بين الموظف والعامل الحر: كيف تختار فريق شركتك؟
أيهما أفضل لعملك: موظف ثابت أم عامل حر؟
وما هي الشركات والأعمال التي تحتاج إلى عامل حر؟
ربما صار السؤالان السابقان غير منطقيين، فقد صار هذا الجدال جزءًا من التراث؛ ففي عصور الاجتماعات الافتراضية والعمل عن بُعد صار العمل الحر هو المرادف المنطقي للتوظيف، والشكل الاعتيادي للوظائف، وانتهت مرحلة اعتبار العمل الحر بديلًا عن الثابت أو مكملًا له، بل صار هو القاعدة والعمل التقليدي أصبح من كلاسيكيات التوظيف، وقريبًا تتردد من أفواهنا عبارة: «فاكر زمان لما كنا بنشتغل في مقر شركة».
بين التوظيف التقليدي والمرن
لم يعد الاختيار بين الموظف الثابت والعامل الحر يتوقف على نوع الأعمال والاحتياجات الوظيفية، بل صار يتعلق بثقافة العمل والتوظيف التي تتبعها الشركة، وهل هي ثقافة تقليدية أم ثقافة مرنة؟ لذا، فإن السؤالين الصائبين هما:
- ما الفارق بين الثقافتين؟
- وأيهما تتبع في تسيير أعمالك؟
السؤال الأول يجيب عنه «جيسون ريتشموند» مستشار التطوير التنظيمي وإدارة المواهب، حيث يرى أن الممارسات التقليدية تناسب الشركات ذات الثقافات البيروقراطية الساعية إلى الاستقرار ومركزية العمل، والمحافظة على قدر من الاحترافية والدقة فيما يتعلق بساعات العمل والمسؤوليات الوظيفية، ويتوقف نجاحها على حسن إدارة المساحات المكتبية التقليدية، وتحقيق أقصى استفادة من ساعات العمل الموحدة، من خلال ممارسات وظيفية تقليدية متكررة يقوم بها موظفون على قدر من الكفاءة يزدهرون في بيئة عمل خالية -نسبيًّا- من التنافسية.
أما الممارسات المرنة، فهي لا تعني التضاد مع الممارسات التقليدية، إنما تُوظِّف لتخطي الحواجز الجغرافية، والخروج من ضيق المباني إلى رحابة العالم الرقمي، وتسعى للحفاظ على تنوُّع موظفيها، وتعتمد بشكل أساسي على المرونة في كل جوانب العمل، بداية من حرية تنظيم ساعات العمل لتلبية الاحتياجات الوظيفية والشخصية للموظفين، ومستوى الكفاءات المطلوبة، نهاية بالمرونة في تكيف أوضاع العمل مع الظروف العالمية المختلفة.
تساهم هذه الممارسات المرنة في نجاح الشركات الحديثة في جميع أنحاء العالم، وتقود الاقتصاد والتوظيف نحو المستقبل، وذلك بمساعدة منصات العمل الحر المتخصصة في توفير باقة متنوعة من المستقلين أصحاب المهارات والخبرات، مثل موقع خمسات ومنصة مستقل.
أما السؤال الثاني، فتجيب عنه «جيل ستيوارت» مديرة إحدى وكالات التوظيف، التي تؤكد أن في المستقبل سيكون العمل المرن بمثابة القاعدة الوظيفية وما دونها استثناء، وستُخصص مساحة للعمل في كل منزل، لتستفيد الشركات من مساحات العمل القابلة للتطوير، وتوفر أموال النفقات العقارية، لذا فإن ثقافة العمل المرنة هي الأنسب للشركات وأصحاب الأعمال الساعين للتواجد على خريطة التوظيف المستقبلية، تلك الثقافة التي لا يمكن اعتمادها في الأعمال دون وجود موظفين مستقلين.
العامل الحر يساعد على تبني ثقافة مرنة
فيما يخص تطور الأعمال والخبرات، فإن الموظف الثابت يبحث عن الاستقرار المتمثل في الوظيفة الثابتة، ويرى كل فرصة عمل جديدة بمثابة بديل قد يحمل مخاطرة بترك عمله المستقر، في حين أن العامل الحر لا يبحث عن الثبات، ويسعى للتطور، ويسابق الزمن، ويعلم أن كل عمل جديد فرصة جديدة وخبرة جديدة وتفاعل جديد، لذا يضع خططه الوظيفية ضمن منحنى نمو متصاعد، وفقًا لما يفيد به العمل ويستفيد منه، في حين أن الموظف الثابت يضع خططه الوظيفية وفق راتب الوظيفة، بغض النظر عن الفوائد العملية.
سهولة التواصل مع المستقل تمنح الشركات مرونة فيما يخص مواعيد العمل، على خلاف نظيره الثابت الذي لا يكون متاحًا خارج ساعات العمل الرسمية أو أيام الإجازات، وهذا ما يجعل العامل الحر مساهمًا في زيادة الإنتاجية وارتقاء العمل، بما يملكه من مهارات وخبرات، وسعي مستمر لكسب مهارات وتقنيات جديدة، تساعد على توفير بيئة عمل متطورة ومواكبة للمستجدات الوظيفية، وفي حين أن التغيير معيار نجاح العامل الحر فإن الثبات هو معيار أمان العامل التقليدي، وفي حين أن تعدد أماكن عمل المستقل وأعماله السابقة دليل على تراكم خبراته، فإن الشيء نفسه للموظف الثابت قد يكون دليلًا على عدم استقراره الوظيفي.
