قضى أينشتاين آخر عقدين من عمره في محاولة البحث عن نظرية «الكل شيء» TOE، وتلك النظرية من المفترض أن تُفسِّر وتختزل كل ظواهر الفيزياء والفلك في معادلة واحدة أو قانون واحد، يمكن التعويض به لفك أكثر ألغاز الكون تعقيدًا واستعصاءً على الفهم، ولك أن تتخيل كيف لنظرية مثل هذه أن تثير خيال أينشتاين العبقري.

لم يكن أينشتاين هو أول من حاول الوصول إلى تلك النظرية، فقد ولع الخيميائيون القدامى بنظرية مشابهة، ادّعوا أن بإمكانها تحويل الرمل إلى ذهب عن طريق استخدام الرمل في معادلة كيميائية موزونة حسب قانون مشابه لقانون «الكل شيء».

وقد تمادى هذا الهوس لحد أن الخيمياء قد تم إعاقة تطورها لمدة ثلاثة قرون متتالية بسبب تلك المحاولات المستعصية.

هل تظن أنها خرافات؟

لكن لو كانت نظرية الكل شيء وهمًا حقًا، فلمَ ولع بها علماء كبار مثل أنيشتاين ونيوتن وهايزنبيرج وستيفين هوكينج؟

نظرية «الكل شيء» في العالم الحديث

يخبرنا المؤرخ «بيرتون ف. بيرز» في كتابه Patterns of Civilization أن كل الحضارات الناجحة تتبنى نفس العادات والخطوات التي بُنيت عليها بقية الحضارات التي تسبقها أو تليها. وكأن العالم يتكون من أنماط متصلة ومتتالية، كل نتيجة لها نمط بالمعنى الحرفي للكلمة، ولو اتبعنا النمط ومشينا خلفه لوصلنا إلى أي نتيجة مرجوة مهما كانت مستحيلة أو مستعصية.

وعلى ذلك الأساس، لو دقّقنا النظر في أي حضارة في التاريخ، بدايةً بالحضارة الفرعونية والإغريقية والبابلية، وصولًا إلى حضارات العالم الحديث، لوجدنا أن أساس تلك الحضارات كان النهوض بالفرد مهما اختلفت الطرق والوسائل، فالغاية الأولى والأخيرة كانت تنمية الفرد وضمان حياة عالية الجودة له، مما ينعكس على المجتمع وما حوله.

وبنفس الطريقة، فلو حاولنا الوصول إلى نمط النهوض بالفرد، أي قانون «الكل شيء» الخاص بالأفراد والذي يضمن لهم حياة فائقة الجودة، لاستطعنا من خلاله أن نصل إلى مفتاح نهضة المجتمعات ورخاء الأمم وقيام الحضارة.

الجريمة الأولى هي أساس كل الشرور

يخبرنا علماء النفس الجنائي Criminology أن المجرم يتم تصنيفه من خلال أول جريمة يرتكبها، وتلك الجريمة تُحدِّد النمط الإجرامي الذي سيقود حياته فيما بعد وكذلك تعكس مشكلته الرئيسية ودوافع جرائمه.

فهل يعني ذلك أننا لو اكتشفنا الدافع وراء أول جريمة في تاريخ البشرية فحينها يمكننا أن نجد دافع كل الجرائم من يومها حتى الآن؟

أول جريمة في تاريخ البشرية كانت قتل قابيل لهابيل، قد يبدو أن دافع الجريمة هو الحسد الذي سلب لب قابيل تجاه أخيه وما يملك، أو أنه الغيظ من نجاح غيره، أو حتى الكراهية بين الأخوين.

لكن في الواقع، إن الدافع الحقيقي للجريمة كان قبل ذلك، أي أنه لم يظهر حين تقبل الله قربان هابيل ورفض قربان أخيه، بل إن الدافع كان أقدم من ذلك، يكمن دافع الجريمة في سبب رفض القربان نفسه من البداية.

تُوضِّح الآية الكريمة «إنما يتقبل الله من المتقين»، أن قابيل لم يُقدِّم قربانًا يليق بالإله وأن قربان هابيل كان أفضل وأكثر قيمة بكثير. أي أن مشكلة قابيل الرئيسية لم تكن الحقد والحسد تجاه أخيه، فلقد كان هذا الحقد والحسد نتيجة للمشكلة الرئيسية التي سبّبت رفض قربان قابيل، ألا وهي الفشل في التضحية.

المارشميلو يحدد مستقبل الأطفال

في عام 1972 أقام الباحثون في جامعة ستانفورد تجربة شهيرة سُميت تجربة المارشميلو، حيث جمعوا مجموعة من الأطفال ووضعوا كلا منهم في غرفة منفصلة وأعطوه قطعة مارشميلو، ثم عقدوا اتفاقًا معهم: إذا استطاع الطفل الصبر على قطعة المارشميلو لمدة 15 دقيقة، كافئوه بقطعة ثانية.

