دليلك لاستكشاف سماء ليل الوطن العربي — يونيو/حزيران 2018
في يونيو/حزيران تبدأ نسب الرطوبة في الارتفاع، ورغم أن درجات الحرارة تستمر في معدلاتها، فإن تلك الرطوبة تزيد من الإحساس بالحر، هنا تكون سماء الليل مهربًا جيدًا لمحبي الشتاء الذين يأملون في أن تمر الشهور الثلاثة القادمة بأقل قدر ممكن من الخسائر، في يونيو/حزيران ما زال الدب الأكبر متسيدًا المشهد السماوي كاملًا، بينما يظهر العقرب ليسيطر قرب منتصف الليل.
أهم الأحداث
2 يونيو
2 يونيو أيضًا
القمر في «الأوج – Apogee»، أي أنه في أبعد نقطة له عن الأرض. يدور القمر حول الأرض في مدار إهليلجي، حيث يقترب منها في بعض الأوقات، ويبتعد عنها في البعض الآخر كل شهر. في حالة الأوج يقع القمر على بعد 405.504 كيلومترات منها، سوف يحدث ذلك في تمام الساعة 18:43 بتوقيت مصر، بينما في حالة «الحضيض – Perigee»، وهي أقرب نقطة للقمر، يقع القمر على بعد 363.396 كيلومترًا من الأرض، وسوف يحدث ذلك يوم 15 يونيو/حزيران المقبل في تمام الساعة 01:55 بتوقيت مصر.
3 يونيو
في الساعة 14:39 بتوقيت مصر، القمر في «العقدة النازلة – Descending node»، لا يدور القمر في المستوى نفسه الذي يضم الأرض والشمس معًا، بل ينفصل بـ5 درجات. لذلك في أثناء دوران القمر يتقاطع مرتين مع مستوى الأرض، مرة في أثناء صعوده، لذلك تسمى «عقدة صاعدة – Ascending Node»، ليبلغ أقصى ارتفاع عنه، ثم يعود ليتقاطع مرة أخرى مع المستوى في أثناء نزوله حتى يصل إلى أقل انخفاض عن المستوى، وهكذا. سوف يكون القمر في العقدة الصاعدة يوم 16 يونيو/حزيران في الساعة 19:50 تحديدًا. يحدث كل من الكسوف والخسوف فقط في تلك المناطق.
8 يونيو
غربًا، كوكب الزهرة يقف بجوار نجمي التوأم الأشهر، رأس التوأم «المقدم – Castor» ورأس التوأم المؤخر «Pollux»، ويظل الكوكب يكتسب ارتفاعًا بشكل يومي حتى يكون بجوارهما بحلول اليوم العاشر من شهر يونيو/حزيران.
16 يونيو
هلال ثاني أيام عيد الفطر، بإضاءة حوالي 11% من سطحه، يقف في الأفق الغربي بجانب كوكب الزهرة، والذي يلمع كمصباح مضيء، يمكنك مقارنة وضع الزهرة من رأس التوأم بعد حوالي 8 أيام من المرة السابقة.
18 يونيو
في الأفق الغربي بعد نزول الشمس يقف القمر بجوار قلب الأسد، أو «المليك – Regulus»، ألمع نجوم كوكبة الأسد، مع إضاءة الهلال الخافتة يمكن لك بسهولة تتبع باقي نجوم كوكبة الأسد بسهولة، مرة أخرى واحدة فقط بقيت للقاء القمر والمليك في يوليو/تموز، بعد ذلك لن يلتقيا إلا فجرًا.
21 يونيو
القمر يقف بجوار «السماك الأعزل – Spica»، وهو نجم أبيض إلى أزرق يحاول أن ينافس لمعان القمر، يبتعد السماك الأعزل عنّا أكثر من 200 سنة ضوئية، لكنه يظهر لنا بوضوح من تلك المسافة البعيدة لأنه يلمع 12 ألف مرة أكثر من الشمس. ويوجد النجم الأكثر تألقًا حاليًا في نهاية الحالة المستقرة من عمره باعتباره نجمًا من نجوم التسلسل الرئيسي، قريبًا – بمعايير كونية – قد ينفجر متحولًا لمستعر أعظم.
21 يونيو أيضًا
23 يونيو
القمر يقف بجوار المشتري، والذي يظهر لامعًا كأنه مصباح منير، الكواكب تعكس ضوء الشمس كالقمر، لكن لأنها بعيدة جدًا تظهر كالنجوم. هذا المشتري يمكن أن يحمل 50 ألف كرة بحجم هذا القمر المنير بجواره.
