فانتازيا: إيقاف نشاط كرة القدم في مصر
قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم وبشكل رسمي تعليق عضوية الاتحاد المصري لكرة القدم بسبب التأثير الخارجي الغير مبرر والتدخلات الحكومية مما يعد انتهاكًا خطيرًا لقوانين الفيفا.
كان هذا هو نص القرار الذي انفرد به الصحفي الشهير الذي اعتاد أن يعلن تشكيلة المنتخب المصري قبل المباراة بيوم كامل، قبل أن يعلق على الخبر بضرورة اللجوء للسيد هاني أبو ريدة، وإلا سنضيع كلنا ومن المؤكد أن كابتن أبو ريدة لن يترك مصر هكذا.
المثير في الأمر أن أبو ريدة كان على علم بالقرار قبل صدوره بفترة ليست بالقليلة؛ لذا قرر الرجل -وبمجرد صدور القرار- أن يبدأ عطلته السنوية ويغلق كل هواتفه في رسالة مباشرة للجميع في مصر: «حلوها أنتم بقى!».
ارتبك الجميع في البداية، استغاثات ونداءات ومسيرات دون جدوى، ثم بدا للجميع أن ما يحدث على هوى عدد لا بأس به من كبار المسؤولين، توقفت أخبار كرة القدم رويدًا رويدًا، ثم اكتشف الجميع أن هذا المصير لا يمكن الفرار منه كما اعتقد البعض في البداية ولا بد من مواجهته.
كان الاعتقاد السائد أن حجم المشكلة يزداد عند لاعبي الدرجات الأدنى، لكن مع الوقت اكتشف الجميع أن كل هؤلاء لا يقتاتون على كرة القدم وحدها، وهكذا عاد كل لاعب إلى صنعته الأساسية التي لم ينفصل عنها أبدًا.
على الجانب الآخر أصحاب الملايين من لاعبي كرة القدم اعتبرهم الكثيرون أنهم وحدهم من عبروا بحر العوز والحاجة منذ سنوات عديدة، والآن يتابعون المشهد من فوق شاطئ الراحة والاطمئنان.
وحدهم أبناء الطبقة المتوسطة هم من يعانون حتى في كرة القدم، يمكنك تعريف تلك الطبقة في كرة القدم على أنها لاعبو دوري ممتاز يتقاضون أجورًا متوسطة وضعيفة، ويعيشون في عالم من الأقساط لا ينتهي معتمدين في ذلك على دواخلهم من الكرة فقط.
إنهم هؤلاء الذين يعتقد دومًا كل القريبين منهم أنهم مليونيرات حتى يصدقوا هم أنفسهم ويقرروا التعامل من هذا المنطلق على الرغم من أنهم مدينون للبنوك وشركات الشراء الحالي والدفع مستقبلًا، إنهم أبناء الطبقة المتوسطة إذا ما احترفوا كرة القدم.
بطل قصتنا كان أحد هؤلاء، لاعب كرة قدم شهير لم يقدر له اللعب للفرق الكبرى، لكنه كان أحد ناشئي القطبين ثم ضيفًا موسميًا على قائمة المنتخب؛ لذا فهو يملك عددًا وفيرًا من العلاقات بلاعبي الملايين، يقرر هذا الرجل أن يقتفي أثرهم لعله يجد عند أحدهم الحل لهذا المصير المضطرب.
أحمد سيد زيزو: أشيك واد في روكسي 2
توجه الرجل لأحد أهم لاعبي الجيل الحالي، إنه الرجل الذي اشتهر بالأصول والجدعنة ومساعدة الجميع في السر والعلانية، يبدو سيد زيزو خيارًا آمنًا حيث قرر الرجل طلب المساعدة من خلال العمل وليس المال.
كل هذا تبخر تمامًا عندما طل زيزو على صديقه القديم للمرة الأولى، ارتدى زيزو ملابس جلدية بالكامل مع قصة شعر تعود لزمن غابر جعلت من شكله النهائي أشبه بالمطرب الأمريكي «إلفيس بريسلي».
تفهم زيزو الدهشة التي تعتري وجه صديقه البسيط؛ لذا قرر شرح الأمر من تلقاء نفسه، لقد كانت فكرة إيقاف النشاط الرياضي فرصة ذهبية للمنتج محمد السبكي حيث قرر استغلال نجوم الكرة في عدد من الأفلام.
كان نصيب زيزو منها الجزء الثاني من فيلم أشيك واد في روكسي. ازدادت دهشة الرجل بعدما عرف أن معظم اللاعبين قبلوا بكل الأدوار التي وزعت عليهم من قبل شركة المتحدة.
يعتبر زيزو من الأحرار الآن لأنه على الأقل اختار من بين دور حسن وتتك في فيلم السبكي ومزاملة محمد سعد في مسلسل جديد تمامًا يتناول شخصية اللمبي.
هكذا قرر الرجل الرحيل فورًا قبل أن يلاحظ أحد زيادة الوزن التي اكتسبها بعد توقفه عن لعب الكرة، ببساطة خاف أن يراه السبكي ويعطيه دور المرحوم حسين الإمام.
شيكابالا: أبو تريكة الصوابية السياسية
نصيحة وحيدة قدمها زيزو لصديقه بعد أن شعر منه استنكار المشاركة في هذا العبث، لقد أخبره أنه طالما يحاول الحفاظ على وقاره فليذهب لشيكابالا. وهكذا وجد الرجل نفسه داخل بيت شيكابالا الذي يحبه الجميع.
