فانتازيا: «أحمد الغندور» يتهم «الدحيح» بالإلحاد
بعد مشاهدته حلقة الدحيح، فوجئ بموجة غضب وانتقاد من خلال تعليقات على اليوتيوب وفيسبوك تتهم الدحيح بالإلحاد، ونشر نظريات علمية إلحادية لعلماء ملحدين، وهو ما جعل «أحمد الغندور» يتعجب وينتفض للمشاركة في هذا الجدال، بصفته صديقا قديما للدحيح، وأحد متابعيه منذ بدايته عام 2014، لكنه مثل غالبية متابعي الدحيح لا «يبُص بصة على المصادر»؛ لأنه كان يشاهده فقط للاستمتاع بالحلقات، والطريقة الشيقة في عرض العلوم.
كيف آمن أحمد الغندور بإلحاد الدحيح؟
بعد متابعته للتعليقات خاف الغندور أن يلحد بسبب مشاهدته الدحيح، فالغندور بالرغم من دراسته للعلوم فإنه –ويا للعجب– لم يلحد حتى الآن، بالرغم من قراءاته لكتب العلماء الملحدين والزنادقة، بداية من المهرطق الكبير جاليليو، الذي كفر بمركزية الأرض ثم أثبت العلم الكافر صحة كفره، مرورًا ببقية الملاحدة والزنادقة، أمثال: ابن حيان وابن سينا والفارابي وابن الهيثم وداروين، نهاية «بالألحود الأعظم»، على غرار «الثالوث الأعظم»: أولهم «ستيفن هوكينج»، وثانيهم، «ريتشارد دوكينز»، وثالثهم، الشيطان بالطبع.
كان الغندور كثيرًا ما يستغفر ربه بعد كل قراءة لهؤلاء، ويغسل يده قبل القراءة وبعدها، ويغتسل بعد نهاية كل كتاب لهم، ويذكر الأستاذ المشرف على رسالة الماجستير الخاصة به أنه كان دائمًا يكتب عبارة «استغفر الله العظيم» قبل اسم كل شخص منهم في بحثه، حتى ظنها الأستاذ المشرف لقبًا مثل (أ. د)، لكنه علم بعد ذلك أن الغندور يكتب ذلك لأن الحسنات يذهبن السيئات.
شاهد الغندور فيديو إياد قنيبي عن أن الدحيح ينشر الإلحاد والخرافات، واقتنع تمامًا بكل ما قاله قنيبي، انطلاقًا من أنه لا يُخطئ ولا يُرد له قول، ويتكلم بالدين والعلم في صوت واحد، كما أنه أورد أوراقًا من مجلات علمية شهيرة، ورد على العلم بالعلم، وبلغت درجة اقتناع الغندور بكلام قنيبي أنه كان يدخل على صفحات الدحيح ويكتب في التعليقات: «دكتور إياد بيسلم عليك»، وكان يُكثر من كتابة هذه التعليقات التي تصيب الدحيح باللعنة، وتجعله مثل «ﭭامباير» تعامدت الشمس على وجهه فاحترق، أو كالعفريت الذي تسخره خالتي «نعيمة» لتشفي غليل «أم نوال» من جارتها «الولية أم عاطف»، أو تسخّره الشيخة «أم خديجة المغربية» لجلب الحبيب ورد المطلقة.
كان الغندور يكتب التعليقات بترتيبات مختلفة، مثل «دكتور إياد بيسلم عليك»، و«بيسلم عليك دكتور إياد»، و«عليك بيسلم دكتور إياد»، و«دكتور إياد عليك بيسلم»؛ لأنه كان يعلم أن كل تعليق يرفعه درجة ويحط عنه سيئة، وكان يكتب التعليقات من عدة حسابات مختلفة؛ حتى لا تتضح أنها لجان إلكترونية و«كوبي بيست»، فكان يكتب من حسابات بأسماء مختلفة، مثل «دكتور غندور»، و«غندور الدكتور»، و«أنا شاب غندور لا بيلف ولا بيدور»، و«غندور في طبق بنّور».
