التعبير عن الأفكار وجمهور «التايم لاين»
ما الذي يجعل شخصًا ما يستهلك من وقته ما يجعله يفتح مواقع التواصل هذه ويكتب عن فكرةٍ ما تجول بخاطره؟ ثم يُخصِّص وقتًا آخر لتناول تعليقات الآخرين عليها بالسلب والإيجاب؟
ما هو الشيء المميز لديك الذي يجعلك تُخصِّص له وقتًا للتعبير عنه على الملأ هكذا؟ هل هي فكرة فعلًا جديرة بهذا الاستثمار؟ هل رأس مال حياتك يتحمل هذا الإنفاق؟ هل راحتك النفسية تتحمل أثر الخلاف والجدال حول تلك الفكرة مع منْ لم تعد تعرفهم حقيقةً إلا مجرد أسماء أبقاها عندك هذا الموقع تحت مصطلح Friends أو حتى Followers؟
إذا كانت تلك الفكرة هي مجرد تعليق على حدث ما، أو نقل لكلام لغيرك قديمًا أو حديثًا، أو إخبار بأمر ما قد حدث أو يُتوقع حدوثه، أو فكرة جالت برأسك عن أمر ما فأعجبك «أنتَ» حسنُ صياغتها، وتنميقُ عبارتها، وغوصك فيها لدقيق المعاني، ووصولك فيها للفوائد العوالي. منْ الذي يُقرِّر صحة هذه الفكرة أو فائدتها؟ لمن؟ أم أنها ربما تضر ولا تنفع أصلًا رغم ما تراه فيها أنت بمرآة ذاتك؟ هل هناك منْ ينتظر منك شيئًا؟ هل سُئلت فتجيب؟ أم استُدعيت فتحضر؟ أم أنك بخيل على غيرك بما ينفعهم؟ ما المانع من مجرد كتابة أي شيء بدون النظر لهذه الأسئلة و«وجع الدماغ ده»؟
قد يستهلك الإنسانَ التفكيرُ في إجابات هذه الأسئلة عند البداية بكتابة أمر ما. وربما يأخذك الوقت في البحث عن إجابات حتى تهجم عليك الواجبات، أو المُلهِيات، وينتهي الوقت، فتُعرِض عن الأمر لزوال وقته.
ولفترة ما كان هذا أحد أسباب التوقف عن الكتابة، حتى اعتدتُ التوقف، لا لأن التوقف محمود، ولكن لمجرد كون القصد من التعبير مفقودًا.
مؤخرًا، بدأت أرى أنه ربما يكون لدى كثير من الناس احتياج ذاتي للتعبير عن الأفكار على منصات التواصل، وكأن شيئا ما يدفع الإنسان لذلك. ولأني مهتم بقضية السببية في فهم الحياة عامةً، وطالما جادلني فيها كثيرون منذ سنوات، بدأت أفكر في أسباب هذا الاحتياج لدى الإنسان، لماذا يحدث؟
ربما يطلبُ بذلك تواصلًا إنسانيًا مع غيره، من خلال التعبير ثم الدخول في تعليقات وحوارات. هذا التواصل العفوي ربما يغلب على أكثر ما تراه على المنصات. أو ربما يشارك في قضية ما لدور يتصوره لنفسه فيها مثل قضية غزة مؤخرًا، أو ربما يُلبي رغبة ذاتية عنده أن ينفع غيره بأمر ما عن علم أو معرفة، أو ربما يحتاج إلى طلب النفع من غيره فيما يحمله هو من أفكار أو فيما يسألهم عنه من معلومات، أو ربما يرغب في إشعار ذاته بجانب من وجوده في الحياة، جانب الأفكار، وهو غير الأول لأنه لا يلزم فيه التواصل بالدخول في حوارات، أي أنها خمسة أسباب في ظني.