طوال هذه المدة لم يظهر شيكابالا ولم يره أحد، لقد تفهم الرجل السر منذ اللحظة الأولى التي رآه فيها، لقد قرر شيكابالا التخفي كما يبدو. حيث سمح لشعره بالنمو مرة أخرى لكن العجيب أنه كان يرتدي قميص الأهلي في المنزل!
ضحك شيكا كثيرًا بعد أن عرف بقصة زيزو ثم اعتدل في جلسته وأخبر الرجل أنه اتجه هو الآخر للتمثيل، لكنه بالطبع لن يسمح للمنتجين المصريين أن يدمروا تاريخه، لذا قرر التعاقد مع منصة أجنبية تقدم الأفلام الوثائقية واشترط أن يكون محتوى تلك الأفلام عن كرة القدم.
هنا تهللت أسارير الرجل، حسنًا يبدو الأمر مبشرًا أخيرًا. سأله بشيء من الحرج عن الدور الذي يقوم به حاليًا فأخبره شيكا أنه يلعب دور أبو تريكة في فيلم تنتجه نتفليكس عن قصة حياته.
جن جنون الرجل، وقبل أن يحاول فهم هذا المشهد العجيب بادره شيكا بسؤال مهم: هل تعرف الصوابية السياسية؟ لم يرد الرجل لكنه اكتفى بالرحيل وأقسم بالطلاق ألا يشاهد أي فيلم لبقية حياته.
حمدي فتحي أو حمدي بك فتحي تحديدًا
عاد الرجل للبيت وكان على وشك الاستسلام تمامًا قبل أن يرن هاتفه، يبدو الأمر مهمًا فالرقم محجوب عن الظهور وبمجرد أن أجاب الهاتف عرف المتصل على الفور.
إنه صوت زميل المنتخب حمدي فتحي، تحدث حمدي بالكثير من الجدية والهدوء، طمأن الرجل أن لا أحد يموت من الجوع كما أنه يجب ألا يستسلم بعد ما حدث مع زيزو وشيكا. تساءل الرجل كيف عرف حمدي كل ذلك؟
أجابه حمدي أنه يعرف كل شيء لأنه نسيج من هذا المجتمع، لأنه أخوك أو صديقك أو جارك أو زوج أخت ابنة عمة أمك، إنه لم يعرف تلك المعلومات من باب الشك أو الفضول لكن من باب الحب والصداقة التي تربطه بصديق قديم.
تساءل الرجل عن سر الرقم المخفي، فلم يجد حمدي بدًا من غباء الرجل وأعلنها صريحة أنه ليس لاعب كرة قدم من الأساس وأنه ضابط في أحد أكثر منشآت الوطن أهمية، رد الرجل سريعًا أنه سعيد بتلك المكالمة من حمدي بك ويتمنى أن يكون عند حسن الظن.
قبل أن يغلق حمدي الهاتف للأبد قرر أن يوجه صديقه للخيار المضمون، لا سبيل للنجاة إلا عبر عالم المال والأعمال.
عالم رجال الأعمال: الثلاثي الطموح
نفذ الرجل نصيحة حمدي بك حرفيًا بغض النظر عن مدى قناعته بها، وهكذا وجد نفسه في مكتب السيد رئيس مجلس إدارة شركة الثلاثي الطموح لتجارة الأعمال، إنها الشركة التي قرر الثلاثي شريف إكرامي وعبدالله السعيد ورمضان صبحي أن تكون نافذتهم الأساسية للولوج داخل عالم رجال الأعمال.
أكد له كابتن إكرامي أنه «عمل الصح» تمامًا، لا مجال الآن إلا للعمل والقيمة والإخاء والاقتصاد الحر والمساواة، لم يفهم الرجل كلمة من كلام شريف لكنه اقتنع بها تمامًا خاصة بعد ابتسامة الكابتن الثابتة طوال الحديث.
هكذا عاد الرجل وداخله قرار وحيد، يجب أن يبيع كل ممتلكاته التي يحاول الاستدانة من أجل تسديد قروضها، إنه يحتاج أموالًا سائلة بأي شكل للمشاركة مع الثلاثي الطموح خاصة بعد أن عرف أن أسماء مثل ميدو وطاهر محمد طاهر هم شركاء الثلاثي بالفعل.
فعلها الرجل أخيرًا وشعر أن مستقبله مضمون بشكل كبير في انتظار الأرباح الشهرية لكن لم تظهر أي أرباح! ذهب الرجل للشركة على الفور ليفاجأ بأن الثلاثي الطموح تعرض للنصب مثلما حدث خلال مسيرتهم مع الكرة وبالتالي ذهبت كل الأموال أدراج الرياح.
عاد الرجل لنقطة الصفر من جديد، إنه لا يملك مالًا أو عملًا ومطالب بعدد وفير من الفواتير التي لا تنتظر أحدًا، قرر الرجل أخيرًا أن يقبل بأي عمل يوفر له لقمة العيش، وهكذا وجد نفسه داخل أقرب مركز شباب يمارس عمله كمدرب كرة طائرة في محاولة سطحية لاستغلال طوله الفارع.
عرف الرجل أنه حصل على هذه الوظيفة بعد توصية خاصة من مدرب السباحة في مركزالشباب الكابتن يوسف الحريري، نظر الرجل نحو كابتن يوسف ليفاجأ بلاعب الزمالك سيف الجزيري، أقسم للجميع أن هذا الرجل تونسي اسمه سيف ويجيد الحصول على ضربات الجزاء، ضحك الجميع من الرجل الذي تم خداعه مثل ملايين تلاعب بهم كابتن يوسف ابن ساقية مكي البار ومدرب الغطس الذكي.