25 يونيو
الأفق الجنوبي، يقف القمر أعلى ألمع نجوم «كوكبة العقرب -Scorpius»، إنه نجم «قلب العقرب – Antares» الأحمر اللامع، قلب العقرب هو عملاق عظيم أحمر اللون يتجهز خلال عدة آلاف، ربما ملايين، من السنوات كي ينفجر في صورة مستعر أعظم سوف يضيء المجرة بالكامل، وسوف نراه واضحًا هنا على الأرض، كلما تقدمت النجوم في العمر ازدادت احمرارًا وجنونًا.
27 يونيو
للمرة الثانية هذا الشهر يقف القمر بجوار كوكب زحل، والذي يبدو بلون مائل إلى الأصفر، زحل هو أحد أروع الأجرام التي يمكن أن تراها في تلسكوب صغير، حيث تظهر حلقاته واضحة على ما بها من صغر، هذه الفترة هي أفضل فرصة لرؤية زحل ورصده بالتلسكوبات، لأن الكوكب في فترة «التقابل – Opposition».
30 يونيو
القمر، للمرة الثانية أيضًا هذا الشهر، يقف بجوار المريخ، وعلى مسافة قريبة، يونيو/حزيران هو شهر الكواكب إذن، حيث يقف القمر بجوارها 6 مرات، وكلها على مسافة قريبة.
ألمع نجوم الشهر
التصنيف | النجم | اللمعان الظاهري | المسافة بالسنة الضوئية | الكوكبة | الكتلة المكافئة لكتلة الشمس | القطر مقارنة بالشمس |
1 | السماك الرامح | -0.05v | 36.7 | العواء | 1.1 | 26 |
2 | النسر الواقع | 0.03v | 25.3 | القيثارة | 2.1 | 2.3 |
3 | النسر الطائر | 0.76v | 16.8 | العقاب | 1.8 | 1.8 |
4 | السماك الأعزل | 0.98v | 260 | العذراء | 11 | 7.8 |
5 | قلب العقرب | 1.06v | 605 | العقرب | 15.5 | 800 |
علامات رصدية
لا شك أن تأمل سماء الليل في رمضان مهمة ذات طابع خاص وممتع، في تقرير الشهر السابق، مايو/آيار 2018 يمكن أن تجد علامات رصدية تساعدك على رصد السماء أثناء السحور، لكن الآن سوف نتأمل السماء ليلًا بعد الإفطار مباشرة وحتى منتصف الليل.
اقرأ أيضًا: دليلك لاستكشاف سماء ليل الوطن العربي — مايو/آيار 2018بالطبع يمكن لنا أن نبدأ من كوكبة الدب الأكبر، ملك الربيع، والذي سوف يوجهنا في سماء الليل بعد الإفطار فنحن نعرف أن نجمي الدبة والمراق أو «الدليلين» هما المرشد الذي يعرفنا النجم القطبي في الأعلى، لكن رغم ذلك يمكن استخدامهما لكي يشيرا إلى قلب الأسد، أو المليك، من كوكبة الأسد، بالأسفل.
من كوكبة الأسد يمكن كذلك أن تنطلق للخلف للتعرف إلى «الفرد – Alphard»، وهي تسمية عربية، سمي كذلك لأنه فريد من نوعه في تلك المنطقة، حيث إأنه النجم الألمع فيها، وفي الغالب يكون الوحيد الموجود في هذه المنطقة مع نسبة إضاءة، تسمى تلك المنطقة ككل بـ «فراغ الهيدرا – hydra void» لخلوها من النجوم اللامعة.
لنلتفت الآن إلى ذيل الدب الأكبر، سوف تستخدمه لصنع قوس يمتد حتى يصل إلى نجم «السماك الرامح – Arcturus»، ألمع نجوم كوكبة «العوّاء – Bootes»، وهناك في السماء سماكين، الآخر هو «السماك الرامح – Spica» من كوكبة «العذراء – Virgo»، وتصل إليه بمد القوس الذي صنعته منذ قليل، يسمي الهواة تلك الحركة بجملة شهيرة جدًا: «Arc to Arcturus, Spike to Spica»، لتسهيل حفظها.