أحمد الغندور يحاور الدحيح حول إلحاده
لم يكتفِ الغندور بالمتابعة، فقرر أن يناقش الدحيح من خلال مراسلته «على الخاص»، بصفته «فريند» للدحيح منذ أن كانا يتبادلان ساندوتشات اللانشون بالجامعة الأمريكية، تلك الأيام التي نسيها الدحيح «بعد ما الزهر لِعِب وبقى يقبض دولارات من اليوتيوب».
ومن أجل محادثة علمية متكافئة أخرج الغندور كل كراسات العلوم التي يحتفظ بها من الابتدائية والإعدادية والثانوية وحتى رسالة الماجستير الخاصة به، وعكف على حفظهم ومراجعتهم، باعتبارهم مصادره إذا حاول هذا الدحيح مراوغته بكثرة المعلومات العلمية والمصادر، خاصة أنه يعلم أن الدحيح حصل على لقب «المعلم الأكثر شعبية في مصر» خلال لقائه مع بي بي سي، لكن الغندور «مش قليل برضه»؛ فهو يحمل شهادة البكالوريوس في علم الأحياء، ويدرس ماجستير في إحدى أكبر جامعات الصين، وأُدرج اسمه في قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرًا في العالم العربي لعام 2018، فهو طالب علم مؤهل ليكون معلمًا لهذا العلم.
وكان أقوى سلاح وجده الغندور هو «نجمة وعشرة من عشرة» في اختبار العلوم لشهر نوفمبر بالصف الثاني الإعدادي، بإمضاء «ميس رحاب بتاعة العلوم»، التي كانت تناديه دائمًا بـ«دكتور غندور»، هذه النجمة والدرجة النهائية أعطياه جرعة معنوية دافعة ليبدأ محاورته مع الدحيح.
مكث يفكر طوال 32 دقيقة و20 ثانية فيما سيرسله، هل يكتب مثلًا: السلام عليكم أنا أحمد الغندور وأود مناقشتك، وبالفعل كتب ذلك ثم حذفه، فكيف يكتب لملحد عبارة السلام عليكم كبداية؟ لكنه تردد في كتابة مساء الخير أو صباح الخير؛ لأنه لا يعرف متى سيرى الدحيح الرسالة، ربما يراها صباحًا فتكون مساء الخير غير موفقة والعكس صحيح، وبعد تفكير قرر أن يراجع حلقات الدحيح ليرى كيف يبدأ حلقاته، وكانت صاعقته كبرى حينما سمع الدحيح يبدأ حلقاته بعبارة «أعزائي المشاهدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، كيف ذلك؟ كيف يكون ملحدًا ويقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا يقول – مثلًا- «السام عليكم» كما كان يقول اليهود، ولا يقول «عمتم مساء» كما كان يقول الكفار، ولا يقول كما يقول الملحدون.
ثم توقف عن التفكير فهو لا يعرف كيف هي تحية الملحدين، ربما يقولون «هاي عليكم» أو «شالوم» وهي تحية عبرية قرأها في كتاب كيف تتعلم العبرية في 4 أيام دون معلم، أو ربما يقولون «وات ذا هيل» وهي كلمة إنجليزية تعني اللعنة عليكم بترجمة mbc2 التي يتابعها الغندور ليشاهد أفلام الخيال العلمي.
في النهاية قرر أن يبدأ بالعبارة نفسها التي يبدأ بها الدحيح حلقاته؛ ليختبره، هل يقولها في حلقاته ليضلّل متابعيه عن كونه ملحدًا؟ حينها لن يرد عليه السلام فيتأكد من أنه ملحد، وينشر «سكرين شوت» من المحادثة، وبهذا يكون أثبت إلحاده بما لا يدع مجالًا للشك.
