخب، فهل يتمكن رفاق «طارق حامد» من مجاراة أفكار «جوارديولا أو أليجري»؟!.


كلوب: 4/3/3 وأحمد فتحي ميلنر

لكل هؤلاء الذين اتهموا «كوبر» بالملل، بالتكرار، بالعند، ها هو عدو الملل الأول قد جاء من أقصى غرب إنجلترا لقلب القاهرة ليقلب الأمور رأسًا على عقب.

غير أن «كلوب» سيواجه مشكلة بسيطة فور وصوله، سيصاب الظهير الأيسر «محمد ناصف» بعد أن يتعثر وصول «محمد عبدالشافي» من السعودية لمشكلة طارئة بالخطوط الجوية، ثم يكتشف أن «صبري رحيل» اعتزل فجأة كرة القدم، ليتبقى أمامه فقط «حسين السيد» أو «ألبرتو مورينو النسخة المصرية» كما أحب أن يسميه!.

بالطبع لن يلوم الألماني حظه فقد عانى من فجوة الظهير الأيسر لموسم كامل بالأنفيلد وبدلًا من ذلك سيبدأ بالبحث عن بدائل؛ سيجد ضالته برجل المواقف الصعبة والسهلة الذي سبق وأن لعب بكل ركن في الملعب.

بالتأكيد سيتحول «أحمد فتحي» كظهير أيسر تمامًا على طريقة قرينه الإنجليزي «ميلنر»، فيما سيشغل «أحمد المحمدي» الجانب الأيمن بنفس مهام «كلاين» الهجومية.

تشكيل يورجن كلوب

الألماني سيعمل على تعديل النمط الدفاعي بـ«كوبر» وستنصب اختياراته على لاعبين يجيدون الضغط العالي وحصار الخصوم بنصف الملعب الهجومي، لكن الأهم هو تمكنهم من أسلوب الألماني الذي لا يعتمد على التمركز الثابت بل بالحركة وتبادل الأدوار خصوصًا بين لاعبي وسط الملعب والهجوم، لذلك سيقدم «تريزيجيه» بمركز جديد على أن يحل لاعب الإسماعيلي «إبراهيم حسن» مكانه على الطرف الأيسر، وبالتأكيد فإنه سيفضل «كهربا» على الآخرين في سبيل خلق المساحة لـ«صلاح» بعيدًا عن الرقابة، فيما سيحاول «صالح جمعة» انتحال شخصية «كوتينهو» كعقل مدبر لهجمات الفريق، وسيبقي «رمضان» كورقة رابحة تُستخدم عند الإصابات التي لا يخلو فريق يدربه «كلوب» منها.


أليجري: 4/2/3/1 ومانذوكيتش المصري

لا يميز «ماكس أليجري»، مدرب البيانكونيري الفائز بجائزة المدرب الإيطالي الأفضل، أي شيء بقدر ميوله للتحوّل بين أساليب لعب مختلفة وتطويع ما يمتلك من أدوات ولاعبين بهدف تحقيق الفوز.

لا شك بأنه سيسعى لتقليل الثغرات الدفاعية وإغلاق المساحات أمام الخصوم، لكنه بالوقت ذاته سيبحث عن اللاعب القادر على رؤية الملعب، وصناعة اللعب كما الخروج السليم بالكرة، لذلك سيفاجئ الكل بمن فيهم «أسامة نبيه» وسيضم «حسام غالي» لأول معسكراته، بجانب قائد الأهلي سيمنح الإيطالي الفرصة لـ«أكرم توفيق» بهدف حماية الأول وإفساد هجمات الخصم مستغلًا قدراته الهجومية.

ستبدأ التصفيات ليفاجئ «أليجري» بإصابة «تريزبجيه» الذي كان سيدفع به بمركز الجناح الأيسر، وعندها سيحاول مع «الشيخ، حمودي، مؤمن زكريا» لكنه لن يجد فيهم ما يريده من شراسة بالالتحامات وسرعة بالارتداد الدفاعي كما قدرة على معاونة المهاجم، سيشتاق لجهود «مانذوكيتش» الكبرى على الخط، قبل أن يفكر بإعادة الحيلة من جديد ولكن في ضوء ما يمتلك الآن.

مفاجأة أخرى ستحدث عندما يظهر المحترف المصري «أحمد حسن كوكا» كطرف أيسر مضيفًا لنفسه لقبا جديدا وهو «مانذوكيتش المصري».