ميزات تنافسية لتوظيف العامل الحر
توظيف المستقلين يحقق ميزات تنافسية للشركات وأصحاب الأعمال، ويساعدهم على التغلب على تحديات الأعمال المختلفة؛ لأن العمل المرن يكسر القواعد التقليدية للتوظيف، وتوظيف المستقلين يحقق للشركات فوائد عدة، منها:
1. ميزة تنافسية:
توظيف مستقلين ذوي خبرات يساعد الشركات الناشئة والصغيرة في منافستها للعلامات التجارية العالمية، وذلك من خلال خبرات المستقلين النابعة من تجاربهم المختلفة بمجال العمل، فضلًا عن خبراتهم الأخرى خارج مجال العمل والتي تكون بمثابة خبرات مكمِّلة، أما الموظف الثابت فإن خبرته تقتصر على مجال عمل شبيه.
2. العمل طوال الأوقات:
في بيئات الأعمال الحديثة لم تعد الخدمات قاصرة على أوقات العمل، فنحن نحصل على كل الخدمات في أي وقت من اليوم عبر خدمات المدفوعات الإلكترونية، وهو ما يتناسب مع نمط عمل العامل الحر، ويتعارض مع نمط عمل العامل الثابت، في ظل تمديد ساعات عمل كل الوظائف، وحاجة الشركات إلى موظفين يعملون خارج ساعات العمل؛ لزيادة الإنتاجية.
3. توسيع مجموعة المواهب:
يساعد ذلك على تقديم أنماط عمل مرنة وتنافسية، وطرق توظيف مرنة تناسب خطط عمل الشركات، فالمستقلون يعلمون بشكل مؤقت أو بشكل مستمر أو بنظام المشروع، في حين أن الموظف الثابت لا يعرف سوى نمط عمل وحيد.
4. مرونة الوقت والمال:
يمكن توظيف المستقلين في أي وقت تحتاج فيه إلى خدماتهم، ولا تتحمل أعباء رواتبهم في غير أوقات احتياج العمل إليهم، في مقابل تحملك أعباء الموظفين الثابتين، حتى لو لم تكن في حاجة إلى أعمالهم أو في أوقات الحظر والاضطرابات والأوبئة، وإذا قررت الاستغناء عنهم فإن المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية تلاحقك.
5. مواكبة تطور بيئات الأعمال:
أدى النمو التكنولوجي الهائل إلى التأثير على الإنتاجية في مكان العمل، وفرض على الشركات البحث عن أماكن عمل متنوعة تحقق التوسع الجغرافي خارج الحدود الإقليمية للشركة، وهو ما يحققه توظيف مستقلين وفرق عمل حر من خلال منصات متخصصة في ذلك أشهرها منصة مستقل التي توفر عالمًا من الأعمال الحرة للشركات وأصحاب الأعمال يساعدهم على توظيف فرق عمل متميزة خارج حدودهم.
اقرأ أيضًا: ما يطلبه المديرون: 4 مزايا يضمنها توظيف عامل حر بشركتك
توظيف المستقلين ضرورة لبيئات الأعمال
ساعد توظيف المستقلين على تنامي المهارات في أسواق العمل، ما أنتج لنا رواد أعمال ناجحين أنشأوا كيانات صارت أيقونات في مجالها أو نافست بقوة بعض العلامات التجارية الرائدة في العالم، كما أن رواج توظيف المستقلين جعل الوصول إلى أصحاب الخبرات يزداد بشكل كبير، وهو ما ساهم في تنامي الخبرات الوظيفية في أسواق الأعمال المختلفة، وتنامي أعمال الشركات خارج حدودها الإقليمية، وساعد على الاستفادة من خدمات مجموعة من الخبراء المستقلين، وكذا تقليل النفقات بشكل كبير، ما سمح بإعادة إنفاق الأموال في وجوه أخرى أكثر إفادة للعمل.
إلى جانب ذلك فإن المستقلين أصحاب أعمال بالأساس، ما يعني أنهم يتفهمون ضغوط إدارة الأعمال ومتطلباتها، وهذا مفيد بشكل كبير لأي نشاط تجاري أو وظيفي؛ لأنهم يفهمون أهمية الالتزام بالمواعيد النهائية، والحفاظ على علاقات جيدة مع العملاء، وبما أن الشركات تتطلع إلى أن تصبح أكثر مرونة، فإن تزايد أعداد المستقلين بها هو السبيل الوحيد.
لقد صار العمل الحر هو الاتجاه التوظيفي السائد، ولم يعد العمل من المنزل مستوى أدنى من العمل بل هو المنقذ للأوضاع الراهنة، والمستقبل سيكون لهذه الثقافة الوظيفية، وليس هناك عودة إلى الوراء، كل ما عليك هو الاختيار من بين عدد لا نهائي من المستقلين أصحاب الخبرات الذين تتيحهم منصة مستقل الرائدة في العمل الحر والمستقل، وكذلك موقع خمسات أكبر سوق للخدمات المصغرة.