خيانات اللاعبين العاطفية: لأي مدى قد يكون الأمر مؤثرًا؟
اهتز الوضع بغتة في أروقة النادي اللندني «توتنهام سبيرز»، الفريق الذي كان على بعد خطوة من أن يصبح بطل أوروبا الموسم المنصرم تعرض لهزيمة أوروبية مذلة بسبعة أهداف أمام بايرن ميونخ بالإضافة إلى نتائج محلية تنم عن تخبط عميق في صفوف الفريق.
تعددت التفسيرات لهذا السقوط المدوي. هل أخطأ ماوريسيو بوتشيتينو في مسألة تدعيم الفريق، أم أن الإدارة صممت على تجديد ملعب وايت هارت لين غير مبالية بنتائج أصحاب الملعب؟ البعض رأى أنه تمت المبالغة في تقدير الفريق خلال الموسم الماضي وأن الأمور قد عادت إلى نصابها الآن، فريق إنجليزي من الستة الكبار لا يهمه سوى المحافظة على كونه كذلك.
لكن المثير هنا هو رؤية البعض أن المشكلة الأساسية للصدع الملحوظ داخل الفريق تتلخص في هالة سوداء حول العين اليمنى لمدافع الفريق يان فيرتونخين. تُروى القصة كالتالي: تعرض محور وسط الفريق كريستيان إريكسن للخيانة على يد زميله فيرتونخين الذي أقام علاقة مع صديقة الأول، دب الشجار بين اللاعبين وانتهى الأمر بتوجيه إريكسن لضربة نحو وجه المدافع، فقد بوتشينو السيطرة على الفريق تمامًا داخل الغرف المغلقة ومن هنا بدأ الصدع.
نفى إريكسن الأمر تمامًا، لكن المقصود هنا ليس حادثة الخيانة تلك بل تناول الكثيرين لها من باب أنها مشكلة قد تسبب دمار فريق ناجح. ربما يبدو تناولاً ساذجًا للأمور، لكنه أقرب لرؤية الجماهير للخيانات العاطفية داخل الفريق الواحد.
لا ينتهي أمر كرة القدم في قلب الملعب وحسب، بل يمتد الأمر لأبعد من ذلك بكثير، شعور الجماهير واللاعبين بأنهم ينتمون لكيان ما يجمعهم من شأنه تعظيم مسألة الخيانة تلك وهو ما يحدث أثرًا سيئًا في نفوس الجميع.
ربما لهذا السبب تبقى الخيانات العاطفية بين اللاعبين بقعة سوداء من الصعب أن يمحوها الزمن. تعود الأمور إلى مجرياتها بعد ذلك كعادة تلك الأحداث، لكن ما إن يذكر اسم اللاعب حتى يتم تناول ما فعله أو ما تعرض له. نحن هنا ليس بصدد تجميع الفضائح في قالب واحد، لكننا بصدد ذكر ما حدث ومدى تأثيره.
تيري – بريدج: مصافحة لن تتم أبدًا
أينما كنت، لا تترك زوجتك مع جون تيري، كان ذلك هو الهتاف الذي تعرض له جون تيري مدافع تشيلسي الصلب بعد أن عرف الجميع بأمر خيانته لزميله بالمنتخب الإنجليزي واين بريدج. تجاور تيري وبريدج في خط دفاع المنتخب الإنجليزي وفريق تشيلسي وفي السكن أيضًا، ولذا كان منطقيًا للغاية أن تصبح صديقة بريدج صديقة مقربة لزوجة تيري، إلا أن كل ما سبق لم يمنع تيري من أن يجد لنفسه طريقًا لغرفة نوم صديقة زميله في الفريق.
افتضح أمر تيري وواجه موجة عنيفة من الانتقادات الجماهيرية وعلى منصات الصحافة خاصة أنها ليست السابقة الأولى لتيري، لكن تلك المرة كان زميله طرفًا في الأزمة. طالب العديد بسحب شارة قيادة المنتخب الإنجليزي وسط تخوف من مصير الفريق خلال كأس العالم والتي كانت على بعد ستة أشهر في جنوب أفريقيا.
خرج المنتخب الإنجليزي خالي الوفاض بعد خوضه أربع مباريات لم يستطع الفوز سوى في مباراة وحيدة أمام المنتخب السلوفيني المتواضع، وبقي تيري موصومًا بالخيانة أينما ذهب، أما عن بريدج فقد رفض مصافحة تيري في مباراة جمعت الطرفين، حيث رحل الأخير إلى مانشستر سيتي قبل تلك الحادثة، إلا أنه اعترف بعد ذلك أن زملاءه في الفريق أرادوا الفوز كرامة له.
ربما الشيء الأكثر سوءًا هو اعتراف بريدج نفسه أنه صار معروفًا بتلك الحادثة عوضًا عن إنجازاته كلاعب كرة قدم مميز.