تشكيل أليجري

جوارديولا: 4/1/4/1 والسعيد بديلًا لإكرامي

بشكل مبدئي نتوقع أن يعاني «إكرامي والشناوي» من تدريبات التمرير بالأقدام الذي سيعكف «جوارديولا» على تلقينها للحارسين، خصوصًا عندما يكتشف أن أغلب المدافعين لا يجيدون أصلًا الخروج السليم بالكرة وبالتالي توريط حارس المرمى، لكن الكتالوني الذي أطاح بـ«جو هارت» لن يعبأ كثيرًا بمعاناة الثنائي، بل ربما يهددهما بالاستعانة بأحد اللاعبين بدلًا منهما؛ عمومًا سيحب بـ«عبدالله السعيد» هدوء أعصابه بالتمرير!.خلال كل الأندية التي تولى «بيب» تدريبها، سعى لوجود صنّاع لعب على درجة عالية من التحكم بالكرة والتمرير المتقن كما اختراق دفاعات الخصوم وتسجيل الأهداف، لذلك فإنه لن يدخر جهدًا مع الثنائي «صالح جمعة، أحمد الشيخ» لإحداث التناغم المطلوب بينهما، بالطبع سيستشيط غضبًا عندما يتسبب «صالح» بإهدار إحدى الفرص المحققة بسبب احتفاظه الزائد بالكرة، أو عندما لا يجيد «الشيخ» بقدمه اليمنى كما اليسرى بإحدى المباريات، بالطبع سينتظر لتدريب اليوم التالي حتى يصيح فيهما :«ألم تشاهدوا دي بروين ودافيد سيلفا معًا؟» قبل أن يضحك الجميع فيزداد الكتالوني غضبًا، ليقرر أن يشاهد طاقم المنتخب بالكامل فيلمًا وثائقيًا عن المجاعات بأفريقيا!.

تشكيل بيب جوارديولا

«رمضان صبحي وهشام محمد» سيكونان أهم أوراق المنتخب، فالأول يمتاز بقدرة على التحكم بالكرة، وصناعة الفرص من الطرف وبعمق الملعب، بالإضافة لشراسته بالضغط على الخصم، أما الثاني فسيتحمل مسئوليات الخروج بالكرة من وسط الملعب، كما تقديم المساندة الدفاعية للظهيرين خلال المرتدات الخاطفة؛ لعل هذا الثنائي شاهد ما يكفي لـ«بوسكيتس وديفيد فيا»!.


كونتي: 3/4/3 جرينتا طارق حامد

اكتسح الإيطالي الفذ «كونتي» البريميرليج الموسم الماضي معتمدًا على أسلوب لعب 3/4/3 الذي وفر له كل ما أراد؛ صلابة دفاعية، تماسك بقلب الملعب، ارتداد هجومي خطف، وأيضًا منح ثلاثية «هازارد، بيدرو، كوستا» بريقًا لا غبار عليه.

بدون شك سيسعى «كونتي» لتطبيق تلك الأفكار على رقعة الفراعنة، المهمة الأولى ستكون البحث عن مدافع ثالث بجوار «سعد، حجازي»، على الأرجح سيفضل «علي جبر» حتى بعد أن يعيد مشاهدة هدف «إيفونا» الشهير عشرات المرات، لكنه سيفضل مدافع الزمالك على غيره لتمكنه من الكرات الهوائية والعرضيات العكسية: ثغرة تشيلسي الوحيدة بالموسم الماضي!.

لكن عقبة الإيطالي الحقيقية ستكون باختيار وسط الملعب، ليس لأننا نمتلك «هازارد» بالفعل هجوميًا، ولكن ربما لأننا لا نمتلك وسط ملعب جيد بالأساس فما بالك عند مقاربته مع «كانتي»؟.

«طارق حامد» سيكون أمام موقف صعب خصوصًا عندما يكتشف مدربه الجديد أسلوبه الفريد باستلام وتسليم الكرة بالمناطق الخطرة، سيبدأ «كونتي» بالصراخ، ثم يُسدي له بعض النصائح، وأخيرًا سيطلب منه الامتناع عن طلب الكرة عند مواجهة مرمانا، فقط عليه أن يتولى مسئولية حماية «صالح جمعة» وإفساد هجمات الخصم وليس هجماتنا، لكن على «طارق» ألا يقلق كثيرًا حيث يمتلك من مهارات الضغط والاستخلاص ما يشفع له، عليه فقط زيادة وتيرة الحماس عند تسجيل زملائه لأهداف ليكسب مزيدًا من النقاط عند مدربه الجديد؛ الجرينتا أحيانًا طوق نجاة.

تشكيلة أنطونيو كونتي

أخيرًا، وربما الأهم، على لاعبي المنتخب التوقف بهذه الحالة عن استخدام أسماء كـ«نيدفيد، تريزيجيه»؛ لأن «كونتي» يعرف جيدًا، لسوء الحظ، من هما «نيدفيد، تريزيجيه» وقد زاملهما فترة لا بأس بها، لا يجب أن نخسر مدربًا بحجم الإيطالي بمشكلة بسيطة كتلك تخص ماضيه.


