إيهاب أمين: ما فعلته مهارة مشهورة ولهذا فضلت النادي الأهلي
واحد من أبرز لاعبي كرة السلة المصرية في الوقت الحالي، والذي لمع اسمه بشكل كبير خلال الأشهر الماضية؛ حيث شهدت معركة ضمه منافسة شرسة قبل بداية الموسم الحالي، وذلك بعد عودته من رحلة احترافية في دوري الجامعات الأمريكية، وانتهت في النهاية بتعاقده مع النادي الأهلي.
ثم عاد اسمه ليلمع مرة أخرى، ولكن هذه المرة في مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في دور الـ 16 من بطولة كأس مصر، حيث قام بمهارة فنية خاصة في الثواني الأخيرة من اللقاء؛ مما أثار غضب لاعبي نادي الزمالك وجهازهم الفني، مما ترتب عليه أحداث مؤسفة بين الجانبين الأحمر والأبيض؛ دفعت الاتحاد المصري لكرة السلة لتوقيع عقوبات كبيرة على الفريقين.
هو إيهاب أمين صاحب الـ 24 عامًا، الذي تألق بشكل لافت في مباراة القمة، وساهم بشكل كبير في فوز فريقه على نادي الزمالك بـ 92 مقابل 80 نقطة ليصعد بالنادي الأهلي لمواجهة نادي الشمس في دور ثُمن النهائي من البطولة.
تواصلت إضاءات مع أمين، وطرحت عليه العديد من الأسئلة حول أحداث المباراة، وكواليس التعاقد مع النادي الأهلي، ومشواره مع اللعبة.
دعنا نبدأ من اللقطة التي أثارت الجدل في مباراة الأهلي والزمالك في كأس مصر. ماذا حدث؟
خلال الثواني الأخيرة من المباراة سُددت الكرة على السلة، فقمت بعمل المتابعة من الجهة العكسية. ومع مقابلة مصطفى مشعل لاعب نادي الزمالك لي، اضطررت لوضع الكرة بين قدميه أو ما يطلق عليه في الكرة الكوبري حتى لا أفقد الكرة. بعدها حصلت المشادات التي رآها الجميع.
كيف رأيت تفاعل السوشيال ميديا مع هذه اللقطة؟
بالطبع كان هناك تفاعل قوي للغاية، ولكن هذا يعود لأهمية المباراة نفسها، فمباريات الأهلي والزمالك – كما يعلم الناس – دائمًا تكون مهمة جدًّا لجماهير الناديين، وهذا هو سبب هذا التفاعل الكبير.
هل تعرضت للإيقاف أو الغرامة من قبل إدارة النادي الأهلي أسوة برمضان صبحي؟
لا لم يحدث هذا إطلاقًا. الجميع يعلم في كرة السلة أنها من المهارات الفنية، والتي تحدث بشكل طبيعي ولا تستدعي الغرامة أو الإيقاف. أعتقد أن الناس في النادي يتفهمون هذا الأمر جيدًا.
إذا سنحت لك الفرصة فهل ستفعلها مجددًا؟
هذا السؤال صعب جدًّا. لا أعلم حقيقة إذا كنت سأفعلها مجددًا أم لا، ولكن كل مباراة لها ظروفها الخاصة، بل كل هجمة خلال المباراة الواحدة لها ظروفها التي تجبرك على التصرف بطرق معينة، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي أقوم بفعلها، حيث كنت أفعلها منذ أن كنت صغيرًا، ومؤخرًا فعلتها في مباراة سبورتنج.
ولكنها في النهاية مهارة عادية ومشهورة في اللعبة، وتحدث في جميع دوريات العالم؛ حيث يقومون بوضعها في أبرز اللقطات التي حدثت خلال الأسبوع بالدوري وتسبب فرحة وسعادة للجماهير، ولكني هنا استغربت كثيرًا من ردة الفعل حقيقة.
كيف بدأت قصتك مع كرة السلة؟
تبدأ قصتي مع كرة السلة في سن السادسة، منذ حوالي 18 سنة، وأنا أمارس اللعبة.
البداية كانت من نادي سبورتنج السكندري، حيث لعبت في فرق الناشئين حتى 14 و16 سنة، بعدها تم تصعيدي مع الفريق الأول، وحققت مع الفريق الدوري المصري، وكأس مصر، وأيضًا دوري المرتبط، قبل سفري إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وبالتوازي في تلك الفترة قمت بتمثيل منتخب مصر في الفئات العمرية تحت 16 و18 سنة، وحققت معه بطولة أفريقيا تحت 16 سنة، وحصلت على لقب أفضل لاعب وأفضل صانع ألعاب بالبطولة، ولم يوفقنا الحظ في بطولة أفريقيا تحت 18 سنة، وحصلنا على المركز الثالث، ولكني حصلت على أفضل لاعب، وأفضل جناح في البطولة أيضًا، كما شاركت مع جيلي تحت 17 عامًا في بطولة كأس العالم للناشئين.
