الكلاسيكو: ماذا فعل رونالدو ببرشلونة في 25 دقيقة؟

انتهى ذهاب السوبر الإسباني باكتساح ريال مدريد نظيره برشلونة على أرضية «الكامب نو» بثلاثية رائعة في مباراة حكت الكثير من الأشياء منها المعتاد ومنها الذي سنعتاد عليه.

البداية: زيزو يعرف كل شيء

بدأ زيدان المباراة كما كان متوقعا بتكوين ٤-٣-١-٢ برباعي دفاعي أمامه كاسيميرو خلف كروس وكوفاسيتش أمامهم إيسكو يصنع اللعب لبنزيما وبيل، لم يفاجئنا فالفيردي أيضًا فلعب بالـ٤-٣-٣ المعهودة برباعي دفاعي يمينه أليكس فيدال ووسط ملعب من بوسكيتس يحمي راكيتيتش وانيستا خلف ميسي وسواريز ودوليفو.

فالفيردي حاول مباغتة مدريد واللعب بميسي مع انيستا وترحيل راكيتيتش لمساندة فيدال على الجبهة اليمنى من ناحية ولمحاولة إخراج كاسيميرو خارج المبارة، ولكن زيدان تعلم من كلاسيكو البرنابيو الموسم الماضي ووضع كوفاسيتش مراقبا لميسي وليس كاسيميرو، ورغم ذلك حاول لاعبو برشلونة الضغط على الحكم لطرد كاسيميرو، ولكن الإنذار حتى كان مبالغا فيه.

في المقابل كان زيزو يلعب بمثلث متنقل رأسه دائما إيسكو في اليمين مع كارفخال وبيل وفي اليسار مع مارسيلو وبنزيما، صانع اللعب كما يجب أن يكون.

قدرة إيسكو على الحفاظ على الكرة جعلت وسط مدريد مرتاحا كما أتاح الفرصة لكروس بالتحرر خلف أعين لاعبي وسط البلوجرانا لتركيزهم مع إيسكو.

لم يفطن فالفيردي لمصدر قوة ريال مدريد مع زيزو وهما طرفا الملعب، كارفخال ومارسيلو. لاعبو ريال مدريد لا يملون من تدوير الكرة يميناً ويسارا حتى تتاح الفرصة لأحد الظهيرين المتقدمين في نص ملعب الخصم دائما لصنع الخطورة.

الأمر زاد سوءا لأن ميسي أو دوليفو لم يساعدا فيدال وألبا كذلك سن إنيستا وبوسكيتس لم يسمح لهما بحماية طرفي الملعب.

بلا فاعلية

مرة أخرى يثبت بيل وبنزيما وعلى الأخص الأخير أنهما لا يمتلكان القدرة على حمل هجوم الملكي دون تواجد رونالدو. مرات ومرات لا يستطيعان إقناع جمهور الملكي ويثبتان بأحقية أسينسيو بالمركز الأساسي.

الشوط الثاني: ريال مدريد جاهز وفالفيردي يتصل بنيمار

بعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي توقع فالفيردي محاولة زيدان حفظ النتيجة واللعب على المرتدات، ولكن ماحدث أن ريال مدريد باغت برشلونة بضغط عال في كل مكان في نصف ملعبه.

الضغط أسفر عن هدف مدريدي أحرزه بيكيه في مرماه عن طريق الخطأ بعد عرضية مارسيلو القوية. الهدف جعل برشلونة يحاول بكل الطرق أن يحرز التعادل، هنا استجاب زيدان للعاصفة وقرر التراجع نسبياً. برشلونة لم يستطع- رغم ضغطه المتواصل-. صنع فرصا حقيقية من اللعب المفتوح لتهديد مرمى نافاس، حتى الهدف الوحيد كان من ضربة جزاء مشكوك في صحتها وكانت عن طريق لعبة مرتدة من أقدام مدافعي الريال!

لا بد وأن فالفيردي صرخ- حتى وإن لم يصدر صوتًا-على نيمار ليكمل الثلاثي المرعب ويطير بدلا من الجناح الأيسر المكسور دوليفو.

فالفيردي لم يستطع حتى استغلال إصابة كوفاسيتش وهو أحد أفضل لاعبي ريال مدريد في المباراة والمكلف برقابة ميسي، بل على العكس وبشجاعة كبيرة أدخل زيزو أسينسيو الجناح وقرر تغيير الطريقة إلى ٤-٤-٢ وقرر مهاجمة برشلونة في الوقت الذي كان يسعى فيه برشلونة للأمر ذاته.

