البرج رقم 13: كيف علّق تويتر على ظهور برج «حواء»؟
على ضفاف المحيط الرقمي، وفي قلب غابات السيليكون فالي، أعلى هضبة «الهارد الكبير» تقع دولة تويتر، وهي دولة رغم حداثتها فإنها نشطة باستمرار، أهلها يتناقشون ويتجادلون ليلًا ونهارًا، ويقضون في تلك النقاشات ساعات عمل تمتد إلى 24 ساعة يوميًا، 720 ساعة شهريًا، متغلبين بذلك على سكان كوكب اليابان الذي ارتفع عدد وفيات سكانه بسبب العمل لما يصل إلى 159 ساعة عمل إضافية في الشهر.
وبالرغم من أن دولة تويتر لم يمر على تأسيسها سوى عِقد وبضع سنوات فإنها صارت من أكثر دول العالم كثافة بالسكان؛ إذ يُقدّر عدد سكانها بأكثر من 300 مليون نسمة، يعيشون على مساحة جغرافية شاسعة، تُقدر بحوالي 280 حرفًا.
وتقوم مبادئ تأسيس هذه الدولة على النظام الليبرالي؛ حيث تضم كافة الأطياف والجنسيات والكائنات، ودائمًا ما تثير نقاشات سكانها جدالات عالمية؛ نظرًا لتعدد علاقاتها مع دول العالم وتأثيرها على الإعلام الرقمي العالمي.
خلاف حول برج جديد بعد 8 سنوات من الإعلان عنه
مؤخرًا أعلنت صحيفة «ترند» اليومية، أكبر صحف دولة تويتر، عن احتدام نقاش فلكي حول برج جديد أُعلن عن ضمه للأبراج الفلكية الاثنى عشرية المتعارف عليها، وهو نقاش أثار جدالًا واسعًا داخل حدود دولة تويتر؛ لما يمثله من تطور كبير للنوع البشري يتطلب تحديثًا لأصول وفروع العلوم المختلفة، وعلى رأسها علوم الفلك والتنجيم وضرب الودع وقراءة الفنجان والكف.
جدير بالذكر أن هذا الجدال الفلكي ليس بجديد، إذ أثارته مجلة تايم الأمريكية عام 2011، تحت عنوان دوران الأرض يغير الأبراج.
وقد احتدم الخلاف داخل حدود دولة تويتر بين مؤيد ومعارض لهذا البرج الجديد، بينما نشر سكان الدولة آراء متضاربة ومتناقضة حول الأمر، منها ما يؤكد أن البرج حقيقي، وأنه قد تمت زيادة عدد الأبراج لتصبح ثلاثة عشر برجًا فلكيًا، بعد إضافة برج جديد باسم «حِواء Ophiuchus» أو «حامل الثعبان The Serpent Bearer»، داعين إلى تقبل هذا البرج الجديد استنادًا إلى مبادئ تأسيس دولة تويتر الليبرالية التي لا تفرّق بين الأجناس والمخلوقات في دين أو لون أو جنس أو انتماء، وفي ظل أنها تضم سكانًا من عرقيات مختلفة، منها شعوب ماكينة تحميص الخبز mytoaster، وشعب ساعة Big Ben الشهيرة، وحتى الذباب الذين يمثلهم بدولة تويتر مندوبهم fly colony، فضلًا عن حوالي 48 مليون نسمة من شعب Internet Bot، إلى جانب أقليات من شعوب «زعيم تويتر» و«مافيا الريتويت» و«وحوش الفولورز» و«أنا بنونة على تويتر محطوطة».
وعلى الجهة المقابلة نشر عدد من السكان ما يفيد أن وجود البرج الجديد هو كلام – لا مؤاخذة- عارٍ تمامًا من الصحة، وأن الاثني عشر برجًا لم يُرزقوا بأخ ثالث عشر، مؤكدين أن هذا البرج الجديد لقيط مجهول النسب، يحاول الانتساب إلى مجموعة الأبراج الفلكية دون إثبات علمي أو تحليل DNA يثبت صحة نسبه، يأتي ذلك وسط أنباء صور وفيديوهات تداولتها وكالات أنباء دولية أفادت بأن الأبراج «كانت ماشية مشي بطّال»، وهو ما دعا البعض إلى التشكيك في نسب هذا البرج.
مندوبة تويتر بالأمم المتحدة تدعو لاجتماع عاجل
وفي سياق متصل أعلنت صحيفة «ترند» أن المندوبة الدائمة لدولة تويتر في الأمم المتحدة، السيدة «تغريد العصفوري» دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة هذا الأمر، في ظل تصاعد الأحداث بدولة تويتر، والتي قد تؤدي إلى زيادة أعداد حالات الطلاق؛ كنتيجة طبيعية لعدم توافق الأبراج بين الزوجين بعد ظهور البرج الجديد، في ظل أن شعب تويتر يتزوج على مذهب الإمام «حظك اليوم».