بعدها سافرت في منحة دراسية للولايات المتحدة، وشاركت مع جامعتي في دوري الجامعات لكرة السلة، حيث قضيت هناك 5 سنوات، ثم قررت العودة للعب في مصر، واخترت ارتداء قميص النادي الأهلي.
احكِ لنا عن تجربتك في دوري الجامعات الأمريكية.
دوري الجامعات في أمريكا ينقسم إلى 3 أقسام: القسم الأول، والثاني، والثالث، ويضم كل قسم ما يقرب من 360 جامعة، خلال فترة تواجدي في أمريكا، شاركت مع جامعتي في القسم الأول، وهو القسم الأقوى هناك.
عكس ما يشاع بأن دوري الجامعات لا يتمتع بالقوة المطلوبة مقارنة بالـ NBA، ولكن الكثير يصنفونه كثاني أو ثالث أقوى الدوريات في العالم بعد الـ NBA، واليورو ليج. هو دوري قوى للغاية ويخرج منه ما بين 40 إلى 50 لاعبًا للمشاركة في الـ NBA سنويًّا.
انعكس اللعب في هذا المستوى عليَّ بشكل كبير جدًّا، استطعت تطوير العديد من الجوانب الفنية، والمهارية لديَّ، بالإضافة لتحسين أمور إضافية أخرى، مثل الأكل، والحفاظ على جسمي بشكل سليم، فكانت تجربة مفيدة لحد كبير.
انتقلت للأهلي كأغلى لاعب كرة سلة في تاريخ مصر. كيف كانت كواليس الانتقال في ظل المنافسة الشرسة بين أكثر من نادٍ كبير مثل: الزمالك والاتحاد؟
قبل عودتي من أمريكا، لم أكن قد أخذت قراري باللعب في مصر، أو الاحتراف الخارجي مرة أخرى، ولم أكن أعلم طريقي وقتها.
ولكن بعد عودتي جلست في مفاوضات مع أكثر من نادٍ، كما ذكرت الزمالك والاتحاد، بالإضافة إلى الأهلي، ومجملًا رأيت أن النادي الأهلي هو الاختيار الأفضل والأنسب لي.
حتى وإن كان المقابل المادي أغلى في الأندية الأخرى، إلا أنه بالنظر إلى الإدارة الفنية والإدارية، وطاقم العمل، من مدرب أحمال، وأخصائي تغذية، واللاعبين القدامى، والتدعيمات الجديدة، جعلتني أشعر أن الأهلي هو العرض الأفضل لي.
كونك اللاعب الأغلى في التاريخ. هل يمثل عليك ضغوطًا إضافية؟
بالطبع هناك ضغوط كبيرة. ولكن هناك لاعبين تؤثر عليهم تلك الضغوط بالسلب، وهناك نوع آخر يأخذ من الضغوط تحديات كبيرة أمامه، تجعله يستفيد منها، بالعمل أكثر، والتطوير المتسمر لنفسه؛ فأنا أحب اللعب تحت ضغط، وأحب أن يكون عليَّ الأنظار.
إذا سنحت لك الفرصة للاحتراف مرة أخرى فهل ستوافق؟
عقدي مع النادي الأهلي ما زال مستمرًا. كامل تركيزي الآن مع النادي هذا الموسم، وإن شاء الله ينتهي بأفضل شكل ممكن، ومن ثَم يكون التفكير فيما أقوم به في السنوات القادمة.
هل يمكن أن ترتدي قميص نادٍ آخر غير الأهلي في مصر؟
لا أفضل الإجابة على هذا السؤال. لا أعلم ماذا يمكن أن يحدث في المستقبل، ولكن حتى الآن ليس لديَّ أي إجابة على هذا السؤال.
كيف ترى الموسم الحالي لفريق السلة بالنادي الأهلي؟
من المبكر جدًّا الحديث عن الموسم الحالي، لأننا ما زلنا في بداية الموسم، وبالطبع كانت خطوة هامة لنا بتخطي نادي الزمالك، بطل الدوري الموسم السابق، في دور الـ 16 لكأس مصر، وما زال أمامنا مشوار طويل في بطولة الكأس، ودوري المرتبط، ويليهما دوري السوبر إن شاء الله. نحن لا نستعجل الأمور ونركز في كل بطولة على حدة.
ماذا عن المشاركة مع المنتخب المصري؟
طبعًا، إضافة لأي لاعب المشاركة في منتخب مصر.
خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية تعرضت لإصابات وعوائق مع جامعتي منعتني من المشاركة مع المنتخب، رغم مشاركتي المنتظمة مع المنتخبات في الفترة التي سبقتها، والآن أنا عدت لمصر مرة أخرى، وجاهز للمشاركة مع المنتخب في أي استحقاق قادم.