كيف تسهم منصات «التواصل الاجتماعي» في تحقيق ذلك؟
هذه المنصات تتلاشى فيها أغلب الحواجز النفسية المعهودة للتواصل وجهًا لوجه، مع قدرتها على تخطي حاجز المكان والزمان، بإيصال الأفكار إلى منْ ليسوا حولنا، وربما لا يعنيهم أمرنا، وبإبقائها زمنًا شاهدًا على ما جال بعقولنا.
بتلاشي هذه الحواجز النفسية المعهودة أصبح التعبير عن الأفكار على هذه المنصات أمام 100 أو 1000 متابع أكثر إغراءً وأيسر من التعبير عنها مع صديق أو قريب منفردًا، مع ازدياد صعوبة الأخير، سواء في إيجاد الوقت أو تدبير اللقاء أو النجاح في فتح موضوع ما عند اللقاء. فامتلأت المنصات بكل يعبر عن أفكاره حتى لتكاد تكون هي محل عالم الأفكار الحالي. حتى لو كتبت كتابًا أو نشرت مقالًا فلابد أنك مشير إليه على هذه المنصات لتضمن إعلام غيرك بذلك.
شيئًا فشيئًا أصبح لكل إنسان فرصة لا أن يتواصل فقط مع من يشاء بسهولة ويسر ولكن في أن يكون له جمهور.
جمهور «التايم لاين»
فكرة الجمهور المُتابِع لك، المُترقِب لأفكارك، المُتفاعِل معها بما يُشعِرك بأهمية ما تكتبه وتأثيره، قام بنقل الإنسان المعاصر إلى منطقة أخرى من ضروريات الإشباع النفسي. شعور النفس بالجمهور يُنعِشها ويُذكِّرها بأن هناك منْ يفرح لوجودها، ويأنس لأفكارها، وربما يستفيد من نتاج تأملها، وخلاصة تجربتها. وكلما زاد عدد الجمهور كلما امتلأ الإشباع النفسي بالشعور بتأثيرها في غيرها.
تلا هذا اليسر والإغراء أني أظن أنه قد أصبح التعبير عن الأفكار أو شعور الإنسان بوجوده في عالم الأفكار مرتبطًا باعتياد تسجيل حضوره على «التايم لاين». هو بشكل ما مرتبط بشعور الإنسان نفسيًا أن له جمهورًا ينتظره، صغر أم كبر. فتنشأ رابطة لطيفة بين الجمهور وشخص ما قوامها تراكم زمني «مستمر» من الاشتراك في تداول الأفكار، لعلها تكون في ظن البعض مماثلة للعلاقة الناشئة عن المصاحبة في سفر طويل، أو المعاملة لفترة في مال، أو المجاورة في السكن.
هي رابطة لا من اختلاط حقيقي بين اثنين في أمور الحياة العملية، ولكن من قراءة أفكار وتعليقات حول أحداث وموضوعات و«تريندات»، والدخول في مناقشات لتستبقي مجموعة من الانطباعات. عملية طردية، تعبر عن أفكارك فيتفاعل معك الجمهور، فتستمر بالتعبير ويستمر التفاعل ويكثر الجمهور وهكذا. ولو توقفت لفترة معتبرة انصرف أكثر الجمهور، ولو لم يتفاعل الجمهور لقل معدل تعبيرك وهكذا. ويتطور الأمر عند البعض حتى يصبح الجمهور مُقدمًا على كل شيء، حتى على منْ كانوا أصدقاءه ورفقاءه في فترة ما، Fans come first.