سيميوني: 4/4/2 مع أحمد عيد عبد الملك

يميل الأرجنتيني، الذي صنع مجدًا للأتليتي، لأسلوب لعب 4/4/2 الكلاسيكي والذي يقوم أثناءه بإغلاق الثغرات وتضييق المساحات والتكتل بوسط الملعب حتى لا تتلقى شباكه أهدافا، ومن ثم يعتمد هجوميًا على المرتدات الخاطفة لقتل المباراة.

بهذه الطريقة تمكن بالفوز بالدوري الإسباني والصعود لنهائي التشامبيونزليج مرتين بواسطة مجموعة من الأسماء التي شهدت تطورًا فنيًا هائلًا تحت قيادة «الشولو»، فالأرجنتيني لا يعتمد على أصحاب الأسماء بل يبحث عن الموهوبين من مختلف الأندية ويحولهم لنجوم وأسماء كبرى سرعان ما يرحل بعضهم لأندية أخرى، لكنه نادرًا ما يتأثر برحيلهم!.

على خلفية ذلك، سيتكون المنتخب من لاعبين يجيدون الالتحام واستخلاص الكرات وتتمكن من الألعاب الهوائية دفاعًا وهجومًا، والأهم التحولات السريعة باتجاه مرمى الخصم الذي سيتولاها الثنائي «صلاح، تريزجيه» وسيكون خياره الهجومي الأول «عمرو مرعي» صاحب القدرات البدنية!.

سيقرأ «الشولو» سريعًا أن خطورة «مؤمن» بعمق الملعب أكبر من الأطراف، لذلك سيتحول لمهاجم متأخر يصطاد الهفوات الدفاعية ويتمركز بعيدًا عن الرقابة، سيضيف أيضًا «فريد شوقي» بعمق الملعب بجانب «أكرم» لأدوار دفاعية شبه تامة، بينما سيكون «وليد سليمان» ورقة الأرجنتيني الرابحة بأي مركز هجومي.

نسيت أن أخبرك بأن «الشولو» سيبحث عن مساعد جديد بمصر بدلًا من صديقه «جيرمان بروجاس»؛ «أحمد عيد عبد الملك» سيكون خيارًا متاحًا يناسب طبيعة هذا المنتخب ليس فنيًا وحسب بل بقدر الكروت الصفراء والحمراء التي سيتحصل عليها ذلك القوام.

تشكيلة سميوني


زيدان: 4/4/2 دايموند بإذن الله

سيميوني، تشكيلة سميوني ، منتخب مصر

كثيرًا ما لاحقت الفرنسي اتهامات بقلة الحنكة التدريبية وإرجاع انتصاراته لعامل الحظ والتوفيق، لكن الأيام أثبتت زيف تلك الاتهامات بعد أن تمكن من حسم الليجا وأصبح أول مدرب يفوز مرتين متتاليتين بدوري الأبطال، عمومًا تلك الاتهامات لن تثنيه عن ضم «محمد أبو تريكة» كمساعد مهما نشر الخبثاء بأن الأخير سيتكفل بأداء النوافل فيما يقوم الفرنسي بالفروض.

«زيزو» يعتمد على أسلوب لعب 4/4/2 أو كما يطلقون عليها: الجوهرة، الذي يقوم على إحكام رباعي الوسط سيطرتهم على الملعب سواء بالضغط على الخصم أو الاختراق لمرماه، خيارات الفرنسي ستنصب على «أكرم، صالح» بالمراكز الرأسية، فيما تتعقد بتلك الأفقية خصوصًا عندما يستمر نفس الخبثاء بنشر مقارنات بين «النني» و«كروس» أو «هشام» و«مودريتش»!.

«صلاح» سيحظى بفرص جيدة للتسجيل بفضل مركز المهاجم الثاني، أما زميله «مروان محسن» فربما ينال مشاركات أساسية دائمًا إذا أتقن الفرنسية أو أثبت بأي حال قدرته على صناعة أي فرصة، عندها فقط لا يجب أن يقلق «مروان» على مركزه مهما أضاع الفرص أو ظهر بشكل سيئ؛ له في «كريم بنزيما» قدوة.

الرائع بتشكيل الفرنسي بأنه حافظ على العمق على دكة البدلاء، فبوجود عدد من الأسماء اللامعة القادرة على صناعة الفارق كـ«رمضان، تريزجيه، كهربا» يمكنه تحويل دفة المباريات وإرباك أوراق الخصوم.

تشكيلة زيدان

تنبيه هام: هذا المقال هزلي وخيالي، لا يمس للواقع بصلة، ولا يحمل أي أهداف، مع أطيب تمنياتنا بكل التوفيق لمنتخبنا بمسيرة التصفيات.