طائرات إف-35 في سماء «إسرائيل»
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
في 12 ديسمبر/كانون الأول 2016 تسلمت إسرائيل أول طائرتين من طراز F-35، بعد أن طلبت الحصول على 33 طائرة من هذا الطراز على دفعتين، كما وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، مؤخرًا، على رفع العدد المطلوب شراؤه من هذا الطراز إلى 50 طائرة.
ويملك هذا النوع من الطائرات إمكانيات كبيرة، مما قد يساعد الجيش الإسرائيلي على توسعة نطاق عملياته، مما سيزيد من الفجوة العسكرية القائمة بين الدول العربية وإسرائيل، خاصة أن هناك فجوة كبيرة بين القدرات العسكرية لتلك الطائرات وسابقاتها.
وقد بدأت إسرائيل في طلب هذا النوع من الطائرات عام 2008، وستدفع إسرائيل 5.57 مليار دولار أمريكي مقابل 33 طائرة، وستحصل على هذا المبلغ من المعونة العسكرية التي تتلقاها من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يغطي هذا المبلغ ثمن الطائرات بالإضافة إلى قطع الغيار وأجهزة المحاكاة الخاصة بتدريب الطيارين، ومن المقرر أن تدخل تلك الطائرات الخدمة بالكامل في 2019.
وفي مقال للباحث يفتاح شابير، رئيس مشروع التوازن العسكري في الشرق الأوسط بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، يُعدد الكاتب ما يتمتع به هذا الطراز من الطائرات من إمكانيات تكنولوجية فائقة، حيث يشير إلى:
1. مقطعها العرضي الراداري المنخفض، أو ما يعرف بتقنية التخفي من الرادار.
2. الرادار الخاص بها وهو من نوع مصفوفة المسح الإلكتروني النشط AESA، ويمكن لهذا الرادار تتبع عدد كبير من الأهداف، سواء على الأرض أم في الجو، بدقة عالية، كما أنه مقاوم لأجهزة المضادات الإلكترونية ECM.
3. تمتع تلك الطائرات بوجود مصفوفة من مستشعرات الضوء والأشعة تحت الحمراء، وتغطي تلك المستشعرات 360 درجة من الفضاء حول الطائرة.
4. القدرة على دمج البيانات، حيث تعالج كل المعلومات التي جمعتها المستشعرات المختلفة، بالإضافة إلى تلك القادمة من مصادر أخرى محلقة أو على الأرض، لتُدمج في النهاية في صورة واحدة، لتمنح الطيار مستوى غير مسبوق من القدرة على استشعار كل ما يحيط به.
5. الخوذة المصاحبة، التي تعد جزءًا مهمًا من المنظومة، حيث يرى الطيار من خلالها البيانات المستقبلة من مصادر مختلفة، بالإضافة إلى بيانات الطيران والتهديدات والأهداف.
6. يصاحب الطائرة نظام لوجستي غاية في التعقيد، جزء من هذا النظام يكون على الطائرة، بينما يكون الجزء الآخر في المحطات الأرضية، يراقب هذا النظام سلامة الطائرة مراقبة مستمرة، ويمكنه الكشف عن الأخطاء وإرسال التحذيرات بشأنها، كما يصدر التعليمات الخاصة بالصيانة، وقد يطلب توفير قطع غيار معينة إذا استدعت الحاجة لذلك.
7. أجهزة المحاكاة التي توفر مساحة لتدريب عدد كبير من الطيارين مما يوفر التكلفة، كما يمكن لعدة طيارين التدريب على أجهزة المحاكاة في نفس الوقت.
8. القدرة على الإقلاع القصير والهبوط العمودي STOVL في أحد نماذج هذا الطراز، وهو F-35B، ويشير الكاتب إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل قد اشترت نموذجًا ذا إقلاع وهبوط تقليدي CTOL، فإن الجيش الإسرائيلي يفكر في الحصول على بعض الطائرات من طراز F-35B في المستقبل، للحفاظ على قدراتها القتالية في حال كانت قواعدها تحت الهجوم.
ويشير الكاتب إلى أن إحدى المشكلات التي قد تواجهها إسرائيل مع هذه الطائرة هي نظام الصيانة، حيث يعتمد هذا النظام على مراكز صيانة موزعة على مناطق جغرافية مختلفة؛ فعلى إسرائيل أن تقوم بصيانة جسم الطائرة في إيطاليا، والمحركات في تركيا، والنظم الإلكترونية في المملكة المتحدة، الأمر الذي قد يمثل إشكالية لإسرائيل.
ولقد استطاعت الصناعة العسكرية الإسرائيلية المشاركة بقوة في تصنيع الطائرة التي توصف بأنها الأغلى والأقوى في العالم، كما أنها استطاعت فرض إرادتها على الشركة المصنعة في الحصول على القدرة على التحكم في برمجيات الطائرة، وأن يكون لها قدرة مستقلة على بناء ملفات البيانات التي تغذي حاسوب الطائرة، وتثبيت أنظمة تسليح واتصالات وحرب إلكترونية إسرائيلية الصنع، ويشير الكاتب إلى أنه ليس من المعروف إذا ما كانت إسرائيل قد حصلت على كود المصدر الخاص ببرمجيات الطائرة (حيث لم يحصل عليه أحد من الشركاء).
وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تكن شريكة في مشروع تطوير الطائرة، فإنها تشارك في عملية تصنيعها، حيث تمتلك خطًا لتصنيع أجنحة الطائرة في اللد، وعلاوة على ذلك، فإن الصناعة الإسرائيلية كانت مسئولة عن تطوير الخوذة الفريدة لهذا الطراز، حيث تُصنع حاليًّا في فرع شركة إلبيط الإسرائيلية في الولايات المتحدة الأمريكية. مما يعني أن المزيد من مبيعات هذا الطراز سيعود بالكثير من الأرباح على الصناعة العسكرية الإسرائيلية.