لعل هذا ليس حسنًا أو قبيحًا في ذاته. هو مجرد ظاهرة. قد يكون المحتوى فعلًا مفيدًا ونافعًا ويستحق الإقبال عليه، وقد لا يكون كذلك. إنما أظن أن فكرة الجمهور والتعلق به نفسيًا بما يُدخِله على النفس من الانشراح أصبحت عامة عند كثيرين. إذن. ماذا بعد هذه المقدمة؟
صعوبة نفع الآخرين
بالتأكيد لن يستجيب كل فرد لهذا الإغراء، أو سيحاول انتهاز فرصة أن يكون له جمهور لاعتبارات كثيرة. وحيث قلنا إن اعتبار الوجود في عالم الأفكار مرتبط باعتياد تسجيل حضورك على «التايم لاين»، فالنتيجة المباشرة أنه غالبًا يُضعِف في عقل البعض ذكرُ منْ لا يرونهم على «التايم لاين» لفترة طويلة. لأنه شيئًا فشيئًا يرتبط وعي الإنسان بمنْ يلّح عليه في الظهور. وتُلاحِظ ذلك عندما تجد ذهنك مشغولًا بما كتبه شخص ما تحديدًا دون غيره. ثم يتحول ضعف التذكر هذا بعد فترة زمنية معتبرة إلى قلة المعرفة بهؤلاء، ثم إلى عدم الاكتراث بهم عامةً، وإهمال النظر إلى مداخلاتهم عند أصحاب الجماهير إن حدثت، إنها سلسلة سببية بحتة.
في الحياة مواضيع وأحداث كثيرة، وفي كل منها ستجد أصحاب جماهير قد اعتلى كل منهم منصته، وبطول المتابعة من جماهيرهم أصبحوا وكأنهم منْ يُرجع إليهم في تلك المجالات ضمن جماهيرهم، عن خبرة وعلم أو لا عن ذلك.
الغائبون عن ذلك الخِضم من الوقائع، ممّن لا يُعبرون عن أفكارهم بانتظام، تأثيرهم محدود جدًا بمحدودية عدد منْ يتواصلون معه. بل أصبح العدد المُتابِع لك مُعبِرًا عن استحقاقك بأن يُسمَع لك أو لا. فلو رأى متخصص أو ذو خبرة في مجال ما صاحبَ جمهور، وأراد أن يدلهم على الآراء المعتبرة في أمر ما دون ما سواها من الآراء غير المعتبرة، فلن يؤبه له عند ذلك الجمهور، من حيث إن نظر أكثرهم لن يكون إلى حجة كلامه ولكن إلى عدد جمهوره ومستوى أفكاره التي عبر عنها من قبل على منصته، فهذا يؤدي إلى حجب العلم عنهم، مع انشغالهم بما ضرره أكثر من نفعه.
في السابق، كان هناك عالِم كبير على سفر، فحضر مجلس علم في بلد أخرى لشخص زعم أن «إسرافيل» ينفخ في الصور نفخات كثيرة جدا، فقال له يا عبد الله إنما هما نفختان كذا وكذا، فقام كل منْ بالمجلس فضربوه! وهم لا يعرفونه. فهذا شبيه بما أقصده في فكرة عدم الاكتراث.
لا أعرف… الشاهد أنه لو أن شخصًا مثلًا من طبيعته إيثار الصمت، أو تركه ما لا يعنيه، أو الحرص على ما ينفعه، أو محاولة الاجتهاد في عمله وواجباته، أو إيثار الانشغال بالنهوض بمسئولياته، وهذا غير ما يُخصِّصه لنفسه من أوقاته. فلا يُتصوَر وجوده في عالم الأفكار هذا وجودًا مؤثرًا، لأنه لا يُتصور سعيه في أن يكون له جمهور. اللهم إلا إذا كان ما يعنيه وما ينفعه هو الخوض في الشأن العام، ولعله نادر، أو استغلال صفحته في مجال محدد مما هو في مجال تخصصه.
الطريف، أنه من الناحية السببية، مع كون هذه الصفات قد أمر بها الدين وأثنى على صاحبها، إلا أنها في واقعنا هذا تُوقِع بصاحبها في نظر المتابعين لـ «التايم لاين» إلى توهم عدم اعتبار الوجود. ولا يكون موجودًا فعليًا إلا عند القليلين المخالطين له في الحياة، مصبوغًا عندهم بما يتيحه وقته معهم من تداول لبعض الأفكار والذي ربما لا يكون منه شيء، ثم لا يُتصور له عند المتابعين لـ «التايم لاين» في مجالات الفكر والعلم والدين إلا ما ينطبع في ذهن عامة الناس عن مستوى أصحاب مهنته (Stereotyping).
