رائد الأعمال Inside Out: رحلة في عالم ريادة الأعمال
في 2019 أصدر المهندس محمد حسام خضر، الطبعة الأولى من كتابه رائد الأعمال Inside Out، الصادر عن دار «دوّن للنشر والتوزيع». يتكون الكتاب من 40 مقالًا متنوعًا عن عالم ريادة الأعمال. يتناول فيها الكاتب موضوعات مهمة مثل: حياة رائد الأعمال، الاستثمارات والشراكات وكيفية التعامل معها، وتوضيح لمفاهيم مهمة في المجال. عناوين المقالات غير منظمة داخل الكتاب وفقًا لوحدة الموضوع، لكن يمكنك إلقاء نظرة على الفهرس في نهاية الكتاب لمعرفة المحتوى.
عن المهندس محمد حسام خضر
المهندس محمد حسام خضر هو استشاري متخصص في الإدارة وريادة الأعمال، تخرج في كلية الهندسة عام 1997، من جامعة القاهرة. حاصل على دبلومة إدارة التسويق من المعهد البريطاني، وماجستير إدارة الأعمال من جامعة أوتونوما في برشلونة. يعمل حاليًا كمؤسس ومدير تنفيذي لشركة تصميم وبرمجة التطبيقات والمواقع (Internet Plus)، وشريك إداري في شركة (Endure Capital) للاستثمار في الشركات الناشئة.
نجح المهندس خضر في تأسيس العديد من الشركات، بعضها توقف والبعض الآخر حقق نجاحًا كبيرًا. نجح في بيع ثلاثة من مشاريعه الناجحة لشركات أخرى. إذ اشترت منه شركة مكتوب موقعي بنت الحلال وألعاب شمس، وباع منتدى فتكات للمرأة إلى شركة كويت كار.
يقدّم المهندس خضر استشارات في عالم الأعمال عن طريق شركته (خضر وبيزنس)، تشمل هذه الاستشارات: أمور الشراكة والشركاء، الاستثمار، التحول الرقمي، الأمور الإدارية. ويحاضر في عدة حاضنات ومسرعات أعمال، إلى جانب مشاركته في فاعليات ريادة الأعمال مثل: RiseUp، TechneSummit، خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، كمتحدث أو مدرب في ورش العمل.
يؤمن المهندس خضر بأهمية وجود محتوى قوي في ريادة الأعمال، يعتمد على المنهج العلمي والعملي معًا، حتى تصل الصورة الصحيح لريادة الأعمال إلى الجميع. من أجل ذلك يقدّم المهندس خضر المحتوى في أشكاله الثلاثة: مكتوب على «فيسبوك»، مرئي على «يوتيوب» و«فيسبوك»، مسموع في البودكاست على ساوند كلاود ومنصات أخرى. يُقدم هذا المحتوى تحت اسم (خضر وبيزنس) كهوية ثابتة للمهندس خضر.
يظهر حرص المهندس خضر على تقديم تجارب واقعية في الكتاب، وسعيه لنقل صورة حقيقية عن مجال ريادة الأعمال. لا عجب وأنّ الواقع هو كثرة التجارب الفاشلة للشركات الناشئة، وأحد أسباب ذلك هو ندرة المحتوى العربي في هذا المجال.
وكذلك نتيجة لعدم وجود تجارب تؤسس معرفة رائد الأعمال بالواقع جيدًا، فيكتشف العديد من النقاط بعد البدء، بعضها لا يمكن معالجته بسهولة، وتكون النتيجة هي فشل المشروع. بالتالي، يحاول الكتاب معالجة مشكلات واقع ريادة الأعمال، ويقدم محتوى قويًا عن المجال. لنلقي نظرة على بعض من الأجزاء المهمة في الكتاب، التي تصف رحلة رائد الأعمال.
المحطة الأولى: متى أبدأ مشروعي؟
كثيرًا ما استمعنا في السنوات الأخيرة إلى جمل من نوعية: «إذا لم يكن لديك حلم، ستضطر للعيش في أحلام الآخرين». في سبيل تصدير فكرة أنّ المشروع الخاص هو الخيار الأفضل للجميع. بالطبع هذا ليس صحيحًا، وتعد إحدى أساطير ريادة الأعمال، إذ لا يوجد خيار أفضل من غيره، يعتمد الأمر في النهاية على التفضيلات الشخصية.
