دليلك لاستكشاف سماء ليل الوطن العربي — مايو/آيار 2018
الصيف يقترب، فقط شهر واحد قبل أن تبدأ درجات الحرارة في التصاعد لدرجات لا تنفع معها المراوح المنزلية، لهذا السبب يكون سطح المنزل، في تلك الليلات الحارة، هو دائمًا خير رفيق، خاصة حينما تتعلم بعض الشيء عن ملوك مايو، سواء شمالًا عن الدببة الطيبة، أو جنوبًا عن العقارب اللاسعة، وما بينهما حزام المجرة!
أهم الأحداث
1،2 مايو
يقف كوكب الزهرة على مسافة قريبة من «الدبران – Aldebaran»، العملاق الأحمر من كوكبة الثور، تراهما كنجمين لامعين بعد الغروب، الزهرة باللون الأبيض واضحًا وبجانبه يقف الدبران، ثم بالأسفل منهما يمكن، بصعوبة، أن ترى «الثريّا – Pleiades» التجمع النجمي المفتوح.
2 مايو
بعد انتصاف الليل يمكن لك تأمل القمر مقترنًا مع العملاق الأحمر الصيفي «قلب العقرب Antares»، ورغم أن القمر ما زال مضيئًا بقيمة 90% من سطحه إلا أنه يمكن لك بسهولة مراقبة قلب العقرب واضحًا، كذلك يمكن لك أن ترصد نجم «الشولة – Shaula» من نفس الكوكبة، العقرب.
4 مايو
بعد منتصف الليل، يقف القمر بجانب كوكب زحل، والذي يظهر باللون الأبيض المائل إلى الأصفر، زحل هو ثاني أكبر الكواكب في المجموعة الشمسية، ومع تليسكوب صغير يمكن لك أن ترى حلقاته بشكل واضح، وهو واحد من أروع المشاهد السماوية مهما تكرر.
5 مايو فجرًا
الموعد السنوي لتساقط شهب ايتا الدلويات، يمكن لك قبل الفجر بدقائق التقاط 10-20 شهابًا، فقط وجه رأسك شرقًا وابحث عن الشهب، القمر سينير الأفق الغربي ما يترك لك بعض المجال للرصد.
5 مايو
بعد منتصف الليل يخرج القمر من الأفق الشرقي مقترنًا بكوكب المريخ الأحمر اللامع، سمي المريخ هكذا نسبة إلى إله الحرب آريس، وبالطبع يمكن أن نفهم لم تحديدًا تم اختيار المريخ لهذه الشخصية في الميثولوجيا اليونانية، هذا اللون الأحمر هو ما نتج عن أكسدة كميات الحديد في طبقات الكوكب السطحية.
13 مايو
قبل شروق الشمس بدقائق، القمر فقط على بعد درجتين ونصف من كوكب عطارد، سوف يظهر عطارد بصورة أكثر وضوحًا مع نظارة معظمة.
15 مايو
يولد قمر رمضان الجديد في تمام الساعة 01:48 دقيقة مساء هذا اليوم، مما يعني أنه من غير الممكن على كل الدول العربية أن ترى الهلال أثناء الرؤية بعد غروب شمس نفس اليوم.
17 مايو
هلال رمضان البديع يقف ناحية الغروب بجانب كوكب الزهرة، والذي يظهر كنجمة لامعة بيضاء اللون، ذلك هو واحد من أجمل مشاهد مايو هذا العام، ويستحق التصوير إن أمكن، كوكب الزهرة هو ألمع أجرام السماء بعد الشمس والقمر، وسبب ذلك هو غلافه الجوي المحتبس حراريًا بشدة فيعكس ضوء الشمس كأنه مرآة.
19 مايو
القمر يمر بين نجمي التوأم (المقدم Castor والمؤخر Pollux) من جهة و«الشعرى الشامية – Procyon» من جهة أخرى، وجميعهم من بقايا السداسي الشتوي الرائع، والذي استتار خلف الآلاف في مايو، ولن نراه كاملًا من جديد إلا بعد عدة أشهر.
