مغامران يقنعان «إيلون ماسك» برحلة فضائية سياحية حول القمر
يمكن للكثير الكثير من المال أن يجعل منك سعيدًا بكل تأكيد، ولو لم يجعلك سعيدًا، فعلى الأقل سيمكّنك من الذهاب لمدة أسبوع في رحلة حول القمر لكي تحكي له مباشرة عن أسباب حزنك عن قرب، لعله يمد لك يد العون.
فهل من أسباب أخرى غير الحزن قد تدفعك لطلب رحلة سياحية حول القمر؟، ربما المغامرة نفسها، والتي لن تستطيع أن تنالها بسهولة عبر الطرق الطبيعية، أن تصبح رائد فضاء!.
حسنًا، يمكنك الآن أن تذهب لإيلون ماسك وتطلب منه الطلب الذي طلبه فرانك سيناترا من حبيبته قديمًا؛ Fly me to the moon. وهذه المرة سيتحقق طلبك، لو كان لديك 100 مليون دولار إضافية -كأقل تقدير جزافي لتكلفة الرحلة، وأكثر قليلاً من تكلفة رحلة رائد فضاء لمحطة الفضاء الدولية- لا تحتاجها في شيء آخر هام.
هذا ما أعلنت عنه شركة SpaceX أمس في بيان صحفي أمس:
ولم تعلن الشركة عن الشخصين، أو المبلغ المدفوع، أو التكلفة الإجمالية للرحلة، والتي ستستمر لأسبوع كامل. وتشبههما الشركة في بيانها برواد برنامج الفضاء الأمريكي أبولو للقمر فتقول:
وسيخضع الشخصان إلى كامل الاختبارات الصحية واختبارات اللياقة، كما سينتظمان في تدريبات مخصصة لهما بداية من هذا العالم لرفع درجة استعدادهما الصحي والبدني للرحلة، وستكون تلك الرحلة مجرد البداية، بعد إبداء آخرين اهتمامهم بالذهاب في الرحلة غير المسبوقة.
التنين سينطلق أخيرًا
تعمل SpaceX على تطوير مركبة Dragon 2 المصممة خصيصًا لحمل رواد فضاء والممولة بشكل كبير من ناسا كجزء من برنامج NASA’s Commercial Crew Program من ناسا؛ لإعادة إنشاء برنامج فضائي أمريكي قادر على حمل بشر للفضاء بدلاً من اعتمادهم الكامل حاليًا على الروس. وستبدأ Dragon 2 رحلاتها الفضائية الاختبارية هذا العام برحلة غير مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية.
وستطلق Dragon 2 على متن صاروخ SpaceX الجديد Falcon Heavy والذي سيجرى أول إطلاق حقيقي له هذا العام أيضًا. وتقول SpaceX إن صاروخها الجديد أقوى بضعفين من أقوى صواريخ الإطلاق الحالية، وتطوره الشركة كجزء من خطتها الشاملة للوصول ببشر للمريخ في العشرية القادمة.
وتعاقدت ناسا مع SpaceX على 4 رحلات سنوية لمركبتها الجديدة، واحدة منها ستحمل رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، بينما تقوم الباقية بإيصال الإمدادات الغذائية والعلمية المعتادة للمحطة. وتؤمن SpaceX بأن أول رحلة مأهولة بالتعاون مع ناسا ستكون في النصف الثاني من 2018، وقبل الرحلة السياحية المنتظرة.
تحديات تقنية
تصميم لمركبة spacex المستقبلية
رغم كل التفاصيل التقنية والنجاحات التي تحققها SpaceX بشكل تلو الآخر، وقدرتها الفائقة على تجاوز الإخفاقات بسرعة غير مسبوقة، إلا أنني لا أثق في قدرتها على القيام بتلك الرحلة في الموعد المحدد. فبمتابعة تاريخ الشركة سنجد أنها أخفقت في تنفيذ أحلامها في الوقت الضيق التي تلزم نفسها به، حتى وإن نفذته بعد ذلك.
فقد كنا نظن يومًا ما بأن التنين سينطلق للمريخ في 2018 بشكل تجريبي حاملاً روبوتًا جديدًا ليجوب سطح الكوكب الأحمر. وقد تأجلت تلك الأحلام بالفعل. كما أنه ولاعتبارات تقنية والتزامات متعلقة بقواعد الأمان اللازمة لحمل بشر للفضاء، أظن أن عامًا ونصف فترة ضئيلة جدًا للاستعداد بشكل كامل لرحلة كتلك. لكن، ليس أمامنا سوى الانتظار بكل تأكيد، فالأمر لا يخضع لأهواء شخصية هنا، فناسا هي من تمول تطوير التنين لحمل روادها، ويخضع الأمر كله لاشتراطاتها بالفعل.
أحلام كوكب الأرض
منذ آخر رحلة لأبولو للقمر، لم يقترب بشري من القمر كما سيقترب رواد رحلة التنين السياحية، والمخطط لها أن تنطلق من نفس منصة الإطلاق التاريخية بقاعدة جون كينيدي الفضائية، والتي أطلقت صواريخ Saturn V حاملة مركبات أبولو حول القمر ولسطحه.
قامت SpaceX باستئجار المنصة من ناسا لاستخدامها، وقامت بأول إطلاق تاريخي بالفعل منذ عدة أيام لصاروخها Falcon 9 حاملاً إمدادات جديدة لمحطة الفضاء الدولية، قبل أن تهبط المرحلة الأولى من الصاروخ بسلام على الأرض تمهيدًا لإعادة استخدامها.
فماذا أريد شخصيًا من رحلة كتلك، ستحمل بشرًا حول القمر لأول مرة منذ 45 عامًا؟.
بما أن الهدف من الرحلة سياحي بحت، حيث لن يضيف لنا الأمر معلومات جديدة عن الجانب المظلم من القمر والذي قامت بتصويره بالفعل بعد أبولو العديد من الأقمار الصناعية ومركبات الفضاء، فأتمنى أن يكون هناك بث مباشر بأعلى جودة ممكنة للرحلة يمكننا من مشاهدة ما سيراه السياح الفضائيون بشكل مباشر، وربما إنتاج فيلم وثائقي كذلك. يكفي أنهما سيلتقطان لأنفسهما Selfie مع القمر بهذا القرب، وهو ما لا يحلم به أحد.