إيكاردي – لوبيز: وثالثهما واندا
لم يكن ماكسي لوبيز يتخيل أن هذا الصغير الذي التقاه في برشلونة سيصبح زوجًا لأم أولاده فيما بعد. بينما كان الأرجنتيني ماكسي لوبيز لاعبًا في صفوف برشلونة كان مواطنه ماورو إيكاردي مشروعًا للاعب صغير السن في نفس الفريق. لم يفلح الاثنان في إثبات نفسيهما داخل إسبانيا، ليجتمع شملهما مرة أخرى بألوان فريق سامبدوريا الإيطالي.
تزوج لوبيز من عارضة الأزياء واندا نارا وأنجبا ثلاثة أطفال، ربما كان إيكاردي صديق العائلة حينئذ، لكن ما تثبته الأيام بعد ذلك أن الأمر لم يكن نظيفًا كما يبدو.
دبت المشاكل بين الزوجين وتبادلا اتهامات الخيانة، لينتهي الأمر بالطلاق ويفاجأ الجميع بعلاقة تجمع واندا نارا بصديق زوجها السابق. ربما لا يستطيع أن يجزم أحد أن ما حدث يندرج تحت باب الخيانة، إلا أن ردود الأفعال بعد ذلك كانت كفيلة بأن توضح الأمور أكثر.
قرر إيكاردي تعيين واندا كوكيلة أعماله بعد زواجهما ومن ثم أصبحت واندا أكثر شهرة من مجرد زوجة لاعب، وأينما حل إيكاردي كان طيف واندا معه وهو ما سبب له العديد من المشاكل.
وجد إيكاردي صعوبة في تمثيل المنتخب الأرجنتيني بعد أن وصفه مارادونا برجل لا يجيد سوى ممارسة الجنس مع زوجات أصدقائه، بينما انهارت علاقته مؤخرًا بفريق إنتر ميلان وذهب إلى رحلة غير معلوم مآلها نحو باريس بفضل واندا فقط.
على الجانب الآخر، أوضح لوبيز أنه لا يستطيع رؤية أولاده بشكل منتظم بينما قرر إيكاردي وشم هؤلاء الأطفال على ذراعه، ما اعتبره البعض استفزازًا غير مبرر. رفض لوبيز هو الآخر مصافحة إيكاردي في مباراة جمعت بين سامبدوريا وانتر ميان أطلقت عليها الصحافة اسم ديربي واندا.
كورتوا – دي بروين: شيء من الماضي
يتميز الاثنان كونهما قليلي التصريحات إلى حد كبير، إلا أن كيفن دي بروين وعبر صفحات كتابه قرر الحديث عن أمر خاص يجمعهما سويًا، أشار دي بروين أن تيبو كورتوا حارس مدريد البلجيكي كان على علاقة مع صديقته السابقة عام 2013.
لم يصدق دي بروين ما فعله كورتوا أبدًا إلا أن الأمر أصبح واقعًا ووصل إلى مسامع مدرب المنتخب البلجيكي حينئذ مارك ويلتموس، والذي قرر أن يعطي لدي بروين الحق في قبول كورتوا كحارس للمنتخب أو عدم ضمه، إلا أن دي بروين قرر في النهاية أن يتجاوز الأمر كله ويسمح لكورتوا بأن يستمر كحارس لمنتخب بلجيكا.
بينما بررت الفتاة الأمر على نحو مختلف، إذ أكدت أنها تعرضت للخيانة هي الأخرى على يد دي بروين وأثناء رحلة لمدريد تعرفت على كورتوا والذي قدم لها ما لم تتلقاه لما يزيد عن ثلاث سنوات مع دي بروين، حيث أعد لها بنفسه وجبة لذيذة، بينما لم يفعل كيفن ذلك أبدًا، ثم حسمت أمرها ببساطة: لقد خدعها كيفن من قبل، فلماذا لا تفعل ذلك هي أيضًا؟
أوزيل – ليل: اتهامات يدعمها سوء المستوى
قبل أن يتم زواجه من التركية أمينة جولشن، كان مسعود أوزيل على علاقة مع الألمانية ماندي كابريستو، وهي العلاقة التي لم تكتمل بعد أن واجه أوزيل اتهامات بالخيانة.
اتهم كريستيان ليل مدافع بايرن ميونيخ السابق مسعود أوزيل أنه كان على علاقة مع صديقته السابقة، إذ زعم ليل أنه أرسل رسالة WhatsApp توضح تقارب أوزيل مع صديقته السابقة إلى كابريستو والتي قامت بإنهاء العلاقة مع أوزيل عقب ذلك.
الطريف هنا أن البعض أكد على تعدد علاقات أوزيل، لا بسبب معلومات خفية عن الرجل، ولكن ببساطة لأن مستوى أوزيل رفقة فريق أرسنال لا يسعد أحدًا خاصة فيما يتعلق ببذل المجهود الكافي خلال المباريات والركض والارتداد للمساعد في الشق الدفاعي.