21 مايو
القمر، في التربيع الأول تقريبًا، يقف بجانب ألمع نجوم كوكبة الأسد LEO، إنه قلب الأسد، أو «المليك – Regulus»، وهو نجم يافع حيث يبلغ عمره بضع مئات الملايين من السنين فقط، وهو من الضخامة بحيث يمكن وضع حوالي 27 شمسًا بداخله!
25 مايو
القمر يقف قريبًا من ألمع نجوم كوكبة «العذراء – Virgo»، إنه «السمّاك – Spica» الأعزل، يبتعد عنّا أكثر من 200 سنة ضوئية لكنه يظهر لنا بوضوح من على تلك المسافة البعيدة لأنه يلمع 12 ألف مرة أكثر من الشمس، ويوجد النجم الأكثر تألقًا حاليًا في نهاية الحالة المستقرة من عمره باعتباره نجمًا من نجوم التسلسل الرئيسي، قريبًا – بمعايير كونية – قد ينفجر متحولًا لمستعر أعظم.
27 مايو
القمر يقف قريبًا من المشتري، الذي بدوره يقف هذه الأيام في قلب كوكبة الميزان بين نجميها اللامعين الزبان الجنوبي والزبان الشمالي، ويمكن رؤية الأجرام الأربعة مع بعض التدقيق، خاصة مع استخدام نظارة معظمة إن أمكن.
29 و30 و31 مايو
من جديد، قبل منتصف الليل بساعة، ينتقل القمر في منطقة من السماء غنية بالنجوم والكواكب خلال تلك الأيام الثلاثة، فيبدأ من قلب العقرب، ثم الشولة في نفس الكوكبة، إلى كوكب زحل، وبينما ينتقل القمر من زحل إلى المريخ في اليوم الأول من يونيو/حزيران نقول إننا قد عبرنا حزام المجرة.
ألمع نجوم الشهر
Rank | Star Name | Bayer Name | القدر الظاهري | المسافةبالسنة الضوئيى) | النوع الطيفي | الكتلة (بالنسبة للشمس) | الكتلة (بالنسبة للشمس) |
1 | Arcturus | العواء | -0.05v | 36.7 | K2III | 1.1 | 26 |
2 | Vega | القيثارة | 0.03v | 25.3 | A0V | 2.1 | 2.3 |
3 | Aldebaran | الثور | 0.87 | 65.1 | K5III | 1.7 | 44.2 |
4 | Spica | العذراء | 0.98v | 260 | B1V+B2V | 11 | 7.8 |
5 | Antares | العقرب | 1.06v | 605 | M1Ib+B4V | 15.5 | 800 |
6 | Pollux | الجوزاء | 1.16 | 33.7 | K0III | 1.9 | 8 |
7 | Deneb | الدجاجة | 1.25v | 3200 | A2Ia | 20 | 110 |
8 | Regulus | الأسد | 1.36 | 77.5 | B7V | 3.5 | 3.2 |
علامات رصدية
في مايو/آيار، هناك عدة علامات مميزة لسماء الليل، وقد قمت بتقسيمها لعدة خطط جانبية يمكن لك اتباعها حتى تحصل على فضل تجربة رصد ممكنة، لكننا اخترنا أن يكون ذلك بعد منتصف ليل أيام الشهر، ويمكن لك مراجعة خرائط أبريل/نيسان لتحقيق فهم أفضل لما يمكن أن تراه قبل منتصف الليل، واخترنا تلك الفترة بالتحديد لأن مايو هو شهر السهر من أجل استذكار الدروس للامتحانات، لذلك لا مشكلة من ترك الاستذكار ولو لعشر دقائق يوميًا والرصد.