إلى يمين ويسار كوكبة العوّاء يمكنك تأمل بعض الكوكبات المهمة، مثل كوكبة «التاج الشمالي – Corona Borealis»، ألمع نجوم التاج الشمالي -سوف تتعرف عليه بسهولة- هو نجم «الفكّة – Alphecca»، أما لو نظرت تحت ذيل الدب الأكبر فيمكنك التعرف على نجم لامع واضح، من كوكبة السلوقيان، وهو «قلب تشارلز – Cor Caroli»، وهو مشهور بين الهواة.
إلى يسار كل هذا سوف ترى شمالًا كوكبة «هرقل – Hercules»، وجنوبًا كوكبة العقرب، في الحادية عشرة مساءً تسيطران على السماء تمامًا، ويمكن استخدام خرائط الشهر السابق للتعرف على كل منهما بسهولة مع عدد آخر من الكوكبات، في رمضان، ومع سهرتي رصد أو أربعة، يمكن أن تمسك بأكثر من 40 كوكبة، بكل سهولة، فقط اتبع الخرائط.
علامات تلسكوبية
تبدأ «السّدم المنتشرة – Diffuse Nebula» حياتها كـ«سدم معتمة – Dark Nebula»، فهي فقط سحابة من الغاز والغبار الداكن غير المشع، لذلك تظهر في التلسكوبات كمنطقة فارغة من السماء، بينما في الأصل هو دخان كثيف يمنع ضوء النجوم خلفه من الوصول إلى الراصد على الأرض.
يحتوي هذا الغبار على كل شيء تقريبًا، الهيدروجين بصفة أساسية، مع مخلفات النجوم التي انفجرت كمستعرات عظمى أو نفضت عنها أغلفتها الخارجية كسدم كوكبية، لذلك فتلك السحب المعتمة هي الحاضن الأمثل لميلاد نجوم جديدة وربما ميلاد حياة.
بعد ذلك حينما تتجمع أجزاء من تلك السحابة بفعل موجات صدمية -مثلًا- قادمة من مستعر أعظم قريب فتبدأ في التكدس حتى ترتفع درجات حرارتها وتصل إلى مرحلة تبدأ معها اندماجًا نوويًا، ويبدأ النجم الجديد حياته بإشعاع الضوء والحرارة، يتحول هنا السديم إلى «سديم انبعاثي – Emission Nebula»، حيث تتوهج ذرات الهيدروجين في الجزء من السحابة المحيطة النجم الوليد مما يجعلها تشع ضوءًا باتجاهنا، أما عن باقي السحابة المعتمة فهي الأخرى تعكس توهج ذلك النجم فتصنع سديمًا عاكسًا «Reflection Nebula»، الأنواع الثلاثة للسدم المنتشرة هي إذن تطور لنفس الحالة.
«سديم القزحية – Iris Nebula»، من كوكبة قيفاوس، هو أحد الأمثلة على تلك السدم، حيث يعكس ضوء نجم ضخم في مركزه، يدعى (HD 200775)، هذا النجم ذو قدر ظاهري قيمته 6، ما يعني أن الراصد بتلسكوب صغير أو متوسط سوف يرى النجم بسهولة، بينما تظهر السحب حوله كدخان لامع.
وفي الصور ذات التعريض الطويل تظهر تلك السحب بلون أزرق بديع، يلمع سديمنا هذه المرة بقدر ظاهري 6.8 فقط، ما يعني أن رصده سوف يكون مهمة سهلة بالنسبة لتلسكوب صغير، ومهمة أسهل وأكثر روعة بالنسبة لتلسكوب متوسط.
حكايات النجوم
عندما رأت الأميرة أريادني الشاب ثيسيوس وقعت في حبه وباحت له بذلك، ثم أعطته سيفًا صغيرًا ولفافة خيط كدليل محبة. ثم بينما كان ثيسوس نائمًا رأى الآلهة تطلب منه ترك أريادني لأن أحدهم يريدها لنفسه ويجب ألا يعترض ثيسيوس على مشيئة الآلهة، فتخلّى عنها وبكت بشدة، ثم جاءها الإله باخوس وطلب منها أن تقبل به زوجًا لها.
لم تصدق أريادني أنه إله ورفضت الزواج منه، ولكي يثبت لها ذلك صنع لها تاجًا ذهبيًا غاية في الروعة فتأكدت من هويته وقبلت الزواج منه وعاشت معه حياة سعيدة. عندما ماتت أريادني رفع باخوس تاجها الذهبي عاليًا في السماء تمجيدًا لها، إنها الكوكبة الرائعة «Corona Borealis» التاج الشمالي. يتوسطها نجم لامع يدعى «الفكّة – Alphecca» وهي جوهرة التاج.