وبالفعل حاول كل طفل أن يمنع نفسه من أكل قطعة المارشميلو، فوضع أحدهم القطعة بعيدًا عنه، وقام الآخر بتغطية وجهه حتى لا يراها، واختار البعض أن يشغلوا أنفسهم بقيلولة سريعة. وكما كان المتوقع، لم يتمكن معظم الأطفال من الصبر عن التهام القطعة قبل المدة المُتفق عليها.

لم تنحصر التجربة على الخمسة عشر دقيقة فقط، فلقد تابع الباحثون حياة الأطفال من بعد التجربة طوال فترة امتدت لأكثر من عشرين عامًا.

في دراسات لاحقة، اكتشف الباحثون أن الأطفال الذين تمكنوا من تأجيل رغبتهم في أكل المارشميلو والتضحية بالقطعة مؤقتًا لكي يفوزوا بالقطعتين، كانوا أكثر نجاحًا في المستقبل وأكثر استقلالًا ماديًا ونجاحًا أسريًا واستقرارًا في حياتهم.

بينما الأطفال الذين أكلوا المارشميلو فقد كانت جودة حياتهم أقل بكثير، بل كانوا أكثر عُرضة لمخاطر مثل الإدمان والسجن والغرق في الديون والتعرض للطلاق بل والخيانة الزوجية أيضًا.

ومن هنا اجتمع الباحثون على أن القدرة على التضحية بالحاضر من أجل المستقبل هي أهم مهارة للنجاح في الحياة عمومًا أو في أي مجال. فالفرق بين الإنسان والحيوان هو قدرته على تأجيل إشباع احتياجاته، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يقول كلا لاحتياجاته الأساسية (الطعام والشراب والجنس)، وكذلك يستطيع تحمل الحاجة لفترات طويلة، وتلك صفة غير موجودة في بقية الكائنات الحية.

هناك أيضًا ملاحظة أخرى لاحظها الباحثون… هو أن بعض الأطفال الذين أكلوا المارشميلو لم يأكلوه لعدم مقدرتهم على الصبر أو التضحية، بل لأنهم لم يثقوا في وعد الباحثين بقطعة أخرى، وهؤلاء هم الأطفال الذين تربوا على يد آباء يكذبون عليهم ويخلفون وعودهم، وهؤلاء الأطفال أيضًا كانوا أكثر عرضة للسلوك الإجرامي بعد عدة سنوات من التجربة.

وذلك يعود بنا إلى موضوعنا الأساسي، فليس السؤال هو كيف يؤجل الإنسان إشباع احتياجاته، بل لماذا؟

وللإجابة على هذا السؤال يجدر بنا العودة لحياة الإنسان الحجري القديم.

اكتشاف المستقبل

قد يجادل البعض عن أهم عامل في عملية تحول الإنسان القديم من إنسان حجري إلى صانع حضارة. البعض يقول اكتشافه للنار، والبعض الآخر يقول اكتشافه للزراعة. لكن للبروفيسور «جوردن بيترسن» إجابة أخرى في كتابه 12 Rules For Life، وهي اكتشاف الإنسان للمستقبل.

قبل أن يكتشف الإنسان البدائي الزراعة، بل قبل أن يكتشف النار، كان الطعام بالنسبة له مشكلة كبيرة.

كانت اللحوم تستهلك كمية كبيرة من الوقت كي يتم هضمها دون طبخ، فلولا الطبخ لاضطر الإنسان أن يقضي على الأقل 16 ساعة يوميًا من أجل الهضم فقط مثله مثل بقية الحيوانات الآكلة للحوم. أمّا بالنسبة للمأكولات الخضراء، فلم يكن الإنسان قد عرف حياة الاستقرار بعد ولم يكن لديه خيار العيش في مكان واحد تتوفر به الأشجار والمحاصيل خوفًا من الحيوانات المفترسة التي تتخذ هذه الأماكن كخيار أول لاصطياد ضحاياها.

ولذلك يخبرنا العالم «يوفال نوح هراري» في كتابه Sapiens: A Brief History of Humankind أن الإنسان البدائي عانى لآلاف السنين من حياة الجامعين الذي كانوا يقضون نهارهم في البحث عن الطعام والتهامه في حينها لعدم توافر عنصر الاستقرار في مكان واحد ولا القدرة على تخزين الطعام في مكان بدون أن يحمض أو يفسد، فكانت معظم أنشطة الإنسان البدائي تتلخص في البحث عن شجرة مثمرة والجلوس بجوارها لالتهام أكبر قدر ممكن من ثمارها، قبل أن تكتشف موقع الشجرة بقية الحيوانات وتنافسه في طعامه أو تلتهمه شخصيًا.