أول الخطط في مايو/آيار تظهر في اللون الأصفر، وهي أن نحدد جانبي السماء ليلًا بعد منتصف الليل، ناحية الأفق الغربي تجد بقايا الربيع، أشهر علاماتها هي «الدب الأكبر – Ursa Major»، والقوس العظيم الذي طالما تحدثنا عنه والخارج من ذيل الدب مرورًا بألمع نجوم كوكبة «العواء – Bootes»، إنه «السماك الرامح – Arcturus»، ثم وصولًا إلى ألمع نجوم كوكبة «العذراء – Virgo»، وهو «السماك الأعزل – Spica»، والسِماك لا تعني “السَمَك” ولا علاقة لها بذلك، لكنها تعني الارتفاع.
أما من جهة الشرق، فنلتقي على استحياء مع أحد ممثلي الصيف الأشهر، إنه المثلث الصيفي، الذي يربط بين ثلاثة نجوم لامعة شهيرة، ذنب «الدجاجة – Deneb» من «كوكبة الدجاجة – Cygnus»، و«النسر الواقع – Vega» من «القيثارة – Lyra»، و«النسر الطائر – Altair» من «كوكبة العقاب – Aquila»، وتحتاج خلال الرصد إلى أن تحدد تلك المجموعة، وسابقتها، بدقة شديدة لأننا سننتقل الآن لكوكبات خط الزوال.
وخط «الزوال السماوي – Meridian» هو الخط الفاصل بين نصفي الكرة السماوية، بمعنى آخر هو الخط الذي يخرج من أقصى الشمال، ليمر بالأعلى فوقك تمامًا فيصل إلى أقصى الجنوب، وعلى هذا الخط، في ليلات مايو/آيار، بعد منتصف الليل، يمكن لك تأمل مجموعة من الروائع، والتي تمر بسلاسة بين المجموعتين السابقتين اللتين حددتهما بالأصفر، الآن ننتقل إلى المجموعة الخضراء.
ابدأ من الشمال، بتحديد النجم القطبي، يمكن لك استخدام كوكبتين في هذ التوقيت من العام، المغرفة أو المقلاة من كوكبة الدب الأكبر والتي تتجهز للرحيل، أو حرف W من كوكبة ذات الكرسي والذي ظهر لتوه وسيستمر معنا طوال الصيف والخريف القادمين، وكلاهما يشير بسهولة إلى النجم القطبي، والذي بدوره جزء من كوكبة الدب الأصغر، أول الخيط الذي سنمسك به ذاهبين ناحية الجنوب.
لأسفل من الدب الأصغر سوف تلتقي بكوكبة «التنين – Draco» الخافتة، تحتاج لليلة غير مقمرة كي ترصد تلك الكوكبة بسهولة، بعد ذلك ننتقل إلى كوكبة «هرقل – Hercules»، يميزها هذا الشكل الرباعي البسيط، ثم بعد ذلك كوكبة «الحواء – Ophiuchus»، البرج الثالث عشر والذي لا تذكره كتب المنجمين لأن الشمس لا تقف فيه إلا أقل من نصف شهر، ثم إلى ملك الصيف، كوكبة العقرب، ألمع كوكبات الصيف وأكثرها وضوحًا، أقصى الجنوب.
ثم، في مرحلة ثالثة، ولإتمام رصد سماء الليل بعد منتصف ليلات مايو، يمكن لك رصد «دائرة البروج – Ecliptic»، تلك التي تمر فيها الشمس طوال العام، سوف نبدأ مما انتهينا للتو منه، كوكبة العقرب، يمكن لك أن تتم رحلتك مع السماء بالعودة للغرب، فتلتقي بـ«الميزان – Libra» حيث يقف المشتري، ثم باتجاه الشرق تجد العقرب، ثم يمكن لك مراقبة كوكبة «القوس – Sagittarius»، حيث يقف كوكب زحل، ثم «الجدي – Capricorn» حيث يقف المريخ هذه الأيام، ثم إلى «الدلو – Aquarius»، والذي يشهد شهبًا هذا الشهر، تراها فجر الهامس من مايو/آيار، تظهر على استحياء.