ووفقًا لما نقلته الصحيفة من محضر جلسة مجلس الأمن الطارئة، وما دار في أروقة وكواليس الأمم المتحدة فإن النقاش كان حادًا، وشمل أطرافًا مختلفة ومتصارعة عالميًا، وجاءت تعليقاتهم معبرة عن مدى الحدة والخلاف.
في بداية الاجتماع أكد عدد من المواطنين الذين وقعت أيام ميلادهم ضمن نطاق البرج الجديد أنهم في حيرة من أمرهم، خاصة بعد تغير صفاتهم تلقائيًا تبعا لصفات البرج الجديد، رافعين لافتات «أنا أنا أنا أنا أنا أنا مش عارفني»، معبرين عن مأساتهم وانشقاقهم وعدم قدرتهم على التكيّف مع صفات البرج الجديد.
على صعيد متصل صرح مندوب رابطة مشجعي نادي الزمالك بالأمم المتحدة عن رفض الرابطة لهذا البرج الجديد قائلًا: «12 برجًا حلال أحسن من 13 حرامًا»، رافعًا لافتة «سنظل أوفياء» التي تعبر عن تمسكهم بـ«التشكيلة القديمة» للأبراج، وهو ما دعا مندوب الأهلي بالأمم المتحدة إلى الاحتجاج، مطالبًا بحكم أجنبي محايد لتأكيد وجود البرج من عدمه، مؤكدًا أن الأهلي فوق الجميع بما فيهم البرج الجديد.
وعلى صعيد المؤسسات الرسمية أعلن المرصد الفلكي أن الحسابات الفلكية تؤكد ميلاد البرج الجديد، وأن غدًا هو المتمم لشهر شعبان، بينما أكدت دار الإفتاء تعذر رؤية هلال البرج الجديد، معلنة أن الأحد أول أيام عيد الأضحى.
على الجانب الآخر أعلن بعض رجال الدين أن الخروج على البرج الجديد حرام شرعًا؛ لأنه يعد اعتراضًا على مظهر من مظاهر قدرة الله، في حين اختلف معهم الشيخ مجدي غنيم، مؤكدًا في فيديو على اليوتيوب أن هذا البرج جاء من سفاح وزنا بين مجموعة من الثريات الأنجاس، يأتي ذلك الخلاف في ظل إعلان حركة «يم يم خاف يا عيد» الإرهابية عدم مسئوليتها عن هذا البرج.
أما الصينيون أصحاب الأبراج الفلكية الصينية فقد قالوا تعليقًا باللغة الصينية لم يتمكن كاتب التقرير من قراءته أو فهمه، وحين كتابته على «جوجل ترانسليت» رفض الموقع ترجمته ردًا على منع خدمات جوجل بالصين.
وعلى صعيد الجمعيات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان، أعلنت جمعيات الحقوق النسائية عن مطالبتها بتغيير اسم البرج ليصبح «أنثى الثعبان» أو «حوّاء» (بتضعيف الواو)؛ ليصبح بذلك أول برج باسم أنثى، وهو ما يعد انتصارًا كبيرًا للحركة النسوية العالمية منذ أن أكلت حواء من التفاحة، كما أكدت جمعية «ستات قادرة» على أن التحرش بـ«البرجة الجديدة» يعد جريمة أخلاقية لا تقل جُرمًا وعُنفًا وسادية عن عدم إكمال الزوج لمحادثته مع زوجته بعد إجابتها عن سؤاله: «مالِك؟» بـ«ماليش… لو مهتم كنت عرفت لوحدك».
وعلى صعيد الوضع السياسي الدولي أوردت الصحيفة في تقريرها صورًا نشرتها وكالة ناسا الفضائية الأمريكية لأول رائد فضاء أمريكي يطأ سطح البرج الفلكي الجديد، وردًا على ذلك أكّدت الخارجية الروسية أن هذه الصور فوتوشوب، بينما أعلن الرئيس الأمريكي ترامب أنه بصدد بناء سور بين بلاده والبرج الجديد، مخاطبًا شعب تويتر من خلال إعادة تغريد (ريتويت) لتغريدة سابقة قائلًا: «إن البرج الجديد إذا أراد تحسين علاقته مع أمريكا الترامبية العظمى فعليه أن يدفع»، ثم وجّه حديثه إلى البرج بعد عمل «مِنشن» له قائلًا:
جدير بالذكر أن هذه التغريدة كان قد أرسلها ترامب من قَبل إلى الملك سعدان، لكنه أعاد نشرها بعد حذف اسم الملك سعدان من التغريدة القديمة ووضع اسم البرج الجديد بدلًا منه.
وفي نهاية تقريرها أكدت صحيفة «ترند» أن الجدل لم يُحسم حتى الآن مع استمرار مجلس الأمن في الانعقاد لحين البت في قرار نهائي تُجمع عليه الدول الأعضاء بشأن البرج الجديد،بينما نُشرت تسريبات من «عَقْب باب» قاعة الاجتماعات بأن الأمم المتحدة ستصدر بيانًا قويًا تشجب وتندد وتدين فيه قيام البرج الجديد بتعطيل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.