زيدان كان جاهزا لكل شيء وأي شيء في حين لم يكن فالفيردي سريع البديهة بالدرجة التي تكفي .

كيف تلخص كل شيء في ٢٥ دقيقة إن لم تكن رونالدو؟

احتفال رونالدو وحسرة بيكيه

لم يكن في قمة جاهزيته البدنية لذلك لم يدفع به زيزو أساسيا، ولكنه وعند نزوله في الدقيقة ٥٨ من عمر المبارة فعل كل شيء، تسديد على المرمى وكعب يهدي به انفرادا لمارسيلو يليه هدف ملغي بداعي التسلل ثم هدف رائع بعد مراوغة معتادة لبيكيه ثم إنهاء أعظم ما يكون، فاحتفال أسطوري في قلب الملعب الذي طالما سمع سبابه فيه والذي كل مرة كان السبب في الصمت الرهيب أيضا.

أبى رونالدو أن يخرج بطريقة عادية، على الأرجح هو القدر الذي لم يرد أن يكون الخروج عاديا فخطأ معتاد أيضا من الحكم يظلم كريستيانو ويخرج بعد ٢٥ دقيقة، وكأنه أدى مشهدا سينمائيا في قمة الروعة، وكأنه بطل الرواية الذي دخل لينقذ رهائن ثم أشعل النيران في بيت المختطف وهرب.

كريستيانو أثبت عدة أشياء في تلك الدقائق، أولها، وأهمها أن بيل وبنزيما محظوظان بوضع اسميهما بجواره وأنه الأقدر على حمل هجوم ريال مدريد وحيدا كأحد أعظم لاعبي التاريخ.

رونالدو أثبت أيضا أن بيكيه هو مدافعه المفضل وأن العمر مجرد رقم وأنه أيضاً ضمن القائمة السوداء عند حكام إسبانيا دون سبب. تشعر أنهم يتصيدون له الأخطاء أو اختلاقها إن لم تكن موجودة في حين يدلل غيره ويستجاب لطلباتهم بنظرة في الملعب.

طرد كريستيانو أثبت حقيقة عاشها جمهور الكرة في العقد الأخير، وهي أن الشك يصب دائما في مصلحة خصم رونالدو، فكرة سواريز إن كانت ضربة جزاء ستكون كرة رونالدو محضرا في قسم الشرطة على الرغم من أن كرة رونالدو من الوارد ألا تحتسب، ولكن من الأكيد أن الإنذار الثاني هو غير المبرر تماما وكأن الحكم كان ينتظر أن يخرجه.

أثبت رونالدو أن ريال مدريد لابد وأن يلعب الكلاسيكو منقوصا كما حدث في ٣ من آخر ٤ مواجهات.

رسائل ودروس غير مجانية

من جد وجد، رسالة استقبلها بارتوميو من بيريز فورا بعد اللقاء يذكره فيها بأنه كثيرا ما أخطأ ولكنه تعلم الدرس وبدأ يدير النادي بعقلانية وفق خطط طويلة الأمد، بارتوميو لم يستطع فعل شيء سوى النظر إلى قائمة برشلونة ووضعه المادي والسكوت.

أنا صديق السوء، رسالة من تويتر إلى بيكيه الذي طالما كان نشطا على موقع التواصل الاجتماعي والتي سببت له كثيرا من المشاكل آخرها الإحراج الشديد في واقعة نيمار الشهيرة والتي خرج بنفسه لتبريرها في المؤتمر الصحفي، مما يدل على عدم تركيزه في المباراة، وبالتالي هدف في مرماه وهدفان شاهدهما مثل الجمهور.

درس قاس تعلمه بيكيه أن كرة القدم وعلى الأغلب تلعب في الملعب.

افسحوا الطريق، سالة من أسينسيو وإيسكو وبمعنى أدق إنذار للخصوم وبشرى لجمهور الكرة بوجود زوج من السحرة يستعد لاحتكار المتعة، فبعد نشر إيسكو سحره في ربوع الكامب نو دخل أسينسيو التاريخ كعادته، فبعد تسجيله بأول مباراة له في السوبر الأوروبي والدوري الإسباني وكأس الملك ودوري الأبطال ونهائي دوري الأبطال أكمل الأسطورة بتسجيله في أولى مبارياته بالسوبر الإسباني.

كيف تفعلون بي هذا؟ رسالة من عشب الجانب الأيسر من نصف ملعب برشلونة بعد أول مبارة يحل فيها دوليفو محل نيمار، بالمناسبة في نفس التوقيت سجل نيمار وصنع في أولى مبارياته مع الفريق الباريسي .