لن تسير وحدك أبدًا: دول أوروبية وعربية تدعم بقاء البشير
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
يومًا بعد يوم يخرج السودانيون إلى الشوارع للاحتجاج على حكم عمر البشير. يواجه الرئيس – الذي قاد انقلابًا واستولى بنفسه على السلطة عام 1989 – أخطر تحدٍ في عقوده الثلاثة التي قضاها في السلطة. حيث يغذي الغضب الحاد من ارتفاع أسعار الخبز والوقود والادعاءات بالفساد، الاحتجاجات.حتى الآن تمكن الرئيس من مقاومة غضب الشعب. لكن لدى السودانيين تاريخ طويل من الإطاحة بالنظم التي لا تحظى بشعبية. قديمًا مرتين – عام 1964 ثم عام 1985 – أدت الثورات إلى تغييرات في الحكومة. دائمًا ما تتخلى القوات المسلحة عن النظام وتنحاز إلى جانب الشعب، لكن لم يحدث هذا خلال الاحتجاجات الحالية لأسباب وجيهة؛ كما يوضح المحاضر الجامعي ومؤلف كتاب «الانتفاضات المدنية في السودان الحديث»، ويلو بيردج:
لكن بقاء النظام لا يمكن أن يعامل ببساطة كقضية محلية، فلدى البشير حلفاء دوليون أقوياء. ندد الغرب بعمر البشير في وقت ما كمتهمٍ بجرائم حرب. لكن في الآونة الأخيرة بدؤوا يرونه كمصدر للاستقرار والاستخبارات في منطقة مضطربة. يتمتع الرئيس أيضًا بدعم – سياسي ومالي – من حلفاء عرب رئيسيين.
دعم عربي
يقال إن السودانيين عادة ما يتجهون شمالًا إلى القاهرة بحثًا عن الدعم، لا تعتبر هذه الأزمة استثناءً، ففي ديسمبر/ كانون الأول، زار وزير الخارجية ورئيس المخابرات المصرية الخرطوم،متعهدين بدعم مصر للبشير. وصرح وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي سافر إلى السودان مع رئيس المخابرات العامة عباس كامل، بثقة:
تبع هذا – خلال رحلة إلى القاهرة قام بها الرئيس السوداني – تعليق منالرئيس عبد الفتاح السيسي قائلًا:
لكن الدعم السياسي وحده لن يكون كافيًا لإبقاء النظام السوداني في السلطة، هناك أيضًا دعم مالي من جميع دول البحر الأحمر في مقابل دخول السودان إلى الحرب اليمنية، قيل إن الخرطوم تلقت استثمارات بقيمة 2.2 مليار دولار. ويقاتل أكثر من 10 آلاف جندي سوداني في الخطوط الأمامية اليمني، يقال إن بعضهم من الجنود الأطفال الذين يجندهم السعوديون، مع عروض مالية بقيمة 10 آلاف دولار لكل مجند.
اقرأ أيضًا: الانتفاضة السودانية: لهذه الأسباب لا نتوقع رحيل البشير
حلفاء آخرون
تعود إعادة تأهيل البشير في الولايات المتحدة إلى عهد الرئيس باراك أوباما، كأحد آخر أعمال مكتبه،قام برفع مجموعة من العقوبات الأمريكية ضد النظام السوداني. واستشهد بمكتب وكالة الاستخبارات المركزية الكبير في الخرطوم كأحد الأسباب الرئيسية لتغيير سياسته.ليست واشنطن وحدها في هذا الرأي. في حين تقاتل أوروبا لتقييد عدد الأفارقة الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط، رأت الحكومة السودانية حليفًا لها. تعتبر «عملية الخرطوم» – التي وُقعت في العاصمة السودانية – بالغة الأهمية لهذه العلاقة. في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 التقى القادة الأوروبيون نظراءهم الأفارقة في العاصمة المالطية فاليتا، في محاولة لوضع اللحم على عظام (لوضع النقاط على الحروف) هذه الاتفاقية. وجرى توضيح الهدف في البيان الصحفي المرفق للاتحاد الأوروبي والذي خلص إلى أنه:
أدت القمة إلى صياغة خطة عمل استهدفت سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة والسفر منذ ذلك الحين. ووضحت الخطة بالتفصيل كيفية تعاون المؤسسات الأوروبية مع شركائها الأفارقة للقتال: «هجرة غير نظامية وتهريب المهاجرين والاتجار بالبشر». وعدت أوروبا بتقديم التدريب لـ«سلطات تطبيق القانون والسلطات القضائية» في أساليب التحقيق الجديدة: «بالمساعدة في إنشاء وحدات شرطة متخصصة في مكافحة التجارة المشبوهة والتهريب».كانت هذه الالتزامات بمثابة تعهد واضح لدعم وتعزيز عناصر الدولة السودانية. أُسس مركز عمليات إقليمي (ROCK) في الخرطوم، هدفه الرئيسي هو وقف تهريب وتدفقات اللاجئين عبر السماح للمسؤولين الأوروبيين بالعمل مباشرة مع نظرائهم السودانيين. سيعتمد مركز تنسيق مكافحة الاتجار بالبشر في الخرطوم – الذي يعمل فيه ضباط شرطة من السودان وعدة بلدان أوروبية، بما فيها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا – جزئيًا على معلومات مصدرها أجهزة الاستخبارات الوطنية السودانية.
اقرأ أيضًا: الانتفاضة السودانية على نظام البشير في مرآة غرامشي
وأخيرًا، توجد بعض الأدلة على تورط روسيا في الأزمة السودانية. يُقال إن القوات الروسية – التي تعمل لصالح عقيد خاص – شوهدت في شوارع الخرطوم تقوم بقمع الاحتجاجات. بالنظر إلى حجم دعم البشير، فتمكنه من مقاومة الضغط الشعبي للتنحي ليس مفاجئًا. يعتمد الكثيرون على مدة استمرار التظاهرات ومقدار القوة التي يستعد بها النظام لقمع خصومه.