لذا، يركّز المهندس خضر على مناقشة هذه الفكرة في الكتاب، مشيرًا إلى أهمية العمل في وظائف تقليدية أو في شركات ناشئة أخرى، قبل الاتّجاه إلى تأسيس شركة خاصة. يعود السبب في ذلك لأهمية الوظيفة في اكتساب المهارات والخبرات المطلوبة لإدارة وإطلاق الشركات، وكذلك تمثل ضمانًا لإمكانية الوصول إلى وظيفة جيدة في حالة إغلاق الشركة، نتيجة امتلاك المهارات المناسبة لسوق العمل.
أما في حالة كون السبب الأساسي لتأسيس مشروع، هو القناعة بأنّ هذا التوقيت المثالي للفكرة، ولا يمكن الانتظار لوقتٍ لاحق لتنفيذها. بالتالي، فالتصور الأمثل هو حصول رائد الأعمال على الدور الذي يتفق مع خبراته ومهاراته، مع الاستعانة بأشخاص آخرين للعمل في الشركة.
حتى لو ترتب على ذلك إسناد مهام الإدارة بالكامل لشخص آخر. سيساعد ذلك في استفادة رائد الأعمال من مهاراته، في العمل داخل الشركة وفقًا للدور الذي يجيده، والاستعانة بالخبرات الموجودة معه لنجاح الشركة. إلى جانب امتلاك الفرصة للتطوير الذاتي والتعلّم واكتساب الخبرات الجديدة.
المحطة الثانية: اختيار فكرة المشروع
يركّز المهندس خضر في العديد من المقالات داخل الكتاب على بعض الخطوات المتعلقة باختيار فكرة المشروع، وأثر هذه النقطة في تأسيس مشروع ناجح. في الحقيقة تشير الإحصاءات إلى فشل 9 من 10 شركات ناشئة. ويعد السبب الأكثر شيوعًا بين هذه الأسباب هو عدم وجود احتياج للمنتج.
على الأغلب السبب الشائع في ذلك هو وقوع رائد الأعمال في حب فكرته، ذلك الحب القاتل الذي يجعله ينفق العديد من الأموال، ويسعى إلى إقناع من حوله سواءً مستثمرين أو شركاء أو غيرهم، ويبذل مجهودًا كبيرًا، لكن يكتشف في النهاية عدم جدوى هذه الفكرة.
لذا، يقدم المهندس خضر حلولًا لهذه المشكلة، من خلال الإحساس بمسئولية الفكرة، والاستماع لانتقادات الآخرين، في محاولة للاستفادة منها في تقييم الفكرة. إلى جانب كل ذلك، ضرورة القيام ببحث السوق جيدًا للتعرف على الفكرة، والاهتمام بتوجيه الأسئلة الصحيحة إلى العملاء المناسبين، من أجل الخروج بمشروع قوي فعلًا.
المحطة الثالثة: الشركاء وفريق العمل
يعطي الكتاب أهمية كبيرة لمسألة اختيار الشركاء في الشركات الناشئة تحديدًا، وذلك لأهمية هذه النقطة في طريقة عمل الشركة، التي يعتمد نجاحها بقدر كبير على أداء مؤسسيها. يساعد اختيار الشركاء في توزيع المهام بين الأفراد وفقًا للخبرات، والتشارك في أعباء العمل، ويقلل من حجم المخاطرة، كما يحب المستثمرون ومسرعات وحواضن الأعمال الشركات التي تملك أكثر من شريك.
يوضح الكتاب القواعد المهمة لاختيار الشركاء المناسبين، لا الاعتماد على الأصدقاء أو الاختيار العشوائي دون معايير حقيقية لتقييم الخيارات من خلالها. تضمن هذه المعايير قابلية الوصول إلى الشريك الصحيح، والأهم من ذلك الاتفاق على توزيع المهام بالطريقة التي تقود الشركة إلى النجاح والتكامل.
يشير المهندس خضر إلى نقطة أخرى غاية في الأهمية، وهي ضرورة مناقشة حصص الملكية في المشروع وآلية توزيعها، وعدم تأجيلها لما بعد عمل الشركة. إذ يؤدي ذلك إلى العديد من المشكلات، قد تكون السبب في نهاية الشركة. لذا يقدم المهندس خضر طريقة مناسبة لتقسيم الحصص، ستجدها ضمن طرق أخرى في مقالنا عن تقسيم حصص الملكية بين الشركاء.