فلو كان هذا الشخص مثلًا مُدرِّب سباحة، فلا يُنتظَر في ذهن عامة الناس من مدربي السباحة حل إشكاليات نظرية التطور أو نقض أسس الإلحاد المعاصر مثلًا، فيتقرر «توهم» عدم اعتبار وجوده في عالم الأفكار.
احتياج إثبات الوجود
بشكل ما أصبح اعتبار الوجود في عالم الأفكار، يلزم معه أن تعبر عن أفكارك بانتظام على المنصات. مع ملاحظة أن يكون هذا التعبير ظاهرًا وسط زخم تعبير الآخرين عن أفكارهم أيضًا. فيا سلام لو زيّنت كلامك بعمق الحسرة، أو بُعد النظرة، أو سخرية العِبرة، أو عظة وتوجيه صاحب الخبرة. أمور تستجلب الانتباه وتستبقي إقبال الجمهور عليك، من حيث كون النفس مولعة بالغرائب، مستسلمة لجلد ذاتها بذكر المصائب، تأنس لفرائد الخواطر والتوجيهات، وتستشعر الصدارة في بحث الإشكالات، تسعى للمثالية الواهمة، وتنفر من الواقعية الغاشمة، تعشق أحلام العيش فيما فات، وتضطرب مما هو آت، وشأنها الانبهار بمنْ يُنمِق العبارات تنميقًا، ويُزوِقها تزويقًا، ويُدقِّقها تدقيقًا.
كلها أبواب سببية في طريقة التعبير تؤدي إلى خلق جمهور بسرعات متفاوتة، يتحقق من خلال ذلك نوعان من الإشباع: إشباع نفسي لدى المُعبِّر عن أفكاره بما ذكرتُ في البداية؛ وإشباع نفسي آخر لدى الجمهور بما ذكرتُ في الفقرة السابقة.
والملاحظ أنه ما إن يتوقف الشخص عن التعبير عن أفكاره لفترة طويلة نسبيًا، تجد الجمهور قد انصرف إلى آخر ليحقق معه ذات الإشباع الأول. وهذا ما قصدت بتوهم اعتبار عدم الوجود. تلك الرابطة المتوهمة ساعة التواصل هي لا ترتبط بشخص المعَبِّر على قدر ما ترتبط بمضمون ما يعبر عنه.
وحيث قد قام غيره بإفادة ذات هذا المضمون، إذن تنتقل الرابطة المتوهمة إلى ذلك الآخر. يخبو الأمر سريعًا بمجرد التوقف كأمر سببي أيضًا لا يُتوقع غيره فعلًا إلا من أصحاب المعرفة الحقيقية والاختلاط بهذا الذي توقف عن التعبير.
التعبير بغرض الوصولية
ومما يشوش هذا العالَم، دخول الأغراض المادية والوصولية فيه، وهو الأمر السادس الذي لم أذكره في أسباب الاحتياج للتعبير، مثل السعي للتحول إلىInfluencer في أي مجال.
وفي ذلك إستراتيجيات تسويقية تُدرس في (Personal Branding) مفادها أن تحرص أن تظل حاضرًا في أذهان الناس، باستغلال كل شاردة وواردة، أو خلق موضوعات متعددة، مما لا ينبغي أن تلتزم فيه بالكلام المفيد، أو تأتي معه بأي شيء جديد، حتى إذا نشأ أمر ما فيما أردت أن تكون فيه، كنت ممّن يُطلب حضوره ومشاركته.