كتب الغندور للدحيح:
* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أحمد الغندور، طالب ماجستير أريد مناقشتك في بعض الحقائق العلمية التي وردت بحلقاتك، وأريد ان أتعرف عليك، وللعلم أنا «مش من اللي بيتهموك بالإلحاد بس متعاطف معاهم» (3 إيموشن بيضحك)
ولأن الدحيح «فاضي لا شُغلة ولا مشغلة»، وكل ما يفعله هو أن يقرا المكتوب له من فريق إعداده المموّل لأغراض إلحادية دنيئة – كما يثق الغندور– فكان رده سريعًا:
– أنا يا سيدي شخص «بيحب يقرأ وبيحب يحكي للناس على اللي هو قراه»، وأحب جميع المواد العلمية، ولا أتمسك بعلم واحد فقط.
هنا لفت نظر الغندور أن الدحيح لم يرد السلام، فباغته بالسؤال:
* «هو أنت ليه ماردتش السلام؟»
– لأننا لسنا في مكالمة هاتفية، تلقي السلام فأرده، ثم تسأل فأجيبك، أنا أعرفك بنفسي كما طلبت.
لم يقتنع الغندور بذلك فأراد أن يعرف مراده بطريق غير مباشر، فسأل الدحيح:
* كيف فكّرت في برنامجك؟ وما هي رسالتك منه؟
– الفكرة جاءت من اشتراكي في مسابقة علمية في القنصلية البريطانية، حيث نطرح فكرة علمية في ثلاث دقائق، وأُعجب الكثيرون بشرحي، وطلبوا مني عمل فيديوهات على اليوتيوب، فاقتنعت وأردت أن «أشعبن العلوم»؛ ليسهل توصيلها إلى العامة من غير دارسي العلوم، واخترت الكوميديا لجذب الجمهور.
* مثلي تقريبًا، فتخصصي هو الأحياء، وهو ما أمكنني من الإطلاع على أوراق علمية كثيرة في علم النفس والاقتصاد والعلوم الإنسانية، لكن غالبية مصادري غربية، ومنها مصادر لعلماء ملحدين، فهل تعتمد على مصادر علمية لملحدين مثلي؟
– لكن ذلك لا يعني أنني ملحد مثلهم، كما لا يعني أنك مسلم لأن اسمك أحمد «ممكن تكون مسلم بالبطاقة فقط»، وفي النهاية الإلحاد والإيمان أمران عقائديان يخصّان الشخص، وأنت قلت إنك تريد مناقشتي في العلم «مش كده». (إيموشن بيفكر)
هنا لم يتمالك الغندور أعصابه، فسأله مباشرة:
* طيب إحلف «قول والله العظيم أنا مش ملحد».
– هل تحاسبني على إيماني؟ «ربنا هو اللي بيحاسب»، وهي علاقة بين العبد وربه.
* طيب… هل يمكنك أن ترد على دكتور إياد قنيبي ردًا علميًا؟
– لماذا أرد عليه؟ كلامه فيه تدليس واستدلال بأبحاث شاذة لتضليل الناس ودفعهم لوجهة نظر معينة.
* «أيوه كده إظهر وبان على حقيقتك»… هذا كلام الملحدين… الدكتور إياد «جابك لمس أكتاف»، حرقك مثلما يحرق كل الشياطين والملاحدة. (إيموشن شيطان)
– طيب… رد أنت ردًا علميًا على كلامي عن الإلحاد.
* أنا ردي العلمي هو رد الدكتور إياد، الذي ذكر مصادر من نيتشر وساينس يا «عم العالم».
– أنا كمان أذكر مصادر من نيتشر وساينس… فهل «بصيت بصة» على مصادره أو مصادري؟
* دكتور إياد عالم علّامة، وباحث متبحث، و«مش ملحد زيك».
– الله يسامحك.
* بتضايقك ملحد… طب يا ملحد يا ملحد يا ملحد. (صورة إيموشن مطلع لسانه)
– عمومًا اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية و«خلينا أصحاب».
* انسى… وأحلى بلوك.
وبهذا «البلوك» انتهت المحادثة بين أحمد الغندور والدحيح دون أن يقتنع الدحيح بأنه ملحد، بالرغم من أن عدد الذين أعلنوا إلحاده أكثر من عدد الديناصورات المنقرضة.
ولا نملك له إلا الدعاء، ربنا يهديه ويقتنع.