وقد استمر أثر تلك العادة القديمة في ميكانيزمات العقل البشري حتى يومنا هذا، فحتى الآن ما زالت أدمغتنا تفرز هرموني الدوبامين والإندورفين بمجرد اكتشاف مصدر وفير للكربوهيدرات مثل الطعام السريع والمأكولات السكرية والنشوية، والغرض من تلك الهرمونات هو تشجيع الجسد على الشراهة في الأكل خوفًا من ضياع مصدر الطعام أو تعرضه للخطر بنفس عقلية الإنسان البدائي في عصور الجامعين.

تخيل معي عزيزي القارئ أنك تعيش في عالم مخيف، خطر، مليء بالحيوانات المفترسة التي تهدد وجودك في أي لحظة، غابة ليس بها كائن أضعف منك، بالإضافة إلى أن كل منْ يعيش بها عينه على ما يملك الآخر، ينتظر لحظة ضعف أو غفلة حتى يسرق طعامه وزوجه ويقتل أطفاله.

كيف لإنسان يعيش في مثل هذه الظروف أن يتمكن من تأجيل إشباع رغباته أو حتى يحتفظ بطعام اليوم من أجل الغد؟

الإجابة هي لأن الإنسان أخيرًا اكتشف المستقبل، اكتشف أن هناك غدًا، وأدرك أنه لو أكل نصف طعامه اليوم ووضع الباقي في مكان آمن، فسوف يستيقظ في الصباح ليجد النصف الآخر من طعامه في انتظاره.

وعلى ذلك الأساس، استطاع أن يدرك قيمة النار ويستخدمها في طهي الطعام حتى لا يرهقه هضمه في اليوم التالي، وكذلك استطاع أن يستفيد من الزراعة وهو يدرك حتمية الحصاد في المستقبل القريب.

لكن يظل التساؤل: ما دام الغد ليس مضمونًا، والمستقبل مجهولاً ومخيفًا، كيف للإنسان البدائي أن يضمن أن طعامه سيظل موجودًا حين يستيقظ؟

الإنسان القديم كان يحتاج ضمانات أكثر من ذلك، كان يحتاج وعدًا بأن المستقبل سيكون عادلًا معه وسيفي بجانبه من صفقة (تأجيل الإشباع)، حتى لا تضيع التضحية باليوم هباءً، ونتيجة لذلك شعر باحتياجه لوجود إله.

الاحتياج الضروري لوجود إله

التصور المبدئي لفكرة الإله كانت عبارة عن وعد بأن المستقبل سيفي بجانبه من الصفقة، ضمانة بأن المجهود المبذول لن يضيع هدرًا، وأن مكافأة تأجيل الإشباع ستذهب لمن أحسن عملًا. وقد اتضح ذلك بشدة في القرابين التي كان يقدمها الإنسان من أجل ضمان جودة المحصول وهطول المطر.

ووجود الإله يضمن بأن الحاضر مهما كان مُحبِطًا ومُزريًا، فإن المستقبل الأفضل قادم ليُعوِّض ما فات لمن أحسن ويُعاقِب من أساء. ولو زال ذلك الأمل من نفس صاحبه فلن يتبقى بداخله سوى يأس يؤدي لنتيجة من اثنتين: الأولى فشل في التضحية، وبذلك يعيش الإنسان وكأن الغد لن يأتي، ينهي طعامه كله ولا يحاول التخطيط للمستقبل، وذلك سيجعله يشبع اليوم لكن حتمًا سيُميِته من الجوع غدًا.

والنتيجة الثانية لليأس هي التعجل بالرحيل، فيعيش الإنسان كأن الغد لن يأتي، وبالفعل يمنع الغد من أن يأتي، يعكس العملية ويضحي بالغد في سبيل اليوم، فيؤدي اليأس به إلى الهلاك والانتحار لعدم توافر أسباب منطقية للعيش.

ولذلك فالإيمان بالإله بالنسبة للإنسان القديم كان بمثابة أكبر دافع للأمل، وبلا أمل لا يوجد استعداد للغد، وبلا استعداد للغد لا توجد تضحية، وبلا تضحية لا توجد حضارة، وبلا حضارة تصغر القيم في عين المرء، فلا يضع اعتبارًا لصواب أو خطأ، ويظل العصر الحجري يُخيِّم على البشرية للأبد.

الإله من اختراع البشر؟!