وللأسف الجانب الديني هو أسهل الجوانب التي يظهر فيها الوصوليون. شحن الصفحة بآيات وأحاديث وكلام للعلماء وخلافه من أغرب ما يُتداوَل على هذه المنصات الحقيقة. بينما العاقل لا ينبغي له فعلُ ذلك رأسًا. ولو كان له من العلم نصيب، لأورد ما تُحل به الإشكالات، وتُزاَل به الغشاوات، وتُدفَع به الشبهات، مما ينفي عن الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
ماذا نفعل في ظل زخم عالم الأفكار؟
لا يخفى العائد المادي الذي قد يُعوّد عليه الإنسان من وراء ذلك، أو الوصولية في اعتراف وسط اجتماعي ما، أو وسط تخصصي في مجال ما، بأن هذا الشخص يستحق أن يكون منتميًا إلينا ويُطلَب حضوره، وتُنتظَر كلمته، وهذا أيضًا من ورائه منافع مادية ووجاهة اجتماعية.
قد يشارك أحدنا غيره كل فترة بشيء مما يتابعه أو يُفكِّر فيه، ولكن حالة اعتياد تسجيل الحضور على «التايم لاين» ربما لأكثر من مرة في اليوم الواحد في أكثر من موضوع، هي التي تستدعي الانتباه والتفكر ومحاولة كل إنسان أن يقف مع نفسه ليعرف سبب ما ينفقه من وقت في ذلك، وهل هذا ينفعه في دنياه وأخراه، أم يضيع عليه حقيقة عيش هذه الحياة. لذلك ليس فيما كتبت ذمًا أو اعتراضًا على شيء بالمطلق. هو مجرد تسجيل لظاهرة وأثرها، وطلب لمحاولة التفكر فيها وترشيدها.
فجميل أن نتواصل عبر المنصات وغيرها بما يفيد بعضنا بعضًا، ولكن كل واحد عالم بحاله، أو ربما عليه أن ينتبه لحاله في تحول التواصل المفيد التلقائي كل حين، إلى حالة شغف وتعلق نفسي بالجمهور أو حالة انشغال بمن يسعون للوصولية ممن يُضيِّعون وقته ويُشغِلون باله بأمور قد تكون ظريفة ولكن غير مفيدة بالضرورة، وتُعيِقه عن بلوغ آماله وتحقيق أحلامه بمجرد متابعتها.
ولعل زمننا يُوجِب علينا أن نحاول أن نسعى للرشد في طريقة تعاملنا مع المنصات، خاصةً وأننا قدوة لأبنائنا الذي نشؤوا في زمن العيش على «التايم لاين»، وهو إشكال كبير في عدم القدرة على الصبر على أمر ما، والصبر أساس، لا قوام لصحة النفس والعمل بدونه.
هذا والإنسان ليس مجموعة من الأفكار فحسب، يُعرَف وجوده ويٌقبَل عليه إذا عرضها على المنصات، ويُعرَض عنه إذا لم يفعل. كل فرد هو مجموعة من الخبرات الإنسانية المتعددة في عدة مجالات، وهو أهل للاستفادة منه إذا أحسن غيرُه استكشافَ هذه الخبرات، والصبرَ على ما قد يُعسِّر عليه التعبير عنه مما هو موجود في حياة أغلب الناس.
كما أنه مجموعة من الاحتياجات النفسية والمادية المختلطة برحلة حياته في الدنيا. مُيسَّر إلى ما يسّره الله له، مُستعمَل فيما استعمله الله فيه. تعينه صحبته –إن وُجدت في هذا الزمان- على أمور الدنيا والآخرة مهما قل عددها.
وفي ظل زخم عالم الأفكار هذا، إذا لم يكن لدى الإنسان تخصص مفيد نافع لعامة الناس أو اطلاع واسع على أمور الفكر والحياة، فلا يلزم أن يكون له حضور مؤثر أو تناول فكري لكبريات أمور الدولة والأمة والعالم، يَحِل فيه الإشكالات ويُناقِش المعضلات، أو أن يكون في حالة تنافس شخصي على احتلال المركز الأول في أي شيء في الحياة. بل عليه أن يحرص على إصلاح قلبه وعقله، وأن يعي واقعه، وليوقن أنه يكفيه لمآله أن يسعى في تأدية عمله بإتقان، وعبادة ربه بإحسان.