أمّا عن اختيار فريق العمل، يقدم المهندس خضر شرحًا لمواصفات الجيل الحالي من الموظفين، الذي يسمّى بـ(Generation Y)، الذين هم من مواليد الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. ويصف الأشياء التي يهتمون بها، مثل سعيهم الدائم إلى التطوير الشخصي والبحث عن الفرص المناسبة، العوامل التي تحفّزهم للإنجاز.
بالطبع لا يمكنك العمل على مشروعك بمفردك. لذا، من المهم معرفة هذه النقاط، من أجل استخدامها في إدارة فريق العمل والوصول إلى أفضل الكفاءات. إذا كنت في بداية مشروعك، يمكنك اللجوء إلى توظيف المحترفين في العمل الحر من موقع مستقل، أكبر موقع للعمل الحر في الوطن العربي، كخيار يمكنك من الحصول على أفضل الكفاءات بتكاليف جيدة.
المحطة الرابعة: البحث عن مصادر للتمويل
يهتم العديد من أصحاب المشروعات بالبحث عن التمويل من البداية، والذهاب إلى مستثمرين من أجل تنفيذ أفكارهم. يظن البعض أنّه لا طريق للنجاح سوى من خلال ذلك. لذا، يناقش المهندس خضر هذه المسألة، ويخبرنا أنّه ليس ضروريًا البحث عن مستثمر من البداية، وأنّه قبل أي شيء لا بد من التساؤل حول سبب الاحتياج إلى مستثمر.
أمّا في البداية، ومع وجود احتياج إلى التجربة في الكثير من الأحيان، للوصول إلى الشكل المثالي للفكرة، وكذلك توفّر المال الكافي لإدارة المشروع، فيمكن تأجيل البحث عن مستثمر. حتى يصل المشروع إلى نجاح معقول، ويكون أكثر جاهزية للتوسع والنمو. يمكن اللجوء إلى مستثمر من البداية في حالة واحدة، وهي امتلاك هذا المستثمر ما يفيد المشروع، مثل العلاقات أو الشراكات.
في النهاية العلاقة بينك كصاحب مشروع والمستثمر هي علاقة منفعة متبادلة، من الخطأ التفكير فيها من جانب واحد فقط، إذ سيؤدي ذلك إلى فشلك في الفوز بالصفقات. أيضًا من المهم ألّا تتفاعل مع الرفض بشكل شخصي، فهذه احتمالية واردة طوال الوقت. على الأغلب الرفض هو الأصل، والموافقة هي الاستثناء. لذا، في كل مرة تتعرض فيها إلى الرفض، حاول الاستفادة من التعليقات في تطوير مشروعك، ومتابعة رحلتك.
محطة الوصول: حياة رائد الأعمال
يُنظر في كثير من الأحيان إلى رائد الأعمال على أنّه شخص يعيش حياة سهلة مليئة بالنجاحات. لكن كل من يدخل إلى المجال يدرك أنّ هذه صورة نمطية خاطئة، لا بد من حذفها تمامًا. لذا، يمكننا ختام رحلة رائد الأعمال بالحديث عن حياته، وهو الجزء الذي يعطي له المهندس خضر أهمية كبيرة من حيث قيمته، واختاره ليكون جزءًا في العنوان، إذ تصف كلمة (Inside Out) حياة رائد الأعمال من الخارج والداخل.
في الحقيقة تمتلئ حياة رائد الأعمال التحديات والصعوبات، مثل: عدم وضوح الطريق، المسئولية الكاملة عن الأفراد الذين يعملون معه، مهام التشغيل والإدارة والمشاكل التي تحدث في كلٍ منها دائمًا. إلى جانب كل هذا، شعوره أحيانًا بنقص في كفاءته، واضطراره إلى التقصير في حياته الشخصية والاجتماعية.
إذا كنت تمر بهذه الأشياء في حياتك، فأنت بحاجة إلى التوقف عن إرهاق ذاتك، والبدء في البحث عن مصادر للسعادة، يقدّم المهندس خضر أمثلة لها، سواءً داخل أو خارج المشروع. وضرورة الاهتمام بحياتك، فلا تترك جانبًا واحدًا يسيطر عليها. عش حياتك في كل تفاصيلها، وحاول الاستمتاع برحلة ريادة الأعمال، واستعن بالرفاق المناسبين في الطريق.