أدرك الإنسان القديم منذ زمن أنه أضعف من أن يصمد في العالم، أنه مليء بالعيوب ونقاط الضعف المُميتة؛ عجول وجهول وضعيف لا يطيق الصبر ولا يسهل عليه تحمل أعباء المعيشة. ولذلك أدرك القدماء أن الإنسان بحاجة إلى شيء أكبر منه يحتمي به، فكرة عملاقة تنتشله من الضياع، إيمان ولو مزيف يمد حياته بالمعنى ويعطيه سيطرة شكلية على المستقبل الذي يخشاه والماضي الذي لا يستطيع أن يستوعب الغرض منه.

حتى لو مده إيمانه بضمانٍ وهمي واتكال مؤقت على قوى الطبيعة أو الكواكب أو الأصنام، أي نوع من الإيمان كان ضروريًا لإرشاد الإنسان الضائع في ذلك العالم الواسع.

ولمّا تطورت الحضارة وسادت العالم روح التقدم والتكنولوجيا، تعالى الإنسان عن فكرة الاحتياج ولفظ الإيمانَ كما تلفظ المعدة جرثومة ضارة، فها هو «كارل يونج» يُعلِّق على تلك الظاهرة قائلًا:

الإنسان الحديث لا يمكنه أن يجد الإله، لا لأن الإله غير موجود، بل لأن الإنسان الحديث لا ينظر أسفل أنفه.
من كتاب Modern Man in Search of a Soul.

لكن هل يعني ذلك أن الأديان من صنع البشر، وأن الإله خرافة اخترعتها الحاجة أمُ الاختراع؟

كان من الممكن أن يصح ذلك الادعاء لولا تفصيلة صغيرة مشتركة بين الديانات تثبت العكس فور إدراكها. وهي لو أن الإنسان هو منْ اخترع الأديان لكان أولى له أن يخترع أديانًا تخدمه لا يخدمها، تُلبِّي شهواته وتُرضِي رغباته لا تأمره بالعكس، تُوفِّر له الراحة وتضمن له الكسل لا تجبره على المشقة وتدفع به لملاقاة الأهوال.

ولما كانت الأديان مصدرها سماوي، أصبحت وظيفة الدين لا أن يعطي صاحبه ما يريد بل ما يحتاج، يَعِده بأن تضحيته لن تذهب هدرًا ويضمن له أن الجزاء سيكون من جنس العمل، يُوفِّر له العدل في ميزان الأمور ويُجنِّبه شر نفسه وأذيتها.

ولو كانت الأديان من صنع البشر لما تطلبت كل تلك المخاطرة دون ضمانات، مع العلم أن المخاطرة من الأساس تعاكس طبيعة الإنسان الذي يميل للأمان ويركن للمضمون، فكيف له أن يخترع عقيدة تخالف طبيعته؟

وذلك ما نراه في قصة طالوت وجالوت، حين أراد الله أن يختبر جنود طالوت كما في الآية الكريمة:

«فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي»
سورة البقرة – آية 249.

فكان الاختبار هو أداة لقياس مدى قدرة الجندي على مقاومة نفسه وتأجيل إشباع رغباته، على الصبر عن إغراء المارشميلو والانتصار على ميكانيزمات عقله البدائية ومنعها عن الشرب من النهر.

وكانت النتيجة أن معظم الجنود فشلوا في الاختبار مثلما فشل العديد من الأطفال في اختبار المارشميلو: «فشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ».

وهؤلاء القليل هم منْ قال فيهم الدكتور مصطفى محمود إنهم حقّقوا غاية الدين والحكمة، وهي من وجهة نظره: «أن يقاوم الإنسان ما يحب ويتحمّل ما يكره».

كما قال أيضًا إن الإنسان الذي يستطيع فعل ذلك في حياته اليومية هو إنسان حقّق شرط إنسانيته وانتصر عقله على بهيميته، وبالطبع عملية مثل هذه لا تخلو من مخاطرة.

ولذلك أيضًا قال عالم النفس «ألفرد آدلر»: «الإيمان هو عملية مخاطرة ضرورية».

ومخاطرة المؤمن تكمن في قيام إيمانه على غيبيات، ووعود ليس لها أدلة حسية، ونظام ثواب وعقاب في يد إله لا يُسأل عمّا يفعل، ذي أحكام غير قابلة للاعتراض ولا الطعن. ولذلك اتفق الفيلسوف «كيركجارد» مع «آدلر» واصفًا الإيمان بأنه قفزة إلى المجهول، مخاطرة غير مأمونة العواقب ولا مضمونة النواتج.

أعتقد أنه لو كان الإنسان هو من اخترع الإله وصنع الأديان، لم يكن أبدًا ليُورِّط نفسه في مثل تلك المجازفة!

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.