علامات تلسكوبية
في تقرير يخرج قريبًا نتحدث عن كيفية إيجاد الكواكب في سماء الليل، وفي هذا الجانب سوف نركز بشكل أكبر على كيفية رصدها بالتلسكوبات، بالطبع لن تظهر الكواكب – في العموم – بوضوح صور الإنترنت، فتلك الصور التقطت بتقنيات تصوير محددة ذات تعريض طويل مما يعطيها ذلك الوضوح، أما في التلسكوب فسترى صورة الكوكب واضحة لكن صغيرة جدًا.
المشتري
يظهر المشتري في التلسكوبات الصغيرة واضحًا كما رأيناه في كتب العلوم المدرسية، تظهر تلك الشرائط مختلفة الألوان بوضوح شديد، حتى مع صغر حجم صورته في التلسكوب، لكن البقعة الحمراء العظيمة لا تظهر لتلك التلسكوبات، فقط في التلسكوبات الكبيرة تظهر بوضوح بعض الشيء، كذلك يمكن لك بسهولة مراقبة الأقمار الأربعة الجاليلية بجانب المشتري، وهي تغير موضعها بشكل يومي، لكن يمكن لك استخدام تلك الآلية البرمجية البسيطة من موقع مجلة «Sky & Telescope» لكي تحدد أي الأقمار سترى اليوم وما هو موقعها بالنسبة للكوكب.
زحل
أروع ما في زحل هو بالطبع حلقاته التي تظهر بوضوح شديد حتى لأصغر التلسكوبات، لا يمكن أن يظهر في نظارة معظمة لكن مع تلسكوب بقطر 4 بوصات ستكون الفرصة رائعة لرؤية مشهد بديع مهما تكرر، كذلك يمكن لك مع تلسكوب صغير أن ترى جرمًا لامعًا على مسافة من الكوكب في مجال التلسكوب، هذا هو تيتان Titan أكبر أقمار زحل.
المريخ
في التلسكوبات الصغيرة والمتوسطة يظهر فقط كدائرة حمراء صغيرة واضحة، ملامح تلك الدائرة غير ظاهرة، لكن الفارق الواضح بينها وبين النجوم الحمراء هو أن المريخ لا يتخذ شكل رأس الدبوس الشهير، كنقطة بلا أبعاد، بل تظهر كدائرة فعلية.
الزهرة
في التلسكوبات الصغيرة لا يظهر الزهرة بوضوح، أما في التلسكوبات المتوسطة فيتضح أنك ترصد ما يشبه القمر، ففي بعض الأحيان يكون أحدب، أو تربيع، أو هلال، ويظهر هذا التغير بتغير موفع الزهرة بالنسبة للشمس حينما نرصده، الزهرة من أكثر الأشياء متعة في رصدها، لكن فقط مع تلسكوب متوسط أو كبير يمكن لتلك الحالة من المتعة أن تكون في أقصاها.
الزهرة كما يظهر من تلسكوب كبير
أورانوس: في التلسكوبات الكبيرة والمتوسطة يظهر كنقطة زرقاء باهتة تحتاج لبعض التركيز كي تراها، ولا يمكن لك أن ترى بسهولة ما هو أكثر من ذلك، الكواكب الأربعة الأساسية (المريخ، المشتري، الزهرة، زحل) هي فقط ما يمكن رصده بتلسكوبات الهواة.
حكايات النجوم
ولدت الملكة ليدا أربعة توائم في مرة واحدة، كان ذلك عجيبًا، خاصة أن اثنين منهما (هيلين وبولكس) كانا آلهة، واثنين كانا من البشر (كاستور وكلاتيمنسترا)، والسبب في ذلك أن ملك الآلهة، زيوس، قد حول نفسه لبجعة، كوكبة الدجاجة Cygnus، وذهب فأغوى ليدا وجعلها تحمل منه في نفس ليلة حملها من زوجها تينداريوس، كان كاستور وبولكس، التوأم Gemini، رفيقي درب، ارتحلا معًا، لكن حدث أن قتل كاستور في معركة مع مجموعة من الشباب، فذهب بولكس لأبيه كي يطلب الموت مثل أخيه، لكن زيوس رفض، فبولكس إله، لكنه قام برفعهما معًا للسماء في صورة كوكبة، لتدل كم أحب الأخ أخاه.