كيف ترى تفوق منتخبات أفريقية مثل أنجولا والسنغال وتونس سواء أفريقيًّا أو عالميًّا؟
ليست هذه المنتخبات فقط، ولكن بشكل عام كرة السلة في قارة أفريقيا تشهد تقدمًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، وهذا ظاهر ليس من بطولات أفريقيا فقط، ولكن كما قلت على صعيد المشاركات في بطولات كأس العالم، والدورات الأولمبية، وغيرها.
ويعود هذا التقدم لأسباب كثيرة، منها أن اللاعبين في سن صغيرة تذهب للاحتراف في الخارج، أيضًا فترات الإعداد المميزة لهذه المنتخبات، وغيرها من الأشياء التي تنعكس على هذه الفرق فيما بعد.
كيف رأيت نتائج كأس العالم الأخيرة والظهور الضعيف للمنتخب الأمريكي؟
بالفعل المنتخب الأمريكي لم يظهر في كأس العالم من الأساس؛ بسبب عدم ذهاب نجومه الـ (Super Stars) للمشاركة مع البطولة، وحتى اللاعبين من الفئة الأقل مباشرة من الـ (All Stars) في الـ NBA، ونتج عن ذلك مشاركة المنتخب الأمريكي بمجموعة لاعبين عاديين إن صح التعبير مقارنة بمن امتنعوا عن المشاركة.
في المقابل منتخبات مثل: أستراليا، وليتوانيا، وفرنسا، والأرجنتين، وإسبانيا، شاركوا في البطولة بكامل نجومهم، والتي تضم نجوم من فئة الـ (Super Stars)، وأيضًا الـ (All Stars) في الـ NBA، وجميعهم يمثلون منتخباتهم في كل البطولات؛ وهذا يدل على أن العالم بدأ ينافس أمريكا في الوقت الحالي.
في رأيك هل هذه بداية حقبة جديدة لتقود إسبانيا قطار كرة السلة العالمية أم أن المنتخب الأمريكي سيعود مرة أخرى؟
أعتقد أن المنتخب الأمريكي تعلم الدرس جيدًا، والمنتخب الأمريكي سيعود لمكانه الطبيعي، بشرط أن يلعب المنتخب بكامل نجومه، وأن يقوم الاتحاد بإقناع لاعبيه بالمشاركة في البطولات، رغم ضغط المباريات في موسم الـ NBA، والذي يصل لأكثر من 100 في مرحتلي الـ (Regular)، والـ (Play Off).
والبداية ستكون من أولمبياد صيف 2020 في طوكيو، لو تحقق ما ذكرته، فإن الذهب سيكون من نصيب المنتخب الأمريكي، ومحدش هيقدر ينافسها عليه.
من هو مثلك الأعلى في لعبة كرة السلة؟
اللاعب الأرجنتيني، مانو جينوبيلي، لاعب فريق سان أنطونيو سبرز في الـ NBA، والمعتزل مؤخرًا الموسم الماضي.
ما هي الرياضات التي تتابعها خارج نطاق كرة السلة؟
أنا رياضي جدًّا، ومحب لكل الرياضات تقريبًا.
ولكن بالطبع متابع جيد جدًّا لكرة القدم، محليًّا وعالميًّا بجانب مشاهدتي لكرة السلة بالطبع بشكل مستمر، بالإضافة لمتابعتي لرياضات أخرى مثل: كرة اليد والطائرة، والتنس، والسباحة، وبطولات دولية مثل: بطولة الأهرام للأسكواش التي أقيمت مؤخرًا. بشكل عام، أحب متابعة الرياضة.
ما هي أحلامك التي تريد أن تحققها في المستقبل؟
أن أفوز بالثلاثية المحلية هذا الموسم مع النادي الأهلي، وخاصة الدوري، لأنه غائب عن بيته الأهلي منذ فترة، وأريد تحقيق بطولة أفريقيا مع المنتخب الأول، كما أرغب في المشاركة مع المنتخب في كأس العالم، ودورات الألعاب الأولمبية وذلك على المدى القريب.
رسالة تود أن تختم بها الحوار. ما هي ولمن ستوجهها؟
رسالتي لجماهير النادي الأهلي.
أشكرهم كثيرًا على دعمهم لنا، قبل وبعد المباراة، وهذا المعتاد من الجماهير الحمراء، ومهم أن يعلموا أن لديهم دورًا كبيرًا للغاية معنا. أهدي لهم هذا الفوز، وأقول لهم إن الموسم ما زال طويلًا، وفي انتظار مزيد من الدعم في الفترة القادمة.
شكرًا لك على حوارك معنا في إضاءات.
شكرًا لكم، وبالتوفيق دائمًا.